رواية زمهرير من الفصل الرابع والثلاثون إلى الخامس والثلاثون "بقلم ايمان سالم"
والدعاء
كانت تجمع اشيائها قبل المغادرة
ومازال تأنيب الضمير واللوم جلاد لها
حتى النوم جاف عينها أحساسها بالذنب وأن ما اصابه كان بعد خروجه من لقائهم الاخير يجعلها تشعر بالذنب وأنها هي السبب فيما حدث له حتى وإن كان مخطيء سيظل ما حدث له بسببها يؤلمها فالبنهاية هي بشړ ولن تتمنى الشړ لأحد مهما بلغت درجة اذيته لها
تطلعت لها رحمة في شئ من الحزن والألم وهتفت أنت كويسه يا راية
ايوه كويسه ليه في حاجة!
توقفت رحمة عما كانت تفعل وهتفت بصيتي لنفسك في المرايا آخر مرة امتى
زفرت راية بحنق وهتفت بزمت أحنا في وقت ابص فيه في مرايا ولا في حاجة من الكلام ده
بتقولي فيها أنا فعلا مش حاسة إني حامل ! يالا الحمد لله المهم أنت كويسه خلاص يعني نمشى من هنا
هتفت وهي ترفع ايديها لجسدها أنت شيفاني اهه قدامك زي العفريت الضړبة اللي مبتموتش بتقوي يا راية وأختك ماشاء الله اضربت كتيير
ابتسمت بسخرية متحدثه مين اللي بتتكلم رحمة اختي
نظرت لها متعجبة وهتفت كلامك كبير يارحمة والانسان طول ماهو عايش بيتعلم!
عارفة يا راية أول حاجة اتعلمتها إني معدتش اثق في أي حد حتى نفسي معدش عندي ثقه فيها زي الأول
الانسان لازم يثق في الناس اللي تستحق الثقة دي ومش معني إنك اتخذلتي من ناس معينة مش كويسه يبقي كل البشر كده كدابين وخاينين الدنيا فيها الحلو والۏحش
ردت بحزن وصرامة لاخراجها مما هي فيه أنت لسه صغيرة عندك كام سنة يعني عشرين سنة صغيرة الدنيا لسه قدامك هتفتح لك دراعتها صدقيني بكرة لما تتخرجي وتبقي دكتورة وليكي شغلك وحياتك العملية هتحسي ساعتها بنفسك وقيمتك الحقيقية مع كل واحد بيطيب على ايدك مع كل اه بتخفيفيها وربنا بيجعلك سبب في الشفا لسه اللي جاي احلى صدقيني يا رحمة الدنيا هي اللي قست عليكي قبل اوانك بس صدقيني الحلو لسه جاي وبإيدك أنت
شعرت بدوار وهي تنهض فجلست من جديد على مقعدها متحدثه لا مش تحت بس في عريبة مستنيانا هنروح فيها
شعرت بالالم لأجلها فهتفت اكيد هو مشغول مع اخوه ربنا يعينه بس أنت شكلك تعبان خدي بالك على نفسك يا راية أنت حامل
وفيها ايه ولا عشان أنت اختي الكبيرة يعني صدقيني أنا كبرت الفترة الاخيرة دي بما فيه الكفاية
نهضت بوهن متحدثه يالا بينا أنا كويسه متقلقيش كنا بنقول ايه
هتفت رحمة في ضجر متغيريش الموضوع يا راية أنا مش عيله هتغيري الموضوع ومش هتحس هااا ماشي وصدقيني أنت مش كويسه ولازم تروحي للدكتور في اقرب وقت وشك اصفر جدا
ربنا يسهل يا رحمة هو أنا فاضية بالله عليك يمكن التعب اللي أنا فيه من الضغط بس
تمر الايام والعلاقة بين هارون وراية أصبحت مهمشة لا تراه الا صدفة ليلا عندما يمر بالبيت لأخذ بعض الملابس او حاجات اخرى أصبحت اقامته بالمشفى حتى عمله مقصر به ومع خروجه من المشفى توقعت أن تعود الامور لطبيعتها يعود لها ولبيته لكنها صدمت عندما وجدته يجهز حقيبة كبيرة المشهد سحق قلبها وجعلها تشعر أنها لاشيء
وقفت مندهشه مما يفعل وتساءلت في خوف بتعمل إيه يا هارون وإيه الشنطة دي!
تابع عمله متحدثا بهدوء هاخد شويه هدوم لاني مضطر ارجع البيت عند ماما أنت عارف الوقتي ظروف فجر ومينفعش مكنش جمبه وخصوصا أنه لسه تعبان وحالته النفسية تحت الصفر
ارتفت خفقات قلبها تشعر بالخۏف والبعد بينهم يزداد .. وهذا دوما ما كانت تخشاه هتفت وهي تحاول رأب القلق الظاهر على محياها اكيد هو محتاجك جمبه طبعا بس أنت كده هتقعد هناك على طول صح
سؤال كان أم جواب لا تعلم لكن كل ما تعلمه أنا القادم لن يروقها كيف ستتحمل فكرة غيابه عنها بتلك الطريقة توقف عما يفعل والټفت ينظر لها بعمق والعيوان بها عتاب التوتر يطغى عليها فالامور تزداد بينهم تعقيدا ليس فقط بل وبعد منذ ذلك الحاډث اللعېن
جلست على حافة الفراش تشعر بأن اقدامها ماعادت قادرة على حملها ومازالت النظرات بينهم قوية مټألمة
هزت رأسها في قبول للامر متحدثه طبعا طبعا لازم تكون جمبه لكنها اڼهارت للحظة ناظره لاسفل متحدثه طب وأنا يا هارون هتسبني كده
نظر لها متفاجئا وهتف أول مرة اشوفك كده
رفعت كفيها تستند على الفراش لجوارها متحدثه لاني تعبت .. تعبت من كل حاجة يا هارون
استدار عنها يسند كفه على خزانته متحدثا الظروف هي السبب لو عليا مش عاوز اسيبك لحظة لكن انت شايفه بنفسك
روح له يا هارون خليك جمبه هو محتاجك دلوقت اكتر مني
اتجه يغلق حقيبته وحملها متجها لها وقف امامها لحظات لم تستطع رفع بصرها له ظلت كما هي لا ترتد البكاء ولا الضعف يكفي ما يمر به كليهما وهي لا تريد الضغط عليه أكثر
كانت تود اخبارها أنها لا تحتاج شيء سوا بقاءه معها لكنها تماسكت اومأت له في صمت غادر الغرفة وشعور بالدمار قد انتابها سحبت جسدها للفراش تتمدد عليه بصعوبة سامحة لآه كبيره كانت تحبسها بالخروج تتألم وما بيدها حيله للتخلص من ذلك الشعور بالاحتياج والفقدان الممېت
في غرفتها
على فراشها .. لقد افتقدته كثيرا تنظر لسقف الغرفة بشرود كل شبر بها اشتاقت له .. حتى نافذتها .. وصوتها الذي فقدته أيضا بمغادرتها تلك البلاد
تعود لايام الصبى وكأن أصبح عمرها خمسين عام ليست سنوات قليلة فقط تتذكر كل شئ مضى ضحكاتها براءتها كل شيء سرقه الزمن والغربة منها
شاردة في افكارها ولم تلاحظ تلك الطرقات على بابها
ظنها رحيم أنها قد نامت فقرر فتح الباب قليلا لكنه تفاجئ بعينها المتسعة بشرود لاعلى وكأنها معزوله عن العالم لا