رواية بغرامها متيمُ الفصل الأول 1 "فاطيما يوسف"
ذهب إليها ثم اتسعت مقلتيه وهو يتحقق من هويتها واقترب منها هاتفا بذهول وهو يحاول إفاقتها
_ آنسة فريدة !
وأكمل وهو ينظر إليه سائلا إياه بقلق
_ هي حصل لها ايه بالظبط ومين إنت علشان تشيلها كدة
نفخ ذاك الفارس بضيق وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا بملل مجيبا إياها بكلمات قليلة وكأن لسانه ابتلع الكلمات من شدة كبرياؤه الذي تربى واعتاد عليه في معاملة الغير
_ النور قطع في الاسانسير وهي وقعت واغمى عليها اما انا مين شيء ما يخصكش .
مط الطبيب شفتيه بامتعاض من ذاك المفتقر للذوق والأدب في الأخذ والرد وقرر التعامل معه بنفس طريقته ثم مد يده ناحية الباب وهو يأمره بملامح جادة صارمة
رفع ذاك الفارس في سبابته في وجه ذاك الطبيب هادرا به
_ وانت ايش تكون عشان تؤمرني اخرج او ما اخرجش انت ما تعرفش انت بتتكلم مع مين !
انا الدكتور فارس ابن الدكتور عماد الالفي الحاصل على جايزة نوبل في في جراحة القلب ويمتلك اشهر مراكز عالمية للقلب اكيد تعرفه من فضلك فوقها من غير كلام كتير عشان تعرف انا ممكن اعمل ايه لو طولت اكتر من كده .
نظر له الطبيب بغرابة وداخله يردد بذهول بأن كيف لهؤلاء العظماء كما نراهم في المحطات الفضائية ومواقع التواصل بأنهم على قدر كبير من الأخلاق والذوق أن يكون نتاجهم هؤلاء المتعجرفين المفتقرين إلى الأدب فتيقن الآن أن كلمة التربية قبل التعليم لابد أن تدرس في جميع المراحل التعليمية كي تلقن هؤلاء المتكبرين معډومي التربية درسا لن ينسوه أبدا طيلة حياتهم
تفحص نبضها وقام بعمل اللازم لإفاقتها وفي غصون نصف دقيقة بحركات طبيب ماهر قام بإقاقتها مما جعل الواقف يندهش لمهارته وداخله ينظر إلى المكان بأكمله نظرة اشمئزاز من تواجده فيه فهو كان يدير أكبر مركز عالمي لأبيه في أمريكا بعد أن تخرج من كلية الطب بعام واحد
تحدث ذاك الطبيب الخلوق لصديقته بعد أن أفاقت ونظرت حولها في المكان بعيناي تتفتح رويدا بابتسامة بشوش
صارت تحرك أهدابها الكثيفة بعشوائية وتلك حركتها المعتادة عند تعرضها لمواقف صعبة ثم شكرت ذاك الطبيب بامتنان وهي تحاول الاستناد على جزعيها كي تعتدل من نومتها
_ الله يسلمك يادكتور متشكرة قوووي معلش تعبتك وياي .
ألقى الطبيب سماعته على المكتب المجاور للتخت ثم ردد بنبرة خلوقة
_ لاشكر على واجب ياستي بس انت بيجي لك اختناق وحالتك بتقلب لما تركبي الاسانسير للدرجة داي .
كان ذلك الواقف يستمع إلى حوارهما ورقيهما في الأخذ والرد على بعضهم واندهش من التعامل معه هو خصيصا بتلك المعاملة الشنيعة في وجهة نظره ثم أجاب بدلا عنها وهو يتحرك بأقدامه كي يقف أمامها وهي لم تكن تراه بعد
اتسعت مقلتيها من رد ذاك المتسلط الغير معقول بالمرة ثم استجمعت قواها ونزلت من على التخت ووقفت أمامه ونظرات الشړ تتطاير من سوداويتها كله يب مش تعل لو طاله حرارته فقط لتحول الي رماد من شدة ڠضبها منه وهدرت به
_ انت بني أدم قليل الأدب ومش محترم ومعندكش ذوق .
رمقها الأخر بنفس نظراتها الن ارية وانف جر بها كالبركان وخرج من فمه ألفاظا تأثير الحمم البركانية أهدئ من تأثيرها على تلك الفريدة وهو يردد بفحيح كس م الأفاعي
_ أنا هعرفك قليل الأدب هيعمل فيكي ايه ان ماخليتك تترمي تحت رجلي وتتمني العفو والصفح على اللي هعمله فيكي وبردوا مش هرحمك علشان تبقى تطولي لسانك ده قوووي على أسيادك يابت إنت .
ثم تركها وغادر المكان بخطوات شموخ وكبرياء وقامة مرفوعة وهو يتوعد داخله بأنه سيريها أشد أنواع الهلاك على يديه ولكن قبل أن يغادر سمع ماجعله ارتد للخلف بخطوات سريعة وهي تردد بثقة وكبرياء أنثى دعست كرامتها
_ سيد الناس مداس يابتاع إنت
ومتخلقش لسه اللي يوطي راس فريدة حجاج للأرض وعمرها ماتركع وتطلب الصفح غير للي خالقها واصل ولو حطو السيف على رقبتي أكرم لي اني أطاطي لواحد زيك .
لو كانت تعلم ماهذا الفارس وما وراءه من حكاوى عن أصله وفصله كانت ابتلعت لسانها والتزمت الصمت وتفوهت ببنت شفة ولكن لم يسعفها لسانها الحظ ولم تسعفها كلماتها بأنها أدخلتها صيد العقارب وأن القادم لتلك الفريدة ډم ار لامحالة
رجع إليها واقترب منها وعلى حين غرة صفعها على وجهها بيد قوية أثرها علم على وجهها ببراعة فقد جعلته يستشيط ڠضبا من كلماتها ولم يهمه ض ربها بتلك القسۏة
اڼصدمت من فعلته تلك وم ات الكلام على لسانها فما اقترفه الآن في حقها لم يفعله أبيها يوما من الأيام وكل ذلك حدث في غصون ثواني أذهلت ذاك الطبيب الواقف الذي سحبها فورا وراء ظهره خوفا أن يكرر فعلته الشنعاء تلك وهو يصيح به بصوت غاضب
_ انت اټجننت إزاي تمد ايدك على زميلة ليك في مكتبي وبالمنظر ده ! أنا مش هسكت عن اللي حصل وهنعرف ناخد حق الإهانة لينا وض ربها ومد يدك عليها بالقانون ومش هنعمل زيك ونوبقى همجيين .
ثم تحرك تجاه الباب وهو يطرده للخارج
_ ودلوك اتفضل اطلع برة مكتبي ميشرفنيش وجودك فيه .
أما هي انطلقت بأقدام مسرعة ووقفت أمامه وهو ينظر لها من أعلى لأسفل نظرة سافرة تشبهه وعلى حين غرة فعلت مثله وصڤعته بيدها الرقيقة صڤعة مدوية لتقول بعيناي يملؤها الانتصار
_ مبسيبش حقي يبات برة باخده وقاتي القلم ده من يد صعيدية عمرك ماتنساه ياقليل الرباية.
وانطلقت مسرعة من أمامه كي تنهى تلك المهزلة ودموع عينيها انهمرت على وجنتها مما فعله بها ذاك الأحمق عديم الرباية
أما ذاك الطبيب يقف مذهولا وكأنه أمام مشهد سينمائي لم يراه على الشاشات من قبل من عمق تجسيده
أما ذاك الفارس فر من مكتبه بعد أن رمقه بنظرات ح ارقة مرددا
_ ان ماوديتك إنت وهي ورا الشمس مبقاش أنا فارس الألفي .
وغادر المكان ذاهبا إلى مدير المشفى كي يعرفه بحاله ويقسم داخله أنه سيريهم من الويلات أهولا ولكن بتأني ففي وجهة نظره أخذ الحق حرفة
أما تلك الفريدة دخلت مكتبها وأغلقته ورائها وتوارت خلفه وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها على ماحدث لها من ذاك الأحمق الذي قدر الله لها رؤيتها اليوم وحدوث ماحدث
وأثناء بكائها أنفها اشتمت رائحته في يداها بغزارة فأصابها الذهول من تلك الرائحة