رواية انا لها شمس الفصل الثاني والاربعون 42 "بقلم روز امين"
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
غير لما تقول لي إنت وبابا كنتوا بتضحكوا على إيه
نطق وهو يضمها لصدره ويحثها على التوجه لغرفة الچاكوزي
ما هو ده المكان المناسب للكلام في المواضيع دي
قطبت جبينها تسأله
قصدك إيه!
تعالي بس معايا وهقول لك على كل حاجة وإحنا بنبدل هدومنا...قال كلماته وهو يسحبها لتفلت يدها من يده وهي تقول بنبرة خجولة
توقف لينطق سريعا
عيوني يا بابا شوفي عاوزة تاكلي إيه وأنا أخليهم يجهزوها لك في المطبخ حالا
تحدثت وهي تبتلع لعابها بتلبك
الحاجة اللي نفسي فيها مينفعش يجهزوها في المطبخ
ضيق بين عينيه لتنطق بتردد
أنا نفسي في الفسيخ والملوحة قوي
نعم!...قالها بذهول لينطق سريعا
على عيالي ياكلوا القرف ده
قرف بقى الفسيخ قرف!
نطق بجدية ترجع أسبابها لخوفه الشديد على صحة جنينيه
إيثار متهزريش الحاجات دي مش صحية وأنا مستحيل أخاطر بصحة ولادي وبقائهم شوفي أي حاجة غيره إن شالله يكون لبن العصفور
سألته بعينين تطلق سهاما ڼارية
ده اخر كلام عندك
أجابها بجدية
ومعنديش غيره
إيثار طب إرجعي نتفاهم
رأها تدخل من البوابة لتختفي خلفها وينتهى الأمل لينطق وهو يشير لغرفة الچاكوزي
طب والچاكوزي يا حبيبي
وضع كفيه داخل جيباي بنطاله لينطق وهو يهز رأسه باحباط
كدة السهرة وبسبب سمكة معفنة
كان يدور حول حاله كالثور الهائج بعدما علم بما حدث لأنجاله الثلاث على يد عائلة ناصف فغدا سيترحل على القاهرة لبدأ التحقيق معه في النيابة العامة استعدادا لمحاكمته عن طريق القضاء العالي لم يستوعب الخبر بعد أيعقل ما حدث لأبنائه وثروته الطائلة التي عاش حياته يسعى ويلهث لجمعها من أي جهة كانت حلالا أو حرام كلما تخيل مشهد طرد انجاله من البلدة بمنتهى الإهانة يفور دمه داخل عروقه لتنفر بشدة جعلت من يراه يتيقن أنه على وشك إصابته بجلطة دماغية اتية لا محال هو من كان يجبر البشر على الرحيل وكم من أسر تشردت على يده هو ونجله طلعت واليوم عليه تسديد ديونه لكنه لم يقبل بحكم الله وقدره فقد ثار وهاج وصاح بكامل صوته يسب ويلعن عائلة ناصف وبالكاد كظم غيظه بعدما تعرض للإهانة اللفظية على يد العسكري الذي كان يعظم له بالماضي كلما حضر إلى القسم ليعطي له عدة ورقات مالية كهبة منه ليسددوا له الخدمات ويقدموا الإحترام والتعظيم والولاء كي يرضي غروره وكبرياءه الأن اصبح مجردا من المال الذي كان يجعل له قيمة بين البشر ليتحول بدونه إلى نكرة إمعة يهينه كل من هب ودب من رواد الحجز إقترب من أحد الرجال الذي يملك هاتفا يؤجره للمساجين وتحدث بجدية
رد الرجل وهو يتطلع عليه باشمئزاز
مكنش ينعز إنت راجل مفلس والشحن ده بيجيني بالشئ الفلاني
نطق بثقة بعدما قرر أن يهاتف مهرب الأثار كي يبعث له بقوة ټقتحم سيارة الشرطة التي ستقله غدا إلى القاهرة وتساعده على الهرب ومقابل هذا سيهبه مقپرة فرعونية يلهث حولها كل من يعمل بهذا المجال وهو الوحيد الذي عثر على مقرها ويحتفظ به لحاله
سال لعاب الرجل ليخرج الهاتف سريعا ويناوله إياه متأملا في الحصول على رزمة من أموال ذاك الثري الطائلة أخذ الهاتف وخبأه داخل ملابسه وانتظر حتى تأخر الليل وغفى الجميع تحرك إلى الحمام ليتحرك خلفه رجلا ضخم البنية الجسدية كان يراقبه عن كثب وقبل أن يضغط
الست أزهار مرات المرحوم هارون بيه بعتالك التحية دي وبتقول لك السلام أمانة لهارون بيه
جحظت عينيه لتنزل دموعه وهو ينظر أمامه بعدم استيعاب لما جرى ليرتمي فوق الأرض ويلفظ أنفاسه الأخيرة لتكون نهايته من داخل أحد مراحيض السجون المليئة بالحشرات والقاذورات والروائح الكريهة تأكد الرجل من مۏته ليصعد على أحد البراميل ويلقي التي ارتداهما أثناء لاخفاء البصمات من حديد النافذة ليلتقطهم أحد الرجال ويفر هاربا كي يخفي أثر المرتكب به تلصص الرجل على الجميع ليجدهم غارقون بنومهم ليتحرك على أطراف أصابعه ويعود لمكانه يمثل النوم كالبقية.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين