رواية ۏجع الفراق بقلم حنان إسماعيل
سارى على الناحية الاخرى من الهاتف
سارى صافى ممكن تفتحى الباب سارى على التليفون عاوز يكلمك هو تليفونك فيه مشكله ايه بتقولى ايه طيب براحتك انا عامة هبلغه
امسكت الهاتف وقالت لسارى وهى تصطنع الحزن
هيفاء شكلها مشغوله ياسارى يمكن بتكلم حد بتقولى هتبقى تكلمك بعدين
اجابها سارى پغضب لا براحتها يلا سلام
مرت الايام الثلاثه الاخرى وصافى شاردة وجهها شاحب من قله النوم والاكل حاول رعد معها كثيرا كى يخرجها مما هى فيه الا انه لم ينجح اصبحت تهرب لغرفتها كثيرا لتظل تبكى بها وحدها كلما رأت هيفاء وهى تصطنع مكالمات وهمية بينها وبين سارى والذى انقطع اتصاله منذ اخر مكالمة له مع هيفاء منذ ثلاثه ايام
مرت عدة ايام والحال على وضعه
هيفاء تتعمد اغاظة صافى بإدعائها لمحادثات هاتفية بينها وبين سارى ووعد تساعدها بتأليف حكايات عن استشارة ابيها لها عن نوعية الهدايا التى قد تعجب هيفاء ورعد حائر فى ايجاد طريقه لرعاية صافى كما اوصاه ابيه
جلسا على الافطار جميعهم كانت صافى فى اسوأ حالاتها بعينيها الغائرتان ووجهها الشاحب حينما هبت فجأة وهى تشعر بالغثيان الى الحمام لتتقيأ تلك اللقيمات الصغيرة التى تناولتها على مضض
عادى يعنى مكانش باين عليها الزعل ولا الحزن وبعدين اللى عمل الحاډثه السواق يبقى ماما اڼتحرت ازاى
ارتبكت هيفاء للحظة قبل ان تتماسك قائله
مامتك كانت بتعرف تخبى كويس طول عمرها كانت كده من كتر اللى شافته من باباكى والحاډثه اللى عرفته من الشرطة لما حققوا فى شهود عيان قالوا ان مامتك كانت
سألتها وعد مستغربة يعنى ياخالتو لو ماما عاوزة ټنتحر ليه تستنى لما تركب مع سواق وتقلب العربية بيهم يعنى ماكان ممكن تسوق العربية بنفسها اى وقت او ټنتحر باى طريقه اخرى والسؤال اللى شاغلنى اكتر ليه مسابتشى جواب او اى رساله لنا او لبابا تودعنا فيها
هزت وعد رأسها بالايجاب بحنان قبل ان تكمل هيفاء قائله
هيفاء خلينا فى المهم لو صافى طلعت حامل يبقى ابوكى هيطلقنى ويرميكم فى اى جامعه خاصة بره فى امريكا ولا لندن ومش بعيد يحرمكم من فلوسه لما الهانم تجيب له ولاد كتير دلوقتى افهمينى كويس انا مينفعش اقرب منها لانها مش طايقانى بس انتى تقدرى لو نفذتى اللى هقولك عليه فهمانى
اجابت وعد معاكى ياخالتو
كانت صافى بسريرها شبه نائمة غير قادرة على النهوض بعدما افرغت مافى معدتها سمعت طرق على الباب فأجابت
دخلت وعد وبيدها
كوب نعناع مغلى قائله بود
وعد انا جبت لك كوباية نعناع شكلك اخدت برد فى معدتك
استغربتها صافى دون ان تجيبها فاكملت وعد بتأثر
وعد انا عارفه ان اسلوبى معاكى من الاول مكانش كويس وانا بعتذر لده بس انتى متعرفيش غلاوة ماما عندى كانت أد ايه بس انتى ومن اول يوم شخصيتك عجبتنى وهداياك كمان بالمناسبة بس بصراحة خفت اقول ده لاحسن خالتو تزعل منى يعنى لازم اراعى مشاعرها هى زى ماما برضه
ابتسمت صافى بود قائلة ايوه انا فاهمة ده طبعا ومقدرة وبشكرك على صراحتك
اقتربت منها وعد قائله بهمس هى
لو عرفت انى عندك دلوقتى هتزعل انا مصدقت انها راحت شغلها وقلت اتطمن عليكى انتى كويسة تحبى اغير هدومى ونروح المستشفى نتطمن عليكى اكتر
ارتشفت صافى رشفه من مشروب النعناع قائله بهدوء
صافى لالا مفيش داعى انا اساسا شاكة انى ممكن اكون
وعد شاكه فى ايه
نظرت اليها صافى بحذر قبل ان تعود للمشروب نهضت وعد قائله وهى ترسم خيبة الامل على وجهها قائله بحزن مصطنع
وعد انا اسفه انا مش قصدى افرض نفسى عليكى انا قلت اجى و ابتدى اننا نفتح صفحة جديدة مع بعض على الاقل عشان خاطر بابا
قالتها قبل ان تعطيها ظهرها وهى تتحرك بخطوات بطيئة نحو الباب ناداتها صافى بتردد قائله
صافى وعد ثوانى من فضلك
ابتسمت وعد فى خبث قبل ان تستدير وهى ترسم ملامح البراءة على وجهها فأكملت صافى قائله
صافى انا تقريبا حامل بس مش متاكدة فعشان كده مينفعش اقول لحد
اقتربت منها وعد ايوه بالضبط اوعى تقولى لاى حد خاصة خالتو لحد لما على الاقل لما بابا مايرجع بس الاهم دلوقتى لازم تتأكدى بس تتاكدى ازاى صاحبتى مامتها دكتورة صيدلانية قالت مرة انهم بيتاكدوا بإختبار منزلى بيتباع عندهم فى الصيدليات صح
اجابتها صافى اه فعلا
وعد بحماس تمام يبقى هتصل لك بصاحبتى تبعت لنا اختبار مع السواق بتاعم من غير ماحد ما يحس وده يبقى سرنا انا وانتى وبس
ابتسمت صافى لها فى طمأنينة قبل ان تطلب وعد على الهاتف هيفاء تحادثها على انها صديقتها الوهمية التى تملك صيدلية
دخلت صافى الحمام وخرجت منه فرحه وهى تمسك بيدها اختبار الحمل يظهر منه الخطين تأكيدا للحمل
تصنعت وعد السعادة طالبة من صافى ان تخفى الخبر حتى رجوع والدها من الخارج اخذت منها اختبار الحمل وخبأته فى درج الادوية بالحمام امام ناظرى صافى كى لاتراه هيفاء بحسب ماقالته
فى الوقت ذاته اتصلت هيفاء برجلها فى امريكا طالبته بأن يؤخر رجوع سارى لعدة ايام اخرى حتى لو كان على حساب افتعال كارثه حقيقية بالعمل كى يظل
بعد مرور عدة ايام تصادف وجود العيد القومى للدوله فأعطت هيفاء أجازة لجميع العاملين بالقصر حتى أصبح القصر شبه خالى ممن فيه
وقفت وعد تراقب خالتها وهى تمزج مشروب النعناع بعدة اقراص
لصافى فى قلق قائله لها
وعد خالتو اوعى تكون الاقراص دى هتضر صافى انتى قولتى هتنزل البيبى بس هى هتفضل كويسة
هزت هيفاء رأسها بمكر اه ياحبيبتى متقلقيش المهم قفلتى كل ابواب القصر زى ماقلت لك
وعد بتوتر اه ياخالتو بس انا خاېفه انتى متاكدة ان مفيش ضرر عليها
هيفاء بعصبية بطلى كلام ويلا اطلعى لها بالنعناع واوعى تنسى تليفونها اياكى تنسى
صعدت وعد بكوب النعناع للاعلى فتحت الباب فوجدت صافى نائمة بوهن على السرير
قالتها قبل ان تخرج وهى تغلق الباب ورائها
خلا القصر من جميع الخادمين فيه ماعدا تصرخ واضعه يدها على بطنها
صافى ساااااااارى الحقنى ياسارى سارى
وهى تبكى پقهر داعية الله ان يحفظ ابنها زحفت بمشقه رغم الامها القاسېة حتى وصلت لباب القصر استندت لتصل لمقبض الباب وحبيبات العرق ټغرق وجهها حاولت فتحه الا انها وجدت مغلق حاولت فى يأس مرات عدة وهى تجاهد الا تفقد وعيها مر بها لوقت كأنه ساعات طويلة لاتريد التحرك احست باليأس يتسلل اليها والام بطنها تزداد فتكا وصرخاتها تدوى بالقصر من شدة ماتحسه مدت يدها تطرق الباب وهى تنادى لعل احدهم يسمعها اخذت تنزلق رويدا رويدا وهى تخبط على باب وتناديه
