الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جواز اضطرارى (كاملة من الفصل الاول الى الفصل الاخير ) 'بقلم هدير محمود'

انت في الصفحة 3 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


هو قال كده ازاي ازاي يقول عني كده وهوه أيه مش راجل عارف إني بحب واحد تاني وعادي وكان عايش معايا كده وبعدين خلفة أيه هوه اللي مكنش عايز يخلف لأنه مكنش مستعد ل ده وأنا وافقته عشان اللي حكتهولك يا عمي وبدمعة مخټنقة بداخلها قد غالبتها في النزول أزاااي يا عمي ممكن يشوه سمعتي كده أزاي وهوه عارف خالي وكرهه ليا ولأمي قدر يقول عني كده بعد كل اللي عملته واستحملته عشانه 

بصي يا بتي الموضوع ده ملهوش غير حل واحد 
أيه هوه يا عمي 
لازمن تتجوزي عشان تجطعي لسنت الكل 
أيه أتجوز تاني! يا عمي انا قررت مش هتجوز تاني خلاص أنا کرهت كل الرجالة 
لازمن يا بتي وبعدين أنتي مش هتتجوزي أي راجل عاد ده واحد أنتي تعرفيه زين وهيصونك 
يا عمي.... 
قاطعها قائلا يا بت اخوي لما هتعرفي مين مش هتتكلمي واصل 
ماشي يا عمي مين 
أدهم ولد عمك 
أدهم !وأشمعنا أدهم 
أيوه يا بتي أدهم وأشمعنا عشان ولد عمك وأنتي خابرة أنه الوحيد ف خواته اللي لسه متجوزش 
أيه ذنب أدهم يتجوز بالطريقة ديه واحدة متجوزة وكمان متحطمة من جواها ادهم يستاهل واحده يحبها وتحبه 
هو موافج يا بتي وبعدين متجوليش أجده عل نفسك هوه ميلاجيش واحدة زيكيي 
ماشي يا عمي قالتها بيأس وهي تعلم أن عمها لن يتراجع عن قراره 
تحبي تجعدي مع ولد عمك متى 
مريم بإنكسار ونقعد ليه يا عمي هو لو أنا قولت لأ في حاجه هتتغير 
لازمن الجوازة ديه يا بتي حتى لو مش عشانك عشان بوكي الله يرحمه وسيرته الطيبة 
خلاص يا عمي يبقا ملهاش لازمه نقعد ولا نتكلم 
خلاص يا بتي اللي يريحك كتب الكتاب هيكون الخميس الجاي بعد صلاه المغرب 
بالسرعة ديه طب نأجلها شوية 
وه ! وهننطر ايه 
ماشي يا عمي اللي أنتا شايفه بس بعد أذنك مش هحضر كتب الكتاب 
اللي يريحك يا بتي 
وفي الموعد المحدد كان في تلك المرة خالها أول الحضور كان يتمنى أن يستغل الفرصة ليوجعها بحديثه
لكنها لم تحضر ورفضت أن تقابل أحدا جلست وحيده في غرفتها كانت غرفة آخرى غير التي كانت تجلس فيها دوما قالوا أنه فال شؤم أن تتزوج ف نفس الغرفة التي تزوجت فيها من قبل ..لم تكن مريم في حالة تسمح لها ب جدال أو حتى حديث لم يفرق معها شيء كان يدور بخلدها ليله فرحها السابقه مرت أمامها على هيئة ومضات سريعه هل كتب عليها دوما أن تحزن في ليلة عرسها لماذا لكنها سرعان ما استغفرت ربها وقالت في نفسها لعله خير مسحت دمعه كانت قد سقطت رغما عنها و لكن الفكرة الوحيده التي سيطرت عليها كيف لها أن تتزوج أدهم وتكن له زوجة وهي غير قادرة نهائيا على الدخول في أي علاقه الآن لكنه حقه كيف تحرمه من حقه الشرعي وأخيرا استقرت على أنها ستطلب منه مهلة حتى تجمع قلبها ونفسها وتعود ل طبيعتها وإذا رفض فلن تحرمه من حقه أبدا وبينما كانت في شرودها حتى سمعت باب غرفتها يفتح وإذا به أدهم يدخل في صمت نظر لها نظرة سريعه وما لبث أن صرف بصره عنها واتجه ناحيه الشرفة الموجودة بالغرفة وجد بعض الاناس في الشارع فاضطر أن يدخل ويغلقها جلس على الفوتيه الكبير الموضوع في جانب الغرفة نظرت له مريم نظرة طويلة ف هي لم تره من سنين ف لقد كان في أمريكا منذ فتره كبيرة .. كان أدهم رفيق طفولتها وكان بينهما عشق طفولي حتى انه كان يغار عليها بشدة ويرفض أن تلعب مع غيره كان ينتظر قدوم عمه ل زيارتهم حتى يتثنى له رؤياها واللعب معها حينما وصلا لمرحلة المراهقة كانت زيارة والدها للصعيد قد قلت وبعدها التحقا كلا منهما ب كلية الطب لكن أدهم التحق بكلية طب الاسكندرية ولم تعد تراه منذ ذلك الحين لانه بعد انتهاء سنوات دراسته بالكلية سافر لأمريكا لاتمام دراسته العليا هناك وانقطعت أخباره عنها وقد انشغل كلا منهما بدنياه الجديدة ولم يتقابلا حتى اليوم وها هي الآن تراه أمامها من جديد وهو شاب طويل عريض البنيان ذو بشړة تميل إلى السمرة عيناه شديدة السواد لامعه ورموش طويلة وحاجبيين كثيفين وشعره غزير ناعم شديد السواد أيضا كان وسيما حقا وملامحه مصرية خالصة تكاد تنطق لتخبر ناظرها أنه من الصعيد اضطرت أن تبتسم له وقالت له مختلقه أي حوار 
شكلك متغيرش كتير عن زمان 
أدهم ببرود بس أنتي بقا شكلك اتغير كتير 
يا ترى أحلى ولا أوحش 
مفيش أحلى من ملامح الطفولة كفايه برائتها وطهرها 
ودلوقتي أنتا شايف أنها مبقتش موجوده 
مهو اللي جوه بيظهر عل ملامحنا 
مريم وقد عقدت حاجبيها في دهشة تقصد ايه لتكون صدقت الكلام اللي قاله الزفت مروان هو عمي مقالكش الحقيقة ادهم انتا شايف إني بنت مش كويسه أنتا بتشك في أخلاقي !أنا مريم بنت عمك مريم يا أدهم ! 
عمك قال كلام كتيير ملوش لازمة وموضوع أخلاقك والكلام اللي أتقال وكل ده سؤال أنتي اللي تجاوبي عليه مش أنا وعل فكرة مش عايز أعرف ميهمنيش ..وبعدين أيه مريم يعني مش السيدة مريم حضرتك أحنا متقابلناش من سنيين كتيير كفيلة تغير بلاد مش أشخاص 
يعني أنتا مصدق! 
مش هتفرق 
هنا بدأت نبرة صوتها في العلو قائلة أزاي مش هتفرق وأزاي أصلا تتجوزني وأنتا شاكك فيا !ها اتجوزتني ليه 
أولا وأنتي بتكلميني متعليش صوتك ثانيا والله أنا مكنتش عايز عمك هوه اللي أصر وقالي بقا شرف العيله وبنت عمك والناس والكلام ده وأنا وافقت عشان سمعة عمي الله يرحمه هوه مش ذنبه أنه خلف بنت والبنت ديه معرفتش تحافظ عل اسمه 
قاطعته مريم پعنف وأنا مسمحلكش لحد هنا وتقف أنا أخلاقي محدش يقدر يتكلم عنها أنا ب 100 راجل من عينت الحيوان اللي اتكلم عني واللي يصدقه يبقا أكيد زيه 
أدهم ساخرا بصي يا دكتورة مش دكتورة بردو ولم ينتظر رد فهو كان يسأل بغرض السخريه بصي بقا أنا لا عايز أصدق ولا مصدقش زي ما قولتلك مش فارقه اعتبريني مش موجود معاكي أصلا هتعيشي معايا ف شقتي اللي ف القاهرة من غير ما يكون ليكي علاقة بيا ف أي حاجة لحد ما الموضوع يتنسي وبعدها ترجعي شقتك ونتطلق خلصت سهلة أهي 
حرام عليك يا أدهم أنتا كده بټموتني بشكك فيا .. ليه أصلا اتجوزتني ليه وافقت كنت قولت لأ 
ياااه ايه مش هتقدري تعيشي من غير راجل عشان كده وافقتي تتجوزيني بالسرعة ديه طب ومتجوزتيش ليه اللي كنتي تعرفيه على جوزك 
قالك أصلا إني عايزة منك حاجه
لم تنتهي من جملتها تلك إلا ووجدت يد أدهم قد امتدت إليها ومالبث أن نطقت بكلمه واحدة 
طلقني 
أدهم ببرود مش أنتي اللي هتقرري ومن دلوقتي لحد منرجع شقتي مش عايز ولا كلمه 
سكتت مريم لقد خاڤت منه كثيرا كان يبدو عليه الڠضب الشديد عينيه يتطاير منهما الشرر نظراته وكأنه شخص لا تعرفه خاڤت منه ف هي لم تراه منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولا تعلم ما الذي تغيرفيه ويبدو أن الذي تغير كثيرا ف أدهم التي كانت تعرفه لا يمكن أن تمتد يده لټضرب إمرأة قط خاصة وإن كانت هي تلك المرأة يبدو أن سفره ل أمريكا قد أبدله بشخص آخر قاسې القلب ذهبت ل شرفة الغرفة وفتحتها وجلست في أرضيتها تبكي بكاءا شديدا..لم يكن صوتها بالعالي لكن كان يصل ل أذن أدهم الذي انفطر قلبه بشدة من صوت بكاؤها ونهنهتها كان يشعر وكأنها طائر مذبوح يترنح قبل أن يسقط صريعا كيف فعل هذا بها وكيف قال لها تلك الكلمات اللاذعة لقد أخبره والده بما قالته هي عن زوجها هل هذه هي الوصية التي وصاها له والده كما أنه يعلم ابنه عمه جيدا ويتأكد في قرارة نفسه
أنها لم تفعل شيء وإن ما يقوله طليقها ليست سوى أكاذيب يعلم ذلك جيدا لكنها إمرأة وكل النساء
خائنات لابد ألا يتعاطف معها أبدا لكن مع ذلك كان لابد ألا يمد يده عليها كيف فعل هذا وهولم يضرب إمرأة قط لكنها استفزته
مهما استفزته لم يكن عليه فعل ذلك كان هذا هو الحوار الدائر بداخله صوت بكاؤها كان ېمزق قلبه ف هو يكره أن تبكي بسببه إمرأة وانها ليست أي امرأة انها مريم رفيقه طفولته وصباه !.. إن ملامحها مازلت بريئة كما هي! نفس نظرة عينيها القديمة لا يمكن لهذا الوجه الملائكي البريء أن يقترف إثما قط ..عند هذه النقطة نهر نفسه بشدة قائلا لا لا لابد ألا أفكر بهذه الطريقه كلهن خائنات لكن علي الاعتذار بسبب ضړبي إياها ثم أعود لتنفيذ ما عزمت عليه ذهب إليها وجدها تجلس ضامه 
نظر إليها نظرة حزن وشفقه و ألم كيف له أن يؤذي تلك الطفلة 
زفر بضيق من نفسه قائلا مټخافيش مني..أنا ..أنا آسف مكنش قصدي بجد أمد ايدي عليكي أنا عمري ما مديت ايدي على ست ابدا بس أنتي اللي استفزيتيني بكلامك مكنش ينفع تقوليلي كده 
بصوت انهكه البكاءجملة واحده من كلامي استفزتك أمال كلامك اللي قولته عني أيه! مستني مني أيه بعد اللي أنتا قولتهولي 
خلاص سيبك من الكلام ده وادخلي نامي جوه الجو برد عليكي وعشان نعرف نسافر الصبح 
لو سمحت طلقني 
يبقا محلناش حاجة أنا أتجوزتك ل سبب والسبب لسه موجود لازم يعدي شويه وقت ووعد مني عمري ما همد ايدي عليكي تاني أبدا وكلها فترة وكل واحد فينا يرجع ل حياته ف هدوء 
بس أنا مش... 
قاطعها قائلا لو سمحتي بطلي عياط وأدخلي جوه وألحقي نامي شويه قبل ما نسافر الصبح ولا عايزة تفضلي هنا 
لا لا عايزة أرجع مصر 
ضحك بصخب من كلمتها ثم نظر لها بتهكم قائلاههههه مصر وهوه أنا خدتك أمريكا قومي قومي 
مريم پغضب متتريقش عليا لو سمحت وملكش دعوة بيا وبعدين أنام أزاي وأنتا هتنام فين 
أكيد مش جنبك هنام عل الفوتيه اللي جوه 
لا مش هينفع نام على السرير وأنا هنام عل الفوتيه أنا واخده عل كده في المستشفى 
والله ده عل أساس إني سباك مثلا ما أنا كمان دكتور وواخد عل كده 
لم تستطع أن تخفي ابتسامتها من أثر دعابته الغير مقصودة 
طيب تصبح على خير 
وأنتي من أهله 
ذهبت مريم لتنام ب ملابسها ف نظر لها أدهم قائلا 
هتنامي بهدومك! على فكرة أنا ممكن أفضل هنا ف البلكونة وتقفليها عليكي لحد ما تغيري 
لأعادي أنا أصلا مش معايا هدوم 
مټخافيش احنا مش ف المقاپر عشان تخافي كده .. ديه أمي وأكيد جايبلنا الفطار 
أومأت رأسها بالايجاب وبدأت ملامحها في الارتخاء وتنفست الصعداء ثم
 

انت في الصفحة 3 من 77 صفحات