رواية خطايا بريئة(الفصل الرابع إلى السابع) بقلم ميرا كريم
مش هتطفل عليك تاني ولا هضايقك
كادت تتعثر ولكنه لحق بها ودعمها بذراعيه وهو يتسأل بقلق
أنت كويسة
كويسة وهروح انام
ذلك أخر ما تفوهت به قبل أن تدفعه برفق و تغادر غرفة مكتبه بخطوات ضعيفة واهنة بينما هو نظر لآثارها وهو يلعن تسرعه وحدته معها حتى انه شعر ببعض من تقريع الضمير يعلم ان لا ذنب لها ولكن ماذا يفعل هو يكاد يفقد صوابه ويخرج عن طوره بسبب اختفاء الآخرى
أشرق صباح يوم جديد على تلك التي تململت لتوها بنومها على صوت هاتفها و تناولته وردت بنعاس دون ان ترى رقم المتصل ليصل لها صوته العابث من الطرف الآخر
انت اكيد اټجننت انا قولتلك متتصلش بيا غير لما انا اطلبك
قالتها پذعر حقيقي وهي تنهض من الفراش وتوارب باب غرفتها تتفقد محيطها
ليرد هو
اعمل ايه بتوحشيني يا نادو
ابتسمت في مكر كعادتها وردت عليه بكل غرور وهي تبتعد عدة خطوات عن الباب بعدما أمنت محيطها
مش ذنبي .....وبعدين انت عارف يامن هنا ومبعرفش أخرج
هتجنن يا نادو نفسي تخلصي منه وتبقي ليا لوحدي و وقتها هخليك أسعد واحدة في الدنيا بس نفسي تثقي فيا
تناولت خصلة من شعرها الطويل واخذت تبرمها بين اناملها وهي تجيبة بكل ثقة بصوت خفيض
زفر طارق واقترح في ضيق
سيبيه يا نادو وانا هعوضك عن فلوس ابوك احنا مش هنحتاجها انا كل يوم بيعدي وأنت في بيته ببقى هتجن
حانت منها بسمة مستخفة وأخبرته برفض قاطع
مستحيل أعمل كده اللي بيني وبينه مش فلوس وبس
زفر هو في ضيق من الطرف الآخر وقال بإستماتة
ماشي يا نادو وانا معاك للأخر .... بس شوفي طريقة تخرجي بيها انا عايز أشوفك
التمعت عيناها بزهو وهي تستشعر لهفته وتمسكه بها التي لم تحظى بها أنثى قبلها فهو دائما من يتهافت الفتيات عليه وكم يحلمون بفرصة معه ذلك الوسيم ذات الجاذبية الطاغية والشخصية المرحة المنفتحة التي تميزه بجانب الثراء الفاحش الذي ينعم به بفضل أبيه ومركزه المرموق ولذلك أعجبها كثيرا ولكن ظلت ميرال عائق في طريقها ليهيء لها شيطانها أن صديقتها ستتخطى الأمر و لن يفرق معها إن تركها وستجد غيره فطالما حقدت عليها بسبب تلك الحرية المطلقة التي تحظى بها على عكسها تماما وذلك السبب تحديدا جعلها تبرر لذاتها انها الأفضل دائما وأنها وحدها من تستحقه وستكون جديرة به ولذلك دبرت مكيدتها ببراعة لتكون معه كي ترضي ذلك النقص التي طالما شعرت به كون كل شيء يفرض عليها ومن حقها ان تختار شيء واحد بمحض ارادتها وحقا لا تكترث كون اختيارها صائب أم لا هي فقط تريد ان تثبت لذاتها انها متحررة و أفضل بين الجميع ولا أحد يستطيع الفوز عليها وسحب الأضواء منها ولذلك لن تخسره و راوغته في مكر
نااااااااااااااااادين
صړخ هو بها بنبرة جهورية وبعيون يتطاير منها الشرار وهو يقف خلفها مما جعلها تنتفض و يسقط الهاتف من يدها وهي تشعر بقلبها يهوي بين ضلوعها من شدة ذعرها
الفصل السادس
لا يمكن أن تصل لليقين دون شك ولا نجاح بدون فشل ولا للسکينة دون اضطراب ولا لأي شيء دون حب
نااااااااااااااااادين
صړخ هو بها بنبرة جهورية بعيون يتطاير منها الشرار وهو يقف خلفها مما جعلها تنتفض و يسقط الهاتف من يدها وهي تشعر بقلبها يهوي بين ضلوعها من شدة ذعرها ولكنها تماسكت وادعت الثبات قائلة
قبض على يدها وتسأل من بين أسنانه
فين مفتاح الباب الوراني .......أنت بتخرجي وانا مش هنا صح!
تنفست الصعداء كونه لم ينتبه لمحادثتها واستغرق الأمر منها ثانية واحدة كي تجيبه وهي تدعي البراءة
لأ طبعا أخرج أيه ....وبعدين مفتاح ايه اللي بتسأل عنه أنا ماخدتش حاجة
لم يقنعه جوابها وصړخ بوجهها پغضب قاټل وهو يؤرجحها بقوة بين قبضته
كداااااااابة .......ومش مصدقك المفتاح مش في مكانه ومحدش بيدخل مكتبي غيرك انت وأمي
نزعت يدها من بين قبضته بقوة وقالت بنبرة متمردة ثابتة
مش هكدب عليك ومعرفش مفتاح ايه اللي بتسأل عنه
مرر يده على ذقنه وهو يشعر أنه يكاد يخرج عن طوره و الشكوك تعصف برأسه مما جعله يهدر بنبرة حادة قاطعة تعلم هي جيدا ان لا رجعة بها
اقسم بالله يا نادين لو اللي في دماغي طلع صح هيكون حسابك عسير معايا وساعتها متلوميش غير نفسك
ابتلعت غصة بحلق جاف من تحذيره الصريح لها ولكنها ألتزمت الثبات وتساءلت بدهاء كي تحول الحديث لدفتها كعادتها
أيه اللي في دماغك!!! انت بتشك فيا
جز على نواجذه وهز رأسه دون أي تفكير وقال
أنا مكنتش بشك فيك بس من
هنا ورايح هشك يا نادين وصدقيني مش هيبقى في مصلحتك ابدا
ليغادر غرفتها بخطوات قاسېة يأكلها الڠضب بينما هي زاغت نظراتها وارتمت على الفراش وهي ټلعن غبائها كون لم يسنح لها الوقت لكي تعيد المفتاح لمكانه لتنفخ أوداجها عندما سقطت عيناها على هاتفها الملقي على الأرض ولحسن الحظ لم يصيبه ضرر لتنحني تلتقطه وهي ټلعن ذلك ال طارق هو ايضا فكاد يفضح أمرها
بينما في أحد قرى الصعيد كان يجلس رجل في عقده السادس ذات لحية وشارب كث وبنية عريضة وهيئة قاسېة لا تعرف اللين تجعل كافة أهل
قريتهم تهابه وتحسب له ألف حساب فكان يجلس داخل مندرة داره حين دلف إليه أخاه سائلا بوجل
كيفك يا أخوي
نظر له عبد الرحيم واجابه بعجرفة
أحسن منك يا جلب أخوك خير چاي ليه !
أجابه سعيد شقيقه الأصغر في قلة حيلة
والله يا خوي وشي منك في الأرض .....بس أعمل ايه الحوچة واعرة و أني محتاج جرشين انت عارف مصاريف الدوا والحكمة كتير وانا مبقاش حيلتي غير خلجاتي اللي عليا
زغره عبد الرحيم واطلق ضحكة صفراء متشفية قائلا
واه أني مش عارف أيه العشم ده چايبه منين عاد! بعد اللي حصل منك دلوقت چاي تطلب مساعدتي نسيت إنك عصيتني و وجفت مع چوز خيتك ضدي وغصبتوني اسلمه أرضها
تأهب سعيد وهو يتذكر ذلك الحدث منذ سنوات ورد بصدق دون ادنى مجاملة
العشم ده علشان انت اخوي ولا دي كمان نسيتها يا عبد الرحيم وايوة انا وجفت مع عادل چوز خيتك علشان ده حج ربنا وأنت كنت عايز تضلله وتقبل تاكل حقها في الأرض
سطع الحقد بعين الأخر وقال من بين أسنانه
وأنت كنت مفكر حالك حامي الحمى أنت والبومة مرتك لما وجفتوا جصادي
احتدت نظرات سعيد عند ذكر زوجته وهدر منفعلا
انا مقدر أنك اخوي الكبير بس ميصحش تتعدى الأصول وتجيب سيرة مرتي وبعدين انت عارف ان هانم كانت أجرب واحدة لخيتك وكانت على علم بكل حاچة وعلشان إكده كانت بترد غيبتها
صدر من فمه صوت ساخر متهكم وأضاف وهو ينهض من جلسته ويربت على منكب أخيه
ياريت تكونوا مرتاحين بعد ما كل حاچة ما راحت أهو چوزها خد كل املاكه واملاك اختك وكتبها بأسم واحد غريب عننا وكمان چوزه البنية وخلاه يكوش على كل حاچة بأس المره السو اللي اتجوزها
ضړب سعيد كف على أخر وقال بعدم