رواية زمهرير من الفصل السادس والثلاثون إلى الاخير "بقلم ايمان سالم"
والدوران عشان كده جت لك طوالي أنا رايد شچن في الحلال
فغر فارس فمه مازال لم يستوعب بعد ما طلبه منه كامل
حينها ابتسم كامل بثقة متحدثا كن الجواب بين من عنوانه نجول مبروك
حمحم فارس يحاول السيطرة على نفسه واجلاء صوته ونطق اخيرا خابر يا كامل ان شجن دلوجت مطلجة ومعاها عيلين مهش بكر
هتجول وكني مش ولد عمكم!
الجصد أنها مش لحالها
أنت خابر إن الحاجات دي متجيش كده لسه هاخد رأى رحيم بردك ورأيها واللي فيه الخير يجدمه ربنا
خلاص يا كبير خد الوجت اللي انت عاوزه المهم نسمع خبر حلو
ربنا يجدم اللي فيه الخير يا كامل
هتجول ايه عريس ومين ده بجى ان شاء الله
هتف رحيم في ذهول كامل كامل!
ايوه كامل معدتش هتسمع اياك!
نهض رحيم متحدثا والله لو زي ما بتجول وشاريها كده أنا أول واحد هوافج خيتك لساتها صغيرة وحرام تفضل كده
مسح فارس ذقنه متحدثا وأنا هجول كده بردك
سأله رحيم يعني موافج
لاه أنا اجصد أنهة متجعدش كده لازمها جواز
اكد رحيم برضى وكامل زين الشباب وهيصونها
معاك حج هنادم عليها ونشوف
مر وقت بعدما اخبرها فارس ..
نزل الخبر على مسامعها كالصاعقة
يطلبون منها التفكير في هذا العرض..!
كيف بالله عليهم يفعلون ذلك هل يطلبون منها وأد قلبها ومشاعرها والمشي على احجار من ڼار كيف لها تفعل ومازال قلبها ينبض بأسم آخر بالطبع لايجوز !
ليس لها حجة سوى الاطفال ليمنعوها عما يريدون
عرض الامر على عاصم ومعرفة وجهة نظرة في ضم الاطفال لرجل آخر
يجلس في المضيفة ...
مازالت ملامح الالم والعبوس تملئ وجهه
حمحم فارس متحدثا الحجيجة يا عاصم أنا جايلك النهاردة في موضوع شخصي حاسس حبتين بس أنا شايف إن لازمن يكون عندك خلفية
ضيق عاصم عينيه محاولا الفهم
تبدلت ملامح عاصم لڠضب متذكرا ما مر به
فاسرع فارس مكملا وعارف إن النصيب لحد كده وانجطع ما بينك وبين خيتي
زمجر عاصم معترضا وهتف انجطع ولا جطعتوه يا فارس أنا اللي مكتش لادد على خيتك
ابه عليك يا عاصم روج كده يا اخي خليني اكمل الكلمتين اللي عاوزك فيهم
جول أنا سامعك اهه
عريس صړخ بها منفعلا فأجفل فارس لملامحه المٹيرة للدهشة متسائلا في نفسه هل اصاپة مس شيطاني
نهض عاصم يكلم فارس بتلك الهيئة الغريبة متحدثا كنك جاي تجولي إن مرتي متجدم ليها عريس وده الموضوع الشخصي يا فارس هي الدنيا جرا فيها ايه يا ناس
نهض فارس هو الاخر متحدثا ببعض الحدة جصدك طليجتك مش مرتك أنا عارف حدودي زين ورغم كده جلت اجولك عشان خاطر العيال اللي بيناتكم
مالهم ولادي كمان عاوزين راجل غريب يربيهم
حسك في الدنيا يا عاصم مجولتش كده
امال جولت ايه يا فارس .. لولا أنك الكبير وعارف انك متجصدش كان ليا تصرف تاني معاك لكن اعرف في معلومك كده يوم ما خيتك تختار راجل تاني مهشوفش ضافر العيال واصل وده خلصت الحديت
اللي يريحك يا عاصم على العموم ده حجك رغم إنك حمجي وكلامك دبش
متزعلش مني ياواد عمي لو مكاني هتعمل اكتر
مر شريط حياته امامه فهمس لنفسه معاك حج يا عاصم
غادر فارس من هنا ...
وهو على حالة من الټدخين الشرس والتفكير القاټل يتخيلها بين يدي آخر لكن تلك المرة حقيقية ليست كڈبا كالسابقة رغم أنه ټعذب وقتها في كل ليلة لكن عندما علم بالحقيقة وكأن دلوا من الماء البارد انسكب على ڼار فؤاده فهدأت واختفت النيران لكن مازال اثر الحريق باق والآن يحاولون اشعال الڼار من جديد والله لو فعلوا فلن ينجوا أحد من تلك النيران حتى هي
تقدمت عزيزة تضع الطعام امامه متحدثه بهدوء الوكل يا عاصم
نظر لها متفاجئا وكأنها توغلت داخل عقله فقطعت حبل افكاره فتجهم وجهه متحدثا معوزش وكل هو أنا إيه بجيت عيل صغير عاوزين توكله
نظرت له متعجبه وهتفت مالك يا عاصم حد زعلك في حاچة!
نهض متحدثا مليش دخلي الوكل ولو عاوزه تروحي روحي لچوزك أنا هبجى أكل بعدين
تنهدت بإستجابة متحدثه اكيد اروح يعني معوزش حاچة جبل ما مشي
لاه قالها صارمة
حملت الطعام من جديد ووضعته بالداخل على التسخين فقط إن اراد وسحبت وشاحها على رأسها وجانب وجهها متحدثه بصوت عالي فوتك بعافية يا عاصم هاود عليك الصبح بأمر الله
لم يجيبها بل ظل على صمته حتى سحبت الباب الرئيسي خلفها فأصدر صوت هنا أمسك رأسه بكلتا كفيه يزأر بۏحشيه وكأن اصابه الجنون ولم يرى أمامه من شدة غضبه يهمس بتعب عاوزين منك إيه يا عاصم عاوزين يچننوك مش كفاية اللي چرالك وفجعتك في اعز الحبايب .. رفع رأسه صارخا ربنا يرحمك يا أمه أنت الوحيدة اللي كتي جاري أنت الوحيدة اللي كتي بتجويني على كل ده معتش جادر اكمل من غيرك كتي جوتي
واتجه للنافذة يقف خلفها مستندا عليها وكأنه كهل كبير يعافر الڠرق في بحر هائج ليس هناك مفر سوى السباحة في تلك الامواج العاتية
تتأرجح أمامه صورة شجن وهي نائمة في فراش عزيزة تزلزل ما تبقى لديه من صبر وعزيمة
وصورة آخرى تغزو عقله تنبه بمسئوليته تجاهها جميلة ماذا يفعل الآن لو الأمر بيده لاتجه لبيت شجن دون إذن وضربها ثم استعادها لبيته كحق مكتسب
لكن الأمر لن يتم بتلك الصورة إذن ما يتوجب عليه فعله هو المواجهه والحسم وسيبدأ من بيت خاله الليلة لن ينتظر يوما واحدا
في المساء ...
في بيت خاله ...
كان الأحتفال بدخوله كالاحتفال بعرس وليمة كبيرة وكل شئ على قدم وساق
وهو يجلس يشعر بالذنب تجاههم فما سيخبرهم اياه لن يروقهم بالطبع
انتهوا من الطعام ... حينها انتهز الفرصة متحدثا بهدوء أنا جايلك النهاردة يا خال عشان احط النجط على الحروف وأظن ده الصح
أبتسم خاله مؤكدا وهو يتناول قطعة من الحلوى زين يا غالي زين أنا سمعك اهه جول
بصراحة يا خال حبيت اعرفك الموضوع ده جبل أي حاجة
شعر خاله بالتوتر فنبرة عاصم غير مريحة فتحدث بشك سامعك
أنا عاوز ارجع شچن لزمتي عشان العيال
شهقت من كانت تستمع له بالخارج كاتمة فمها كي لا يصل صوتها لهم وتحولت نظرات عينيها لبركان غاضب
غص خاله بالحلوى فناوله عاصم كوب ماء متحدثا براحتك يا خال
هتف خاله في نفسه وهي فين راحتى دي عاوز تتجوز على بتي جبل ما تدخل عليها
وضع الكوب متحدثا بغيظ كيف ترجعها يعني كنه لعب عيال يا عاصم مش المفروض إنك تتجوز بتي كيف تجبلها ضرة جبل ما تبجي على ذمتك
افهمني ياخال أنا مضطر أعمل كده عشان خاطر ولادي اخواتها عاوزين يجوزوها ومهسبش ولادي
يجوزها ولا ميجوزهاش ملناش صالح بالكلام ده
وولادي
يتربوا زي غيرهم منتوش اول ناس تطلج يا عاصم ولا أنت اللي رايد رجوعها
زفر عاصم بحنق متحدثا لو علاي معتش عاوز حاچة يا خال
جصدك إيه يا واد الغالية!
زفر مجددا وهتف مجصديش يا خال حاچة كل اللي اجصده إني عاوز اتلم أنا وولادي حرام ده
أنطلق الصوت الانثوي المغري متحدثا بإنطلاق لاه حجك يا واد عمتي مهلموكاش عليه
نهض والدها متحدثا پغضب كيف تدخلي المجلس كده من غير إذن هملينا لحالنا
لوسمحت يا بوي عاوز اجول كلمتين وبعدين هدخل
ضړب والدها كف في الآخر متحدثا هتجولي ايه يا بت
أنا موافجة إن عيالك يجوا يعيشوا معانا وهربيهم كيف امهم لكن من غير ما تتجوزها واظن ده حجي يا عاصم
كان يطالعها صامتا يستمع لكلماتها الناعمة التي تخرج بتلك الطلاقة دون أي رد فعل يذكر
اسبلت وهي تقترب خطوة متحدثه بخجل الحل جولتهولك اهه لو شاريني هبجي تحت رجليك العمر كله
ثم استدارت مغادرة المجلس ولم تتهاون في ابطاء خطواتها عمدا ليصدر جسدها الغص ايقاع مظلم مخيف كدائرة سوداء تسحبه
تنفس بعمق وهو يستدير عنها
حدثه خاله بصوت جهوري قوي هااا جولت إيه في كلام بت خالك
زين يا خال هجول لاخواتها دلوك
على بركة الله واعمل حسابك يا عاصم شوي كده نكتبوا كتب الكتاب
اللي تشوفه يا خال بالاذن أنا
وبالفعل غادر متخذا وجهته بيت فارس
في عقر دارهم يتكلم بصوته الحاد عيالي فين عاوز اشوفهم
اسرعت شجن تضمهم لها پخوف فاقتربت منها حنان تهدئها متحدثه خبر ايه يا شچن عاملة كده ليه ده ابوهم وعاوز يشوفهم
هتفت بنبرة متوترة لاه يا حنان صوته بيجول انه مش جاي مش ناوي على خير ابدا جلبي بيجولي كده
استهدي بالله ونزلي العيال مع خالهم ومټخافيش بارة رجاله تاكل الزلط لو فكر بس يعمل حركة كده ولا كده
ظلت شجن كما هي ..هتفت حنان ببطئ يالا يا حبيبتي هاتي العيال
اخذتهم حنان بالغعل واعطتهم لرحيم ...نزل الدرج حاملا كلا الطفلين
وعم الصمت المكان عادا من انفاسهم
تركهم رحيم لجواره متخذ مقعدا مقابلا له في تحدي
ضمهم عاصم متحدثا بهمس لم يصل لاحد اتوحشتكم واتوحشت رحيتها فيكم
تحدث فارس بهدوء لازمتها ايه الغارة اللي عملتها يا عاصم معدناش صغيرين على الكلام ده
هتف وهو يطالعه بضيق جول لنفسك الكلام ده متجلهوليش وعيالي هياجوا يقعدوا معايا من النهاردة خالي العروسة تتبسط
متعجدش الامور يا عاصم وبدل ما تتكلم كده احسب كلامك زين
أنا عارف أنا بجول ايه وزي ما سمعت العيال هتجعد معاي
أحنا رفضنا العريس خلاص عاوز ايه تاني!
عاوز ولادي
بكت من اعلى الدرج متحدثه وأنا عمري ما هسبهم واصل حتى لو جتلتني
بكائها وكلماتها سحبوا النفس الخارج من صدره فبدى على وشك السقوط
معدش ليكي الحج في ده أنت اللي اختارتي من الاول
جذبت الصغير متحدثه أنا معدتش عايشه الاعشانهم وبس لا عاوزه جواز ولا حاجة من الدنيا غيرهم
كانت كاذبة فهي مازالت تعشقه حد الجنون وهو الآخر ود لو اعطاها كف اسقط جميع اسنانها لتبرد ڼار قلبه لكنه ظل يحدق بها بملامح جامدة
وهي تبكي وتنتفض امامه
تدخل فارس متحدثا عاوز العيال يبجوا مع امهم ردها لعصمتك يا عاصم
تجمدت قلوبهم وشريانهم فجأة وكلمات فارس ټضرب تلك الاعناق والافئدة دون رحمة
تحدث عاثم بصوت جهوري ليعذب قلبها لو هرجعها هتكون التانية يا فارس
النظرات تتلاق في عتاب وألم وشوق بعيد
أجابة فارس بالتأكيد إن شالله الثالثة المهم أنك عاوزها
رد بفتور وهو يتأملها معاوزش غير ولادي
اذاقها من نفس الكأس المضني
اوقات تمر وهي مالزالت على قرارها لان تقبل بشريك لها به فهي بكر رشيد وجميلة الجميلات
كان بالداخل ولم تعرف بوجوده
اتجهت للحمام وهناك تلاقت هي وامها متحدثه وبوهن
خطيبك جه عشان نحددوا معاد