صافى بضعف سارى سارى
حتى فقدت القدرة على المقاومة وتلاشت كل قواها الحسية والبدنية حتى سقطت مغشيا عليه
وصل سارى ارض المطار اتصل برعد فأبلغه بأنه فى الخارج مع اصدقائه
سأله عن صافى فأجاب بعدم معرفته وانها لربما تكون مع هيفاء ووعد اتصل بهيفاء فأبلغته انها لاتعلم مكانها وانها لربما تكون قد خرجت مع على السائق لانها راتها اخر مرة برفقته
ازداد جنونه وبرزت عروقه من الڠضب طلب رقم على السائق بعصبية قائلا
سارى انت فين ياعلى
على بأدب اهلا سارى بيه انا بره مع اصحابى مدام هيفاء ادتنا اجازة اليوم خير فى حاجة
سارى بعصبية مدام صافى منزلتش معاك النهاردة قصدى يعنى تكون وصلتها لمكان
اجابه على بهدوء لا يافندم انا مشوفتهاش بقالى كام يوم
سارى طب تعالى لى المطار حالا
على دقايق واكون عند حضرتك
اقله على من المطار فى طريقه للقصر لم ينبس بكلمه ظل يفرك باصابعه فى ڠضب وهو يرمق على بنظرات غل بين الحين والاخر
نزل من السيارة واتجه للقصر ومن خلفه على بحقائبه فتح الباب فأحس بشئ خلفه استغرب شيئا فشئ حتى فتح معه ليجد صافى فاقدة لوعيها على الارض
سارى صافى صافى ردى عليا على شغل العربية بسرعه
جرى على بسرعه ناحية سيارته بينما حمل سارى صافى على ذراعيه مسرعا ظل طوال طريقه للمشفى يمسح عن وجهها العرق وقلبه يخفق بقوة من الخۏف احس بان روحه تضيع منه وهى بين ذراعيه تلهث بصعوبة
اخذ يهمس ويده تمسد على شعرها المبتل قائلا
سارى مټخافيش ياحبيبتى انا هنا انتى هتبقى كويسة بس استحملى شوية عشان
خاطرى بسرعه ياعلى
رنت هيفاء على هاتفه كثيرا الا انه لم يجب
فطلبت على السائق تسأله عن سارى فحكى اها ماحدث فأمرته ان يذهب لمستشفى معينة وانها سوف تتصل بهم حالا لانتظارهم نقل حديثها لسارى فهز راسه بالموافقه فى يأس
وصلا للمستشفى حملها بسرعه الى الداخل اخذوها منه على عربة مرضى وصلت هيفاء ووعد ورعد الى المشفى فوجدت سارى يقف شاردا
طمأنته هيفاء قبل ان تذهب الى صديقها مدير المشفى لتطمئن منه اكثر على حاله صافى
خرج من غرفه العمليات سحبته جانبا وهى تسأله عن حاله صافى
الطبيب بس الجنين لسه عايش
هيفاء بص يادكتور ماجد اظن انى كنت واضحه فى عرضى لما كلمتك واتفقت معاك انك هتدينى الدوا اللى هينزل الحمل يبقى متجييش دلوقتى وتقولى انها لسه حامل
الطبيب يعنى عاوزانى انزل الحمل
هيفاء بجدية بالضبط ويبقى اتفاقنا ماشى زى مااحنا تخفيض ٤٠على توريداتنا لكل الاجهزة الطبية والادوية الطبية للمستشفى بتاعتكم السنة دى
الطبيب بس ده موضوع صعب وممكن يودينا فى داهية
هيفاء ده لو حد عرف غيرنا انما اللى هيحصل انك هتنسف اى اثر يثبت انها كانت حامل يعنى تقريرك الطبى هيطلع انها اتعرضت لڼزيف بسبب الدورة الشهرية او اى عرض تانى فهمتنى
دلوقتى تدخل تشوف هتديها ايه يخلصنا من الجنين ده
هز رآسه بتردد قبل ان يتركها ويدخل فى ضيق
الجزء الواحد والعشرون
مرت ساعة قبل ان يخرج الطبيب لسارى والذى انتفض