الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حواء بين سلاسل القدر (الفصل 1 الى الفصل الخامس 5) بقلم لادو غنيم

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بدروب الحياة تفتح الأبواب .. ويختار القدر أشخاص يطلق عيلهم عنان الأشواك .. أصبحت المختاره لأتنقال بقدما هاويه تجهل السير بتلك السراديب الألهيه .. فيا عازف الأقدار أعزف قدري بالحان السلام فبالله لا تقسوا على صغيره .. جردها القدر من إحلامها 
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد 
نسافر بخيالنا إلى الصعيد و بالأخص قنا فى أحد البيوت حديثة البناء داخل آخر شقه بالطابق الأخير نجد بحجرة النوم فتاه فى

صباح القمر علي أجمد مش شايفه نفسك عامله إزاي 
رفعت يدها و هى تهتف بتساؤل 
قولى بقي إمتى هتتجوزنى رسمى أنا بصراحه كدا مش مقتنعه بالجواز اللى ما بنا 
نعم جواز رسمى 
أيوا جواز رسمى 
نفخ دخانه من جديد بوجهها مجيب بتصحيح جاف 
فوقى يا نهى إحنا كاتبين الورقتين العرفى عشان نحلل الوقت اللى بنقضيه سوا و إنت عارفه كدا كويس و بعدين متحسسنيش إنى ضحكت عليكي 
لم تكن تهتم لكل ما قيل و قالت 
إنت زعلت مكنش قصدي أزعلك بس العشم حلو 
أنا معشمتش حد بالجواز بلاش تسرحى بخيالك عشان ماتقعيش علي جذور رقبتك 
رأت الضيق بعينيه فإحتوت وجنته بكفها الناعم قائله 
إنت زعلت حقك عليا أنا هصالحك 
عارضها مبتعدا عنها يسير للحمام و هو يلوح لها بسبابته برسميه 
لو سمعتك جبتى سيرة الموضوع دا تانى الورقه اللي بنا هقطعها و تروحى لحال سبيلك أنا باجى هنا عشان أروق ساعتين مش تعكننى عليا بلت النسوان بتاعك دا 
دخل إلى المرحاض و أغلق الباب خلفه بقوه فرتجفت ببسمه هاويه تسكن فمها 
تقطع إيه بقي بعد ما لقيت راجل زيك أفرط فيه بسهوله قعده علي قلبك يا جوادي 
التفتت للمرآه تضع مساحيق الزينه و العطر لتظهر بأفضل طله 
و بعد ساعتين على طريق رملى لأحد القري توقف
جواد بسيارته البيضاء بهلع بسبب تلك العجوز التى ظهرت فجأه أمامه و كاد يدعسها و نزل من السياره بحنق يتعارك معها بصوته الجش 
مش تفتحى يا وليه إنت عاميه و لا إيه حكايتك كنت ههرسك بالعربيه ! 
نظرت له العجوز السوداء بعينين يغطيهما الكحل الداكن .. و على ذقنها نقوشات خضراء دائريه و تستر جسدها بالملس الإسود الصعيدي و على رأسها غطاء يحتويها ظلت تناظره لبضع دقائق فى صمت جعلته يذداد حنقا 
إنت هتفضلي متنحالى كدا كتير إبعدي خلينى أعدي بالعربيه 
إسمك إيه يا ولدي 
و إنت مالك بإسمى إيه هتعمليلي محضر 
تحدث بزمجره فقالت بغموض 
جولى إسمك إيه خلينى أجولك عاللى مخبيه نصيبك 
لوي فمه بجفاء
ااه نصيبي هى الست الكباره بقى دجاله 
إخرس جطع لسانك الدچالين بينهم و بين الله أسوار من الڼار إنما أنا بينى و بين الله عمار الغيب ميعرفهوش غير رب الناس اللى يرزجني من فضله و خيرنى عن بعض الناس بهبة المعرفه ياللا جولى إسمك إيه و إنت عامل زي الخيل اللي ملوش لچام 
صق على أسنانه بحنق و هتف 
إصطبحتك زفت يا نهى إسمى جواد وسعى بقى خلينى أمشي 
چواد مش بجولك خيل بيرمح من غير لچام .. هتمشي لما تعرف جدرك مخبيلك إيه 
