السبت 23 نوفمبر 2024

رواية للقدر حكاية (الفصل السادس والخمسون إلى التاسع والخمسون)للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


زوجين هكذا 
انتبه شريف على وقوفها وتحديقها بهم 
مش حطيتي العشا خلاص تقدري تروحي 
ابتلعت لعابها بحرج ومسحت يداها بعبائتها 
اه يابيه...اجي بكره الساعه كام 
شريف متخلهاش تتأخر عليا بخاف اقعد لوحدي وانت في شغلك 
هتفت بها مها فتمتم بحنو 
حاضر ياحببتي 
ونظر نحو الخادمه التي تدعو نعمه 
متتأخريش بكره الساعه تسعه تكوني هنا 
حاضر يابيه 
وانصرفت الخادمه وهي تهتف داخلها 
ده كان بيبوسها قبل ما ادخل عليهم... 
ثم اردفت بحسره 
ناس عايشه ومتهنيه وناس بتخدم في البيوت 

اتبعت رؤى مريم حانقه بعدما سدت عليها جميع الطرق بأنها لن ترافقهم في سهراتهم ثانيه وقد اعترفت لخالتها بخطيئتها 
خلاص بقى يارؤي..قولت مش هسهر تاني معاكم 
كانوا قد وصلوا لبوابه المدرسه.. لتتعلق عين مريم بهديل التي وقفت تطالع المدرسه بحسره واعين دامعه 
أسرعت مريم نحوها ولكن رؤى ظلت واقفه بعيدا تتابع الامر بعينيها فهى لا تحب هديل ولا تراها الا شريدة متطفله علي طبقتهم 
عندما اقتربت مريم منها... ألتفت هديل بجسدها واسرعت في الإبتعاد 
هديل استنى ياهديل.... انتي صحيح طلعتي من المدرسه 
سقطت دموعها... فالمنحه قد دمرها والدها في نهايه عامها الثاني بأخر امتحان بعدما تهجم على مدرستها 
ولم يعد لها لا مستقبل ولا حضڼ والدتها الحاني فقد تركتها ورحلت لعالم اكثر راحه من قسوه والدها وذل الحياه 
هديل ردي عليا 
جذبت مريم مرفقها لتدور هديل نحوها بعينيها الباكيه 
ليه سيبتي المدرسه ياهديل 
اللي زي مبيتعلموش يامريم... ارجوكي سبيني في حالي 
أرادت الهروب من نظراتها ولكن مريم عادت تسألها بفضول عن احوالها وكيف لن تكمل سنتها الاخيره وتدلف للجامعه مثلهم... وما كانت ثرثرتها الا تزيدها حسره 
كفايه كلام يامريم.... مش هبقي ولا هكون زيكم... انا دلوقتي بدور على لقمة عيشي عشان اعيش 
وقفت مريم صامته تتابعها وهي تتحرك بعيدا عنها ورؤي تقف على مقربه تناديها ف السائق الخاص بها قد أتى 
ألتفت مريم بجسدها لترحل كما وقفت هديل ولم تتحرك وعادت تلتف مرة أخرى تتذكر صڤعة والدها لها بأن لا تعود الا وقد وجدت وظيفه تعمل بها 
مريم
ادارت مريم جسدها لتنظر إليها.. فأطرقت هديل عيناها ارضا 
ممكن تساعديني ألاقي شغل... اي شغل انا موافقه اشتغله حتى لو خدامه عندكم 
ذلذلت الكلمه قلبها... ف زميلتها التي تماثلها بالعمر تطلب ان تعمل لديها خادمه وهي تعيش كالملكه لا شئ تطلبه الا ويلبي لها 
وبعد اكثر من نصف ساعه كانت اثنتيهم يقفان في غرفة ياقوت بالشركه التي تعمل بها 
تعجبت ياقوت من قدوم مريم بزيها المدرسي وبرفقتها صديقتها 
ياقوت انا عايزاه اتكلم معاكي ممكن 
ابتعدوا قليلا عن هديل لتهمس مريم 
ممكن تطلبي من هاشم يشغل هديل صاحبتي 
تعلقت عين ياقوت بها متعجبه من طلبها ومن نطقها لاسم هاشم بعشم وكأنه صديق لها 
هو مديرك هنا وهيسمعك... وهديل محتاجه شغل 
واردفت وقد اتسعت عين ياقوت ذهولا
انا لولا اللي عملته قدامه كنت دخلت طلبت منه... ماهو عم فارس صديقي 
ولم يخرج ياقوت من ذلك الذهول الا مرور هاشم بجانب غرفتها... وعندما ألتقطته عين مريم أسرعت خارج الغرفه تنادي بأسمه ولكن تلك المره ليس مجردا
عمو هاشم
انتبه هاشم إليها وقد تذكرها 
انا جيت النهارده اعتذر منك... ديه كانت لعبه سخيفه مع صحابي وانا قطعت علاقتي بيهم... ووعدت ياقوت بكده 
ونظرت صوب ياقوت الواقفه على بعد خطوات منها متسعة العين مما يحدث
سامحتني خلاص وقبلت أسفي 
لم يكن هاشم اقل داهشه ولكن اماء برأسه
حصل خير يا.. 
مريم... انت لحقت تنسى اسمي ياعمو
اه مريم... 
اقتربت منه سكرتيرته تلك اللحظه تخبره 
حضرتك عايز مواصفات ايه للخدامه يافندم عشان أبلغ مكتب التخديم 
فأسرعت مريم بجذب ذراع هديل 
وتدور ليه ياعمو... هديل صاحبتي شاطره ومحتاجه الشغل ده اوي ارجوك ساعدها 
وبين حسرة وآلم وذهول وتخطيط كان يسير الأمر ولكن للقدر حكاية 
الفصل السابع والخمسون
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق. 
لم يثير طلبها إلا اشمئزازا.. عيناه تنقلت بين التي تقف تطلب منه عمل لصديقتها بعفوية مصطنعه وبين التي نكست رأسها أرضا تدراي حسرتها.. اشاح وجهه عن مريم بضيق ونظر نحو صديقتها وهو يتذكر اسمها الذي تفوهت به مريم منذ قليل 
تعالي معايا ياهديل 
رفعت هديل عيناها نحوه فتسألت بحيره
انا
اماء برأسه وسار أمامها حتى تتبعه.. تحركت مريم قبلها تجذب يدها متمتمه
يلا ياهديل
ولكن هاشم وقف فور سماع صوتها لينظر خلفه فوجد مريم تتبعه أيضا
قولت هديل مقولتش اسم حد تاني
احرجها ببشاعه ولأول مره أحدا يعاملها هكذا.. تعقلت عين ياقوت بها ترى ملامحها التي بهتت لتقف مفكره في أمر مريم حتى اتسعت عيناها وهي تراها تكاد تبكي وهاشم يحث هديل على اتباعه
معقوله مريم تكون معجبه ب هاشم
وضعت ياقوت يدها فوق فمها بعدما وصل عقلها لتلك النقطه
...............................
نظرت ياقوت نحو هديل التي خرجت للتو من غرفه مكتب هاشم والسعاده تغمرها تعجبت من تبدل ملامحها ولكن تمنت داخلها ان يكون هاشم ساعدها بالفعل دون الخدمه بمنزله
طرقت على باب غرفته بخفه لتدلف بعدها فلم تجده الا واقفا خلف مكتبه يعطيها ظهره وينظر من شرفة مكتبه
تنحنحت چرحا متسائله
اجي في وقت تاني لو مش فاضي
ألتف نحوها يتفرس ملامحها بهدوء.. ارتبكت قليلا من نظراته فبادر 
اتمنى يا ياقوت مشوفش مريم هنا تاني في شركتي
تحركت شفتاها حتى تحاكيه الا انه تمتم حانقا
ياريت تنبيهي يكون وصل
تجاوزت حديثه عن مريم فقد فهمت سبب حنقه منها... فمريم بطلبها لعمل صديقتها خادمه أمامهم ما كان الا أمرا وضيعا رأته مساعده كبيره فعلتها دون إهانة
اتمنى تكون ساعدت البنت من غير ما تخدم في البيوت
تنهد وهو يتذكر معاناة تلك الفتاه وما قصته عليه من أسباب للعمل حتى لو خادمة بالمنازل وتركها لدراستها متحسره على حلمها الذي اضاعه الفقر وقلة الحيله
البنت هتيجي تشتغل هنا شغل يناسب مؤهلاتها ووقتها عشان تقدر تذاكر وتكمل تعليمها 
شعرت ياقوت بالسعاده عما يخبرها به 
ليه مش مقربه من مريم ياياقوت... مريم لو قريبه منك كان سلوكها اتغير 
اطرقت عيناها أرضا وهي تتذكر تحذيرات حمزه الدائمه ان تبتعد عن مريم 
حاولت لكن منفعش... ومحدش بيقبل مني كلمه 
واردفت متحسره على حالها 
انا الست اللي خطفت راجل من عيلته ودخلت عليهم فرد زايد 
ليه رضيتي بالحياه ديه من الاول 
نطرت له ولم تستعب مغزى عبارته الا عندما نطق 
كان ممكن تختاري حياه بسيطه مع راجل زي ما هو أول بختك انتي كمان اول ست في حياته 
وقبل ان تخبره انه قدرها ورغم كل ما يواجهها الا انها أحبت قدرها وارتضت به 
انا مسافر لبنان لمده اسبوعين ولما ارجع هتكلم مع حمزه في موضوع مريم وسلوكها 
تنهدت وهي تحرك رأسها بأن يفعل ما يريد لعله هو من يلحق مريم ويصدقه حمزه الذي لا يستمع لها مهما تحدثت معه 
دلوف احد موظفينه قطع حديثهما فأنصرفت حائره من كل ماحدث أمامها اليوم 
............................. 
نظرت سماح نحو الحارس بتمعن وهو يساعد العمال كما امرته في حمل مقتنيات غرفة صغيرها... انتهى طيفه امام مرئ عينيها 
لترفع عيناها لأعلى تتأمل نوافذ المنزل الكبير ومن ثم أسرعت بخطاها نحو الغرفه الصغيره التي يحتلها الحارس 
دقائق معدوده وخرجت من
 

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات