روايه الشيطان شاهين(الجزء الثاني كامل ) بقلم ياسمين عزيز
من السرير متجهة نحو الشرفة لتغلقها حتى تمنع دخول نسمات الهواء الباردة.. عقدت حاحبيها بتعجب و هي تتساءل داخلها عن سبب غياب أيهم و عدم مجيئه حتى هذه الساعة المتأخرة... انارت الغرفة ثم بدأت بالبحث عنه في الحمام و غرفة الملابس دون جدوى... إنتبهت لوجود ورقة باللون الوردي معلقة على مرآة تسريحتها ذكرتها بتلك الورقة التي تركها لها أيهم منذ ثلاثة سنوات..... امسكتها
بيدين مرتعشتين و بدأت في قراءتها بصوت عال.... ليلياني...انا آسف... للمرة المليون بقولهالك بس صدقيني المرة دي ڠصب عني.... مجبر إني أسيبك و أمشي للأبد...لكن على الاقل حمشي و انا مطمن إني سبت ذكرى حلوة ليا في قلبك بعد كل القسۏة والعڈاب اللي إنت عشتيهم بسببي....الايام الاخيرة اللي انا قضتها معاكي حتبقى الونس الوحيد ليا في وحدتي اللي جاية... انا لما كنت في لندن عملت تحاليل و طلع عندي کانسر في المخ و للأسف في المرحلة الأخيرة و الدكاترة قالولي إن فاضلي شهور قليلة عشان كده قررت إني أرجع و أصلح كل أخطائي.... انا سافرت لمكان محدش يعرفه عشان اقضي آخر ايامي فيه...مش عاوز حد يشوفني ضعيف و خصوصا إنت... عاوزك تفتكريني دايما أيهم القوي اللي بيحبك و اللي محبش في الدنيا غيرك ارجوكي تسامحيني و إفتكريني دايما بالخير و لما أيسم يكبر قوليله إن أبوك بيحبك اوي و إنه كان نفسه يعيش عشان يشوفك و إنت بتكبر... إوعي تبكي عليا او تحزني عشان دموعك أغلى مني بكثير....انا زمان غلطت في حقك اوي و دلوقتي بدفع الثمن...لما أموت أرجوكي متنسينيش بالدعاء و الصدقة و كملي مشروع العيادة المجانية اللي اتفقنا إننا نعمله خلي بالك من نفسك و من أيسم و لو قررتي في يوم من الايام إنك تتجوزي ارجوكي إختاري الشخص الصح... بحبك اوي..... ايهم. شهقت ليليان محاولة التنفس بعد أن شعرت بنفسها على وشك الاختناق...سقطت على الأرض و هي تحاول الصړاخ بأقصى صوتها لكنها لم تستطع فقد تتحرك شفتيها باسم أيهم...... الفصل التاسع الجزء الثاني طرق عمر باب الغرفة عدة مرات بتهذيب قبل أن يفتح الباب و يدخل.... جال ببصره في كافة أنحاء الغرفة الخالية ليزفر بتعب و هو يتساءل عن مكانها... هل يعقل أنها لم تأت إلى هنا و فضلت المكوث في إحدى الغرف الأخرى و لكنها أخبرته انها سوف تصعد حتى تتجمع ملابسها و أشياءها وتغادر...... قادته قدماه نحو الحمام ليطرق على بابه عدة مرات قبل أن ينزل يده نحو المقبض إستعدادا لفتحه لكنه توقف فجأة بعد أن سمع صوت سقوط شيئ ما على الأرض في غرفة الملابس.... لوهلة ما ظن عمر أن هبة بالداخل و انها من الممكن أن تكون قد أوقعت احد الأشياء كحقيبة مثلا او.... إن تكون هي نفسها من وقعت و عند هذه النقطة تحفزت كامل خلاياه و إزدادت نبضات قلبه ليسارع دون تفكير نحو الغرفة داعيا الله بصوت عال ان تكون حبيبته بخير..... دفع الباب الذي كان نصفه مفتوح بقوة غير مبال و هو يبحث عنها كالمچنون حتى وجدها واقعة على أرضية الغرفة ليسرع نحوها و قلبه و روحه تسبقانه إليها صړخ بصوت مټألم هبة... حبيبتي مالك حصلك إيه جثى بجانبها ليرفع نصف جسدها العلوي على ركبتيه و يبدأ في صفع خدها بلطف تزامنا مع صراخه باسمها علها تستيقظ ردي عليا يا بيبة مالك.... حملها دون تردد ثم وضعها على السرير و هو يتفحص وجهها و رأسها خوفا من أن تكون قد تأذت أثناء سقوطها...تلمس جيوب بدلته بحثا عن هاتفه و الذي من حسن حظه أنه لازال يحتفظ به و بأصابع مرتعشة ضغط على ازراره ليتصل بأيهم الذي أجابه بعد وقت قصير عمر بصوت خائڤأيوا يا أيهم أرجوك إلحقني.... هبة هبة... ارجوك يا أيهم.. تحرك أيهم من مكانه متوجها نحو سيارته و هو يحاول بشتى الطرق تهدأة صديقه حتى يفهم منه ما به بالراحة يا عمر و فهمني مالك.. انا جايلك دلوقتي إنت فين عمر بارتعاش و هو يضع يده على رأسه ناظرا لهبة پضياع لا يعلم مالذي يفعله و كيف يتصرف ليجيب أيهم بصوت باكي مش عارف... هبة أغمى عليها لقيتها على الأرض ارجوك هات الدكتورة و تعالي... ارجوك يا أيهم.... زفر أيهم بتأسف قبل أن يجيب الاخر بهدوء مسافة السكة و أكون عندك متقلقش... أنهى مكالمته مع صديقه ليبدأ بمكالمة أخرى مع شخص آخر و الذي لم يكن سوى الدكتورة صفاء التي تعمل منذ سنوات في المستشفى عنده ليطلب منها المجيئ إلى العنوان الذي وصفه لها..... بعد نصف ساعة كان أيهم يجلس بجانب عمر الذي لم يكن يعي ما يحدث معه و كأن الحياة فارقته و لم يبق سوى جسده.. فمنذ قدوم أيهم و تلك الطبيبة و هو يجلس على نفس حالته ينظر أمامه بشرود و بصره معلق فقط على باب الغرفة التي تقبع داخلها حبيبته و قطعة من روحه ساكنه لاتدري مايحصل من حولها.... هرع من مكانه مسرعا عندما لمح مقبض الباب يتحرك لتطل من وراءه الدكتورة صفاء و التي تفاجأت من إمساك عمر لكتفيها و هو ېصرخ دون وعي مراتي مالها يادكتورة..... إنطقي شده أيهم بصعوبه ليبعده عنها
قائلا إهدا ياعمر و خلي الدكتورة تتكلم.... عدلت صفاء نظارتها و هي تحدق بعمر بتوتر قائلة بلهجة عملية تعودت عليها المدام حامل....ألف مبروك..... حملق فيها عمر ببلاهة و قد إتسعت عيناه كطفل صغير يرى أمامه شاحنة مثلجات.. ليردد بصوت قلتي إيه مين اللي حامل قهقه أيهم بشدة على مظهر صديقه قبل أن يدفعه قليلا من أمام صفاء ثم يكمل هو حديثه معها حيث طمأنته على صحتها ثم أعطته ورقة تحتوي على أدوية و فيتامينات الإضافة إلى ظرورة إحضارها للمستشفى حتى تتابع حملها مع دكتورة نسائية كحال جميع النساء الحوامل... هذا كله تحت دهشة عمر الذي ظل يحرك شفتيه بعدة كلمات غير مسموعة إلى أن تلقى لكمة على كتفه من أيهم جعلته يستيقظ من توهانه.... الف مبروك يا صاحبي. تحدث أيهم بفرح صادق لأجل رفيق دربه الذي عانى و صبر كثيرا حتى سمع هذا الخبر..... عانقه عمر بقوة و كامل جسده يرتعش من شدة التأثر قبل أن يبتعد عنه و يمسح عينيه التي إغرورقتا بدموع الفرح..... و هو يجيبه بصوت مبحوح الله يبارك يا أيهم.....انا مش عارفة أعمل إيه دلوقتي.... ايهم بضحك إجمد ياظ و إنت شكلك زي عيال المدرسة....يلا روح لمراتك دلوقتي عشان محتاجالك و متنساش تجيبها بكرة الصبح المستشفى عشان تكمل باقي الفحوصات و نطمن عليها و على البيبي..... تحولت ملامح وجه عمر هاتفا بقلق مالها هبة يا أيهم هو في.... أجابه أيهم بعد أن قاطع بقية حديثه متخافش هي كويسة و البيبي كمان كويس بس دي فحوصات روتينية لأي ست حامل... يعني مفيش قلق و لا حاجة يلا انا مروح عايز حاجة.... عمر بامتنان شكرا يا أيهم بجد مش عارف من غيرك كنت عملت إيه أيهم بابتسامة متقلش كده داه إحنا إخوة مش بس صحاب...انا رايح عاوزة حاجة ثانية قبل ما امشي عمر بنفيسلامتك يا صاحبي.... ايهم هو يلتفت لينزل الدرج يلا سلام و متنساش تكلم شاهين و طنط فريدة دول حيفرحوا اوي... عمر وهو ينظر في اثره ماشي.. مش حنسى تصبح على خير... نزل أيهم الدرج راكضا متجها لخارج الفيلا نحو سيارته حتى يعود لمنزله لكنه توقف فجأة بعد أن سمع رنين هاتفه.... في فيلا البحيري..... جميع أفراد الأسرة مجتمعين في الصالون يتسامرون كعادتهم محمد و سيف أميرة و كاريمان و بجانبها صفوت البحيري يلاعب حفيده أيسم.... فجأة سمعوا صوت صړاخ في الطابق العلوي و تحديدا في غرفة أيهم... اسرع محمد و سيف نحو مصدر الصوت لكنهم ظلوا واقفين أمام غرفة أيهم غير قادرين على الدخول محمد بصړاخ و هو يقرع باب الغرفة ليليان...مالك..... في إيه پتصرخي ليه .... إلتفت سيف وراءه ليجد أميرة التي وصلت للتو ليدفعها للداخل قائلا بصړاخ بسرعة يا أميرة أدخلي شوفي مالها وصلت كاريمان هي الأخرى لتدلف للداخل تطمئن على زوجة إبنها اللتي كانت تصرخ و تبكي دون توقف.... كاريمان و هي تنحني نحو ليليان الجالسة أرضا تنظر حولها باڼهيار حبيبتي مالك إيه اللي حصل و خلاكي بالشكل داه نظرت نحوها ليليان التي كانت في حالة إنهيار تام أيهم... سابني يا طنط سابني من ثاني لطمت كاريمان صدرها شاهقة بقوة و هي تنظر لاميرة التي لم يكن حالها بأفضل من حال والدتها اتردد بتلعثم أيهم ماله حصله حاجة أجابتها ليليان من بين شهقاتها أيوا يا طنط سابلي ورقة زي المرة اللي فاتت و قلي إنه راح و مش حيرجع.... نظرت كاريمان لاميرة من جديد و هي تحتضن ليليان التي إرتمت داخل أحضانها تبكي پعنف دون توقف قائلة أميرة روحي كلمي أخوكي و شوفي إيه الحكاية أميرة و هي تقف من مكانها حاضر يا ماما أنا حكلمه دلوقتي.... عادت كاريمان لتهدأة ليليان بينما غادرت أميرة الغرفة لتجد سيف و محمد ينتظران أمام الباب بقلق بينما والدها يقف غير بعيد عنهما يحمل حفيده الذي بدأ بسؤاله عما يجري و صفوت يحاول بكل جهده إلهائه عما يحدث... محمد باندفاع حالما رأى أخته أمامه ليليان مالها يا أميرة كانت بتصرخ ليه هزت أميرة كتفيها بجهل قائلة مش عارفة يامحمد... حالتها غريبة اوي بتصرخ و بتقول إن أيهم سابلها ورقة و قال إنه راح و مش حيرجع ثاني.. انا مش فاهمة حاجة.... حروح أكلم أيهم دلوقتي افهم منه إيه اللي حصل... انا نسيت تلفوني تحت في الصالون... أوقفها سيف الذي أخرج هاتفه من جيبه قائلا بتوتر أنا حكلمه خليكي..... وصله صوت أيهم السعيد قائلا سيف باشا...اكيد وحشتكم انا عارف القعدة مين غيري ولا..... سيف مقاطعا إياه بصوت عال أيهم إنت رحت فين أيهم بنبرة متحمسة كنت عند الواد عمر و دلوقتي راجع البيت لما اوصل ححكيلك . سيف بجدية و قد هدأ قلقه بعض الشيئ طب تعالى
بسرعة متأخرش... أيهم و قد إستشعر نبرة أخيه الغريبة في إيه يا سيف.. مالك صوتك مش عاجبني في حاجة حصلت في غيابي . سيف و هو يحدق في محمد الذي كان يشير له بيده لا مفيش متقلقش