الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا

انت في الصفحة 28 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


وسطي
أقترب منها وهو يحرك يده على قدمها قائلا بعبث ومكر مازحا معها
لأ حد قالي إنه زي الجلي بيرقص رقص حتى وهو ثابت
لا يا شيخ
أومأ إليها برأسه وتعابير وجهه تدعوها للضحك وهو يتحدث إليها
بأمانة
تهكمت بسخرية واضحة لتجعله يتمايل معها على الأنغام بقوة وهي تقول بمكر
إن كان كده بقى يبقى أنت كمان تتحرك مع الجلي أهو تفرد عضلاتك دي بدل الغيبة عن الجيم

استحسن الفكرة كثيرا وود فعل ذلك حقا فقال بجدية
بس كده يلا بينا
أخذ هاتفه من جانبه ثم ولج إلى أحد التطبيقات الذكية يبحث عن أغنية بخلده تحمل التصنيف الشعبي خالية من الألفاظ الخارجة والكلمات البذيئة ليتمايل معها عليها دون أن يلوث أذنه وأذنها بأغاني قاطعها هو وإياها معا..
ارتفع صوت الهاتف بالأغنية فألقى الهاتف مرة أخرى على الأريكة ووقف يبعد الطاولة عنهم قليلا ثم تقدم ناحيتها يأخذ يدها وجميع أعضائه تشتعل بالحماس ليفعل ذلك معها بينما هي استغربت كثيرا لموافقته السريعة دون اعتراض وكأنه كان ينتظر شيء كهذا..
جذبها لتقف أمامه ثابته فحركها بيده وهو يتحرك معها بخفه على هذه الأصوات التي تضج مسامعهم لحظات من برودها وهي تنظر إليه وتراه بهذه الحيوية وهذا النشاط وسريعا بعدها دلفت معه بحالته تلك لترتسم الابتسامة باتساع على محياهم وتتحول إلى ضحكات رائعة وهم يتمايلون معا لتبتسم لهم السعادة مرحبة بهم في عالمها..
بعد مرور أسبوع
ولجت مريم إلى السطح وهي تزفر بضيق وحدة من إزعاج جمال لها طوال الوقت فقررت أن تصعد إلى السطح لتتنفس بعض الهواء الرطب الآن في هذه الساعة..
نظرت إلى جانبها الأيمن بعد أن دلفت لتراه يجلس على المقعد الموجود وبيده سېجارة يدخنها وكوب من الشاي أمامه على الأرضية نظرت إليه للحظات ثم فكرت هل تجلس هنا!.. سريعا نهرت نفسها وتفكيرها كيف تسمح لنفسها بأن تجلس معه دون وجود أحد آخر..
استدارت سريعا لتهبط مرة أخرى وهي تزفر بضيق وانزعاج شديد ألا يوجد مكان تجلس به قليل من الدقائق لتشعر بالراحة!.. وبينما هي تبتعد رأته بطرف عينيها يقف سريعا من على المقعد داعسا السېجارة بقدمه ويتوجه ناحيتها يهتف بصوت جاد
استني يا مريم
وقفت مكانها لتراه يقترب منها إلى أن وقف جوارها على مسافة مناسبة أردفت وهي تستدير تنظر إليه بجدية شديدة
نعم فيه حاجه
سألها باستغراب وجدية وهو ينظر إليها باهتمام يدقق النظر في ملامحها دون خجل
أنت مالك مبقتيش طيقالي كلمة ليه.. دا أنت حتى مش طايقة تبصي في وشي
نظرت إلى الأرضية عندما وجدته ينظر إليها هكذا وأجابت عليه بعفوية شديدة ثم بترت حديثها في المنتصف عندما وجدت نفسها تقول أشياء لا يجب أن تتحدث بها
أنا! بالعكس بقى دا أنت.... وأنا ليه هعمل كده يعني
وضع يده بجيب بنطاله وآمال رأسه إلى الجانب وهو ينظر إليها بدقة
ما أنا بسألك أهو
جذبت أطراف أكمام العباءة على كف يدها بتوتر وهي تجيبه بابتسامة هادئة
لأ أنت بيتهيالك كده بس أنا فعلا بكلمك عادي
ضيق عينيه السوداء ناحيتها وأقترب قليلا ومازالت يده بجيب بنطاله وهتف بسخرية
لأ مش واضح وبعدين حاسس أنك بتهربي مني دايما ومش عايزة تكلميني ولا تسمعيني حتى
أبتعدت هي خطوة للخلف وتحدثت هذه المرة بحدة ليتوقف عن هذا الحديث الغير صحيح والذي إذا استمع إليه أحد سيقول أن بينهم شيء ما
لأ بجد بيتهيالك أنا مش بعمل كده ولو ده حقيقي مكنتش هقف معاك دلوقتي
أشار برأسه إلى ناحية الدرج وأردف مجيبا إياها بسخرية وتهكم واضح
ما أنت كنتي نازلة جري ولا أنا مش واخد بالي من دي كمان
نظرت إليه بهدوء وأجابته بطريقة فظة وهي توضح له سبب ذلك الإحساس الذي يقول عنه
الفكرة بس

أن مش بحب أبقى مع حد غريب في مكان لوحدي
ابتسم وهو يخرج يده من جيب بنطاله وأبتعد قليلا ينظر إلى الخارج ثم نظر إليها وقال بحب وشغف
بس أنا مش غريب بالعكس.. أنا قريب وقريب أوي كمان
لم يستمع إلى ردها عليه بل نظرت إليه باستغراب وفكرت في حديثه الذي لأول مرة يكون واضح هكذا ومنذ فترة وهو مهتم بها من الأساس وذلك يوترها إلى أبعد حد
ممكن تديني رقمك
تساءلت باستفهام
ليه
أجابها بصدق وجدية وهو ينظر إليها ويقترب مرة أخرى
علشان اطمن عليكي
لحد ما الواد ده ينقبض عليه
امتنعت عن ذلك قائلة بآسف يظهر بطريقة فظة
آسفة مش هينفع
تسائل بجدية مستغرب رفضها مع أنها في يوم قد اعطته ل جاد أمامه دون امتناع
ليه
وضعت يدها أمام صدرها بتحفظ وأبصرته باستغراب متسائلة داخلها كيف له أن يتحدث هكذا ومن أين أتى بكل هذه الشجاعة
نفس الحكاية مش هينفع أكلمك.. يعني هكلمك بصفتك ايه..
عاد يضع يده في جيب بنطاله بهدوء ممېت ونظر إليها بحب رأته قبل في عيني جاد لشقيقتها ولكنها كذبت نفسها من رؤيته هنا
على راحتك بس قريب هتكلميني يا مريم وبصفتي حاجه كبيرة وقريبة ليكي أوي يمكن أكتر من نفسك
عن اذنك
تركته سريعا وعادت مرة أخرى تهبط الدرج لتبتعد عن حديثه الموتر للأعصاب والذي يلعب به على أحبال حبها له لقد استغربت كثيرا من حديثه معها هكذا لأول مرة ربما شعرت بأنه يقترب منها منذ زواج هدير و جاد ولكنه لم يتحدث أبدا بهذه الصراحة من قبل وقد فهمت ما الذي ألقاه عليها ولكنها منعته عن عقلها حتى لا تأتي بالمتاعب إلى قلبها قبل عقلها وهي مازالت في بداية الطريق..
وقفت هدير في مطبخ والدة جاد تعد معها الطعام للعشاء لزوجها ووالده بحب كبير بينها وبين والدته وهم يتسامرون في الحديث معا..
حملت صينية المكرونة على يدها بعد أن انتهت منها وبقي فقط آخر مهمة لفعلها وهي تسويتها وضعتها أمامها على رخامة المطبخ متسائلة
ها يا ماما فهمية احطها في الفرن كده
نظرت إلى الصينية وهي تقطع السلطة وأومأت برأسها بهدوء والابتسامة على وجهها
أيوه كده حلوة أوي يا حبيبتي تسلم ايدك
استدارت هدير لتذهب إلى الفرن في الناحية الأخرى وهتفت بابتسامة عريضة تجيبها
يسلملي عمرك وكلامك الجميل
نظرت إليها والدة زوجها بحب وحنان وهي تمدح بها وكأنها ابنتها قائلة بحماس وطريقة شعبية
كلام ايه يابت يا هدير طب والله أنت ما يعلى عليكي في الطبيخ وبعدين دا جاد بيشكر في أكلك وده مش من العادي يابت افرحي
تركت الصينية في الفرن بعد أن اشعلته ووقفت جوارها تتسائل بلهفة عن حديث زوجها الحبيب عن مأكولاتها
بجد بيشكر في أكلي
أكدت والدته الحديث بجدية وهي تقص عليها ما حدث بالأمس من ابنها وزوجها ومازالت تقطع السلطة
إلا بجد امبارح وهو هنا الحج كان بيقوله يتغدا معانا مرديش أبدا وقال ايه أكل هدير ياما.. أكل هدير ياما قولتله قوم يا واد أمشي من هنا
ابتسمت هدير بسعادة بعد الاستماع إلى ذلك الحديث منها ثم جاملتها بود ولين قائلة
لأ بس بردو مفيش أحسن من أكلك ده أنا هتعلم منك واعمله علشان ابقى جمعت كل حاجه حلوة يحتاجها
ابتسمت باتساع وهي ترى زوجة ابنها تود أن تجعله لا يفتقد بها شيء بل تجمع كل ما هو يريده بها لتوفر له الراحة والسعادة معها تحدثت هي الأخرى بابتسامة عريضة
تعجبيني يابت يا قمر أنت اتشكلي كل يوم وخليه يلف حوالين نفسه كده من جمالك قفلي عليه كل البيبان علشان عينه متبصش بره أبدا
أردفت هدير سريعا بعد هذه الكلمات من والدته بلهفة وثقة من حديثها ومنه هو أولا
لأ لأ جاد مش بتاع كده مش بيبص بره ده بيغض بصره في أي مكان
تركت والدته السکين من يدها وتقدمت إلى حوض الغسيل لتغسل يدها وهي تهتف بفخر واعتزاز بولدها
طبعا تربيتي أنا والحج رشوان ده الحيلة
تساءلت هدير باستنكار وهي تستند بظهرها إلى رخامة المطبخ
هو صحيح انتوا خلفتوا جاد بعد تسع سنين
أجابتها بجدية شديدة وهي تحمد ربها على هذه النعمة الذي من عليها بها وأكملت حديثها بجدية ولهفة لرؤية صغار ولدها
أيوه بس الحمدلله دلوقتي نحمد ربنا ونشكر فضله.. وشدوا حيلكم انتوا بقى مش عايزين تأخير عايزين قطط صغيرة كتير كده تلعب حوالينا
تمتمت هدير مبتسمة
إن شاء الله
نظرت إليها فهمية باستغراب لعدم رؤية حماسها فصاحت بجدية وحزم متسائلة
اوعي تكوني مش ناوية وتقوليلي التعليم وابصر ايه
أجابتها هدير بصدق خالص ونظرة بريئة من عسلية عينيها الصافية
لأ لأ والله أنا سيباها على ربنا واللي هو عايزه هيكون
رفعت غطاء القدر وهو على الموقد وسارت تقلب محتوياته بالملعقة الكبيرة وهتفت قائلة
ونعم بالله يا حبيبتي
مرة أخرى تسائلت هدير بفضول
هو سمير وجاد أخوات. راضعين على بعض قصدي
ابتسمت فهيمة باتساع وهي تتذكر
تلك اللحظات التي مضى عليها أكثر من ستة وعشرون عام
أيوه أم سمير سابته معايا وهو عمر سنة وراحت مشوار مع الحج عطوة وفضل هو زن

زن طول عمره زنان الواد ده وكان جاد عمر سنتين ولسه بياخد لبن طبيعي فقومت مرضعة سمير
استمعت إلى حديثها وابتسمت بعمق وما لبثت أن تتحدث إلى أنها استمعت إلى صوت باب الشقة يفتح ثم يغلق مرة أخرى فاستشعرت أنه زوجها
ده شكل جاد طلع
وقف على عتبة باب المطبخ جوارها وغمز إليها بعينيه بخفه ثم أردف وهو يشاكسهم بمرح
يا مساء الفل على أجمل اتنين في الدنيا
استدارت والدته تنظر إليه بسخرية وهتفت قائلة مبتسمة
شوفي البكاش
رفع يده وأشار إلى نفسه بطريقة درامية وكأنه حزين ثم ابتسم وهو ينظر إليها
بقى أنا بكاش يا أم جاد.. دا أنا الحيلة يا أم جاد
بس يا واد بقى الله
نظر إلى زوجته التي كانت تتابع الموقف بينه وبين والدته بابتسامة عريضة وأردف وهو يمسك بزر القميص الذي جذبه منذ لحظات ليقع بيده عن عمد
هدير زرار القميص انقطع تعالي خيطيه
أعتدلت في وقفتها وهي تتجه إلى الفرن لتلقي نظرة على الصينية التي وضعتها
طب خمس دقايق بس هشوف صينية المكرونة
غمز إليها وهو يقترب ويذهب إلى الداخل قائلا
تعالي بس والحجة هتشوفها
فتحت والدته الثلاجة ونظرت إليه من خلال بابها وهي تتهكم عليه وقد فهمت أنه يريدها لغرض آخر
زرار بردو يسطا جاد.. روحي روحي ياختي شوفيه عايز ايه
نظرت إليها باستغراب من حديثها الذي لم تفهمه وحاولت الإعتراض ولكنه لم يدعها تكمله
لأ بس هشوف.....
تقدم منها ثم جذب يدها وخرج بها من المطبخ بقوة وهو يلعن ذلك الرأس اليابس
ما قالتلك روحي بقى الله
رأته يأخذها باتجاه غرفة نومه هنا فامتنعت وقد فهمت ما الذي يريده وفهمت أيضا ما الذي كانت تتحدث عنه والدته فقالت باحتجاج
في ايه يا جاد ماينفعش كده
دلف بها إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة ودفعها خلفه لتواجه الباب بظهرها فاقترب منها بشدة قائلا بصوت خاڤت
هو ايه ده اللي ماينفعش
هتفت باسمه بلين ورقة لتجعله يتركها تذهب للخارج حتى لا تحرج أمام والدته ولكن أتى ذلك بنتيجة أخرى
جاد
أمسك بكف يدها
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 85 صفحات