الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية سلسلة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 62 من 172 صفحات

موقع أيام نيوز


مبحوحا وهي تقول 
حمد لله على سلامتك يا حلا 
حلا بإبتسامة كبيرة 
الله يسلمك يا سمسمة متعيطيش أنا كويسه والله 
كانت عينا همت تناظر سليم بتوسل صامت شعر هو به فتجاهلها و توجه إلى حلا التي وضعها سالم برفق على إحدى الأرائك و تجمهر الجميع حولها و كان آخرهم جنة التي أقتربت من سالم قائلة بنبرة خفيضة

هي فرح مجتش مع حضرتك 
اكفهرت ملامحه و زوي ما بين حاجبيه مما جعلها ترتعب من مظهره الذي يبعث الړعب في النفوس و كذلك لهجته الخشنة حين قال
جاية ورانا 
لم يطيل في الحديث إنما الټفت إلى سليم قائلا بقسۏة
سليم تعالي عايزك 
نظر سليم لحلا قائلا بحنو
حمد لله على سلامتك 
أجابته حلا بإبتسامة أضاءت ملامحها 
الله يسلمك يا أبيه 
ڼصب عوده و عادت ملامحه مكفهرة كعادتها وخاصة حين مر بها و لم يلتفت إليها بل كان ينظر أمامه بعينان مشتعلتان كعادته فخرجت الكلمات من بين خاڤتة مستنكرة 
ياربي هي الناس دي عامله كدا ليه دا
أحنا و لا
اللي عايشين في بيت الړعب 
مش عاجبك ولادي يا أم لسانين 
هكذا كان صوت أمينة التي كانت في طريقها إليهم و سمعت حديث جنة الخاڤت فأرادت مشاكستها قليلا 
التفتت جنة بلهفه و تجلى التوتر على ملامحها حين سمعت جملة أمينة فحاولت تصحيح الوضع قائلة بإرتباك
والله أبدا أنا بس يعني كنت بقول 
إنك عايشه في بيت الړعب صح 
جنة بصدق 
الصراحة اه ولادك دول كشريين أوي يا حاجة أنتي بتتعاملي معاهم إزاي 
تغضن وجه أمينة بالحزن الذي تجلى في نبرتها حين قالت 
تعرفي أن دي كلمة حازم الله يرحمه كان دايما يقولي عيالك دول كشريين أوي يا أمينة 
لامس حزنها قلب جنة التي كانت تحارب دائما ذكرياتها معه بحلوها و مرها حتى لا ټنهار أمام ۏجعها العظيم الذي إرتسم على ملامحها في تلك اللحظة فأمتدت يد أمينة تكررها على بطنها التي امتلأت قليلا و قالت بصوت يملؤه الشجن
بس ربنا بيعوض عوضنا أنا و أنتي بإبنه اللي لما يجي بالسلامة هشيله في قلبي قبل عيني زي ما هشيلك أنتي كمان يا جنة 
تلالأت العبرات بمقلتيها تأثرا بحديث أمينة التي قالت بتوسل ارتسم بعيناها 
مش هتحرميني منه في يوم من الأيام صح مش هتكسري قلبي عليه زي ما اتكسر على أبوه صح 
كانت أمينة تعلم جيدا الطريق لقلب تلك الفتاة البريئة التي تأثرت كثيرا بحديثها و قالت بصدق
أبدا عمري ما هحرمك منه أنا مش وحشة زي ما انتي متخيله 
زفرة ارتياح خرجت من قلبها فقالت بصدق 
عارفة عارفة إنك مش وحشه هتصدقينى لو قلتلك إني بقيت بعتبرك زي حلا بنتي و أتمني أنك تعتبريني أنتي كمان زي والدتك 
تفاعلت من حديثها الصادق و مشاعرها التي كانت بحاجة ماسة إليها فقالت بتأثر 
طبعا من غير ما تقولي 
قاطع حديثهم صوت حلا التي كانت تصرخ مناديه علي والدتها فقالت أمينة برفق
تعالي سلمي علي حلا و متزعليش منها هي طيبه والله بس لسه متعرفكيش و أنا
واثقه أنها لما تعرفك على حقيقتك هتحبك اوي
و هتبقوا أصحاب كمان 
اومات جنة برأسها في صمت بينما توجهت أمينه ممسكه بيدها إلي غرفة الجلوس فوجدت حلا تتسطح على الأريكة ز بجانبها سما تجلس القرفصاء علي الأرض و أمامها همت التي كانت تناظر جنة پغضب لم تفلح في إخفاءه 
انتي
فين يا ماما كل دا 
أمينة بهدوء
موجودة يا حبيبتي تعبانه و لا حاجه انادي حد من اخواتك يطلعك اوضتك 
كانت نظرات حلا مصوبه بقوة علي جنة الممسكه بيد والدتها و قد اغضبها هذا كثيرا فهي للآن ام تستطيع نسيان تلك الصفعه التي نالتها بسببها لذا قالت بخشونه
الجو هنا خنيق فعلا وعايزة اطلع اوضتي 
تجاهلت جنة حديثها و نظراتها و قالت بلطف 
حمد لله علي سلامتك 
لم تتكبد عناء الرد عليها انما اومأت برأسها و ملامحها مازالت مكفهره مما جعل الڠضب يأكل جنة من الداخل و لكنها لاذت بالصمت الذي قطعه صوت أمينه القوي حين قالت 
طبيعي طول ما الناس فوق راسك كدا هتتخنقي وعموما لما اخواتك يخلصوا الي في أيديهم هخلي حد فيهم يطلعك اوضتك 
أنهت حديثها و التفتت الي جنة قائله بلطف 
تعالي يا جنة طلعيني اوضتي
عشان تعبت وعايزة ارتاح شويه 
تبعتها جنة دون أي حديث و بعد أن غادرا اڼفجرت همت قائله بانفعال 
شايفه يا حلا امك بتعمل ايه بقي احنا هنخنقك بقينا احنا وحشين و البت دي هي الكويسه سحبهالنا معاها في كل حتة 
تعالي الڠضب بداخلها حتي وصل ذروته و خاصة حين قالت سما بحزن 
انا مش فاهمه مرات عمي بتعمل معانا كده ليه انا معملتش فيها حاجه وحشه دي كانت بتقولي انتي زيك زي حلا دلوقتي فجأة كدا كرهتني 
تأثرت حلا كثيرا بحديث سما و ملامحها الحزينة فقالت بإنفعال 
لا بقي الوضع مبقاش يتسكت عليه انا مش متخيله ازاي ماما تعاملها كدا دي كانت بتكرهها و تقول انها السبب في مۏت حازم 
واصلت همت بث سمومها في عقل حلا حين قالت بتهكم
ياريت على قد مامتك و بس دا حتي الكبير الي كنا بنقول عليه عاقل جرجرته و خلته يحاميلها والله و أعلم بتخطط لأيه
نجحت في غرس شكوكها في عقل حلا التي قالت بعدم فهم 
تقصدي مين 
همت بحزن مفتعل 
سليم تخيلي من شويه البنت قلت أدبها عليا و بدل ما يقولها عيب ميصحش يقولي محصلش و لما قولتله عالي قالته قالي اني بكذب بهدلني قدام الخدم يا حلا يرضيك !
شهقت حلا پصدمه مما سمعته لتوها و قالت بذهول 
لا يا عمتو مش معقول الي بتقوليه دا ! 
طب حتي أسألي سما 
سما بنفاذ صبر 
طلعي سما من الحوار دا سما خلاص هتسبهالها مخضرة و تمشي
تفاجأت حلا من حديث
سما الذي جعلها تنتفض في مكانها كمن لدغتها افعي قائله پصدمه
سما ايه الي انتي بتقوليه دا تمشي تروحي فين ايه الكلام دا يا عمتو
همت پقهر
عمتك
ھتموت بقهرتها تخيلي يا حلا سما عايزة تسبني و تسافر تروح تعيش مع شيرين عايزين يسبوني لوحدي في آخر أيامي و يفضل قلبي متشحتف عليهم العمر كله و كل دا ليه عاشت ست الحسن و الجمال مش راضيه تبعد عنها 
حلا بانفعال 
يعني ايه الكلام دا هو بمزاجها! دي هي الي تمشي و تغور في داهيه اسمعي يا سما مفيش مشيان من البيت دا و لو عملتيها لا انت بنت عمتي و لا اعرفك ولا لساني هيخاطب لسانك ليوم الدين سمعاني 
سما بتعب 
حلا الله يباركلك بلاش كلامك دا 
قاطعتها حلا بصرامة
بلاش انتي عبطك دا و انسي اللي بتفكري فيه دا خالص و إن كان عالست جنة دي أنا هعرف أوقفها عند حدها و اعرفها ازاي تتجاوز حدودها معاك
كان الأخوان في المكتب يناقشان أمور العمل وكان سالم كل دقيقه ينظر إلى ساعته و منها إلي النافذة مما جعل سليم ينتبه الي ما يحدث فأغلق الاوراق أمامه و قال باستفهام
في حاجه يا سالم انت منتظر حد 
سالم باختصار 
مفيش 
شعر سليم بخطب ما يحدث مع أخيه فاستطرد قائلا 
حاجه مضيقاك 
قاطعه سالم دون أي مقدمات
انا هتجوز فرح 
برقت عينا سليم من هول ما سمع حتى أنه أخذ عدة لحظات في محاولة لاستيعاب ما تحدث به أخاه الذي كانت معالمه لا تفسر فتحمحم سليم متجاوزا صډمته قائلا
شكلك بيقول انك واخد قرارك و مصمم عليه و دا
طبعا حقك بس ممكن اعرف ازاي حصل دا
نهض سالم متوجها الي النافذة واضعا يديه بجيوب بنطاله و أخذ يصارع غضبه الذي كان يحاول إخراجه مع ذرات ثاني أكسيد الكربون العالقة ب فقد كان تفكيره الآن منصبا علي تلك التي لم تات حتي الآن بينما هو ېحترق بنيران لم يختبرها مسبقا سوي معها و لم يكن يتخيل أن تكون مؤلمھ لتلك الدرجة
أعاد سليم سؤاله
حين قال 
سالم سمعتني كنت بقولك ازاي حصل 
قاطعه سالم بخشونة
من غير الدخول في تفاصيل مش مهمه انا قررت و انتهي الموضوع 
تمام بس اشمعنا فرح بالتحديد يعني انت مش
شايف انها مختلفه عنك في كل حاجه 
حديث أخاه جعل ابتسامه ساخره ترتسم علي ملامحه فعلي العكس تماما هي تشبهه كثيرا شموخها و عنادها و قوتها حتي هدوئها الظاهري كان يود في تلك اللحظه أن يخبره بأنها إمرأته التي خلقت من ضلعه الأعوج الذي استقام بعشقها يخبره بأنها بالنسبه اليه كانت تحدي ظن أنه انتصر به و الحقيقه أنه هزم أمامها و أعلن قلبه رايه التسليم في هواها متيما ولكنه كعادته يفصح أقل بقليل مما يخفي اكتفي بالقول 
مناسبة ليا 
صمته و عضلاته التي تشنجت عند ذكرها و ايضا ذلك النفس الذي خرج محترقا من بين ضلوعه كل تلك الأشياء جعلت سليم يواجه حقيقه لم يكن يتوقعها أن أخاه وقع بعشق تلك المرأة! 
سالم انت
سالم بفظاظة
مش عايز استنتاجات معنديش استعداد أجاوب عليها يا سليم 
تفهم سليم شعور أخيه جيدا فهو بمثل موقفه لا يقدر على التبرير و لا حتى الإفصاح عما يدور بداخله لذا توجه يقف بجانبه ينظر من النافذة وهو يقول بهدوء
الي تشوفه يا سالم بس اكيد مش هتعمل حاجه قبل ما تعدي سنه علي ۏفاة حازم علي الأقل انت عارف الحاجه غير أنه مينفعش 
نجح في إخفاء حزنه وغضبه بداخله و قال بخشونه
متقلقش مفيش حاجه هتم قبل ما جنة تولد بالسلامه و سنوية حازم تعدي 
هدير سيارة جعل الڠضب يحل محل الحزن حيث تبدلت معالم سالم و بدأ متحفزا و كأنه نمر يوشك على الانقضاض على فريسته حين رأى فرح التي ترجلت من السيارة و تتحدث مع مروان بدون تحفظ و ابتسامتها تملأ وجهها و ذلك الوغد يضحك ملأ فمه الذي يود تلك اللحظة أن يعطيه لكمة قوية ټحطم أسنانه حتى لا يضحك معها مرة ثانيه 
ازدادت شراسة معالمه حتى كادت أنيابه أن تظهر و قال بصوت يشبه الزئير في قوته 
هاتلي الكلب الي اسمه مروان دا هنا 
تفاجئ سليم كثيرا من مظهر أخاه و نبرته المتوعدة و لكنه لم يعلق و توجه إلي الخارج فوجد جنة التي كانت تهرول الي باب القصر عندما علمت من الخدم بوصول شقيقتها فبلغت سعادتها عنان السماء و أطلقت الريح لساقيها حتي تلاقيها و لكنها تفاجئت من تلك القبضة القوية التي أحكمت الإمساك برسغها فالتفتت پصدمه لتجد عينان تعرفهما جيدا فاحمرارهما و ذلك
 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 172 صفحات