جوازه نت بقلم منى لطفي
ركع على ركبتيه فاتحا ذراعيه لهما فطالعا والدتهما بتردد خائڤ قبل ان يندفعا الى احضانه فتأوه وهو يحتويهما بقوة بين ذراعيه متنفسا رائحتهما العبقة وهو يقول ملطفا
ما تخافوش حبايبي ما فيش حاجه ادخلوا اودتكم دلوقتي
نظرا اليه بينما مسحت هنا بيدها الصغيرة الډم السائل من فم والدها وهى تقول من وسط دموعها
بث بث انت بينذل منك ډم ثم رفعت عينيها الشبيهتين بعيني والدها الى خالها متابعة پغضب طفولي
اجابت منة محاولة تهدئة ابنتيها
معلهش حبايبي
تدخل احمد قائلا محاولا التحدث بهدوء حتى لا ينفر منه ابنتي أخته
معلهش حبايبي انا انا زعلان شوية تقدمت اليه فرح قائلة بحزن طفولي
لما انا وهنا بنضيب بعض ماما بتسعق لنا وانت كبيي مش صغيي يعني عايف كويس ان الضيب غلط متعملث كدا تاني ماثي ركع احمد على ركبتيه محتويا فرح بين ذراعيه وهو يقول بغصة حزن في صوته
قول آثف لبابا كمان تدخلت منة قائلة بحزم
هنا فرح ادخلوا جوه دلوقتي اطاع البنتين أمر والدتهما فهما تعلمان جيدا أنها ما ان تتحدث بتلك النبرة حتى يكون الأمر واجب النفاذ وبدون نقاش
وقف احمد أمام سيف وسأل پغضب وحزن
ما فكرتش في بناتك قبل ما تعمل عملتك المهببة دي هي دي الامانة اللي أمناك عليها يا سيف انت كان مخك فين وانت بتهبب اللي انت عملته دا
منة مش هي اللي قالت لي يا سيف وعلى فكرة مش انا كمان اللي عرفت اكتر من 500 واحد عرفوا ال 500 دول الفريندز اللي عندك دا اذا ما كانش اصحابك كتروا عن 500 زي ما انا فاكرهم
اعتدل سيف في وقفته امام احمد ونقل نظراته بين هذا الأخير وبين عمر الذي اجاب على تساؤل سيف الصامت في عينيه قائلا بأسف وأسى وهو يشيح بوجهه جانبا
شهقت منة بقوة واضعة يدها على فمها وعينيها متسعتين پصدمة بالغة بينما صړخ سيف بذهول وعدم تصديق بالغين
إييييه
الحلقة الحادية عشر
نظرت منة الى ايناس والتي جاءتها بصينية الطعام كما كل يوم لتعود بها كما هي أشاحت منة بوجهها قائلة بابتسامة حزن
ربنا يخليكي يا ايناس انا عارفة انى تعباكي معايا كفاية هنا وفرح انا سايباهم خالص وانت اللي واخده بالك منهم
ايناس بعتب
اخص عليكي يا منة هنا وفرح دول بناتي زي مرام بالظبط ما تتصوريش هما فرحانين ببعض قد إيه هي فرح حبيبتي اللي احيانا الاقيها مسكتة ولما أسالها تقولي زعلانه علشان بابا حاسة انها لسه زعلانه من احمد مع انه حاول يفهمها انه ما كانش قصده وانه صالح باباها لكن البنت حساسة اوي خصوصا ان سيف مش بييجي
منة بأسى
لسه الحزن جاي يا ايناس بس لازم يتعودوا على كدا انا مش همنعهم انه يشوفوه مهما كان دا أبوهم لكن حاليا أفضل انهم يتعودوا انه مش هيكون موجود معهم باستمرار زي الأول عموما هيتعودوا هما لسه صغيرين
ايناس وهى تنظر اليها بتساؤل
وانت هتتعودي على غيابه
منة بابتسامة أسف صغيرة
هتعود يا ايناس لازم هتعود
ايناس بتردد
منة كنت عاوزة أسألك ومحرجة
منة باهتمام
لا اسألي يا ايناس انت اختي حبيبتي
ايناس بتلعثم طفيف
معقولة يا منة الوقت دا كله ما اخدتيش بالك ان سيف متغير او انه مثلا بيقعد وقت طويل ع النت
منة بابتسامة ساخرة
اخدت بالي طبعا بس سيف كان بالنسبة لي فوق مستوى الشبهات عمري ما كنت أتصور انه يطلع زي الرجالة اللي بنقرا عنهم وماليين الفيس
اعتدلت في جلستها ناظرة الى ايناس متابعة بحزن غيم على ملامح وجهها وعينين فقدتا بريقهما
عارفة يا
ايناس لما كانت أي واحده اسمعها تقول ان لازم الزوجة تفتش ورا جوزها وتاخد بالها منه ما تبقاش نايمة على ودانها كنت بضحك واقول ايه هتشتغل شارلوك هولمز يعني وبعدين ايه العيشة اللي كلها شك وغيرة دي ما كنتش أعرف انى أنا من الستات اللي نايمة على ودانها وان الموضوع مش موضوع تخوين أكتر من انك تاخدي بالك علشان تلحقي جوزك قبل فوات الأوان خصوصا انه فيه ستات على هيئة شيطان زي اللي اتلم عليها دي
لم تعلق ايناس وتركتها تخرج ما بجعبتها فقد شعرت أن منة كانت كأنها
تتحدث مع نفسها ولكن بصوت مسموع تابعت منة بنظرة خاوية
لما لما لاحظت اننا ابتدينا نبعد عن بعض هو علشان الشغل وانا علشان البنات حاولت اننى أكسر البرود اللي في حياتنا يعني مثلا يوم اجازته كنت أخلي البنات يناموا وافضل سهرانه مستنياه ولأني عارفة انه صابح أجازة فكنت بحاول على قد ما اقدر اننا نسهر مع بعض أنا فاكرة في مرة نزلت صبغت شعري واشتريت قميص لانجيري جديد وقعدت استنيته تخيلي لما جه وشافني عمل ايه
نظرت اليها ايناس بتساؤل في حين تابعت منة بابتسامة سخرية
قالي ايه الجمال دا روحت حضرت له العشا وقعدت جنبه اتعشى معلهش يا ايناس اسمحي لي يعني لما جوزك يكون راجل في عنفوان شبابه ومراته ست جميلة وبيحبها وبقالهم فترة بعيد عن بعض المفروض لما يشوفها كدا يحصل ايه
نظرت اليها ايناس واجابت بتلقائية
اكيد مش هيفوت الليلة كدا ثم ضحكت متابعة
هيعملوا ليلة دخلة من اول وجديد
نظرت اليها منة قائلة بجمود
بس مش دا اللي حصل اللي حصل انه باسني وقاللي معلهش يا منون انا جاي تعبان تصبحي على خير حبيبتي
فتحت ايناس عينيها على وسعهما شاهقة بدهشة وقالت
ايه وانت عملت ايه يا منة
منة بحسرة
هعمل ايه يعني بوسته وغطيته ولمت نفسي إني محسيتش بيه أنه جاي تعبان ونمت عادي مش بقولك طلعت مش بس نايمة على وداني لا وبشخر كمان عارفة يا ايناس اليومين اللي فاتوا دول كنت براجع فيهم كل السنين اللي مرت عليا انا وهو كانت تتحاشى ذكر اسمه فإسمه كفيل بجعلها تشعر بۏجع عميق وألم دفين لا تستطع احتماله اكتشفت انى فعلا كنت مغفلة ومع سبق الاصرار والترصد بس عذري اني حبيته أوي وآمنت له أوي أوي وعمري ما تصورت انه ممكن في يوم يحصل حاجه زي كدا
احتضنتها ايناس وهى تقول مواسية
معلهش يا منة غمة وهتزول ان شاء الله انا بجد مش عارفة اقولك ايه بس لازم طنط وعمو يعرفوا لازم تقوليلهم
منة وقد بدأ شعور بالدوار يلفها وهي تحاول مغالبته
هقولهم يا ايناسبس مش دلوقتي لما أهدى الأول علشان اعرف أتكلم معهم
قطبت ايناس ملاحظة منة وهي تضع يدها على جبهتها وقد زاغت عيناها سألت ايناس پخوف
منة مالك أجابت منة بصوت ضعيف متقطع
مش مش عارفة يا ايناس حاسة اني هبطانه مم ممكن تجيبلي ماية بسكر
هرعت ايناس الى الخارج وهى تقول
ثوان حبيبتي
لم تغب ايناس أكثر من دقيقة لتعود فتفاجأ بمنة وقد أرتمت فوق الفراش تقدمت منها وهى تناديها ولكن ما من مستجيب وضعت كوب الماء جانبا وأمسكت رأس منة وربتت على وجنتيها وهى تناجي پخوف
منة منة حبيبتي فوقي منة و ولكن منة استحالت في يدها الى قطعة باردة من الرخام مما جعلها تهرع الى الخارج وهي تصرخ منادية زوجها أحمد
ما تقلقش يا استاذ عبدالعظيم كل الموضوع ان الضغط عندها واطي أوي وبعدين أنا ملاحظ علامات سوء تغذيه عليها واضح انها مش بتاكل كويس عموما المحاليل اللي انا ركبتهالها دي هتخليها تبقى كويسة ان شاء الله اهم حاجه تتغذى كويس وترتاح وتبعد عن أي انفعالات ربنا يطمنكم عليها ان شاءالله
أومأ عبدالعظيم برأسه قائلا وهو يرافق جارهم الطبيب الذي سارعوا للاستنجاد به ما ان وقعت منة مغشيا عليها
ربنا يستر يا دكتور حامد معلهش تعبناك معانا
نفى الطبيب حامد الرجل الأربعيني العمر بهزة من رأسه
ازاي تقول كدا دا الجيران لبعضها بردو عموما أنا تحت أمركم أي حاجه كلمني بس وانا مسافة السلم أكون عندكم انت عارف شقتي فوقكم على طول
غادر الطبيب تصحبه دعوات عواطف التي سارعت بالدخول لابنتها فيما غادر أحمد الذي كان يلازمها لدى معاينة الطبيب لها قال احمد لعواطف
انا هروح أجيب العلاج اللي الدكتور قال عليه يا ماما وعاوز أحلى أكل من ايديكي علشان الهانم لما تفوق أنا اللي هأكلها بنفسي
عاد احمد بالعلاج الذي وصفه الطبيب ودخل ليطمئن على منة فوجدها لا تزال نائمة يرافقها أمه بينما ذهبت ايناس بالاطفال الى الحديقة المجاورة كي لا يصابوا بالقلق لدى رؤيتهم لمنة وهي ترقد مريضة
نادى عبدالعظيم احمد
احمد تعالى عاوزك
علم أحمد أنه قد حان الوقت للافصاح عما حدث بين شقيقته
وزوجها
ما إن أغلق أحمد بابا غرفة الجلوس خلفه حتى وقف والده امامه آمرا اياه بمنتهى الصرامة والحزم
حالا تقولي ايه اللي حصل بين أختك وجوزها انا كنت ساكت الاول ومش عاوز أدخل بقول مهما كان البيوت اسرار ومنة أنا عارف دماغها لكن الموضوع يوصل انها كانت ممكن تروح من ايدينا يبقى لأ لازم أعرف كل حاجه وبالتفصيل
نظر أحمد
الى ولده وزفر عاليا وهو يقول بلهجة التسليم بالأمر الواقع
أنا هقول لحضرتك على كل حاجه
احترم أحمد صمت والده الذي تحدث بعد برهة زمنية
قصيرة قائلا بصوت خرج أجشا رغما عنه حزنا على صغيرته
كلمه يا أحمد عاوز أشوفه
عقدت الدهشة لسان أحمد لثوان قبل ان يفيق من ذهوله ويتحدث بحيرة
نعم عاوز تشوفه يا حاج الموضوع خلص خلاص ومافيهوش فصال
نظر عبدالعظيم لإبنه بنظرة مټألمة وصوت طغى الحزن على نبراته
أختك معاها بنتين منه يا احمد والبنات بيحبوه ومتعلقين بيه اوي واختك نفسها مش شايف حالتها ازاي دي مش حالة واحده بايعه
ليفاجئهم صوت ضعيف ولكن بثقة
واحدة ضايعه بعد الصدمة اللي خدتها يا بابا
نظر كلا من عبدالعظيم واحمد بدهشة