الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية جواز اضطرارى (كاملة من الفصل الاول الى الفصل الاخير ) 'بقلم هدير محمود'

انت في الصفحة 4 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


جلست بأريحية ..ذهب أدهم ليفتح الباب لأمه التي قالت بفرحة 
صبحيه مباركة يا ولدي 
شكرا يا أمي 
وسع أجده لما أبارك للعروسه 
حاول منعها من الدخول لكنها لم تمهله فرصة لذلك 
أيه يا بتي أنتي لسة بخلجاتك من عشيةقالتها والدته بدهشة 
رد أدهم لينقذ مريم عادي يا أمي هي مش معاها هدومها هنعدي نجيبها قبل ما نروح على شقتي أو حتى نجيب هدوم جديدة 

أيوه يا ولدي اشتريلها خلجات جديدة عشان فال عفش تدخل شوجتك ب خلجات جوزها الأولاني ..ثم تحدثت وكأنها تذكرت شيئا آخر بس ياولدي أنتو أجده مدخلتوش قالت كلمتها الاخيرة بهمس 
ماشي يا ولدي براحتكوا يعني مليش صالح ومدخلش بنتكوا 
مش كده بس... 
قاطعته قائلة افطروا وهننطركوا تحت لو هتجعدوا معانا 
لا هنفطر ويدوب نلحق نسافر 
هتسافروا دلجيت كيف يا ولدي بس 
يا أمي شغلي وكمان شغلها لازم نسافروبعدين هي مش حابة تقعد هنا 
يا ولدي ونجول للناس ايه! 
قوليلهم طز محدش فارق معانا ف حاجة 
يا ولدي بس عوايدنا 
عوايدكم أنتو ولا أنا ولا هي 
أنا هروح أجول لأبوك عاد وهو يتصرف معاك 
دخل أدهم ووجد مريم تنتظره وهي تخشى أن يطلب منها أن تظل هنا ف هي قد سمعت والدته وهي تتحدث عن سفرهم وعلمت أنها ترفضه 
أوعى تقول أننا هنقعد هنا تاني 
لا مټخافيش هنمشي بس افطري 
طيب معلش هستأذنك نعدي على شقتي أجيب هدومي من هناك 
لا 
ليه 
هنشتري هدوم جديدة 
ليه 
زفر أدهم بضيق قائلا هو كل حاجة ليه 
مش لازم افهم 
لأ 
مريم بإصرار وأنا مش عايزة أجيب هدوم جديدة 
أدهم بنفس الاصرار وأنا عايز 
ليه هو أنتا اللي هتلبسهم ولا أنا! 
زفر بضيق شديد من مجادلتها أنتي وعشان أخلص من الاسئلة مش هتلبسي هدوم راجل تاني في بيتي حتى لو مش هتكوني مراتي فعليا بس بردو أنا محبش أن يكون في بيتي أي حاجة تخص راجل تاني 
أنا مش هشتري هدوم تاني 
أيه خاايفه يوحشك طب وكنتي اتطلقتي ليه ولا هي الخېانة في دمكوا وخلاص 
طب يلا افطري خلينا نلحق نسافر أنا حاجز الطيارة عل الساعه 4 
طيارة ليه مكنت حجزت قطر مش مستاهلة 
أنا حر هو أنتي اللي هتدفعي ولا أنا! 
أنتا ..بس أنا مش عايزة حد يدفعلي حاجة 
أنا مش حد أنا جوزك 
نعم !جوزي ايه 
جوزك ف أي مصاريف وف أي حاجة تحتاجيها أكيد مش هتصرفي على نفسك أنتي متجوزة راجل 
بس.... 
قاطعها وهو يزفر بملل قائلا أنتي زهقتيني الواضح أنك مجادلة ومبتزهقيش اسكتي شوية وافطري وخلصيني بدل ما نبات هنا 
أنتي حرة ثم استطرد قائلا طيب أنا عايز أغير هدومي ممكن تطلعي البلكونة ولا تحبي أغير وأنتي واقفة 
مريم بخجل لا لا لا أنا هخرج 
ابتسم
أدهم رغما عنه على خجلها الشديد لا يمكن أن تكن تلك المرأة خائڼة هذا ما حدثته به نفسه ..ارتدى ملابسة وخرج من الغرفة ودخلت مريم عدلت من ملابسها وحجابها الذي لم تخلعه منذ البارحة وبينما هي واقفة أمام المرآة فردت شعرها خلف ظهرها لتعيد ربطه مرة آخرى كي لايظهر من الحجاب فإذا بأدهم يدلف فجأة للغرفة مرة آخرى لأنه قد نسى هاتفه اغتاظت مريم منه وشعرت بالاحراج لرؤيته لها دون حجاب فقالت 
ايه مش تخبط حد يدخل كده 
آسف نسيت بس ديه أوضتي أصلا ومش متعود أن حد فيها وبعدين عادي يعني إني أشوف شعرك مش حرام أحنا اتجوزنا امبارح على فكرة وأكيد مش هتفضلي قعدة بالحجاب طول الوقت 
متجوزين لمدة معينة وعلى الورق يعني مش جواز أصلا 
لأ عادي جواز شرعي وحلال احنا بقا حرين عايزين نكمله براحتنا مش عايزين ده ميخليهوش باطل 
كان أدهم مازالت عيناه معلقة على شعرها إنه رائع ناعم طويل يصل إلى نهاية ظهرها أو أطول قليلا لونه حالك السواد بدو انهما ورثا نفس لون العين و الشعر من عمه والدها تذكر حينما كانوا أطفال كان يعشق شعرها الأسود الفحمي الطويل وأحيانا كثيرة كان يساعدها في تصفيفه ... 
أخرجته هي من شروده وتفحصه بها قائلة طب ممكن تتفضل بقا خليني اعدل حجابي وأنزل وراك 
ماشي متتأخريش فاضل حوالي ساعتين 
قال جملته الاخيرة ولم ينتظر ردها وهبط لوالده الذي كان بإنتظاره بالأسفل 
صباح الخيرقالها أدهم وهو ينظر ل والده 
تتصبح بالخير يا ولدي أنتا هتسافر دلجيت صوح 
أه يعني ممكن نصايه كده ونتحرك ما أنتا عارف المطار مش قريب من هنا ومش عايز نتأخر عل الطيارة 
مكنتوا جعدتوا معانا يا ولدي يومين أجده 
معلش يا حج لازم أسافر 
براحتكوا يا ولدي دير بالك على بت عمك هي ملهاش غيرنا يا ولدي ديه ولية بردك ومن لحمنا ودمنا أوعاك تنسى أجده 
صباح الخير يا عمي
قالتها مريم 
يسعد صباحك يا بتي ان شالله تكوني نعستي زين أنا وصيت أدهم عليكي ولو ضايقك ف أي حاجة كلميني 
شكرا يا عمي 
وفي تلك الأثناء طرق أحدهم الباب وكان الطارق هو خال مريم ولم تستطع الهرب من تلك المواجهة المحتومة نظر لها خالها قائلا بتهكم 
أيه يا بت أختى مش رايدة تجابلي خالك كنت جايلك عشية وجالوا مشغولة 
معلش يا خالي كنت تعبانة شوية 
من أولها اجده تعبانة وبعدين أيه أنتو مهملين البلد ولا أيه 
أه راجعين القاهرة 
هو أنتي لحجتي ده يدوب عشية كانت دخلتك 
عادي ورانا شغل هناك 
على العموم يا بت أختي مبروك للمرة التانية على الله المرادي بجا تعرفي تصوني بيتك وجوزك 
عند تلك اللحظة خرجت مريم عن هدؤها المصطنع فقد انتهى كل صبرها ولم تستطع الاحتمال أكثرف ردت بحدة قائلة 
بص يا خالي أن كنت جاي تبارك ف شكرا لكن هتتكلم عني كلمة تانية أنا مش هسكت 
كان أدهم قد ابتعد قليلا عندما وجدها تتحدث مع خالها لكن حينما سمع صوتها قائلا 
خير يا جماعه في أيه خير يا عم أحمد 
خالها ببرود أسأل مرتك يا ولدي 
مريم بعصبية والله يسألني! وكأنك متكلمتش ده كأني مش بنت أختك
خالها بحدة اتحشمي يا بت 
مريم بحدة مماثلة أنا مش بت أنا الدكتورة مريم .. 
وجهت نظرها ل أدهم قائلة 
لم ينتظر رده بل نظر لوالده قائلا 
بعد أذنك يا حج عشان نلحق الطيارة ..يلا يا مريم قالها بحزم 
وكأنه تذكر شيئا لم يقوله ل خالها الذي استفزه كثيرا ..عل فكرة يا حضرت احنا مسافرين نقضي شهر العسل في شرم بس كنت عاملهالها مفاجأة بس أنتا بقا اضطرتني أحرقلها المفاجاة 
نظرت له مريم بعدم فهم واستغراب شديدين ..فلمحها أدهم ولفرق الطول بينهما ظهرت وخرجا من بيت والده على تلك الهيئة وسط دهشة والده وخالها وأمه ومريم نفسها 
أيه اللي قولته ده قالتها مريم متسائلة 
شششش اسكتي لحد ما نوصل للمطار 
شرم أيه اللي هنروحها 
الله مش عروسة وفي شهر العسل هتروح فين يعني بالعقل كده هتروح الشغل! 
أنا مش فاهمة حاجة 
بعدين هتفهمي 
وبالفعل وصلا للمطار وكانت الطائرة متجهة للقاهرة وليس شرم الشيخ وبعدما ركبا الطائرة نظرت له مريم بدهشة قائلة 
ممكن تفهمني بقا ما أحنا رايحين القاهرة أهوه أمال أيه الي قولته هناك ده 
وأنتي عايزاني أقول أيه قدام خالك
ده ما كان لازم أقول كده عشان محدش يتكلم وعشان اخرسه وبردو اخليه يوصل للناس كلها أننا مسافرين وهنقضي شهر العسل وب كده هيكون كل الكلام هري ملهوش معنى ولا فايدة فهمتي 
أها ..على العموم شكرا ليك جدا أنك رديت على خالي أنا مكنتش عارفة أعمل أيه ولا أقوله أيه 
ليه عشان هو على كلامه صح 
يعني انت بعد الكلام اللي قولته ل خالي ده بردو لسه مش مصدقني طب دافعت عني قدامه ليه أنتا أيه عندك انفصام
أجابها ببرود قائلا لا بس أنا قولتلك أنا اتجوزتك ليه وده نفس السبب اللي خلاني اتكلمت كده مع خالك وبعدين أصلا هو شخص مستفز مش أكتر 
براحتك أنتا حر تصدق أو متصدقش مش هدافع عن نفسي لأني أصلا مش موضع اتهام 
اتفضلي خليني ألحق أروحك عشان أروح العيادة وبعدها المستشفى عشان عندي سهر النهارده 
عايزة أروح شقة بابا أجيب هدومي 
لازم يعني النهاردة 
طبعا أمال هفضل قاعدة كده وبعدين عادي اركب انتا عربيتك وروح بيتك وأنا هروح أحضر هدومي
وأبات في شقتي النهارده وبكرة ف أي وقت تبقى تعدي تاخدني 
نعم !أنتي عبيطة ولا أيه 
لو سمحت مسمحلكش تغلط فيا 
أنا آسف مقصدتش بس مهو أكيد مش هسيبك تروحي لوحدك لا وكمان تباتي في شقة تانية بردو لوحدك 
بجد ما أنتا هتسيبني أبات لوحدي في شقتك وبعدين هو أنتا صدقت أنك جوزي أفرق معاك في أيه أروح لوحدي ولا تروح معايا وبعدين أنا مش طفلة يعني 
بقولك أيه مش عايز جدال كتير خلصي قوليلي العنوان خلينا نروح نجيب الهدوم ونخلص 
هنروح أزاي ببوزك الشبرين ده 
زفر أدهم بضيق قائلا أنتي مالك ببوزي ولا بغيره هو أنا بقولك حبيني خلصي بقا واركبي 
هو انتا أصلا راجل يتحب هو في ست عاقلة تحب واحد زيك مستفز وشكاك وكلامك زي الدبش 
أنتو بس اللي صنف نمرود ومبيعجبهوش العجب خلصينا بقا
ركبت السيارة بتأفف وجذبت باب السيارة پعنف نظر لها بغيظ قائلا 
بالراحة بس شوية ده مش ميكروباص 
أوووف ممكن تتحرك 
اتجه أدهم حيث منزلها وحينما وصلا للمكان نظر لها قائلا 
هنا 
أه ..اتفضل بقا خليني ألحق أجيب الهدوم 
لأ اطلعي وأنا هستناكي هنا 
وليه متيجي معايا عشان لو طولت متقعدش كل ده في العربية 
أيه كل ده !أنتي بالكتير قدامك نص ساعة مفيش وقت وأبقي تعالي مرة تانية هاتي بقيت حاجتك 
نص ساعه أيه مش هلحق وبعدين قولتلك خليني أبات هنا 
قولت لا وبعدين أنتي بتجادلي كتييير ليه خلصي بقا 
ترجل من سيارته وذهب ل بابها ففتحه لها قائلا 
اتفضلي ..ياريت تخلصي بسرعة ومتتأخريش 
عجبتها تلك الحركة الرجولية التي فعلها ولكنها مع ذلك لا تطيقه بطريقته المستفزة لها ..صعدت ووضعت جزء من ملابسها الضرورية حتى لا تتأخر عليه لكن في أثناء نزولها الدرج قابلت جارتها العجوز التي ظلت تتحدث معها لأكثر من نصف ساعة ولم تستطع مريم التملص منها وإذا ب أدهم يأتي ليجدها تتحدث مع تلك الجارة رأت شرارات الڠضب تتطاير من عينيه ف هتف بإسمها قائلا 
مريم أيه مش هنمشي متأخرين 
حاضر بعد أذنك يا طنط 
اتفضلي يا حبيبتي ده جوزك صح 
أه يا طنط بعد أذنك 
وما أن ذهبت معه واستقلت السيارة التي لم ينسيه غضبه منها أن يفتح لها بابها وما أن دلفت حتى انطلق مسرعا لمنزله لم يتحدثا حتى وصلا للشقه التي ما أن فتحها حتى فاحت برقيها وذوقه الرفيع في اختيار كل شيء فيها من الاثاث حتى الديكورات والفرش وألوان دهانات الحائط لكن لم تستطع مريم أن تتأمل جيدا لأنه ما لبث أن دخلا للشقه حتى بدأ في اظهارغضبه قائلا 
أقولك نص ساعه تقعدي أكتر من ساعه لأ وواقفة تتكلمي ولا كأن في واحد مستنيكي أيه هو عند وخلاص ولا سخافة ولا أيه 
عند ايه بس! أنا كنت خلصت ونزلت فعلا بس جارتي وقفتني ومعرفتش اتحججلها بإيه
 

انت في الصفحة 4 من 77 صفحات