أخرجت كيس صغيرا من سيالة الملس به قطعة قماش بيضاء وضعتها على مقدمة سيارته و عليها فرشت الرمال التى بالكيس و أخرجت بعض الأحجار غريبة الهيئه وضعتها فوق الرمال ثم نظرة له تتمتم بصوتا غير مسموع بكلمات لم يسمع منها شئ ثم التفتت و نظرة إلى الرمال تتعمق النظر بها و كأنها تقرأ شيئا جعلها تناظره بعين تجحظت بشكلا مريب 
طريجك عوچ .. كله سراديب جلبك مېت مبتخشاش المۏت .. عامل زي الخيل بترمح من غير لچام فى أراضي عامل فيها سيدها بس يا ويلك من اللي چاي هيضعف رمحك حياتك هتنجلب طريچك هيتغير هتشوف حچات مكنتش بتشوفها هتجابل إصغيره هتلچمك بعشجها .. عشجك ليها هيبجى زي السکينه متغرج بدم حد من دمك كل ما تحاول تبعد عنيها هتلاجيها بتجربك منيها إكتير بتخليك تتشعلج بهواها و تبجى ملكها و جلبك مش هيعرف يشوف غيرها و مع كل خطوه رچلك هتمشيها هتوجع فى حفره مليانه أفاعى و ياويل الخيال لما يتلچم بالأفاعى يا ولدي 
كلماتها المفخخه بالألغاز السامه لعقله جعلته يغمض عينيه برفضا لتلك التخاريف و نظر لها يجيبها بقولا جاد 
كڈب المنجمون و لو صدفوا صدق الله العظيم .. تخاريفك خليها لنفسك يمكن تنفعك 
التفتت تلملم اغراضها بقولها الهادئ 
ربنا چعلنى سبب عشان أحذرك بس شكلك إكده رافض إنك تسمع إنت حر يا ولدي ربنا يحميك من الأفاعى اللي هتلچمك و تسم بدنك أما الصغايره هتجابلها دلوك أو بعدين و لما تعشجها هتتوكد من كلامى بس خلى في بالك نهاية طريچك معاها مكتوبه پالدم يا تختار تنچى نفسك يا تختار تنچى حياتها سلام ولدي 
إمشي يا وليه وليه خرفانه صحيح ياللا ياحجه على الله التساهيل 
أشاح بيده برفضا تام لأقوالها و ركب السياره يبتعد عن طريقها أما هى فلم تهتم بعدم إهتمامه و بدأت بالنزول لمنحدر أرض خضراء يملؤها شجر الليمون ظلت تسير بينها حتى وجدت نفسها أصبحت بأرض خضراء دون أية أشجار لا يوجد بها غير بعض الحشائش التى تتناولها الأغنام و نظرت حولها وجدت منزلا قديم يبدو عليه مرور الزمن
فبدأت بالسير إليه حتى توقفت أمام شرفه صغيره تقف بها صغيره يرفض العمر الإعتراف بها فملامحها الصافيه ببرائت الصغار تخدع عين من يراها بشعرها الذهبي الخاضع للأعين و براعة خلق الله في تفاصيل ملامحها تقف بعبائتها الزهريه التى ذادتها جمالا 
فقتربت منها العجوز تقف أمام الشرفه بطلتها المفزعه التى جعلت ريحانه تتراجع بهلع للوراء بقلب كاد يخرج من جوف صدرها 
ماتخفيش يابتى أنذا مش چايه أئذيكي ناولينى حبة مياه عطشانه ريجى كيف الصبار إسجينى يابتى ينوبك ثواب 
نظرة إلى كوب الماء ثم نظرة إلى الشرفه تحسم قرارها پخوف فهى لم تخرج من المنزل منذ كانت صغيره و لم تقابل إمرأه بهذا الشكل المفزع
للعين لكن قلبها رق بالعطف و حملت الماء و بدأت بالإقتراب من الشرفه و هى ترتجف و تهتف بربكه 
هحطلك الكوبايه علي السور خديها و إمشي ! 
حاضر يا بتى .. 
وضعت الكوب و تراجعت للوراء مسرعه پخوف فأخذت العرافه الماء و تناولته ثم وضعته مكانه على السور و نظرة لها ببسمه يحتويها التعجب 
سبحان الخلاج فيما خلج جوليلي يابتى إسمك إيه ! 
بلعت لعابها بربكه أكثر 
بتسألى ليه 
معرفت الصبايا الچومال خير جوليلي على إسمك و هشوفلك نصيبك بتمن الميه اللي شربتها 
ضيقت عينيها متسائله بتوتر 
إنت عرافه !! 
الغيب ميعرفهوش غير اللي خلجنا .. أنا مچرد مرسال للموعودين .. جوليلي علي إسمك و مټخافيش 
تنهدت بإعطائها ما تريد بهدوء 
ريحانه إسمى ريحانه 
إسمك چميل كيفك يا صبيا .. ياللا خلينى أشوف الجدر مخبيلك إيه 
بدأت بإخراج الكيس و وضع القماشه علي سور الشرفه ثم وضعت عليها الرمال والأحجار و نظرت لها تتمتم بذات العبارات المخڤيه و نظرت إلى الرمال .. ثم نظرت لها من جديد تحرك رأسها بحزن 
عينى عليكى يابتى طريجك بدايته هيبجى ډم هيكسي
يدك و يلوث جدرك هتتكبي على إسم راچل جلبه ميعرفش طريج العشج .. هتشوفى المرار و كل ما حياتك تزهر زي إسمك هتلاجى حاچه بتعتمها و تخليها سواد جلبك هيتعلج بيه هتبجى دايبه فى عشجه و هو مش هيسأل فيكى .. فى طريجك أكتر من حيه هيحاولوا يإذوكي حرصي منيهم و خلى بالك راچلك فى حيه متشعلجه بخلجاته مش هتبجى عاوزه تسيبه ليكى هى شيفاه ملكها .. بس النصيب غلاب و إنت اللى هتبجى مراته .. بس يا ويلك من نهاية جدرك اللي بدأ پالدم هينتهى بردك پالدم يا إما دمك يا إما ډم اللى عشجتيه 
تملكتها الرهبه من هول ما سمعته تلك الكلمات المسكونه بالخۏف و الألغاز جعلتها تجلس على فراشها بعين تمردت بدموع صرحت عن نبضات قلبها المرتجفه اما العجوز فلملمت أغراضها و ذهبت
اما ريحانه فنظرت بشهقه لزوجة أبيها التى تدعى غوايش التى دخلت إليها دون إستئذان مثل المعتاد و قالت پحده 
جرا إيه شوفتى عفريت يا جميلة الجميلات
و بعدين مالك قعده كدا ليه ما تفزي يابت أقفي و أنا بكلمك 
نهضت أمامها بهدوء كالمعتاد رغم حزنها من تلك المعامله الجافه 
نعم يا مرات أبويا 
لوت فمها بجفاء 
نعم الله عليكي ياختى هو أنا مش قولتلك تتجري ع المطبخ تغسلى المواعين و تحضرلينا الغدا و لا ست الحسن تحب أدخل أنا بدالها 
قالت متنهده بيأس و هى تسير من جوارها 
حاضر هدخل أعمل اللي طلبتي .. 
إستنى عندك 
وقفت تنظر لها فقالت الأخري ببرود 
مش قولتلك ألف مره الزفت الشباك دا ما يتفتحش إنت إيه مابتسمعيش الكلام ليه !! 
ضيقت عينيها بحزن 
إنت منعانى من الخروج بره البيت الشباك الحاجه الوحيده اللى بتخلينى أشوف العالم اللى بره بلاش تحرمينى منه 
حرمت عليكي عيشتك والله و طلعلك لسان و بتردي عليا ماشي أنا هشوف شغلى مع أبوكي 
ردفت بحنق و هى تغلق الشرفه فاوقفها صوت هشام صاحب الأرض 
صباح الخير ياست غوايش 
تركت الشرفه و هتفت بنعومه تتدلى منها الدلع 
صباح الفل و الياسمين علي عيونك يا هشام بيه خير بتعمل إيه هنا 
قطب جبهته ببسمة تساؤل 
بعمل ايه دي أرضي إنت نسيتى و لا إيه 
غوايش بدلع
صوتى 
لاء منستش بس مبشوفكش بتقرب منها عشان كدا إستغربت !! 
لاحظت عينيه التى تنظر ببسمة إعجاب لشئ خلفها فإستدارت و وجدت ريحانه مازالت تقف مما جعلها تذاد حنقا تأمرها 
غوري علي جوه شوفى أبوكي بلاش مياعه 
إنسحبت علي الفور دون أي إعتراض فسألها هشام مستفهما 
مين البنت دي أول مره أشوفها !! 
تنهدت بجفاء 
دي المزغوده بنت جوزي مبتخرجش من البيت عشان كدا محدش يعرفها 
و المزغوده بقي إسمها إيه 
ريحانهإسمها خساره فيها 
تبسم الآخر بفظاظه 
واضح إنك بتحبيها أوي 
أشاحت بإنكار جاف 
أحبها ولا محبهاش ملوش لازمه 
فرك لحيته بتفكير 
عندك حق ملوش لازمه 
دعته بيسمه أثناء مداعبتها لشعرها 
بقولك إيه ما تتفضل أعملك كوباية ليمون تبل بيها ريقك في الحر دا و لا هشام بيه بيحب الحر اللى بيلهلب البدن 
أدرك مقصدها المنحدر بقذارة تفكيرها 
لاء ماليش في الحر اللى من النوع دا أما كوباية الليمون هشربها بس بالليل هجيلكم 
تآنس و تشرف يا سيد الناس 
ودعته بكلماتها الناعمه مثل غطاء حريري فذهب أما هى فأغلقت الشرفه و دخلت إلى المطبخ حيث تقف ريحانه و تقطع البصل د
حضرلك الخير ياروح أبوكي 
أجابتها بسخريه ثم ذهبت أما هى فلم تكن تملك شئ لتفعله سوا الصمت و تقبل كل شئ يحدث لها 
بعد ساعه بدار الهلالى حيث تجلس الحجه معالى بالمندره و بجوارها تجلس إبنتها سمرا التى تبكى بحصره علي أحوالها 
ربنا يسامحك إنت السبب فاللى فيه دلوقتي 
عارضتها پحده 
ليه عملت فيكى إيه كل دا عشان سترتك زي ما بتقول عوايدنا 
عاتبتها بلوم كاره 
سترتينى و لا دفنتينى بالحيا خرجتينى من

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات