الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44)بقلم روز امين كاملة

انت في الصفحة 105 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز

 


إيثار وتحركت بحرص شديد بعد تأكدها بذهاب الجميع لغرفهم ونومهم بسبات...أخذت حقيبة بها بعض الأوراق لتوهم تلك الغبية لتتحدث بابتسامة شيطانية لحالها 
إنت اللي جبتيه لنفسك يا نسرين...طمعك جاب أخرتك 
أخرجت سکينة حادة من درج المطبخ لتضعها بالحقيبة وهي تقول
النهاردة هيكون أخر يوم في حياتك...أنا اتحملتك كتير قوي بس خلاص...كفاية عليك لحد كده

ثم تحركت للأسفل تتسحب على أطراف أصابعها حتى وصلت للباب الخلفي للحديقة حيث الغفر يمكثون عند البوابة الامامية اما البوابة الخلفية فتؤدي إلى شارع جانبي خالي من المارة لتأخر الوقت بالقرية...خرجت وتحركت حتى وصلت لتجد نسرين تنتظرها بجوار السور وجسدها ينتفض من شدة خۏفها من ظلمة المكان ووحشته لتهتف حين لمحتها
إتأخرتي ليه
أجابتها سريعا 
على ما عرفت أخرج
هتفت الاخرى متذمرة 
أنا معرفش إيه اللي خلاني طاوعت جنانك إننا نتقابل في نص الليل كده...ما كل مرة كنا بنتقابل بالنهار عادي 
اجابتها بمنطقية 
لأن أكتر مبلغ ادتهولك قبل كده كان خمسين الف جنيه...عوزاني أطلع بالشنطة دي كلها قدام ستهم علشان تكشفني 
واسترسلت مستفسرة 
المهم جبتي التليفون! 
أجابتها سريعا لشدة توترها 
أيوه جبته...هاتي الفلوس الاول
سلمتها الشنطة لتلتقط منها الهاتف واستغلت فتح سمية للحقيبة للتأكد من الاموال لتسحبها وتدفعها لتلتصق بالسور لتكظم فمها بكفها وتخرج أداة حادة وانقضت عليها. ولكنها استطاعت الافلات جد
.توقفت لتضع أذنها فوق موضع القلب لتجد النبض قد توقف كليا...تنهدت براحة لتقف تلملم أشيائها على عجالة...وأخذت الأداة وتخلصت منها بإلقائها بالترعة القريبة من المزرعة...عادت للمنزل كما خرجت دون أن يشعر عليها أحد...خلعت ملابسها وغسلتها سريعا كي تزيل أي أثر للچريمة ثم اغتسلت وارتدت ثيابا بيتية لكنها تفاجأت بمكان أظافر نسرين على عنقها فأخفتها بالحجاب...
استمع الضابط إلى أقوالها وسجلها بمحضر رسمي ليحضر المحامي متأخرا بعد فوات الأوان
خرج عزيز من الحبس بعد ان أفرج عنه الضابط لثبوت التهمة على سمية واعترافها...كان يجاور شقيقيه حيث لم يفارقاه كلاهما منذ البارحة...وجد طلعت بانتظاره خارج القسم ليوقفه وهو يقول
حمدالله على سلامتك والبقية في حياتك يا عزيز
هز
رأسه پانكسار فمازال الذهول والانكسار يسيطران عليه لينطق طلعت من جديد وهو يسحبه من ذراعه مبتعدا به عن شقيقاه
عايزك في
على جنب هنا 
ابتعد عن شقيقيه ليعرض عليه طلعت ما اتفق عليه مع عائلته وبعد قليل سأله مستفسرا 
قولت إيه يا عزيز 
هتف بعينين مذهولتين 
قولت يفتح الله يا طلعت 
تحدث ليحثه على الموافقة 
يا عبيط دي فرصة العمر ...مضيعهاش من إيديك
هتف بحدة بالغة 
إنت باين عليك اټجننت يا طلعت...عاوزني أشوه سمعة أم عيالي علشان شوية فلوس
زفر طلعت بضيق لينطق وهو يمسك ذراعه كي يجبره على الموافقة 
بلاش مية ألف يا عزيز...نخليهم متين ألف
نفض ذراعه پحده يبعده عنه وهو يقول بعينين غاضبتين 
ولا ملايين الدنيا كلها تساوي إن ابني الكبير ولا الصغير يمشي مطاطي راسه العمر كله بعار امه...وبناتي أجوزهم إزاي بعد اللي هيتقال على أمهم...وبعدين إنت عاوزني افتري على ولية ماټت وبقت بين إيدين ربنا
واسترسل بإيضاح 
إتقي الله يا طلعت وسيبني في حالي...كفاية اللي حصلي من تحت مرات اخوك العقربة 
هتف طلعت بحدة 
يعني هي كانت بريئة قوي...ماطلعت مقرطساك وبتاخد فلوس من سمية وكانت السبب في خړاب بيت اختك كمان
حركته بذرته الصالحة التي ورثها عن والده...فبرغم بشاعته وسوء أخلاقه وامتلاكه لكثيرا من الصفات البشعة إلا أنه ورث تلك النقطة عن والده الراحل ليتحدث بعقلانية 
دي غير دي...إنها تبقى غدارة بنت كلب وتخون العيش والملح شئ...ولما تكون خاېنة وتجلب لعيالي العاړ ده شئ تاني...إحنا لا حيلتنا فلوس ولا دياولو يا طلعت...مش هنضيع شرفنا كمان علشان نبقى فقرا من كله
استشاط داخل طلعت منه فأخر ما كان يتوقعه هو رفض ذاك الطامع للمال لذا تحدث بحدة وغيظ 
ده أخر كلام عندك يا عزيز 
هتف بقوة لجدية الامر بالنسبة له 

 

ومعنديش غيره يا طلعت...أنا ابويا كان راجل فقير...بس علمني إن لو ضاع الشرف ضاعت كل حاجة معاه
نطق كلماته وانسحب لينضم لشقيقيه ليعودا لمنزلهم ويقص على والدتهم ما حدث لتلطم وجنتيها على ما حدث لابنتها من تلك الحقېرة خائڼة العهد...عاد أيضا طلعت وقص على والديه ما حدث ليندب نصر ك النساء...تارة على مقعد البرلمان وتارة أخرى على جنين ولده الساكن برحم تلك القاټلة كما أخبرتهم ياسمين
مساءا
أخبرت عزة إيثار بما حدث وطمأنتها بخروج شقيقها سالما من القضية...لم تتأثر بمۏت نسرين بالشكل القوي فلم تدع تلك النسرين شيئا مؤذيا لروحها إلا وفعلته...جلست مع حالها ووجدت حنينها يجبرها على زيارة منزل والدها خصوصا بعدما هاتفت نوارة وأخبرتها بتأثر الاطفال وعدم توقفهم عن البكاء على والدتهم...فقط هم الاطفال من حركوا مشاعرها...جلست مع زوجها وأخبرته بما حدث وطلبت منه الذهاب إلى منزل والدها لرؤية الصغار لكنه صمت لتسأله من جديد
قولت إيه يا حبيبي 
اتسعت عينيه ليسألها بذهول 
وإنت بقى مستنية مني إني أوافق على التخاريف اللي بتقوليها دي 
تنهدت پألم لتنطق متأثرة 
يا فؤاد اهلي في مصېبة وأنا لازم أكون جنبهم
صاح بحدة وجنون 
مين اللي خلاه لازم...إيثار إنت واعية بجد لكلامك...عاوزة تروحي برجليك لناس مرحموش حزنك على أبوك واستغلوا ضعفك وكانوا هيرجعوك للحقېر ڠصب عنك! 
تطلع على حيرتها ليهتف پجنون 
أنا بجد مش مصدق اللي بسمعه منك بوداني
نطقت بأسى 
من فضلك يا فؤاد حاول تفهمني
إيثار...قالها وقد تجمع ڠضب الدنيا بعينيه ليتابع بحزم وحسم للحوار 
النقاش في الموضوع ده منتهي بالنسبة لي...كفر الشيخ دي مش هتخطيها برجلك طول ما أنا عايش وفيا نفس...مفهوم
مطت لتنطق بعد مدة بصوت
حاد وعناد كالاطفال 
طب أنا عاوزة أرجع الشغل...ممكن تكلم عمك علشان يسلمني وظيفتي وابتدي من بكره
إعتدل بجلوسه لينطق بنبرة أوحت لوصوله للمنتهى 
هي ليلة باينة من أولها 
اتسعت عينيها بذهول مستنكرة رد فعله لتهتف بحدة 
خليك فاكر إن إنت اللي وعدتني بالشغل ده بعد ما خليتني أقدم إستقالتي للباشمهندس أيمن
تابعت وهي ترمقه بنظرات تشكيكية 
إوعى تكون كنت بتضحك عليا علشان أقدم إستقالتي! 
نطق بقوة وحزم 
أنا واضح زي نور الشمس وعمري ما خفت من حد علشان أخبي واضحك عليك...ولو مش عاوزك تشتغلي هقولها لك بكل وضوح وأنا باصص جوة عينك
ليسترسل محذرا بلهجة شديدة
فبلاش تدخلي معايا في سكة التشكيك دي علشان دي سكة مش هتحصدي منها غير قلبتي اللي صدقيني ما هتقدري عليها 
هتفت بقوة واستنكار 
إنت بتهددني يا فؤاد 
أه پهددك يا إيثار...قالها بقوة لتنظر إليه بضعف ليزفر بقوة قائلا بحزم بعدما فتح لها ذراعه 
تعالي
مطت لينطق حازما 
بقول لك تعالي
ممكن تنسي موضوع الشغل ده لحد ما تولدي وتقومي لي بالسلامة...ممكن 
وقبل أن تعترض همس بما جعلها تستسلم لرأيه كعادتها 
أنا مش هضحي براحتك وأمانك إنت وابني مقابل أي حاجة حتى لو إيه
واسترسل بنبرة تقطر حنانا 
يا بابا إنت لسه في بداية الحمل...جسمك محتاج راحة وتغذية علشان نتفادى أي إنتكاسات لصحتك أو صحة البيبي
واسترسل صادقا ليطمئن قلبها 
بعد الولادة هتلاقيني أنا بنفسي اللي بطلب منك نروح الشركة علشان تستلمي منصبك 
ابتعد قليلا ليسألها وهو يتطلع على عينيها 
إتفقنا يا حبيبي 
إمممم...نطقتها بعينين مغرمتين ليتنفس هو ويضمها لصدره وهو يقول مدللا إياها 
يسلملي حبيبي العاقل 
ابتسمت وتسأله بغباء 
طب وكفر الشيخ 
أغمض عينيه بأسى لينطق بنبرة مستسلمة 
سمعت كتير عن هرمونات الحمل اللي بتقلب مزاج الست مية وتمانين درجة...بس بصراحة مهما تخيلت مكنتش هوصل للي أنا شايفه معاك
واسترسل باستسلام 
أنا لازم أشتري كتب عن الموضوع ده علشان أقدر أفهمك الفترة الجاية
ابتعدت قليلا وتطلعت عليه بحزن وملامة ليبتسم بأسف ويجذبها من جديد وهو يقول لمراضاتها 
خلاص متزعليش ووعد هفكر في الموضوع
بجد يا فؤاد...قالتها بلهفة لينطق متعجبا إصرارها على زيارة من قاموا بإيذائها ودمروها نفسيا وجعلوها تتذوق الامرين فترة ليست بالقليلة من حياتها...نطق بوعد صادق 
أنا عمري خلفت وعدي معاك 
هزت نافية بابتسامة جذابة ليتابع بايضاح 
بس علشان نكون واضحين الزيارة مش هتتم قبل ما يعدي أربع شهور على الأقل 
وقبل أن تعترض تابع موضحا 
ما أنا مش هضحي بالبيبي علشان أي حد...الحمل اتعرض لضغط طيران في أوله وحاجات كتير كانت ممكن لاقدر الله تخلينا نخسره...والحمدلله ربنا حافظ لنا عليه لحكمة
واسترسل بعتاب لطيف
نهدى بقى ونريح البيبي ولا نقضيها سفر وطرق مش مجهزة ونعرضه للخطړ! 
هزت رأسها سريعا لتنطق وهي تتحسس بطنها بحنان 
لا طبعا...كل يهون أهم حاجة سلامة إبننا 
لترفع رأسها تتطلع بعينيه متابعة بهيام 
ده أنا أفديه بروحي...ده كفاية إنه حتة منك يا فؤاد 
مش إنت مچنونة وواجعة قلبي معاك...بس بمۏت فيك والله...أمسك كفها يقبله ثم استند على خلفية
التخت ليسحبها بجواره وبات ېلمس على شعرها بحنان ويتحدثا بمواضيع أخرى حتى غفت عليه ليعدل من وضعيتها وغفى هو الآخر بجانبها بعد قليل.
إنتهى الفصل 
أنا لها شمس 
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع والثلاثون 
أنا لها شمس...بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
كيف استطعت أن تسحبني من عالمي إلى عالمك الساحر بتلك السلاسة وتجعلني أتنازل عن أشياءا وأتقبل أفعالا ما كنت أتقبلها بالماضي...صدق من قال الحب يصنع المعجزات ويجعلنا نبدو كأشخاصا لا يشبهوننا ونتنازل عن أشياءا كنا نرفضها وبقوة بزماننا الفائت...فهنيئا لي بقلبك أيها الوسيم القوي وهنيئا لقلبك على إمتلاكه لجوارحي. 
إيثار غانم الجوهري
في منزل غانم الجوهري
يجلس منزوي على حاله فوق الأريكة...فمنذ أن خرج من الحجز منذ ثلاثة أيام وهو يغفى فوق تلك الأريكة المتواجدة ببهو الطابق الأرضي...لم يصعد إلى مسكنه مع تلك الخائڼة خشية بأن يذكره كل ركن بها كم كان مغفلا غافلا بكل ما حوله...تجاوره منيرة التي تبكي ليلا ونهارا ولم تجف دموعها تأثرا لما وصل إليه نجلها البكري المقرب لقلبها... فقد ترك شعر ذقنه ينمو بكثرة ليجعل من مظهره مبعثرا وفقد كثيرا من وزنه بسبب حالة القهر التي أصابتها على حاله وهو يتخيل حديث الناس عن الرجل المخدوع الذي عاش سنواتا
مع إمرأة لا يعرف خباياها...أقبلت نوارة عليهما ممسكة بين يديها حاملا عليه بعض صحون الطعام وتحدثت بنبرة حماسية كي تزيل من همه ولو قليلا 
عملت لك المسقعة اللي بتحبها يا أبو غانم...من حلاوتها هتاكل صوابعك وراها 
حاوطت منيرة كتف نجلها وباتت تتحسسه بحنو وهي تقول 
يلا يا عزيز مد إيدك وكل
نطق بصوت خاڤت والحزن والخزي يملأن ملامح وجهه 
مليش نفس يا اما
بصوت مټألم ردت منيرة 
لازم تاكل يا ابني...إنت مش شايف شكلك بقى عامل إزاي 
أجابها بكسرة وهو ينكس رأسه للأسفل 
هجيب النفس للأكل منين يا اما
ليسترسل بحزن ظهر بعينيه 
البلد كلها مبقلهاش سيرة إلا على البقف اللي مراته كانت مستغفلاه وكانت السبب في خړاب بيت أخته وقبضت التمن 
بعينين تشتعل ڠضبا هتفت منيرة بلهجة حادة أظهرت كم الغيظ الساكن بداخلها
أهي ربنا انتقم منها ودفعت التمن من حياتها... والحرباية التانية إتقبض عليها وان شاء الله يشنقوها ونخلص منها
لتستطرد بعينين تطلق شزرا 
الإتنين طلعوا أوطى من بعض... واحدة كانت عاملة فيها صاحبتها والتانية
 

 

104  105  106 

انت في الصفحة 105 من 118 صفحات