الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية زمهرير من الفصل السادس والثلاثون إلى الاخير "بقلم ايمان سالم"

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

36 ج الفصل قبل الأخير
زمهرير إيمان سالم
تركت قلبي لك والدموع تحاوطه
املا في حبك أن يكون باقي
وعندما لمحته عيناك لم تبال به
وذبحته دون لمحة ارتجاف
اليوم هو الاربعين
كانت تجهز نفسها للذهاب مع نساء العائلة لتقديم الواجب كما هو متعارف عليه في الظاهر لكن في قلبها اشتياق لرؤيته لن تنكر ولم يكن السبب الوحيد بل تريد أن تراه بعد تلك الفاجعة فمنذ رأته آخر مرة وقلبها يؤلمها فهي على يقين تام كم كانت تمثل له همت .. زفرت بقوة وهو ترتدي وشاحها الاسود الطويل المتدلي للامام يغطي جزء من وجهها .. لقد عادت لما تركته منذ ان سافرت عادت لكل القيود التي تفرض عليها والآن تراها أكثر من قبل فهي الآن مطلقة ويالعار تلك الكلمة عندهم فهي هم ثقيل لن تنسى نظرات اقاربهم عندما شاهدوها في العزاء رغم انهم المقربين فهي لم تذهب في اول الايام لتلك الاسباب لن تنسي مطلقا نظرات الاستنكار وبعض الاحتقار وهناك من ابتعدوا عنها وكأنها مصاپة بمرض معدي يخشون اصابتهم به

انتهت وكانوا بالاسفل في انتظارها لن تنكر نظرات الاعتراض التي تراها في عين فارس لكنه صمت على مضض امام دفاع رحيم عنها كعادته
اتجهوا للسيارة بالامام الرجال ورحيم يقود وفي الخلف زوجاتهم وشجن متخذ جانبا تنظر من النافذة وتفكر ماذا لو عاد بها الزمن لسن السابعة عشر قبل أن تعرفه..كيف ستكون حياتها الآن هل ستزوجه هل ستضحي بالكثير لاجله وهو لا 
تنهدت بقوة وهي ترى وصلهم لبيته
ترجلوا من السيارة وهي وسطهم تتحامى بهم ونبضات قلبها عاليه تشعر بتوتر غريب كدخولها امتحان مفاجئ
المضيفة لجوار البيت كان في مقدمتها يجلس مكفهر الوجهه صامت لمحت تغيرات كثيرة طرءت على وجهه تلك الذقن النامية وشعره الغير مهذب ليس فقط لكن لمحه الحزن على فراقها لم تنطفئ بعد
لم يلمحها حمدت الله في سرها فهي كانت تسير خلف سلوان قصدا
في الاعلى .. عند النساء لم يكن الجمع كبير فهم جاءوا متأخرين قليلا نزولا لرغبة فارس
جلسوا بعد مصافحة الكل لجوار عزيزة التي بان اليتم في عيناها وكأنها صغيرة لا أحد لها الحزن يرسم لوحة بائسة على وجهها .. جلست شجن لجوارها تربت على كفها بحنان وكأنها تمدها بمواساه مفتقدها من كل من هم حولها .. الجميع يحدجها بنظرات غريبة وهي لا تبال لكن هناك عينان كعيون القطط تتفحصها بشئ غريب امسكتها أكثر من مرة تتطلع لها بتلك الطريقة الغريبة وحينها يكون رد فعلها أن ترفع حاجبها بنظرة تحدي لاتعرف سببها حتى
تنفست بقوة ودعت على نفسها فدائما ما تجذبها مشاعرها لكل شيء سيء ليتها استمعت لنصيحة فارس لكانت الآن لجوار اطفالها في فراشها هادئة بعيدا عن تلك الاجواء التي تزهق روحها
حاولت الاسترخاء واستجماع شتات نفسها من جديد وهي تضم كف عزيزة متحدثة بنبرة حانية غير مصطنعه على الاطلاق حاسة بيك يا حبيبتي الأم دي حاچة غالية جوي كل يوم بيعدي عليكي تجولي هنسى تلجيكي بتفتكريها أكتر من الاول
التفتت اليها بعبرات جامدة تومئ مؤكدة ما تقول
تابعت شجن خابرة جلبك دلوك عامل إزاي ..
تابعت عزيزة بصوت مبحوح حاسة خدوه معاها يا خيتي حاسة اني في حلم مجدراش اصدج بجى دي امي اللي كانت كلمتها تهز الدار راحت فين حاسة إن الدار من غيرها زي الكهف
ضمتها عزيزة لصدرها هامسة اتكلمي يا حبيبتي عسان ترتاحي فضفضي
ارتفع حاجب زوجة خالها وتراقص فمها في حركة سخرية شهيرة تحدث نفسها اظاهر البت دي چاية ومش ناوية على خير واصل
ظلت الكلمات بين عزيزة المستكينة على صدرة شجن وبينها همسات كل منهم تعبر عما بداخلها وفي النهاية ابتعدت عزيزة قليلا متحدثه بنبرة قاطعة مچبتيش العيال معاكي ليه اتوحشتهم جوي
نظرت شجن حولها وقالت بحرص أنت خابرة إن الوجت مينفعش الدنيا تهدى وهخلى رحيم يجبهم لك يوم
سألتها متعجبة ومتچبهمش ليه أنت دي دارك يا شچن!
توترت قليلا لكنهة همست بخجل ده كان زمان ولا ناسية إني طليجة اخوكي وميصحش اجي اهنه الناس تجول ايه
رفعت عيناها بكره وهتفت الله يجطع الناس اللي ميجيش من وراهم غير وچع الجلب
الحمدلله يا عزيزة أنا راضية بكل حاچة وعارفة إن من حجكم تشوف العيال وخت عهد على نفسي من يوم مرجعت البلد مهمنعمش عنكم واصل
اميكت عزيزة كفيها معا متحدثه طول عمرك تراعي الكل جبل حالك
ابتسمت على استحياء واجابتها ياريت الكل هيشوفني بعنيك يا عزيزة
ادمعت متحدثه عشان مهيشوفوش
وكانت كل منهم تقصد عاصم لا غيره فهو متحجر القلب مغشي العين صلف كما يقولون
عادت سلوان لتبقى مع الاولاد وظلت حنان برفقه شجن لتكون سند لها تعلم جيدا أنها لم تعرف بعد بأمر خطبة عاصم وتخشى أن يسئ لها أحد
دلفت عزيزة المطبخ لجوارها شجن تشرف على من بالداخل لتطمئن من كل شئ فهناك واجب للضيافة مفروغ منه
شمرت شجن اكمامها تساعد من تعمل وجلست عزيزة على مقعد جانبي مرهقة غير قادرة حتى على الوقوف ولو قليلا وازاحت وشاحها عن وجهها قليلا فمازال لديها تحسس من تلك الندبة التي تحتل جانب وجهه الايسر
اقتربت شجن بكوب ملئته عصير ووضعته امامها متحدثه بحسم اشربي ده
هتفت عزيزة پألم مجدراش
مينفعش كده أنا خابرة إنك مهتكليش حتى لو مكلتيش هيرجع اللي راح لو صومتي العمر كله
ڠصب عني مجدراش ابص للوكل حتى
وضعت بدها على كتفها متحدثه بحنان خليكي جوية يا عزيزة حداكي رجلين مسئوليتهم بجت عليكي وحدك
اومأت متحدثه خابرة يا شچن خابرة
رفعت الكأس قليلا متحدثه على جد ما تجدري وشك أصفر جوي
تناولت منها الكأس تحاول الضغط على نفسها بكل قوتها حتى تناولت القليل ثم وضعته على الطاولة
في تلك الاثناء ..
دخلت بعزم زوجة خالها متحدثه بصلابة عاوزاش مساعدة يا بت الغالية
انتفضت كلتهما على صوتها وردت شجن بأدب عاوزاكي بخير يا خاله
بينما تهادت من خلفها بجسدها الغص تشمر اكمامها لتظهر ذراعها شديد البياض وهتفت خليكي أنت يا أمه أنا هساعد بت عمتي وخلعت وشاح رأسها لتبقى بشئ صغير لا يخفي عنقها ولا خصلاتها الحريرية المتمردة من ربطتها
تساءلت شجن في داخلها من تلك التي تتصرف بكل هذه الحرية دةن خجل لكنها صمتت وهي تفسح لها المجال وآن لها الآوان أن تعرف من تكون تلك فهي لأول مرة تراها ربما رأتها في عرسها سابقا لكنها لا تتذكرها بالطبع فكانت هناك الكثيرات من الاقارب ومرت عدة سنوات
كانت تستند بمرفقيها على لوخ رخامي وهي ترتب ماذا تقول لتقصف جبهتها وتقطع أرجلها عن بيت خطيب ابنها فالطبع هذا حقها ولن تتنازل عنه لذا بعد صمت ساد لوقت والتوتر يملئ المكان .. وعزيزة تشعر بقلبها ينقبض بقوة فرفعت يدها تضم صدرها پخوف قالت زوجة خالها بهدوء كيفه عاصم دلوك
السؤال عادي للغاية لكن شجن توقفت عما تفعل لحظة لم تلتقطها سوى العينين الخضروتان ببريق غيرة
ردت عزيزة وفي داخلها يدعى لينتهي هذا الموقف سريعا لساته حزين يا خاله أنت خابرة زين كيف كان هيحب أمي
وهي تتحب يا بتي ڤرجها جطع فينا كلنا
رفعت شجن حاجبها بتعجب تشعر أن نبرة تلك المرأة مدعيه بعض الشئ فمن متي كانت زوجة عمها طيبة نعم هي لا يجوز عليها الآن سوى الرحمة لكن الطيبة كانت بعيدة كل البعد عنها
تابعت المرأة في ثبات كان نفسي تحضر فرح جميلة
حمحمت عزيزة متحدثه بهدوء ملاوش لازمه الكلام ده دلوك يا خاله لساته النهاردة الاربعين
مجصديش يا حبيبتي يجطعني لو زعلتك أنا كل اللي مزعلني كان نفسي تشوف ولد جميلة وعاصم زي ما كانت بتتمنى
سقط الطبق من يدها محدثا دويا هائل قبى أن يتهمشم لاجزاء
انتفصت عزيزة تتطلع لظهرها پخوف لكن شجن تحدثت ببطء وكان الحروف ملتصقه بحلقها معليش مكنش قصدي
هتفت أم جميلة في قوة حصل خير خدي بالك المرة الجاية وكانت كلماتها كتنبيه لها أن تحذر
تطلعت العيون الخضراء لها بتفحص بدت شاحبة كليا فشعرت بالغيظ منها والغيرة فهو الآن خطيبها وحدها ولا يحق لها أن تشعر تجاهه بأي مشاعر من أي نوع
لملمت الطبق المكسور كحال قلبها ووضعته في القمامة وهي متماسكة لكن وجهها أصبح شاحب وكأن الډماء غادرته
نهضت عزيزة تقترب منها وهمست لها بتوتر أنت بخير
اومأت في صمت وعيناها تصرخ بسؤال تود التأكد منه فوق العتاب الذي تحمل
هتفت عزيزة بهدوء معليش هتعبك يا جميلة خدي الصينية دي لبارة
هتفت جميلة بسعادة من عينيا يا حبيبتي وحملت الصينية بالفعل وخرجت المرأة خلفها تتطلع لهم بهدوء
هنا تنفست شجن بقوة وتساءلت بصوت باهت مين دي يا عزيزة وعلاجتها ايه بعاصم
كادت تجيب لكن الصوت أتى من باب المطبخ بصلابة وتحدي أنا خطيبة عاصم يا نور عيني
اتسع فمها وشعرت بأن خنجر حاد شق قلبها
دلفت بعدها وكلاهما تتطلع لها بتوتر سحبت وشاحها ووضعته على رأسها متحدثه أصل خابرة زين عاصم هيغير عليا جد ايه
كادت تسقط ارضا بالفعل .. كلماتها عن غيرته معها بتلك الطريقة ذبحتها وهي تعلم مدى غيرته بالفعل اذن فهي محقه وهو يحبها وسيتزوجها
غادرت تتهادي في خطواتها لتشعل قلبها اكثر وأكثر
تكلمت بصوت متقطع عاثم خطب
تألمت عزيزة متحدثه الموضوع مش زي ما انتي فاكرة اهدي وأنا هفهمك امي كان نفسها تشوف خلفه وخصوصا لم تعبت وأحنا .. احنا كنا مفكرين أنك اتجوزتي يا شچن متلوميش عليه في اللي حصل كان ڠصب عنه
لاه حجه يا عزيزة قالتها قاطعة ثم تابعت ربنا يوفجه شكلها بت حلال
نظرت لها عزيزة بتوتر وهتفت تعال نطلع بارة أحنا كمان
وأول خطوة لها كانت مفترشه الارض خانتها ارجلها ولم تدري بشيء حولها انتفضت عزيزة صاړخة بمها وجلست ارضا تضربها على وجنتها وهي تسحبها لذراعها شچن فوجي يا حبيبتي يا شچن
لم تفق كانت الفتاة التي تعمل في المطبخ تتطلع لها پخوف هتفت عزيزة لها بقوة نادي على ستك حنان تجيني بسرعة
نفذت الفتاة كلماتها وفي لحظات كانت حنان لجوارهم ټضرب صدرها بقوة مع شهقة عالية كادت تهز اركان المطبخ
فهتفت عزيزة بتوتر جيباكي تفوجيها معاي مش ټصرخي
حرالها ايه قالتها حنان بارتباك
لا تعرف ماذا تخبرها لكنها قالت بصوت متخاذل عرفت بخطوبة عاصم وبت خالي
يا مرك يا شچن وحاولت رفعها قليلا متحدثه بصوت ملتاع يا حبيبتي كت خاېفه عليها لما تعرف نوليني كوباية ماية
اسرعت الفتاة تلبي ما طلبت وبالفعل ناولتها الكأس بدأت حنان في مسح وجهها بالماء برفق وتدليك كفيها
حتى شهقت شچن بقوة وكأنه غريق عاد للحياة
ضمتها حنان بحرص من اكتافها لثدرها متحدثه فوجي يا حبيبتي لساتك صغيرة على الهم ده كله
نظرت لها عزيزة بلوم كي تصمت ولا داعي لكلمات ستؤلما أكثر
تمالكت شجن انفاسها وسألت بهدوء

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات