الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا

انت في الصفحة 30 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز


مندهشة منه حقا إنه يعطي الأمر أكبر من حجمه بكثير أقتربت من الفراش وجلست عليه قائلة بفتور محاولة أن ترى أين آخره وكيف ستتخطى هذا الموقف معه
مجبتش هدوم غير دي
نظر إليها بهدوء وهو يعلم أنها فقط تجادله لترى ما الذي يفعله أن لم توافق جلس جوارها بهدوء وأردف مجيبا إياها بجدية
البسي اللي جيتي بيه
امتنعت قائلة بحدة وهي تقف على قدميها مرة أخرى

ده درس أبيض هيتوسخ
وقف خلفها وعلى حين غرة أمسك بيدها ليجذبها إليه فاقتربت منه ولامست يدها الأخرى صدره وهي تستند عليه استمعت إليه وهي تنظر إلى عينيه بعمق يهتف بجدية واضعا النقاط فوق الحروف
لو بتفكري تمشي كلمتك عليا فده مش هيحصل يا هدير.. جاد الله مش هياخد أوامر ولا هيسمع كلام واحدة ست لو مين هي حطي ده في بالك أنا هنا الراجل وكلامي هو اللي هيمشي وإذا ملبستيش حاجه محترمة وخرجتي نتغدا مع أهلك يبقى هتلبسي هدومك اللي جيتي بيها ونرجع بيتنا
وجدها صامتة تنظر إليه ببلاهة ومازالت يدها على ص دره وهو ممسك بيدها الأخرى مقربها منه بحدة استدار بناحيته الأخرى إلى الفراش وأخذ إسدال الصلاة الذي أبصره قبل قليل ووضعه على صدرها بقوة لترفع يدها التي اخفضتها من على صدره تتمسك به كي لا يقع أرضا..
استمعت إليه يكمل حديثه بقوة وهو يقرب وجهه منها ويوزع عينيه على كامل ملامحها
أنا عارف إن اللي بره أخوكي بس ده مش مبرر أنه يشوف مفاتنك بالشكل المغري ده وعارف كمان أنك عمرك ما لبستي كده وياريت تستمري في اللي كنتي بتعمليه أنا مش عايز حد يشوف أي حته من جسمك وحتى لو هي ست زيك يا هدير.. ياريت يكون كلامي مفهوم..
ترك يدها واستدار وذهب ناحية الباب ثم هتف قبل أن يفتحه قائلا بجدية ورفق وكأنه سيحاسب

مكانها إن أجلت الصلاة
صلي قبل ما تخرجي
فتح الباب ثم خرج وأغلقة خلفه بهدوء بينما بقيت هي بالداخل تبتسم ببلاهة بعد خروجه.. هل يغير عليها إلى هذا الحد.. هل يحبها حقا!.. أجل يحبها فليس هناك أكثر من ذلك يثبت حبه لها سوى الكلمات المتبقية..
الكلمات التي ټموت في سبيل الاستماع إليها منه يتغاضى عن الحديث بها ويبدلها بأفعال جميلة ورائعة تعلم ذلك ولكنها من محبي الاستماع والتمتع بلحظة نطق الكلمات المعسولة التي تدل على الحب والهوى القابع داخل القلوب..
لقد أظهر رجولته عبر حديثه عن أنه لن يستمع لامرأة مهما كانت من هي وأظهر عنفوانه عبر حركات جسده وتعبيرات ملامحه المنزعجة من مراوغتها ومجادلتها معه في أمر يرفضه يتمتع برجولة شديدة الظهور وحديث ناضج واضح وأفعاله ليست لها مثيل غير تلك النظرات التي تخرج من عينيه الرمادية ترمي بسهام الهوى وكأنها لم تقع به لتسقط أكثر وأكثر والعشق يأتي بآخره معها منتظرة من معذب الفؤاد أن يتحدث..
في المساء
وقفت أمام المرآة تنظر إلى ما وضع عليها بتركيز شديد وكأنها تبحث عن شيء ما!. وكان بالفعل كذلك وهي ترفع الأشياء الموضوعة عليها أكثر من مرة وتنظر بتركيز شديد وتزفر بضيق وانزعاج حضر إليها الآن..
أمسكت بصندوق الحلى الخاص بها والموضوع به ذهبها بالكامل وذهبت إلى الفراش وافرغت كل ما به لتبحث عن أساورها المفقودة..
بحثت بينهم مرة واثنان وثلاث اعتقادا أنها لا ترى جيدا ذهبت إلى خزانة الملابس وأخذت تبحث بين ملابس الخروج التي قد أتت إليها من قبل وفتحتها ربما وقعوا هنا وهي تعدل ملابسها!.. مالت بجذعها للاسفل وهي تبحث بتركيز وتدقق في الأشياء ربما هي لا تراهم..
رفعت خصلات شعرها التي تنسدل على كتفيها وبجانب وجنتيها تعيق حركتها وتزعجها أكثر زفرت بحدة وعصبية وهي لا ترى أي أثر لهما..
ذهبت إلى المرآة مرة أخرى وانحنت
بجسدها على الأرضية تبحث أسفلها وبجوار المقعد ولكن دون فائدة..
دلف زوجها الغرفة وهو يزيل عنه قميصه البيتي ذو اللون الرمادي ك عينيه ليبقى عاري الصدر بينما يرتدي بنطال أسود قطني يسير حافي القدمين..
نظر إليها باستغراب بعد أن جلس على الفراش ورأى الذهب الموضوع بإهمال هكذا لقد كان يدلف لينام قليلا لأنه لديه عمل كثير في الصباح في الورشة وحقا هو متعب للغاية من كثرة الأعمال المتراكمة عليه..
أردف قائلا يتساءل عن سبب هذه الفوضى وحيرتها الواضحة
مالك بتدوري على ايه
نظرت إليه بعد أن رفعت رأسها ووقفت على قدميها أمامه تقدمت منه وجلست جواره على الفراش تستدير بجس دها لتنظر إليه وبالمنتصف الذهب الذي أخذت تضعه في الصندوق مكانه مرة أخرى أردفت بانزعاج وضيق
في غوشتين مش لقياهم
استلقى على الفراش في مكانه ولم يعطي الأمر أهمية معتقدا أنهم في مكان ما وهي قد نسيت أجابها بفتور
هيروحوا فين يعني أكيد هنا ولا هنا.. وتلاقيكي أصلا شيلاهم وناسيه
صاحت بحدة بسبب توترها وانزعاجها من هذا الموقف واختفاء الأساور المفاجئ
نسيت ايه يا جاد أنا كنت لبساهم
وضع يده الاثنين أسفل رأسه ليعلو قليلا وينظر إليها وتحدث باهتمام حاول إظهاره حتى لا تنزعج
وبعدين راحوا فين بالراحة بس وأنت هتلاقيهم
تركت ما بيدها وجلست على الفراش نظرت أمامها في الفراغ وهي تحاول أن تتذكر أين وضعتهم بالضبط
أنا كنت لابساهم وأنا عند ماما وجيت خلعت كل دهبي اللي كنت لابساه وحطيته هنا على المراية وقعدنا بره... دلوقتي وأنا برتب الهدوم وبحطه في الصندوق لقيت الغوشتين مش موجودين
سألها باستفهام وهو يستدير على جانبه الأيسر يتكئ على ذراعه وينظر إليها
بس أنا مشوفتش في إيدك دهب وإحنا هناك
أجابته وذهنها يفكر أين قد تكون وضعتهم أو أين اختفوا منها وهي لم تذهب إلى أي مكان بعيد
ما أنا كنت خلعاه
عاد يستلقي على الفراش بهدوء ولا يعطي للأمر بداخله أهمية من الأساس لأن من المؤكد أنها نسيت مكانهم ولكنه يتحدث معها باهتمام حتى لا تنزعج
طيب ممكن يكونوا هناك نسيتيهم أو وقعوا يا هدير
أردفت بتشتت واضح وحيرة من أمرها لا تستطيع أن تخفيها وهي تود معرفة أين الأساور
أنا مش عارفة... أنا حتى مش فاكرة خلعتهم هنا ولا لأ
استدار للناحية الأخرى ينام على جانبه الأيمن يوليها ظهره قائلا بنبرة ناعسة فقد تخطت الساعة الواحدة صباحا وهو يستيقظ باكرا لعمله
ابقي اسألي مريم أكيد نستيهم هناك
وقفت على قدميها وهي تتوجه إلى خارج الغرفة وخصلاتها تتطاير خلفها بقوة هتفت بجدية وهي تخرج
أنا هكلمها فعلا..
زفر بحنق وهو يستمع إلى صوتها العالي بالخارج بعدما تحدثت مع شقيقتها ولا يستطيع النوم بسبب هذه الأساور الملعۏنة وضع الوسادة فوق رأسه لكي يختفي صوتها ولكن ذلك لم يحدث وكان حقا في أمس الحاجة للنوم..
زفر بضيق وضجر مرة أخرى وهو يقف على قدميه متقدما من الباب ليغلقه حتى يستطيع النوم ولكن عندما أمسك به وقارب على غلقه كانت هي تدلف إليه تهتف بحنق وانزعاج شديد
مش هناك.. أنا هتجنن راحوا فين بس
أمسك بكتفيها معا

بيده الاثنين ثم ابتسم بهدوء رغما عنه وتحدث بجدية ونبرة خاڤتة ونظرته إليها رائعة بعينه الناعسة
ممكن تدوري عليهم بكرة ولا حتى متدوريش هيظهروا لوحدهم صدقيني بس أنا تعبان والله ومحتاج أرتاح شوية يا هدير
ابتلعت تلك الغصة التي تشكلت بحلقها بحرج وتوردت وجنتيها بخجل شديد منه إنها تزعجه دون أن تلاحظ وهو يريد النوم حقا استيقظ اليوم مبكرا ويومه كان حافل بالعمل حتى بعد عودتهم من عند والدتها هبط إلى الأسفل أكثر من مرة إلى الورشة ليريهم أشياء كثيرة وغدا أيضا لديه عمل وهي لا تشعر
أنا آسفة يا جاد ماخدتش بالي والله
أخذها ناحية الفراش وهو يهتف بصوت حاني
هقبل آسفك لما تنامي في حضڼي وتسيبك من كل اللي بتعمليه ده
ابتسمت إليه وهي تسير معه صعد على الفراش وهي جواره أغلق ضوء الغرفة من مفتاح الكهرباء المجاور للفراش ثم استلقى براحة وهو يفرد جسده عليه وأخذها في أح ضانه يقربها منه ويستنشق رائحة خصلاتها الجميلة بالنسبة إليه والمنعشه أيضا وضع يده أسفل رأسها والأخرى فوق ج سدها القريب للغاية منه..
ابتسمت هي بسعادة وهي تقترب أكثر تستنشق رائحته الرجولية المباحة لها
وحدها ربما هناك كثير من الأشياء داخل عقلها تريد لها إجابة واضحة لتستطيع العيش معه بذلك الحب دون خوف ولكن كلما رأته يتهرب من نظراتها المتسائلة عادت تتعايش معه دون تساءل وتبعد تشتت تفكيرها عنها لتنعم بالراحة معه..
وضعت يدها فوق ص دره الع اړي الأملس الذي يبدو أسفل يدها كشيء صلب للغاية كالحجر بسبب هذه العضلات والرشاقة التي يحافظ عليها رفعت قدمها اليمنى ووضعتها فوق قدميه الاثنين من الأسفل ليرتفع القميص عن ج سدها مظهرا ساقيها بسخاء..
قبل اذان الفجر
وقف سمير في شرفة منزلهم شارد الذهن وصوت القرآن يعلو في ميكروفون المسجد ويستمع إليه جيدا ولكن تركيزه لم يكن عليه هو كان بالفعل يستمع لكن تفكيره بها هي!
لا يدري ما الذي حدث إليه هكذا في أيام معدودة وقليلة للغاية بالنسبة إلى موضوع كهذا!.. إنه لا يفكر إلا بها وحدها ولا يوجد سواها من الأساس ليفكر بها قبل النوم وعندما يستيقظ وهو يأكل وهو يجلس مع أصدقاءه في المقهى وفي كل وقت يراها ويفكر بها وآخر مرة تمتم باسمها في صلاة العشاء أمس!..
إلى هذه الدرجة تستحوذ على تفكيره!.. كلما رآها دق قلبه پعنف وازدادت وتيرة أنفاسه وكأنه في سباق لا يدري من شدة جمالها وفتنتها أم لأن قلبه يكن داخله شيء لها..
هو ليس ك ابن عمه ينتظر سنوات كي يعبر عن حبه ويبقى بانتظار الفرصة المناسبة وهو ليس مثله أيضا يبتعد عنها ويبقى حبها داخله حتى لا يغضب الله عليه نعم ېخاف الله ولكن هو ليس من هذا النوع أبدا مادام نيته سليمة وواضحة وتفكيره به خير حتى ولو لم يكن هناك شيء رسمي بينهم فليحدثها وينظر إليها ويفعل ما شاء مادام هو لم يفعل الحړام..
ما هذا هل يفكر في الزواج منها!.. يا الله ما هذا التشتت الغريب.
أخرج سېجارة من علبة السچائر أشعلها ثم قال لنفسه بأنه سينهي كل هذا الأن ويأخذ قرار يخصهما!.
إنه يريد رؤيتها دوما يفكر بها كثيرا يود حمايتها من أقرب الأشخاص إليها يود أن يكون أقرب إليها من نفسها يود أن تكون معه بمكان واحد يفعل ما يحلو له معها كأي زوجين زوجين!....
إنه يحبها ويريدها بكل جوارحه ولن يؤجل ذلك بعد الآن أبدا وأول من سيعرف جاد لكي يساعده في ذلك..
أخذ الهاتف من على سور الشرفة ثم أتى برقم جاد وألقى اتصالا به ثم وضع الهاتف على أذنه ينتظر رده
على الناحية الأخرى كان جاد نائم مثلما هو وبجواره زوجته على نفس الوضعية استمع إلى صوت رنين هاتفه
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 85 صفحات