رواية بغرامها متيمُ الفصل الأول 1 "فاطيما يوسف"
التى اقټحمت أنفها وتسائل داخلها وعلامات وجهها ثائرة للغاية
على الفور أخرجت هاتفها من حقيبتها ثم نظرت في مرآته وهي تتحقق من مظهرها ووجدت حجابها موضوعا بإهمال على راسها وبعض خصلاتها هبطت على عينيها لأول مرة يحدث ذلك منذ أن ارتدت الحجاب من صغرها
فخلعت الحجاب وجدت شعرها مبعثرا وليس على هيئته أمسكت أخر خصلاته وللعجب أنها اشتمت نفس رائحة البرفيوم الخاص به فما أصابها بالإخت ناق أيضا في المصعد هي رائحته النفاذة بطريقة لاتوصف
كيف له أن يفعل فعلته الشنعاء تلك ويستغل غيابها عن الوعي ويفعل بها مافعله !
اڼهارت كثيرا كلما اكتشفت في هيئتها المبعثرة شيئا آخر بل کاړثة من وجهة نظرها وما جعل الړعب يدب أوصالها أنها رأت مقدمة كنزتها مفتوحة وبدأ عقلها يرواضها أن ذاك الأحمق يستحق أن تفرغ فيه ألف رص اصة وأن تمسك سك ينا حادا وتق طع به يداه التي مدت عليها واستغل غيابها عن الواقع
هبطت رحمة من سيارتها التي اشتراها لها أبيها منذ أسبوعا واحدا أمام فيلا ماهر البنان عندما علمت بمرضه الشديد من صوته التي استمعت إليه في الهاتف فلم تتحمل معرفتها بإعيائه فأتت على الفور
دلفت إلى الحديقة الواسعة المزينة بالأشجار الخضراء المنمقة بمظهرها الرائع الخلاب
وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق وأغصان الأشجار مما يبعث في النفوس الفرح والسعادة
كان في الحديقة رقعة كبيرة من المساحات الخضراء التي تبعث في النفس الهدوء والسکينة
كما كان هناك الكثير من الزهور والورود الجميلة منها الأبيض والأحمر والأصفر ودرجات كثيرة من الألوان.
بالإضافة إلى رائحة الورود الجميلة ورائحة الورد البلدي الرائع
تلقائيا ارتسمت ابتسامة على وجهها تعنى الشعور بالراحة والاسترخاء والطمأنينة لقلبها لدلوفها ذاك المكان
بعد ثواني وجدت الباب ينفتح وهانم تفتح لها الباب بابتسامة بشوش ونطقت
_ اتفضلي يا أستاذة نورتي مكانك .
ابتسمت لها رحمة وهي تمد لها يدها كي تسلم عليها فهي لاتحبذ التعامل بطريقة فرق الطبقات مع أي شخص وهي تردد سلامها بنفس البشاشة
_ ده نورك يا أم محمد مش اسم ابنك بردوا محمد
مدت العاملة يدها بوقار وقد انفتح قلبها لتلك الرحمة ومن مجرد سلام فقط استشفت روحها الجميلة في التعامل وأنها ليست بكبر
_ اه ياحبيبتي اسمه محمد اسم الله عليه في كلية ألسن في السنة الأخيرة والأستاذ ماهر الله يستره قال لي هيشغله معاه في مكتبه مترجم للفاكسات والمسؤل عن القضايا اللي بتاجي من برة وعلشان اكدة راوشني بكتب القانون اللي بتوبقى بالانجليزي داي ومخلص فلوسي عليها .
شعرت رحمة بالفخر بذاك الماهر الذي يثبت لها دوما أنه رجل أفعال بقلبه الكبير الممتلئ بالشهامة ثم ربتت على كتفها بحنو وكأنها تعرفها منذ أعوام فطبيعة رحمة أنها من ترتاح لهم من أول وهلة تعتبرهم من عائلتها
_ ربنا يفرح قلبك بيه ويوبقى حاجة زينة تفتخري بيه ويبارك في اخواته
ثم نظرت حولها وعينيها مشطت أرجاء المكان
_ أمال فين المتر وصحته كيفها دلوك
امتلئ ۏجع هانم بالحزن على ماهر فهي تعتبره مثل ابنها الذي وهبه الله لها بعد عمرا طويلا وتلته أختاه بكرم منه على عباده ثم أجابتها
_ والله ياحبة عيني مارضي ياكل ولا يشرب حاجة ومكتفي بالمحاليل وشكل دور البرد شديد عليه قووووي .
ضمت رحمة حاجبيها بحزن على زوجها وحبيب روحها فهي لم تتحمل أن يكون مريضا ولم تأتي لزيارته ولو علم أبيها أو أخيها مجيئها الى هنا لأقاموا عليها الحد ولكنها تشتاقه كثيرا فهي لم تراه منذ ثلاثة أيام وقررت أن تأتي اليوم وتراه وتمشي على عجالة قبل أن ينكشف أمرها وحتما ستسطر نهايتها فعمران أخيها يضع عيناه عليها بتركيز فهو يغار عليهم بشدة ولو علم مجيئها الى بيته لسح قها
ثم طلبت من هانم أن تأتي معها إلى غرفته ووصتها أن لاتتركها وتنزل أيا كان السبب
صعدت معها إلى غرفته وفور دلوفها نظرت إليه بوجه حزين وعيناي يملؤها القلق والتوتر من مرضه الذي جعله مكث في التخت أكثر من ثلاثة أيام
فور أن وقفت أمامه ألقت سلامها المملوء بالعشق والاشتياق له
_ ألف سلامة عليك ياماهر الظاهر إن دور البرد شديد عليك قوووي.
قبل أن يرد هتفت هانم من ورائه بحزن مماثل وهي تمسك أسفل ذقنها بإحدى يديها
_ أه والله يابتي دي حتى ما أكلش حاجة من امبارح وكل وكله حاجات متشبعش عيل صغير
_ صحيح صدق المثل اللي قال برد الصيف أحد من السيف.
كان ماهر يستند على التخت بنصف جسده وهو يرتدي تيشيرت من اللون الأسود وذقنه نابتة بعض الشئ ونصف جسده الآخر يعتليه غطاء خفيفا
ثم نظر إلى رحمة وهو يبتسم برجولته المهلكة لقلبها بنبرة صوت متحشرجة من أثر مرضه
_ الله يسلمك يارحمة متقلقيش أني زين أهه الحمد لله عمر الشقي بقي
واسترسل حديثه وهو يطلب من هانم برزانة
_ اعملي فنجان قهوة لرحمة يا أم محمد .
أشارت هانم بيمناها ناحية عينيها
_ من عنيا يا أستاذ بس مش قهوة بقي أني هجيب الوكل اللي عميلته ومرضتش تدوقه وهي توكلك بيدها وكمان تاكل وياك هتلاقيها لسه متغدتش .
كادت رحمة أن تعترض وهي تنظر لها نظرات تحذيرية أن تخرج وتتركها وحدها معه في غرفته لكن أكملت هانم برجاء
_ وه دي جوزك يابتي مش حد غريب وكلها أسبوعين وتتجوزو وبعدين يهون عليك دي ياحبة عيني مدقش الزاد من عشية .
تنهدت رحمة بأنفاس مضطربة ثم أشارت إليها بالموافقة كي تنهي تلك الجلسة وتعاود إلى المكتب قبل أن ينكشف أمرها
ثم استمعت إلى صوته الرخيم من أثر الإعياء بنبرته المبحوحة وهو يشاغبها كالمعتاد
_ مكنتش أعرف اني هتوحشك اكده وانك مش هتقدري على بعدي يومين ولا تلاتة وألقاكي قدامي
_ دي الظاهر إني ليا تأثير جامد قوووي اللي يخلي الباش محامية رحمة المهدي تاجي اهنه لحد أوضتي على