رواية فاذا هوى القلب(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
بجدية
طب خشوا جوا انتو الاتنين!
ثم أوصد الباب خلفه ولف ذراعيه حول كتفيهما وهو يصحبهما للداخل
يحيى!
رد عليه ابنه ببراءة
أنا روحت عند تيتة شوية
ابتسم له ابنه قائلا بمرح
أردف منذر قائلا بهدوء
رد عليه دياب بإمتنان
ربنا يخليك ليا من غيرك ماكنتش هاعرف أجيبه لوحدي
عيب ده ابني
ثم انتبه
للصوت الأنثوي الآتي من الداخل فتساءل بفضول
رد عليه دياب بامتعاض قليل وهو يشير نحو طفله
اه أمك أعدة مع بنت عواطف الأبلة بتاعة الأستاذ ده!
هتف الصغير يحيى متسائلا ببراءة
رد عليه أباه مبتسما
ايوه يا حبيبي!
حرك الصغير يحيى ساقيه في الهواء محاولا النزول وهو يصيح بإلحاح
أنزله أباه ليقف على قدميه قائلا
طيب يا سيدي روحلها
ركض الصغير قائلا بسعادة
ماش
هز دياب رأسه نافيا وهو يجيبه بضجر
لأ حصل حاجة كده هابقى أقولك عليها بعدين
لاحظ هو تبدل نبرته وكذلك قسمات وجهه فسأله بجدية
في ايه
أجابه دياب بغموض
مشكلة وأنا خلصتها بمعرفتي !
وقبل أن يحاصره أخيه بالمزيد من الأسئلة أضاف قائلا
قطب منذر جبينه بإستغراب وهو يتساءل بنبرة شبه مرتابة من زيارتهما تلك
ليه
أجابه دياب بسخط قليل
الحاجة جليلة صممت تعزمهم
وضع منذر يده على رأسه ليحكها فقد فهم المقصد من وراء تلك الزيارة الغير مريحة وردد
حدق فيه دياب بنظرات حائرة وهو يسأله
بتكلم عن ايه
الټفت منذر ناحيته ورمقه بنظرات عميقة مجيبا إياه بغموض
متخدش في بالك بس أهي فرصة أخلص حاجة كده في دماغي!
زاد فضول دياب لمعرفة فيما يفكر أخاه فسأله باهتمام
حاجة ايه دي
ابتسم بمكر وهو يجيبه
هاتعرف كمان شوية
انتهت فاطمة من قياس ضغط أسيف التي تمكن الإنهاك من تعابير وجهها وأغلقت الجهاز الخاص بذلك قائلة بقلق
ضغطك واطي محتاجة تاخدي حاجة ترفعه!
ردت عليها الأخيرة بصوت متعب
إن شاء الله
تابعت فاطمة قائلة بنبرة محذرة
على فكرة ده مش كويس لازم تاخدي بالك من نفسك كويس!
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد باقتضاب
ربنا يسهل
أرادت فاطمة أن تعرف المزيد عن تلك الشابة فقد أثارت اهتمامها إلى حد ما خاصة أنها تعرف معظم المتواجدين بالمنطقة نتيجة ترددهم على صيدليتها
حركت أسيف رأسها بالنفي وهي تجيبها
لأ أنا عندي كان بتاعي!
مطت فاطمة فمها مرددة بتعجب
غريبة! أنا أول مرة أشوفك هنا!
بررت لها أسيف سبب وجودها قائلة بارتباك خفيف
أها نورتي المكان وإن شاء الله يعجبك أنا اسمي الدكتورة فاطمة على فكرة صاحبة الصيدلية دي وساكنة في العمارة اللي فوقها!
بادلتها أسيف ابتسامة ودودة وهي تقول بحذر
وأنا أسيف!
زمت فاطمة شفتيها قائلة بإعجاب
حلو الاسم بتاعك مميز شوية!
رت عليها الأخيرة مجاملة
ميرسي وانتي كمان اسمك جميل!
تسلمي على ذوقك
في نفس التوقيت كان يمر على مقربة من مكان الصيدلية يجوب بأنظاره أوجه المارين بالمنطقة ملوحا لهم بذراعه ومعلنا عن وجوده
كانت ردة فعل أغلبهم ما بين الإنزعاج والقلق فالكل يعرف طبيعة مجد المشاكسة ولم يسلم هنا توقف عن سيره وسلط أنظاره عليها
كان يراقب باهتمام حركاتها العفوية ضاقت نظراته نحوها
وبدت غير مريحة بالمرة
إزداد حماسة في التودد عن قصد إلى تلك التي تسبب في ترك أثارها على ثيابه
مش قولتلك هنتقابل تاني يا قطة!
التفتت أسيف نحو صاحب الصوت الغليظ شاهقة پصدمة كبيرة بعد أن ارتسمت علامات التوتر على جميع قسماتها لم تتوقع رؤيته مرة أخرى في نفس اليوم
بدا مخيفا تلك المرة بهيئته التي تبينتها بوضوح وبوجهه المقلق وبنظراته المريبة التي تقشعر حمدلله على السلامة يا أستاذ مجد خرجت امتى من السچن
اتسعت حدقتي أسيف بإندهاش أكبر عقب تلك العبارة وأصبحت أكثر قلقا عن ذي قبل
رد عليها مجد بتفاخر
ابتسمت فاطمة بتكلف وهي تقول
مبروك!
دنا مجد من أسيف أكثر قائلا بخبث وقد سلط أنظاره الجريئة عليها
مش هانتعرف يا حلوة
اعترض مجد طريقها بجسدة قبل أن تخطو خطوة واحدة للأمام قائلا بسخط
الله الله! هو إذا حضرت ال هه
ازدردت أسيف ريقها پخوف وهتفت برجاء مرتبك
بعد اذنك عاوزة امشي ممكن توسع!
انتصب مجد بجسده عن عمد ليبدو أكثر ضخامة وقوة ثم رفع أنظاره إلى فاطمة قائلا بعتاب متعمد يحمل بين طياته ټهديد خفي
جرى ايه يا حالضاكتورة مش تقولي للحلوة أنا مين ده أنا ضيفك
فهمت الأخيرة مقصده وردت قائلة بحذر
الأستاذ مجد أبو النجا من رجالة المنطقة!
ضاقت نظراته أكثر وهو يقول بصوت متجهم
بس كده!
تمتمت فاطمة قائلة من بين شفتيها بصوت هامس للغاية لا يصل للأذنين
يعني أقولها إنك بلطجي وشمحطجي وكل حاجة بشعة هي مش ناقصة تترعب منك!
صاح مجد بصوت خشن وهو يشير بعينيه الصارمتين
ساكتة ليه يا ضاكتورة
استشعرت فاطمة خوف أسيف وتوترها البادي للعيان فضغطت على شفتيها قائلة على مضض
أستاذ مجد بعد اذنك أسيف تعبانة وعاوزة تروح بيتها!
عاود مجد النظر إلى أسيف وأخفض رأسه نحوها ليبدو أكثر قربا منها وهو يقول بنبرة ماكرة
أسيف أول مرة اسم الاسم ده
مال عليها ليهمس بفضول
انتي تبع بيت مين
توترت أسيف من اقترابه الغير مريح وهتفت معترضة على تصرفاته المتجاوزة بصوت حاد رغم ارتجافه
لو سمحت عاوزة عدي!
لما أسألك تردي عليا شكلك جديدة هنا ومش عارفة أنا مين!
تلاحقت دقات قلبها وانكمشت على نفسها مرتعدة من طريقته المخيفة
تراجعت خطوة للخلف متحاشية صراخه الذي أربكها ولكنه تحرك نحوها صائحا بنفاذ صبر
ردي بنت مين هنا
أدركت فاطمة أن أسيف لا ترغب في البوح بكنيتها ولا بما يخص عائلتها فحاولت أن تتدخل في الحوار لتعفيها من ذلك الحصار المهلك قائلة بضجر
هي مش من هنا يا أستاذ مجد فمن فضلك بلاش تضايقها!
الټفت مجد نحوها قائلا بتهكم
هي وكلتك المحامية بتاعتها وأنا معرفش!
ردت عليه بحذر
لأ بس
قاطعها قائلا بشراسة وهو يشير بحاجبيه
تفاجيء هو من فرارها
لكنه لم يحرك قدما وظل ثابتا متابعا ما تبقى من أثرها وهو يحدث نفسه بثقة
وماله مش هاتبعدي كتير!
استدار مجد برأسه نحوها ثم دنا منها بخطوات متمهلة حتى بات قبالتها تماما هتف بها موجها
يتبع التالي
الفصل الخامس والثلاثون
لجأت إلى منزلهما الذي كانا دوما يلتقيان خلسة فيه قبل أن يتم زواجهما الرسمي
من وجهة نظرها كان يعد المكان الآمن لتحمي نفسها من بطش دياب إن اكتشف خدعتها له
تزينت كعادتها وتغنجت بجسدها البارز أسفل قميص نومها الشفاف ذو اللون السماوي أمام المرآة
وضعت اللمسات النهائية من مساحيق التجميل ثم جلست على الأريكة في انتظار عودة زوجها مازن
انتبهت لصوت غلق الباب بالخارج فنهضت من جلستها لتتجه إليه قائلة بحماس
حبيبي حمدلله على
قطمت عبارتها قبل أن تكملها حينما رأت حالته المزرية أمامها
اتسعت مقلتاها في صدمة وشهقت واضعة يدها على فمها مرددة بذهول
حصل ايه
مررت أنظارها على ثيابه الغير مهندمة وعلى وجهه العابس وتلك السجحات البارزة في ذراعيه وحول عنقه
لم ينطق بكلمة واحدة فقد ظل متسمرا في مكانه حادجا إياها بنظرات ڼارية مشټعلة كان بركانه الثائر يتأجج بداخله لم يظن أنه سيتعرض لتلك المهانة ويذل من جديد على يد عائلة غريمه الدائم
لم تدرك هي حجم الڠضب المستعر بداخله فاقتربت منه قائلة بتوجس
مين عمل كده فيك
كز على أسنانه قائلا بصوت مخټنق يحمل الكثير صارخا فيها بانفعال
كل بسبب عمايلك انتي
قطبت جبينها مندهشة ونظرت إليه بعدم فهم وهي تتساءل
أنا ليه
قبض على ذراعها وغرز فيه أظافره بقوة مسببا الألم لها وهو يرد بصوت مهتاج
طبعا انتي تخططي مع أمك وتنفذوا وأنا ألبس في مصايبكم وأتبهدل عشان خاطركم
تأوهت بأنين واضح وهي تحاول تخليص ذراعها قائلة
أنا مش فاهمة قصدك ايه
دفعها للخلف صائحا بعصبية
انتي فهماني كويس ماتستهبليش على اللي جابوني!!
فركت ذراعها بكفها برفق لتخفف من حدة وجعه مرددة بنبرة عالية
مازن في ايه اتكلم على طول مش لازم الألغاز دي و
قاطعها قائلا بشراسة مقلقة
عاوزة تعملي نمرة على سي زفت بتاعك يبقى بعيد عني مش تكسبي بونط على حسي!
زادت نظراتها توترا وهي تسأله بارتباك
قصدك مين
هدر بها قائلا بصوت مهتاج
هو في غيره دياب الكلب! انتي وأمك تخططوا وأنا أتلط معاه
كور قبض يده ضاغطا على أصابعه بغلظة وهو يتابع حديثه المتشنج
لو كان بس وقع تحت ايدي لوحده كنت فرمته عرفته قيمته بجد بس هو بيتحمى في أخوه وأهله!
تقوس فمها للجانب مستنكرة ضعف زوجها أمام قوة تلك العائلة وردت بنزق
وأنا ذنبي ايه ان كنت انت مش أده بتتشطر عليا أنا
لم تدرك ولاء أنها بعبارتها تلك قد نزعت الفتيل عن قنبلة غضبه الموقوتة لټنفجر في وجهها
صړخ بها بلا وعي وقد برزت عروقه
انتي انتي اټجننتي
شعرت بحجم تهديده الصارخ من نبرته ونظراته الغير مطمئنة على الإطلاق فتراجعت للخلف مرددة بندم شديد
مش قصدي يا مازن
احتقنت عيناه بحمرة شيطانية مخيفة ودنا منها مهددا بنبرة عدوانية
أنا هاعرفك معنى الكلمة دي كويس!
ابتلعت ريقها هاتفة پذعر
مازن اهدى مقصدش والله!
رفعت ذراعيها أمامه محاولة الاحتماء منه لكن لا جدوى فقد أطلق العنان لموجة من الڠضب التي قد تطيح بالأخضر واليابس
حيث جذبها پعنف من شعرها الذي لفه حول قبضته لتصيح معتذرة منه
آآآآه أسفة حقك عليا!
وكأنه خرج عن شعوره الواعي ليتحول إلى شخص أخر غير طبيعي يدمر بإهتياج ما تطاله يده
هتفت بإستعطاف كبير
ارحمني يا مازن!
شعرت بنغزات حادة تعتصر معدتها فوضعت يدها أسفل بطنها مرددة بصوت باكي محاولة استجدائه عل قلبه يرق
أنا حامل خد بالك
استأنف صراخه بها
بقى أنا مش اده أومال اتجوزتيني ليه ها ليه
صاحت في ذعر
كفاية
هدر بها بصوت محتد وهو يجثو على ركبته أمامها
دياب ده حشرة أفعصها تحت رجلي!
أمسك بها من خصلات شعرها رافعا رأسها عنوه عن الأرضية وهو يتابع بتهور
سمعاني أنا
أده وأد عيلته كلها!
لم تستطع الرؤية بوضوح بفعل دموعها الغزيرة لكن خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها
ايوه سمعاك
ابتعد عنها فتكومت على نفسها بعدما انتاب جسدها آلاما لا تحتمل خاصة في منطقة معدتها لم تستطع تحمل تلك الوخزات والنغزات العڼيفة فتكورت أكثر على نفسها وجسدها يرتعش بشدة
سال من بين ساقيها خيطا رفيعا من الډماء منذرا بشيء غير محمود مطلقا
بحرج بائن على وجهها تحاشت بسمة النظر إلى الحاج طه الذي أتى ليرحب بها في غرفة الضيوف قائلا بهدوء
منورانا يا بنتي
ردت عليه باقتضاب وهي تضغط على شفتيها
شكرا
أضاف بجدية وهو يشير بعينيه
أمك وأختك زمانتهم جايين اطمني!
ابتسمت بتصنع وهي ترد
اها تسلم يا حاج طه على العزومة دي مكانش فيها داعي
لوح بكف يده متابعا بصوته الرخيم
دي حاجة بسيطة خدي راحتك وانا هاخش أشوف الحاجة جليلة
حافظت على ابتسامتها المتكلفة وهي تقول بإيجاز
اتفضل!
عادت لتجلس على الأريكة محدثة نفسها بامتعاض
كانت لازمتها ايه الورطة دي!
أمك مش مريحة نفسها
هتف بتلك العبارة منذر وهو يبدل ثيابه بأخرى نظيفة استعدادا لإستقبال الضيوف القادمين
رد عليه أخاه بابتسامة باهتة
ده نظامها هنغيره ازاي!
الټفت