الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية خطايا بريئة(الفصل الرابع إلى السابع) بقلم ميرا كريم

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

تماما بيئتها ولماذا أصرت ان ينتظرها بعيدا تكاثرت الأسئلة برأسه مما جعله يلعن تحت انفاسه ذلك الفضول اللعېن فما شأنه هو أنتشله من شروده صعودها للسيارة وقولها 
تقدر تمشي يا اوسطا 
قالتها وهي تدس ما جلبته بحقيبتها خفية ثم ضمتها لصدرها وكأنها تحوي على سبيل راحتها الوحيد بتلك الحياة وإن كادت تسند ظهرها للخلف وتجلس بأريحية أكثر أجفلها صوته الأجش
محمد ...... قالها وهو يلتفت نصف التفاتة جعلها تنتفض بطريقة استغربها بشدة ولكنه كرر موضحا
اسمي محمد تقدري تناديني بيه
رمشت عدة مرات ثم هزت رأسها وردت 
انا ميرال فاضل
اتشرفت بحضرتك يا انسة ميرال تحبي اوصلك فين 
قالها وهو يعتدل في جلسته ويشعل محرك السيارة مما جعلها تجيبه بلا أي شغف وبنبرة كئيبة 
رجعني البيت 
لاتعلم لم تشعر براحة عارمة بذلك المنزل ربما لأنه يذكرها بأيام طفولتها او ربما لأن نغم هي الشخص الوحيد الذي تبقى على طبيعتها معها وتعود تلك القديمة البريئة التي لا يشغلها شيء
فقد جلست تلاعب خصلة من شعرها الطويل بأناملها وعيناها شاردة بنقطة وهمية بالفراغ لتباغتها نغم متسائلة 
مالك يا نادين بتفكري في أيه 
تنهدت وأخبرتها بتهكم 
هيكون فأيه يعني أكيد في الحرباية وابنها
عيب كده يا نادين ده جوزك وميصحش تقولي على مامته كده
امتعض وجهها وقلدت طريقتها ساخرة 
عيب تقولي على مامته كده ....والنبي اتنيلي علشان جبت أخري منه ومن امه
زفرت نغم بلا فائدة من تمرد صديقتها وسألتها من جديد بترقب 
طب مش هتقوليلي كنت فين 
لتتأفأف هي بعصبية 
يووووه بقى يا نغم قولتلك كنت في المكتبة انسي بقى الله يكرمك دماغي ورمت من أسئلتك مش هيبقى انت وهو عليا
لتتنهد نغم وتربت على ساقيها قائلة في محبة خالصة لها 
خلاص مش هسألك تاني .....بس عايزاك تعرفي ان يامن بيحبك .....أديله فرصة وحاولي تفهميه
أعترضت بعصبية من جديد 
انت ليه مش عايزة تفهمي يامن ده لو أخر راجل في الدنيا مستحيل أحبه .....
ليه بس والله ده حد كويس اوي !!
هزت رأسها بعدم اقتناع وأخبرتها متهكمة 
حد كويس ..... والذل اللي بيذله ليا ده تسميه أيه وكبته لحريتي ده اسميه ايه
هو بيعمل كده علشان خاېف عليك وصدقيني اللي بيحب بيعمل أكتر من كده
نفت برأسها واسترسلت بنبرة مخټنقة وكأن صديقتها دون قصد دعمت ذلك البركان الخامل بداخلها للأنفجار
هو خاېف على الفلوس مش عليا ....خاېف على الثروة العظيمة دي تفلت من تحت ايده
انت بتبصي للأمور من زاوية واحدة يا نادين مش يمكن بيحبك بجد ومش عايزك تبعدي عنه
لوحت بيدها بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها وقالت بحنق
عمري ما حبيته ولا عمري هنسى انه مفروض عليا .....وعمري ما هنسى أن امه كانت السبب في مۏت أمي
تفوهت بأخر جملة وهي تضع يدها على عيناها وجسدها بدأ ينتابه تلك الرجفة المصاحبة لتلك الذكرى المريرة التي تترأى امامها من جديد الآن ولن تقدر على مواجهتها مرة آخرى
أبتلعت نغم غصتها وأقتربت منها بينما هي أنكمشت تحاوط نفسها بذراعيها وصړخت بهستيرية ودمعاتها تدفق كالحمم ټحرق قلبها قبل وجنتها 
مش عايزة أفتكر ............مش عااااااايزة
أحتضنتها نغم و واستها 
حقك عليا انا عارفة أنت مريتي بأيه وحاسة بيك والله مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وقالت بنحيب قوي يدمي القلب وهي ټدفن وجهها بصدر صديقتها 
لأ محدش عارف أنا مريت بأيه .........محدش حاسس بيا .......كلكم بتهاجموني وبس
انا مش بهاجمك يا نادين أنا بنصحك علشان نفسي تسامحي وتنسي وتبدأي صفحة جديدة
نفت برأسها وهي تشعر انها على حافة الجنون وقالت بنبرة ممزقة لأبعد حد 
أنا عمري ما هسامحهم ومش هسيبهم يدمروني زي ما دمرو امي أنا هاخد حقي وحق أمي منهم ولو أخر يوم في عمري .....هفضل أكره الست دي وأكره أبنها ....
هزت نغم رأسها تسايرها وظلت تمسد على ظهرها كي تهدأ لتستكين الآخرى بين أحضانها وكأنها بحاجة لذلك التقارب ولكن دمعاتها كانت لا تنضب بعدما ظل يترأى أمام عيناها من جديد شريط ذكرياتها الأليمة ورغم مقاومتها للصمود إلا أن رغبتها في الأنتقام ظلت تتفاقم بداخلها أكثر فأكثر غافلة أن الشيطان هو من يهيئ لها ان كافة أفعالها ويوهمها انها ليست خطايا فادحة بل هي بريئة مبررة بنية الأنتقام غافلة كون لا يوجد خطايا بريئة فالخطيئة تظل خطيئة مهما تعددت مبرراتها 
غابت هي لعدة أيام وتركته يتلوى من لوعته عليها فمنذ أخر لقاء جمعهم وما حدث داخل سيارته وهو لا يستطيع التواصل معها لا يعلم ما اصابه ولا متى احبها لتلك الدرجة هو كل ما يعلمه أن شيء كالمغناطيس يجذبه لها فهي تتمتع بشخصية قوية ناجحة جريئة تعرف كيف تجعله مهوس بها ربما كما يقولون الممنوع مرغوب وكان ذلك القول بمحله تماما عندما يتعلق الأمر بها انتشله من دوامة افكاره وشروده الذي اصبح ملازم له في الآونة الأخيرة صوتها الناعم وهي تبادر كعادتها المهتمة متغاضية عن عصبيته معها بلأمس 
هتفضل على الحال ده كتير 
نفى برأسه وأخبرها بإقتضاب 
مالو حالي انا كويس
ابتسمت بسمة باهتة لم تصل لعيناها ثم كوبت وجنته قائلة 
احكيلي يا حسن أيه اللي مضايقك شاركني وبلاش تحمل نفسك فوق طاقتها
انزل يدها بضيق وتأفأف قبل ان ينهض ويتوجه للشرفة 
يووووووه عايزاني أقول ايه وانا عارف أن عمرك ما هتفهميني
والله هفهمك جرب تتكلم مش هتخسر حاجة
معنديش طاقة للكلام و لو سمحت سبيني لوحدي محتاج اراجع شوية تصميمات
تنهدت بعمق من حدته الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها ولكنها كعادة قلبها اللين ألتمس له الأعزار وهمست بإصرار عجيب لتكسر حالة الكآبة التي هو عليها وتقترح
طيب هعملك قهوة .....وهقعد معاك انا بحب اتفرج عليك وانت بتشتغل ونتكلم شوية بعد ما تخلص
لم يشغل باله بأهتمامها وكأن أي شيء يصدر منها هو إعتيادي و لن يشكل فارق معه ليزفر في ضيق و يغمض بنيتاه بقوة ويمرر يده بين خصلاته بنفاذ صبر وهو يظن انها تتعمد ان تضيق عليه الحصار بثرثرتها المعتادة وان تطلعه على أتفه الأمور ليصيح بها بصوت جهوري منفعل ارجفها 
مش عايز اتكلم......انا مش طايق نفسي ومعنديش طاقة لرغيك ولا للملل بتاعك ده
وأد حماسها ببراعة وجعل الحزن يحتل عيناها بعد حديثه الطاعن لها مما جعلها تشعر أن الأرض تدور بها وانها تكاد تفقد توازنها ولكنها تماسكت وغمغمت في ضيق شديد وبنبرة مهزوزة 
متعصب ليه انا بحاول أشاركك بس انت بقيت صعب ومش عاطيني فرصة لأي حاجة ومش قادرة افهمك ولا عارفة اراضيك ازاي ........
قالت جملتها الأخيرة وهي تمسد جبهتها برفق وتستند على طرف مكتبه مغمضة العين 
نبرتها تلك جعلته يتراجع عن حدته حتى انه أقترب منها وحاوط ذراعيها قائلا بنبرة لينة بعض الشيء 
أنت لازم تعذريني انا مضغوط واعصابي تعبانة الفترة دي
لم هي دائما مطالب منها ان تتحمل وتتغاضى وتدعه يستغل لين قلبها في حين هو لم يهتم ولم يشغل باله يوم بها حتى انه لم يكلف نفسه واعتذر منها بطريقة لائقة بل استغل كونها لاتملك غيره وېهينها بتلك الطريقة التي تهدم كبريائها نفضت أفكارها سريعا و هزت رأسها بضعف وهي تتزحزح بجسدها كي تفلت يده قائلة بإقتضاب وبملامح باهتة وهي تتحامل على نفسها 
كمل شغلك براحتك انا

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات