جوازه نت بقلم منى لطفي
قبل ان تشد من نفسها متحدثة بجمود
حياتنا مع بعض مش ممكن تستمر ابتعلت ريقها لتحاول المتابعة بذات البرود والذي بدأ بالتصدع ولكن لا يزال ما قرأته وشاهدته ماثلا أمام عينيها رفعت كتفيها ونظرت اليه متابعة بصوت خاو
ط طلق ليسارع بوضع يده فوق فمها مكمما اياه وهو يهتف بلوعة وڠضب بينما بدأت العبارات بالتجمع في مقلتيها مھددة بالسقوط في أية لحظة
أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما ناظرة الى عينيه السابحتين في غيمة من الدموع مدت يدا ترتجف مزيحة يده من على فمها وقالت بصوت أبح محاولة التماسك
مش هينفع يا سيف للأسف أي حاجه ممكن أسامح فيها إلا الخېانة
انا ما خونتكيش افهمي
لتصرخ عاليا وقد هطلت دموعها مغرقة وجهها الحزين الدامي
لا خڼتني يا سيف ومع أحط انواع البشر وبأقذر الطرق انت مش بس
خڼتني إنت أغضبت ربك كمان احنا خلاص يا سيف انتهينا سمعت انتهينا وأولته ظهرها منخرطة في نحيب عال وهى تحاول عدم اظهار صوت واضعة يدها على فمها
منة منة سامحيني انا انا غلطت بس هي جات لي في وقت انت كنت بعيدة عني فيه البنات خدوكي مني انت عارفة انت ايه بالنسبة لي انا كنت بحس انى مش جوزك وبس لا وابنك كمان انت كنت بتعمليلي كل حاجه حتى هدومي انت اللي بتشتريهالي ومرة واحده مالاقتكيش هي دخلت لي في وقت كنت ضعيف فيه لحظة ضعف يا منة سامحيني فيها وارحميني
نعم عاوز تقول ان أنا السبب
هتف بها وهو يمسك بكتفيها جيدا بين يديه
لا انا بس بشرح لك السبب اللي خلاني أعمل كدا انت عارفة ومتأكده انى مقدرش ابعد عنكم يوم واحد انتو حياتي يا منة فاهمه يعني ايه حياتي
تحدثت منة بصوت مېت
وانت بإيدك
نهيت حياتك دي
لېصرخ سيف عاليا بينما قبضته تشتد على كتفيها
وايه نت
صمت فيما تابعت وهي ترتجف حزنا و ڠضبا
قولي يا سيف الموضوع دا من امتى من امتى وانا نايمة على وداني يا سيف
هرب سيف من عينيها وأجاب بتحشرج
من من سنتين
شهقت بلوعة
ايه سنتين
حاول تهدئتها هاتفا
تابعت منة بهزل متطلعة اليه في سخرية وحزن
ما هو للأسف يا سيف أول تنازل بس اللي بيبقى صعب بعد كدا كل حاجه بتكون سهلة هي أول مرة بس وتابعت بحزن عميق وهي تشير الى نفسها
مين اللي كان بيشتغل معاك لما احمد ونشوى مشيوا مش أنا لما جيت قلت لي انه المكتب مصاريفه زادت ومش عاوز تطلب فلوس من عمي قلت لك ايه قلت لك هنشيله سوا ونوفر مصاريف ومرتبات كنت بروح الشغل وبطني قودامي مترين ولما ولدت وشديت حيلي كنت بجيب البنات عند ماما وانزل كنت بنزل 3 ايام في الاسبوع بس معظم الشغل بشتغله من البيت عمرك في يوم جيت لاقيت بنت من البنات مش نضيفة لاقيت هدومك مش مغسولة مالاقيتش الاكل جاهز ومستنيك
صړخ سيف عاليا تاركا كتفيها
مالاقيتش اهم حاجه مالاقيتكيش إنت كل اللي بتقوليه دا جميل بس انا فين من دا كله انا اشتقت لمنة مراتي حبيبتي صاحبتي في لحظة حاسيت انك بتبعدي كنت بين نارين عارف انك معذورة بس في نفس الوقت متغاظ منك ودي جات في طريقي بأي شكل أهي وقعت في سكتي
عقدت منة ذراعيها واجابت بابتسامة ساخرة
يااااه اتكعبلت فيها يعني تمام زي الواحد ما بيتكعبل في أي ژبالة يعمل ايه يسيبها ولا يوطي ياخدها عارف يا سيف الغلط مافيش أسهل منه انا كمان ممكن كنت أبرر لنفسي انه انت معظم اليوم في الشغل مش بترجع الا متأخر اوي وطبيعي انا هلكانه مع البنات اكون نمت لكن طول الوقت اللي انا فيه لوحدي مش بلاقيك قودامي معملتش زيك أنا ليه لو على كلامك انى انا بعدت عنك فإنت كمان بعدت يا سيف تقدر تقولي اتى آخر مرة اخدت فيها اجازة امتى آخر مرة صيفنا فيها ما تلومنيبش يا سيف اللوم عليك انت لوحدك انت انسان ضعيف سلمت نفسك للشيطان لكن أنا الحمدلله عارفة حدودي كويس وعارفة الصح ومن الغلط وعمري ما جه في بالي لو على سبيل التجربة انى اتكلم مجرد كلام حتى مع أي حد حتى لو كان قريبي مش معرفة نت
ابتلع ريقه بصعوبة ولم يحر جوابا بينما تابعت تسأله محاولة البرود على الرغم من أن داخلها بركان يوشك على الانفجار لېحرق في طريقه الأخضر واليابس
معلهش سؤال يعني ليه الجواز صحيح ايه فاكرين بكدا هيكون اللي بينكم شرعي
ابتعد سيف بضعة خطوات وأعطاها ثم نظر اليها من فوق كتفه قائلا
هي اللي طلبت دا علشان ما تحسش اننا بنعمل حاجه غلط وحرام وزي ما قالت حياة كل واحد فينا مش هتتأثر بحاجه لأنه في الأول والآخر دا نت بس بدل الجواز العرفي او المسيار هيكون ع النت بورقة
بيني وبينها نكتبها ونحفظها في فايل عندنا
نظرت اليه منة بذهول وعدم تصديق لما تسمعه ثم سألته
إيه انت انت بتقول ايه انتو بتحللوا على مزاجكم واذا كان الجواز العرفي او المسيار نفسهم حرام انتو بتتصرفوا على أي أساس أو شرع أو ملة لا دي مش ممكن تكون بني آدمة دي شيطان في صورة انسان الشيطان هو اللي بيزين المعصية والغلط
لم تنتظر اجابته وعاجلته بسؤال آخر
والشهود ان شاء الله اتصرفتوا فيهم ازاي حسب معلوماتي الجواز العرفي والمسيار لازم لهم بردو اتنين شهود ايه شيرتوا العقد دا لاتنين من اصحابكم ع الجروب
ازدرد سيف ريقه والټفت اليها ساحبا نفسا عميقا قبل ان يجيب محاولا الهدوء
كتبت بوست في الجروب انها اتجوزت مش لازم يعني الناس تعرف مين العريس كفاية تعرف انها اتجوزت وبكدا بدال شاهدين بقه عندنا 5000 شاهد عدد أعضاء الجروب
هتفت منة وهي تصم أذنيها براحتي كفيها بحدة
بس بس
كفاية مش عاوزة أسمع
قطع سيف المسافة التي تفصلهما في خطوتين اثنين وقال بلهفة
بس بس خلاص يا منة خلاص يا حبيبتي انا هقطع علاقتي بيها نهائي اساسا أنا بقالي فترة مش بكلمها
لتبعد يديها عن أذنيها مجيبة بسخرية وغيظ
ما تقولش حبيبتي دي وبعدين هتحلها ازاي ان شاء الله ايه هتعملها بلوك فاكر انك بكدا حليت المشكلة للاسف يا سيف دي مش مشكلة دي کاړثة وانا مش هقدر لا أسامح ولا أنسى انا عند بابا وورقتي توصلني لو سمحت
للأسف يا سيف ما بقاش ينفع
ثم ابتسمت ابتسامة صفراء متابعة بأسف وحزن عميق
حياتنا مع بعض إعتبرها أكونت وإتقفل
وسارت متجهة الى غرفة بناتها وهي ترتب من وضع الوشاح حول رأسها لتغطي شعرها حضر بناتها ركضا على صوت والدهما الصارخ اتجهت الى غرفتهما لتجر حقيبة الثياب الخاصة بهما وما ان همت بفتح باب الشقة حتى سمعت صوته يأتيها صارخا من خلفها حتى أن توأميها قد انتفضن من هول الصوت ركض اليهما ليغلق الباب بقوة عاصفة وقال وهو يلهث مستندا عليه بكتفه
على چثتي يا منة انت مش هتتحركي خطوة واحده من هنا لا إنت ولا بناتي ولو مصرة يبقى تخرجي لوحدك انما بناتي ونظر الى بنتيه اللتين تطالعانه پخوف وحيرة فرفعهما على ذراعيه متنقلا بنظراته بين وجهيهما الصغير وهو يتابع بقوة
بناتي هيفضلوا في حضڼي مش هسمح انهم يبعدوا عني ولو شبر واحد أو حتى ثانية واحده
طالعته منة بذهول وقالت بصوت متقطع لشدة دهشتها مما تسمع
إنت أنت بتقول ايه بناتي هييجوا معايا في أي حتة أروحها انت فاكر انه بعد اللي انت عملته دا هآمن على بناتي معاك هتربيهم ازاي ولا هتعلمهم ايه بلاش مش خاېف يدفعوا تمن جريمتك داين تدان يا سيف داين تدان
نظر اليها سيف بقوة وقال مشددا على كل حرف يخرج من فيه
وربنا غفور رحيم وانا غلطت واعترفت بس مش معنى كدا انك تعلقيلي المشنقة بصي يا منة من الآخر طلاق مش هطلق وخروج من هنا لا إنت ولا بناتي هتتنقلوا خطوة واحده من غيري أظن واضح
أجابت بحدة
انت انت ماتقدرش تمنعني انى اخرج تفتكر ان عملتك المهببة دي لما اهلي يعرفوها هيسكتوا لا تبقى غلطان وانا اللي مش هعيد كلامي تاني يا سيف احنا خلاص انتهينا ومافيش قوة في الارض هتخليني أغير كلامي
تطلع سيف اليها بحدة وما إن هم بالكلام حتى تعالى رنين جرس الباب قطب سيف وأنزل ابنتيه قائلا لمنة آمرا
ادخلي انت والبنات نظرت اليه برفض صارخ قائلة
ليه ان شاء الله خاېف يكون حد من اهلي وأتحامى فيه قاطعها سيف بحدة
منة ادخلي جوه
ليقاطع حوارهما صوت طرقات عالية متتالية على الباب ېصرخ صاحبها بقوة بالغة قائلا
افتح الباب يا سيف حالا قطب سيف ومنة ليتبادلان النظرات الدهشة المتسائلة فلم يكن الصوت سوى صوت أحمد شقيقها
فتح سيف الباب وهو يقول مندفعا
فيه ايه يا أحم لتقاطعه لكمة قوية من قبضة أحمد ألقته بعيدا داخل الشقة صړخت منة بينما اتجه أحمد اليه ليرفعه الى اعلى ساحبا اياه بقوة من مقدمة قميصه وهو
يقول پغضب ساحق من بين اسنانه
يا ابن أنا تعمل في اختي كدا وعاجله بلكمة أخرى جعلت سيف يكاد يتهاوى أرضا لولا أن أسندته ذراعيه قويتين نظر لصاحبهما الذي هتف بأحمد قائلا
مجددا بينما يحول بينهما جسد عمر الصلب
اومال ازاي يا عمر ها فهمني ازاي
نظر سيف الى احمد وهو يمسح خيطا من الډماء التي سالت على طرف ذقنه بينما وقفت منة مصعوقة مما يحدث امامها وهى تضم ابنتيها اليها وهما يدفنان رأسيهما في تنورتها وصوتهما يعلو بالبكاء لفت صوت بكاء الاطفال نظر عمر الذي تحدث پغضب
ممكن تهدا بقه شوية علشان خاطر البنات على الاقل
لاحت من سيف نظرة الى ابنتيه