السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بغرامها متيمُ الفصل الثاني 2 "فاطيما يوسف"

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


كل ما قالت ولن تكذب في حرف واحد ثم أكملت هي بنفس النبرة المنكسرة وهي تسأله بنبرة تحمل بين طياتها الملامة 
_ ليه عاملتني بالطريقة دي لما جت لك المكتب وسمحت لمدام رحمة انها تتعامل معايا بالطريقة دي 
واسترسلت وقد التمعت الدموع في عينيها
_ منكرش اني اتكلمت معاها بطريقة ناشفة شوية لكن مش لدرجة انها تخليك تعمل لي بلوك وتطردني من مكتبك 
وتابعت حديثها وقد انقلبت عيناها الملتمعة بالدموع إلى أخرى دامعة بغزارة فأعطته ظهرها وهي تحاول كتم شهقاتها 
_ عمري ماكنت أتخيل منك انت بالذات كدة 
لقد تق طع قلبه لأجلها فهو يكن لها شعورا من المحبة الأخوية ولكنها مع سفرها وابتعادها سنواتها الأخيرة وخاصة بعدما حدث من أختها معه إلا أنه مازال ممتنا لمواقفها في الوقوف بجانبه وقت أزمته بل في ذرو أزمته كانت بجانبه كالملاك بطيبة قلبها 

ثم حاول ظبط انفعالاته على نفسه جراء حزنها ذلك وعلل قائلا بأسف 
_ معلش يا شمس اللي مريت بيه مع أختك مكانش شوية وانت أدري الناس هي عيملت فيا ايه كنت بتقعدي ويانا بالأسبوع وبتشوفي إزاي كانت متمردة وكأنها بني أدمة تانية غير اللي حبيتها واتجوزتها 
وأكمل شارحا بنبرة تقطر ندما على حظرها 
_ وزي مانت جيتي وشفتي بنفسك إني كتبت كتابي على الإنسانة اللي وقفت جاري وخرجتني من محنتي بعد ماكنت قافل باب الستات بأقفال وجنازير واتحولت من التجربة المريرة اللي عشتها لإنسان مش انسان لاااا دي كنت عامل كيف الإنسان الآلي بالظبط 
واستطرد شارحا بملامح ابتسمت تلقائيا وهي وهو يتحدث عن رحمته 
_ لحد ما رحمة ربنا جت لي واتعذبت شهور وياي وأني أذيتها بالكلام كتير وهي صممت إنها تخرجني من محنتي وتخليني أرجع أشوف الحياة بمنظورها الحقيقي مرة تانية .
حاولت تجفيف دموعها ثم استدارت بوجهها إليه وحاولت تهدئة حالها من نوبة البكاء التى انتابتها فور تذكرها لحظره وكرامتها التي هدرت على يديه وتحدثت بنبرة عاتبة كما هي 
_ تمام كل اللي حكيته بس ده علاقته ايه بمقابلتك وطردك ليا من مكتبك بالطريقة المهينة دي وكمان تحظرني من كل مكان 
أخذ نفسا عميقا يستحضر به الهدوء ثم أجابها صريحا كما اعتاد بشخصيته مع الآخرين لأنه يكره الكذب واللف والدوران في الحديث 
_ خليكي مكانها ياشمس هي دخلت المكتب لقتك قاعدة على المكتب قدام جوزها وبتتكلمي بدلع وهي مرتي وعرفت كماني إنك أخت مراتي طبيعي انها تثور وتعمل اللي عيملته دي طبيعي إن يكون موقفها تهجمي عليك إنت متعرفيش في اليوم دي اتخان قنا كد ايه لجل مجيتك المكتب وأني من واجبي تقديرها واحترامها .
تفهمت حديثه بتمعن ولكنها لن تعطي له أي عذرا لمعاملته الجافة معها ثم اقتربت بخطواتها ونظرت بعينيه وقالت 
_ أنا محتجاك ياماهر ومحتاجة وجودك جنبي محتاجة ترد لي ولو جزء بسيط من وقفتي اللي وقفتها جمبك ودعمها ليك في أشد أزماتك وأنا دلوقتي جايالك في أشد أزماتي ومبقاش ليا غيرك 
وأكملت بنبرة صادقة حزينة وقد التمعت عينيها بالدموع مرة أخرى 
_ شمس اللي كانت كلها حيوية بقت ضايعة وشريدة بابا ماټ وعمي طردني لأنه عارف اني وحيدة دلوقتي ولا أم ولا أب ولا أخ ولا أخت انا بقيت مرمية في الشوارع دلوقتي وملقتش غيرك أحتمي فيه 
وتابعت وهي تنظر داخل عينيه وقد وضعته داخل صندوق اللاختيار الآتي بعاصفة لن تنتهي بعد 
_ هتقف جمبي ولا رحمة هتخليك تطردني من هنا تاني وأضيع ياماهر 
كان واقفا بأعصاب مشدودة وقد برزت عروق رقبته وخاصة وهو يضغط على قبضة يديه بقوة لتطلعه إلى الأمام وأن القادم ع اصف لامحالة ومن المحتمل ه لاكه تلك المرة على يد رحمة فهي امرأة قوية للغاية ولن تمرر وقوفه معها مرور الكرام وأيضا رجولته تحتم عليه أن يقف بجانبها وأن لا يتركها بلا مأوى وهي كما تقول أصبحت شريدة مطرودة من بيتها حصن أمانها وبالطبع سيبحث ويتأكد من صدق حديثها 
كانت تنظر إليه بعيناي منطفئة من حزنها وهي تنتظر رده في نجاتها وداخلها متيقن من شهامة ذاك الرجل لطالما عهدته فارسا مغوارا وتعلم أنه رجل بحق 
رمقها بنظرة استكشاف كي يعرف ما إذا كانت محقة في كلامها أم أنها كبرت وتعلمت مكر حواء والذي إن وقعت بمكرها تحت يد صغيرته الداهية ستسقيها من المكائد أهوالا بل إن وقعت تحت براثن غيرتها حقا ستسح قها دون أن يرمش لها جفن فتلك هي رحمة المهدى لايقال عليها إلا المرأة الحديدية
_ كيف عمك يطردك من بيتك هو ميعرفش انك الوريثة الوحيدة وكمان بلغت سن الرشد يعني ملهوش حكم عليك !
وأكمل استفساره وهو مازال يلقي على مسامعها كل ما يجول في خاطره 
_ كيف يعرض نفسه للخطړ وهو عارف إن أقل محامي ببلاش يجيب لك حقك في بيت أبوكي 
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وأجابته وهي تنظر أرضا من شدة خجلها
_ أمممم.. بابا كان مديون لعمي وكاتب عليه وصولات امانه على بياض 
ثم أرجعت خصلاتها وراء أذنها وتابعت بنفس خجلها 
_ اصللل.. بابا بعد م وت اختي وبعدها ماما تعب وانهار ومبقاش ينزل الشغل وخسر المحلات بتاعته وبقى شرب وسهر لحد الفلوس اللي معانا كلها ما خلصت وحتى اللي في البنك وكل حاجه راحت وبقى يستلف من عمي ويمضي على الوصولات وبعدها عامل ما بقاش يسلفه لحد ما المړض اتمكن منه 
ولما جيت لك المكتب اخر مرة كنت جاية علشان اشوف شغل هنا واستقر وأمن حياتي لنفسي واحاول بشهادتي اللي اخدتها من برة استغلها 
بس حصل اللي حصل من رحمة ورجعت ومفيش شهر وبابا م ات ولقيت الدنيا كلها پتنهار من حواليا 
واسترسلت حديثها وهي تحاول كتم شهقاتها لشعورها بالإذلال أمامه ولطالما عهدها أنثى مدللة أبيها ولكن هي الأيام والزمان يوم يرفعنا لأعلى عليين وعشرون تصفعنا الأزمات الى أسفل الأرذلين 
_ لا والأدهى من كده عايز يجوزني ابنه المعوق اللي لا حول ليه ولا قوة وما ينفعش ان هو يرتبط بأي إنسانة اصلا علشان خاطر اعيش خدامة تحت رجليه واشيل مسؤوليته اللي تعباهم مقابل اني اقعد في شقة معززة مكرمة تصور حياتي بقت عاملة ازاي في لحظه يا ماهر !
عايزة اقول لك انا بتمنى المۏت وان ربنا يرحمني من الذل اللي انا هعيشه لو انت موقفتش جنبي 
مفيش غيرك جه قدامي ومفيش غيرك اضطريت اني ألجأله 
انت طبعا تقدر تتأكد من كل كلامي بسهولة جدا وتعرف اني مش بكذب عليك .
ما زال يرمقها بنفس النظرة الاستكشافيه كي اتاكد من صدق حديثها قبل ان يسال وداخله متيقن انها لاتختلق حوارات كاذبة فهي من صغرها بريئة وليس لها في أمور المكر ثم اقترب منها وهو يطمئنها 
_ ما تقلقيش يا شمس انا مش هسيبك غير وحقك راجع لك وبيت ابوكي هيرجع لك واشوف حوار عمك ده
بس انت عرفتيه ان
 

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات