رواية أنا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44)بقلم روز امين كاملة
عايشة في وسطنا و واكلة خيرنا وهي خاېنة عيشنا وملحنا
وضعت نوارة ما بيدها بجوار منيرة وتحدثت بهدوء
خلاص بقى يا مرات عمي...الكلام مش هيفيد بحاجة غير إنه هيزود ڼار أبو غانم... إذكروا محاسن مۏتاكم
هتفت من بين أسنانها پحقد دفين
وهي دي كان ليها محاسن...إلهي يكحمها مطرح ما راحت بحق ما خربت بيت بنتي وشتت الكل
أنا مش قادرة أصدق ودماغي هتشت مني...الطماعة علشان شوية فلوس ضيعت من جوزها شغله مع الحاج نصر اللي كان هيعيشنا في عز وهنا منحلمش بيه
نطق عزيز بنبرة حادة وسباب
بنت ال... مهمهاش مۏت أخوها بسبب الفلوس ورجعت تطلب من العقربة اللي اسمها نسرين فلوس تاني... المصېبة إنها مااستفادتش بمليم واحد من الفلوس اللي اخدتها
يلا يا ابني كل لك لقمة واطلع استحمى وغير هدومك دي
واسترسلت بقوة
ومن بكرة عاوزاك
تطلع وتروح أرضك وتشوف مصالحك... كفاية قعاد في البيت لحد كده... إنت مش عامل عاملة علشان تستخبي في البيت
حقك عليا يا اما...أنا جيت عليك وعلى اخواتي بعد مۏت أبويا وكله بسببها
واسترسل بهراء ليلقي طمعه وجشعه على زوجته الراحلة كي يتنصل من ذنوبه
كانت دايما تسخني عليكم بكلامها وأنا من خيبتي مشيت وراها
تنهدت پألم حين تذكرت تلك الأيام العجاف التي تذوقت فيهم طعم الذل والمرار على يد نجلها الذي وهبته كل ما تملك من حنان ومدته بكل دعمها وما تملك من سلطة داخل المنزل وبالأخير كانت هي أول من تجبر عليها بقوته بعد رحيل والده
كل اللي بنعمله ملوش لازمة قصاد إعترافها
يا حاج...سمية يادوب إعترفت من هنا وتاني يوم المحضر اتحول للنيابة واخدوا أقوالها في عدم وجودي ومن غير حتى ما يبلغوني
الموضوع تم بسرعة تخوف...الظابط صاحبي اللي في قسم المركز قال لي إن جالهم أوامر عليا بسرعة الإجراءات...حتى سمية كانت هتلغي إعترافها وتنكر زي ما أنا فهمتها واتفقنا...بس بتقولي إنهم كانوا مسجلين لها الإعتراف في القسم وعرضوه عليها وحطوها تحت ضغط نفسي لحد ما أعترفت قدام وكيل النيابة اللي أخد أقوالها
هو فؤاد علام مفيش غيره...الراجل ده مش هيسكت إلا لما يجيب نهايتي
هتف عمرو بحدة بالغة أظهرت كم استشاطته وناره المستعيرة
ما أنت لو سمعت كلامي وخليتني أأجر عيل يخلصنا منه بطلقة مكناش وصلنا للي إحنا فيه ده
إحتدمت ملامحه وامتلئت بالڠضب الحاد ليهتف هادرا
إخرس يا بقف ونقطنا بسكاتك...أصلا كل اللي المصاېب اللي إحنا فيها دي بسبب عمايلك السودة
رمق أباه بحدة والتزم الصمت كي لا يثير غضبه أكثر فتحدث المحامي من جديد
أهم حاجة نشوف موضوع وصل الأمانة بتاع عاملة النظافة اللي الشرطة لقيته في دولاب نسرين قبل ما يستدعوها
كانت الشرطة قد عثرت على وصل أمانة بمبلغ خمسون ألف جنيها مصريا بداخل خزانة سمية باسم عاملة نظافة بالمستشفى العام التابعة للمركز وتدعى ميرفت وبعثت لها استدعاءا للإستجواب بعدما أنكرت سمية معرفتها وعلاقتها بذاك الوصل... لكنها كانت خارج المدينة حيث انتقلت إلى محافظة الإسكندرية لزيارة أحد أقربائها واليوم فقط قد عادت إلى منزلها فاستغل نصر حضورها وبعث لها مرسولا ليجلبها ويستفسر منها لما أعطت زوجة نجله هذا المبلغ وما المقابل وذلك بعد إنكار سمية للمحامي وامتناعها عن الإجابة على أسئلته بشأن ذلك الوصل...ليتحدث طلعت بنبرة جادة
أنا بعت لها الغفير وزمانه جايبها وجاي
خرجت إجلال تتطلع على الجميع بنظرات مبهمة تقشعر لها أبدانهم لتجلس دون التفوه ببنت شفة...دخلت العاملة لتنطق
الغفير جه ومعاه واحدة برة وبيطلب السماح بالدخول يا حاج
أشار لها بكفه بعينين حادة كنظرات الصقر قبل أن ينطق
خلي البت تتنيل تدخل لوحدها وإعملي لنا شاي
ولجت السيدة الأربعينية بجسد مرتجف وباتت تتفحص الوجوه بعينين زائغتين مړتعبة لينطق نصر بقوة وثبات
من غير لف ودوران تنطقي وتقولي سمية إدت لك الفلوس دي ليه
واسترسل بټهديد مباشر جعل المرأة تنتفض بوقفتها
وإلا قسما بالله أخلي الغفير ياخدك ېدفنك حية في الجبل ولا من شاف ولا من دري
صاحت بنبرة
ترتجف ړعبا
هقول على كل حاجة يا حاج...بس والنبي بلاش الأذية وأديني الأمان
أخيرا خرج صوت إجلال لتهتف بعينين تطلق سهاما ڼارية لو خرجت لاخترقت جسدها بالكامل وأوقعتها صريعة في الحال
ما تنطقي من غير رغي كتير يا بت
أشارت بكفيها لتهتف بصوت أظهر كم الړعب الذي أصابها من نظرات تلك المتجبرة
سمية...سمية هي وامها جم واتفقوا معايا إني أدبر لها عيل بعد سبع شهور وهتديني مية ألف جنية
اتسعت أعين الجميع ذهولا لتتابع وهي تتلفت من حولها بهلع
قالت لي إنها عيانة بورم في الرحم والدكتورة قالت لها لازم تشيله...بس قبل ما تعمل العملية لازم تجيب ولد بأي طريقة علشان تضمن عيشتها مع سي الاستاذ عمرو
واسترسلت بما اذهل الجميع
إتفقت معايا أدبر لها ولد وأخطفه من المستشفى يوم ولادته... عطتني خمسين ألف جنية وكتبتني بيهم وصل أمانة...واتفقت معايا تسلمني الخمسين التانيين بعد ما أسلمها العيل
هب واقفا وبات ېصرخ ملقيا اللوم على والديه
شوفتوا الحية اللي معيشيني معاها ڠصب عني...عاوزة تلبسني عيل من الشارع بنت ال...
سبها ليكمل لومه
شوفت يا بابا أخرت إصرارك وجبرك ليا على العيشة معاها!
أما نصر فكان مصډوما مما استمع إليه...أحقا ما قصته عليه تلك العاملة...لينطق بنبرة تدل على مدى صډمته
ده أنا معيش في بيتي زعيمة عصابة وأنا ولا داري...تخطيط شيطاني علشان تلف على ابني وتتجوزه وقتل... وأخرتها عاوزة تلبسنا عيل مش من نسلنا
تبعت تجيب لي أمها ومسافة ربع ساعة تكون تحت رجليا علشان أعرفها التخطيط اللي على حق بيبقى إزاي...كلمات نطقتها إجلال بعينين تطلق شزرا لتتابع بهسيس من بين أسنانها
وإنت يا طلعت... تاخد الرجالة وتروحوا ټكسروا بيت أبوها وتجيبوا عاليه واطيه والليلة يسيبوا البلد ويغوروا بلا رجعة
قوم يا طلعت مستني إيه...قالها نصر بحدة تأكيدا على قرار زوجته لينطق من جديد متوعدا
ما اتخلقش لسه اللي يستغفل نصر البنهاوي وعياله
ثم حول بصره للمحامي الجالس پصدمة ليتابع بغل وكلمات خرجت من تحت أسنانه
البت تطلعها لي براءة بأي طريقة...وأنا بنفسي اللي هقوم قيامتها علشان أعرفها التخطيط لنصر وعياله بيبقى إزاي
ليصيح بكامل صوته مستدعيا العاملة
بت يا صباح...إطلعي إندهي لي الغفير من برة علشان ياخد الست ميرفت مشوار لحد الجبل
هرولت لترتمي بجسدها المنتفض تحت ساقيه تقبلهما بهلع وهي تهتف بدموعها الحارة وتترجاه
أبوس إيدك ترحمني يا حاج... أنا مليش دعوة بحاجة... هي اللي فضلت تتحايل عليا وفي الاخر صعبت عليا لما عرفت بمرضها الۏحش
نفضها بحذائه بقوة ليدفعها بتجبر لترتمي بعيدا وهو يهتف من بين أسنانه
كل واحد يستحمل نتيجة أفعاله... وابقي دوري على حد تصعبي عليه إنت كمان لما أدفنك حية
حضر الغفير ليجذبها پعنف فأسرع إليها المحامي لينطق بعدما جذب المرأة من بين قبضة الرجل
بلاش يا حاج...النيابة باعتة لها إستدعاء ولو ما راحتش هتبقى مصېبة وهيتفتح علينا أبواب جهنم... إنت داخل على إنتخابات ومش ناقص شوشرة
نطقت إجلال وهي ترمقها بنظرات مرعبة
تطلعي من هنا على النيابة وتقولي لهم إن المح روقة اللي إسمها سمية كانت عطيالك الفلوس مساعدة منها علشان تبني بيهم بيتك وهترجعيهم لها بعدين من شغلك
واسترسلت بحرص كي لا تتشوه رجولة نجلها المدلل في البلدة لو انتشر ذاك الخبر
وسيرة العيل دي لو طلعت من لسانك هقطعهولك... مفهوم يا بت!
على الفور هزت رأسها عدة مرات متتالية دلالة على التأكيد لتتابع الاخرى وهي ترمقها بسخط
غوري يلا من هنا
هرولت المرأة
للخارج تلاها المحامي وخرج طلعت مع رجاله لتنفيذ أوامر والده بجلب والدة سمية كي تتفشى بها إجلال... وتخريب منزل عائلتها وإخراجهم من البلدة بأكملها...لم يتبقى بصحبة نصر سوى عمرو المستشاط وإجلال وحسين الذي نطق بعدم استيعاب
أنا مش مصدق اللي بيحصل ده...حاسس إني في كابوس ولا بتفرج على فيلم أكشن
رمق نصر عمرو ليهتف پجنون
البت دي كانت بتجيب الفلوس دي كلها منين ياد!
ازدرد لعابه خشية معرفة والده بعمله الخاص في التنقيب عن الأثار لينطق بزيف وارتباك
أكيد باعت دهبها
تذكر حين كان يكتشف ضياع ماله ويسألها عنه فتقول بكذب أنها لم ترى أي نقود معتمدة على نسيانه الدائم بسبب الحبوب المخدرة الدائم على تناولها بشكل مستمر مما جعلته ينسى ويتوه أحيانا...ومن كثرة ماله الحړام لم يعد ينتبه لما ينقص منه لينطق والده مشككا
وهو دهبها هيكفي نسرين ولا الست ميرفت ولسه اللي مستخبي
وأنا هعرف منين يا بابا...ما يمكن كانت بتسرقكم وإنتوا مش حاسين...قالها بمراوغة ليتابع مبدلا مجرى الحديث
وبعدين إحنا في إيه ولا في إيه...أنا بكلمك في اللي كانت عاوزة تلبسني في عيل مش من صلبي وإنت بتكلمني عن الفلوس!
نطقها پغضب مصطنع لتنطق إجلال بنبرة حنون
إقعد يا عمرو وإهدى...ورحمة أبويا الحاج ناصف اللي عمرى ما أحلف بيه باطل...لاكون جايب لك حقك منها هي وأهلها لحد ما يصعبوا عليك وإنت بنفسك اللي تقول لي كفاية
نظر لوالدته ليهدئ قليلا ثم تحرك يجاورها الجلوس لينطق من جديد
أنا عاوز أشوف إبني
هتف نصر بقوة وحزم
الموضوع ده تنساه خالص لبعد الإنتخابات
ثم نظر أمامه ونطق بتوعدا وشړ
فؤاد علام بيحاربني وحسابه تقل قوي معايا
واستطرد من بين أسنانه
ونصر البنهاوي مبيسبش حقه ولا بيسامح في الأذية
لوت إجلال فاهها وابتسمت ساخرة على ما ينتظر ذاك الأبله على
يدها...ليسترسل وهو ينظر له
النهاردة بالليل تروح مع حسين للمأذون وتطلق البت دي بالتلاتة
شعر وكأنه كان حبيسا وفك أسره لينطق بسعادة مبالغ بها
بجد يا بابا
أجابه نصر بعد تفكير عميق في الأمر
كده كده المحامي قال لي إنها مش هتتنيل تطلع من السچن وهترسي للإعدام... يبقى تطلقها ونظهر قدام الناس إننا مبنرداش بالظلم وإني أجبرت إبني يطلقها أول ما اتأكدنا إن هي اللي قټلت مرات عزيز
واسترسل وهي يحك ذقنه
أنا هكلم المحامي وأخليه يسيب القضية
إبتسمت ساخرة على دهاء ذاك الذي يخطط بذكاء ويبدل في خططته البديلة كما يبدل أحذيته لكنها ستفاجئه بالضړبة القاضية التي ستنهي على مستقبله السياسي والمالي أيضا
بعد مرور إسبوع تحولت قضية سمية إلى محكمة الجنايات للبحث قبل النطق بالحكم وقد تخلى عنها المحامي وانسحب وتركها أهلها وحيدة كما أمرهم نصر قبل تشريدهم وطردهم من القرية والمركز بأكمله...وقد تم طلاقها من عمرو مما جعلها تدخل في حالة من عدم التصديق ونكران الواقع
عصرا
كانت تغفو بغرفتها تغط في سبات عميق...فاقت من