رواية زمهرير من الفصل الرابع والثلاثون إلى الخامس والثلاثون "بقلم ايمان سالم"
رحيم خلفهم عندما رأته عزيزة صدمت وفرحه على ذراعه .. فالشبهة لم يتغير كثيرا شعرت بدوامة لكن السؤال الاهم قالته رغم الالم مين ده يا عاصم
دفعه لصدرها متحدثا بصوت منهك ولدي واتجه لغرفة والدته تكاد عيناه تخرج من محجريهما عندما رأها بتلك الصورة
والاخرى في الخارج تقف بذهول تام غير مستوعبة تحتضن الطفل .. فاقترب رحيم متحدثا كيفك يا عزيزة
سألته پبكاء ده واد عاصم جد
ايوه ابنه يا عزيزة
كادت تسقط من الدهشة احتضنته متعجبه وقالت طب ليه مجلتوش يا رحيم ليه تخبوا عننا حاچة زي دي
اللي حصل يا عزيزة وبعدين ملوش لازمة نتعاتب في اللي فات الكل غلط
اومأت مؤكده على كلماته وسألته بدموع اسم ايه
ا أنا طول الطريج مستني فرحتك يا امه اللي هتخفف ڼار جلبي وۏجعي اجوم اجي الجيكي كده لاه ده كتير عليا كله الا أنت يا حبيبتي .. فتحي عيونك وجومي معاي يا امه أنا خابر أنك هتسمعيني جومي يالله معاي نعاود الدار وتاخدي واحفادك فب
لم تجيب ولن تجيب فأمسك كتفها يهزها دون وعي امه
هنا تدخلت الممرضة معنفه اياها أنت يا استاذ أنت اټجننت اتفضل اطلع بارة ايه اللي بتعمله ده
زفرت بحنق متحدثه لأ بقي دا أنت بتهزر اتفضل اطلع بارة وسيب المړيضة الحالة ملهاش زيارات اصلا .. اتفضل .. خرج على مضض يحاول استيعاب الامر القاسې عليه ..
وجلس لجوار الباب على الارض مكسور مهزوم وكأن حصنه العتيد تهدم فوق رأسه وهو الآن تحت الانقاض
اقتربت عزيزة متحدثه پبكاء جوم ياخوي متعملش غي نفسك كده
ياااه دا أنت حياتك كلها ذنوب
يارب متخدهاش بذنوبي يارب هي جوتي في الحياة دي
كان الكل يتألم لكن ما باليد حيلة كما يقولون
مر ثلاثة أيام ...
من سيخبره بما اصابه ... انه لشئ عظيم
وعندما علمت رحمة بما اصاپة لم تتوقف عن لوم نفسها وأنها السبب فيما حدث
والعلاقة بين هارون وراية أصبحت مهمشة .. التوتر يطغى عليها فالامور تزداد تعقيدا على الدوام
35الفصل الخامس والثلاثون
زمهرير إيمان سالم
وحبك بين أضلعي كجمرة من لهيب مشتعل
اخفيها قصرا فتزيد من لهيبها
ليتك تعلم أن حبك هو عذابي الاكبر
وأن لم تعلم يكفي بضعه احاسيس حلوة يوما بقربك عشتها
استرد وعية وبدأ يشعر بتنميل غريب في ارجله شعور لم يعتاده سابقا
وكل من حوله مټألم من سيخبره بما اصابه ... انه لشئ عظيم
بداية من امه وهارون ثم راية المكروهه تقف لجوارهم على استحياء تشعر بعظم الواجب المفروض عليها مع نظرات وكلمات أمه القاسېة الچارحة .. تكفي نظرة الحقد التي تراها في عينها وقتها تتمنى لو تركض بعيد تختفي عن الجميع حتى عن نفسها لقد اهلكتها الضغوط في أكثر وقت كانت تتمنى به الفرحة فخبر حملها يعد اسعد شيء حدث لها بحياتها ..لم يتركوا لها متسع لتشعر بالسعادة بجنينها
يمر الوقت والسؤال المتكرر منه أنا مش حاسس برجلي حاسس انها تقيلة فيها حاجة غربية
وكل مرة يطمئنه الجميع ده بس من آثر الحاډثة وقت وهيروح هتبقى كويس متقلقش كلها مسكنات وقتيه سيمر الوقت وستزول
ورغم الكلمات المعسولة التي يتلقاها الا أنه كان يشعر بالعكس فنظراتهم تخبره بما يخفون
حتى باتت قدرتهم على الكذب فاشلة فكان من دور هارون اخباره بالحقيقة وإن كانت مؤلمة فمعاد لديهم قدرة على الكذب
جلس لجواره على الفراش ...
لا يعرف من أين سيبدأ حديثه ..
فكانت الصراحة هي سبيله أنت قومت من المۏت يا فجر الحمدلله أنك عايش وبخير وسطنا ربنا عاطينا نعم كتير لازم نحمده عليها ولو جه يوم ونعمة من النعم الكتير دي راحتك نحمده برده لازم يكون عندنا الرضى
هتف فجر متسائلا يعني ايه يا هارون تقصد إيه قول أنا حاسس أنكم مخبين حاجة عليا
هتف بصوت مټألم مش قادر اقولها يا اخويا صدقني لكن مش عاوز اخدعك او اعيشك في الاوهام حصلك اصاپة هتخليك عاجز عن الحركة بسبب الحاډثة
نظر فجر وعلامات الدهشة تعتريه وهتف قصدك معدتش همشي تاني على رجلي
كانت تقف في الخارج وضعت يدها على فمها تشهق متآثرة فالموقف صعب للغاية وشعرت بعدها پألم أسفل بطنها فاتجهت للمقاعد القريبة من الغرفة تجلس ومازالت تبكي ومازاد الامر قلق هو خۏفها على طفلها وتفكيرها يصور لها اپشع الصورة .. وهي ټنزف الډماء وتخسر جنينها وكان هذا أشد قسۏة على قلبها من كل شئ فهي طوال تلك المدة تتمني هذا الحمل تريد ذلك الطفل ليدعمها يملئ فراغ قلبها قبل الجميع ولتستقر حياتها الزوجية فكيف لها أن تخسره الآن لربما هلكت وراءه فتلك النبته هي املها القادم ترتكز برأسها على ظهر المقعد تشعر أن حمولها زادت وثقلت فما كان منها الا انها القت حمولها على الله وهو يدبرها بما فيه الخير
امسك كفه في دعم متحدثا هتقوم على رجلك تاني مش هسكت وهسفرك بارة مصر الطب هناك احسن من هنا صدقني يا فجر في حالات اصعب منك وبتوقف تاني على رجلها انا عملت سيرش وشفت أهم حاجة الصبر والارادة ويقينك بالله
ظل فجر صامتا لم يهيج اويعترض كما كان متوقع وفي ذات الوقت لم يقبل يقف في منطقة رمادية .. لكنه ما يدركه حقا وقاله دون ارادته يمكن ده ذنب رحمة وربنا بيخلصه مني يا هارون
أنا متوبتش يا هارون أنا خفت عليها لما حبتها .. يمكن لو كنت توبت بجد مكنش حصل ده كله يمكن مكنتش اتحرمت منها ولا بقيت عاجز بالشكل ده أنا عارف إني غلطت كتير
متقولش كلمة عاجز دي .. صړخ بها هارون منفعلا
هتف بسخرية مريرة ليه مهي دي الحقيقة إني بقبت عاجز آه قدامك
هسفرك وهترجع زي الاول مش هسيبك يا فجر
هتف باستياء أنا راضي يا هارون باللي حصل وعارف إني استاهل اكتر من كده أنا اذيت ناس كتير
ربت على كتفه بحنان متحدثا مش مهم اللي فات يا فجر المهم اللي جاي وأنك اتعلمت واتغيرت أنا متأكد أنك هتخرج من الازمة دي حاجة تانية اقوي من كده
كان ينظر بعيدا بشرود وما عاد يشغل باله شيء كل الامال والصفحات طويت أمامه فما عاد يفرق معه شئ بعد خسارته لها ولم يستطع اخفاء تلك النظرة المنهزمة على هارون لقد مزقته بقوة لكن ما عساه أن يفعل الآن سوى الصبر