رواية بغرامها متيمُ الفصل الأول 1 "فاطيما يوسف"
ايه
امتعضت ملامح وجهه من استفسارات ابن عمه الغريبة في وجهة نظره ثم تحدث بنبرة تهكمية
_ طب هي داي أمور ينفع نتكلم فيها ياجاسر أو أحكي لك عنيها ! ماتهدى اكده وتروق على حالك ولو انت عايزها سيب الأيام تكشف لك كل حاجة متتعجلش دي إنت حتى مدارش بينكم حوار ولا سلام واصل .
قام جاسر من مكانه وذهب ناحية النافذة ثم طلب منه
_ طب ماتكسب فيا معروف وقول لها المعاد النهاردة مش بكرة واني مستني المقابلة بتاعتها
ضحك عمران على حالته المتعجلة ثم أردف بكلماته التي أصيبت الآخر بالخذلان
_ مش لما توبقى توافق الاول على الشغل عنديك ياجاسر توبقى تاجي أو متجيش !
ثم هتف بنبرة منزعجة
_ متفسرش في وشي اكده واصل هتاجي إن شاء الله والبركة فيك يابن عمي
واسترسل حديثه وهو يحاول استعطافه بنبرة تبدوا أكثر تأثيرا
_ هو إنت منفسكش ولد عمك يستقر كيفك اكده ياعمران
بص اني قاعد مستني مقابلتها من دلوك
وأكمل بنبرة رجولية وصوت جاد كي يطمئنه
_ ومتقلقش أني لا يمكن أعمل حاجة تضايقها أو تغضب ربنا يعني متقلقش ياخوي أني سكتي دوغري ويمكن ده اللي وصلني لحالتي ومزاجي السئ اللي بعاني فيهم دلوك .
لاحظ جاسر صمته فسأله بنبرة حزينة لظنه انه معترضا على طلبه
_ شكلي اكده بتقل عليك يابن عمي هسيبك دلوك سلام .
هتف عمران متعجلا قبل أن يغلق الهاتف
_ ياعم استنى هو انت مالك دماغك صغيرة اكده ليه !
وأكمل بطمئنة كي يشرح صدره
_ هنكون عنديك إن شاء الله النهاردة المغربية اكده.
_ صوح ياعمران
والله إنت اجدع ابن عم في الدنيا .
ضحك عمران على طريقته وفي نفس اللحظة اندهش لتسرعه ولهفته ليقول بتعقل
_ اهدي اكده ومتوبقاش مدلوق وخليك راسي وتقيل علشان أم الزين طريقها صعب وعايز صبر ويا تفلح يامتفلحش انت ونصيبك بقي .
ابتسم جاسر ثم أردف باستفسار دون أن يعتري نصيحته أدنى اهتمام
_ هي بينادوها بأم الزين داي هي الزين والحلا كله كويس انك عرفتني الحتة داي
واسترسل حديثه بنبرة حماسية متعجلة وهو يخطو تجاه مكتبه يحمل مفاتيحه
ضحك عمران على طريقته الصبيانية ثم ردد مداعبا إياه
_ هتظبط حالك كيف يعني ! هو إنت هتقابل رئيس الجمهورية وأني مدريانش
رفع حاجبيه باستنكار من كلامه المغلف بالسخرية
_ ملكش صالح عاد وبعدين أني طول عمري بحب أهتم بمظهري وانت عارف اكده واصل يالا سلام يارخم.
أغلق الهاتف معه ثم خرج من مكتبه قاصدا منزله
أما عمران ردد بخفوت وهو يتطلع بعقله إلي الأمام
_ كانك رايح لۏجع القلب بيدك يابن عمي الله يعينك على اللي انت رايح له .
ثم قام من مكانه يهبط الي الأسفل كي يبحث عن سكونه .
هبط من سيارته الفارهة ذات اللون الأبيض ثم ضغط على الزر الموجود بمفاتيحه ليتمم إغلاق سيارته جيدا وما إن هبط حتى شعر بحرارة جو الصعيد تغزو جسده فقد كانت سيارته مكيفة ولذلك أحس بالني ران الآتية من كل صوب وحدب وكأن آشعة الشمس سلطت حرارتها المنبعثة من ضوئها على ذلك الفارس
خلل أصابع يديه بين خصلات شعره ذو اللون البني المائل للون الذهبي قليلا وهو ينفخ بضيق ثم فتح أزرار قمصيه الأبيض أعلى صدره وكأنه بتلك الحركة سيدخل الهواء إلى صدره يشعره بالراحة ولو قليلا وحدث حاله بضيق بصوت خفيض وهو ينظر إلي المكان من جميع اتجاهاته وقد رأى الازدحام حوله بطريقة لم يراها من ذي قبل
_ أووووف زحمة بطريقة أوفر وحر وريحة لاتطاق ربنا يسامحك يابابا على اللي انت عملته فيا ده
ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهاتف والده وما إن آتاه الرد حتى ردد بطريقة منفعلة
_ يعني يابابا ده مكان تجيبني فيه حر وزحمة لاتطاق وحاجة منتهى الفرهدة وۏجع القلب والأعصاب
وأكمل وهو ينفخ پغضب
_ مش عارف ليه بتعمل معايا كدة كأني مش ابنك الوحيد والله !
رد ذاك الجالس في مكتبه وهو يستند بكبرياء اعتاد عليه
_ متأفورش عاد أني وديتك بلدي اللي اتربيت فيها سنين شبابي وعارفها كويس ولو مكملتش فترة الانتداب بتاعتك انت عارف تحذيري يافارس
تأفف الآخر ونظق بغيظ قبل أن يغلق الهاتف فهو يعلم جيدا تصميم والده على شئ ما وأن رأسه يابس ومهما تحايل لن تجدى محاولاته نفعا
_ أمممم ... تمام يابابا بهدل فيا على كيفك لما أشوف أخرة اللي بتعمله معايا ايه ! سلام .
أغلق الهاتف ودلف إلى ذاك البهو الواسع وهو يتمشى في حديقته بكبرياء لم يسبق من قبل ولكن عند فارس عماد الألفى ذاك الشاب الثلاثيني إلا ثلاث سنوات ذو الطول الفاره والجسد الرياضى والبشرة البيضاء
وقف أمام الأسانسير كي يصعد إلى الطابق الرابع ولكن وجد ازدحاما أمام الباب فصعد إلى الطابق الثاني فهو يكره الازدحام كثيرا ويشعر بالاختناق من وجود أناس كثيرون حوله
انتظر طلب من بالأسفل ثم بعد خمس دقائق طلب المصعد وانتظر قليلا حتى توقف وانفتح الباب
خلع نظارته وأمسكها بيده ثم نظر إلى المصعد يتفحص العدد الموجود فيه ولكنه وجد تلك الفتاة التى تقف تعدل حجابها في مرآة المصعد وما إن رأته حتى أشارت بيديها قبل أن يدلف وهي تمنعه
_ ممكن متدخلش لو سمحت وتستنى تطلبه تاني
اتسعت مقلتيه وهو ينظر إليها باستنكار من هرائها من وجهة نظره ثم نطق بنبرة استيائية مفتعلة بعض الشئ من طلبها الغريب وهو لم يعطي طلبها أدنى اهتماما ودلف على الزر وكل ذلك في غصون ثواني
_ نعم يا آنسة !
وقبل أن يكمل كلامه أشارت إليه بيدها قبل أن يضغط على الزر
_ طب استنى هخرج أنا لو سم.....
لم تكمل كلامها وقد انغلق باب المصعد وبدأ في الصعود تحت تذمرها فعقب هو على طريقتها اللامعقولة من رأيه
_ هو أنا راكب مع السفيرة عزيزة وأنا مش واخد بالي ولا ايه يعني !
ثم نظر إليها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها مكملا سخريته منها
_ أنا لو عليا ميشرفنيش أركب مع إللي شكلك والله
اتسعت عيناها من قلة ذوقه ولسانه الغير راقي في حديثه ثم رفعت أصبعها في وجهه