السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فاذا هوى القلب(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 8 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


وربما خسارتها إن أهملت في نفسها 
لذلك أجبرت نفسها على التحري في سرية لتصل إلى شيء مفيد لذلك جلست في مكتب والدها لتفعل هذا 
ونوعا ما جمعت عدة معلومات عن عدة أماكن باهظة الثمن يمكنها أن تقدم لوالدتها فرصة جيدة في الفحص والتشخيص 

دونت الأسماء في إحدى صفحات مفكرتها الزهرية الصغيرة 
زفرت بتعب بعد

ذلك المجهود الذي أخذ من وقتها ساعات كثيرة 
أرجعت ظهرها للوراء وحركت للجانبين وهي تفركه بكفي يدها 
استرخت على المقعد قليلا وأغمضت عيناها لتريحهما 
رددت لنفسها بتفاؤل وهي تتثاءب
إن شاء الله يجي تعبي ده بفايدة المستشفيات دي الأغلب بيشكر فيها!
تمطعت بذراعيها وهي تكمل حديث نفسها المتحمس
أقنع بس ماما نروح لواحدة فيهم وأهوو فلوس بيع الأرض موجودة عشان مايبقلهاش حجة!
قطع تفكيرها صوت رنين الهاتف الأرضي ففتحت عيناها سريعا ونهضت عن المقعد لتجيب عليه 
وضعت أسيف السماعة على أذنها قائلة بصوت خاڤت
ألوو!
استمعت هي إلى صوت أنثوي يردد بحزن
حنان!
تجمدت تعابير وجهها نوعا ما متعجبة من وجود من يهاتف والدتها التي كانت نادرا ما تحدث أحد في الهاتف وصححت لها قائلة برقة
لأ أنا أسيف بنتها!
بنت رياض!
ردت عواطف مصډومة بتلك العبارة وقد بدا في نبرتها الذهول التام من وجود ابنة أخ لا تعلم عنها شيئا !!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل الخامس
استغربت أسيف من ترديد تلك السيدة الغامضة لتلك العبارة بإندهاش كبير وسريعا استطاعت أن تخمن هويتها وتأكدت ظنونها حينما تابعت عواطف قائلة بصوت شبه مرتبك
أعذريني يا بنتي أنا أنا أبقى عمتك عواطف!
همست أسيف بنبرة خفيضة وقد تشكلت علامات الذهول على محياها
عمتي!
تابعت عواطف موضحة بنبرة متريثة
ايوه شقيقة أبوكي الله يرحمه!
ابتسمت أسيف قائلة بهدوء
أهلا يا عمتي!
تنفست عواطف الصعداء لإسترسال ابنة أخيها في الحديث الودي معها ولم تكن كوالدتها حذرة في ردودها 
أكملت تعارفها متسائلة بفضول
أهلا بيكي يا بنتي قوليلي انتي عندك اخوات تانيين
أجابتها أسيف بنبرة رقيقة
لأ مافيش إلا أنا 
هتفت عواطف مرددة
ربنا يحفظك ويباركلك في عمرك
شكرا 
سألتها مجددا باهتمام
وإزي أمك حنان
ردت أسيف قائلة بصوت هاديء
الحمدلله بخير 
تساءلت عواطف بفضول بائن في نبرتها
هي لسه حالتها زي ما هي
استغربت أسيف من سؤالها هذا فقد بدا مريبا نوعا ما بالنسبة لها وردت عليها بتوجس قليل
حضرتك تقصدي ايه
ارتبكت عواطف من زلة لسانها وردت بتلعثم ظاهر
هه ولا حاجة! أنا بس بأطمن عليها!
أجابتها أسيف بحرص
الحمدلله في نعمة!
أضافت عواطف قائلة بأسف
أنا أنا يا بنتي معرفتش باللي حصل ومۏت المرحوم إلا لما 
هتفت أسيف قائلة بتفهم
اها ماما قالتلي!
تابعت عواطف مضيفة بنبرة مواسية
ربنا يرحمه ويغفرله ويصبركم على فراقه 
ابتلعت أسيف غصة مريرة في جوفها فقد كانت تشتاق لأبيها كثيرا وتنهدت بعمق و بصوت مسموع وهي تردد بحزن
يا رب أمين!
أكملت عواطف قائلة
حقيقي كان زي أبونا راجل طيب وفي حاله 
أها 
حاولت هي على قدر الإمكان الإطالة في الحديث معها حتى لا تنهي المكالمة في أي لحظة وبررت موقفها في عدم القيام بواجباتها نحو أخيها الراحل معللة
والله لو كنت عرفت من بدري يعني كنت جيت عزيت وأخدت بخاطركم!
ردت عليها أسيف مجاملة
شكرا سعيكم مشكور!
هتفت عمتها قائلة بحماس قليل
أنا نفسي أشوف شكلك وأتعرف على بنت رياض الغالي وأوصل صلة الرحم مع لحمه!
ابتسمت أسيف بخجل وهي تجيبها
أكيد إن شاء الله 
أضافت عمتها بإصرار أكبر
مش كلام والله يا بنتي القطيعة اللي حصلت زمان مكانتش بخطړي ولا بخطره بس في ايدنا دلوقتي نصلح اللي فات ونرجع حبال الود بينا!
ربنا ييسر 
صمتت عواطف للحظات تفكر في أمر ما فهي بحاجة للتمهيد لمسألة بيع الدكان القديم ولكنها لا تعرف كيف تبدأ بالحديث عنه لذلك جاب ببالها أن تسألها
مابتفكروش تنزلوا من البلد و وتيجوا مرة عندنا
ردت أسيف بنبرة دبلوماسية
يمكن نيجي قريب!
استشفت عواطف من نبرتها نيتها للقدوم فهتفت بإلحاح لتؤكد على ترحيبها بهما
لو عرفتوا تعالوا عندي العنوان سهل مايتوهش!
شعرت أسيف أنها ربما تورطت في أمر ما دون الرجوع إلى والدتها فحاولت إصلاح ما قالته سريعا مرددة
ربنا يسهل بس أشوف ماما رأيها إيه الأول لأن حركتها قليلة وصحتها على أدها!
وافقتها عمتها الرأي قائلة
اه يا حبيبتي وماله وصدقيني يمكن كمان تلاقي دكاترة كويسين هنا!
عضت ابنة أخيها على شفتها السفلى متمتمة
هانشوف إن شاء الله!
تساءلت عواطف باهتمام
طيب أمك صاحية أكلمها
ردت أسيف نافية
مش عارفة لحظة اشوفهالك
خدي راحتك!
وبالفعل تركت أسيف سماعة الهاتف وتحركت في اتجاه غرفة والدتها 
تسللت بخفوت إليها وإشرأبت للأعلى لتتفقدها 
كانت أمها غافية فرفضت إيقاظها قبل أن تحصل على قسطا من الراحة لذا عاودت أدراجها مجددا لغرفة المكتب وأمسكت بالسماعة لترد قائلة بجدية قليلة
للأسف ماما نايمة وأنا مش هاينفع أصحيها!
ردت عليها عواطف بتفهم واضح
خليها ابقي بس سلميلي عليها أما تصحى 
الله يسلمك!
أرادت عواطف ألا تنهي المكالمة دون التلميح إلى مسألة بيع الدكان أو على القليل الإشارة إلى وجوده فمهدت إليه قائلة بجدية
اه قبل ما أنسى بلغيها إن

حقها وحقك في دكان المرحوم محفوظ!
استغربت أسيف من تلك العبارة وغمغمت بتعجب بعد أن زاد انعقاد حاجبيها
دكان!
أضافت عواطف قائلة بغموض
ايوه هي عارفاه دكان جدك الله يرحمه 
أثارت تلك الكلمات المقتضبة ريبتها وأشعلت روح الفضول فيها لمعرفة المزيد عن ذلك الدكان القديم  
ومع ذلك لم تجرؤ على سؤالها دون العودة لوالدتها قبل أي شيء  
ولهذا ردت بإيجاز
تمام هاوصلها رسالتك!
شكرتها عواطف على أسلوبها الرقيق في التعامل قائلة
تسلمي يا بنتي أشوفك على خير إن شاء الله!
تشكلت بسمة لطيفة على ثغرها وهي ترد
مع السلامة يا عمتي!
وضعت أسيف السماعة في مكانها وفركت طرف ذقنها بكفها وهي تفكر بتعمق فيما يكمن وراء ذلك الدكان 

على الجانب الأخر تنفست عواطف بإرتياح وهي تعيد إسناد سماعة الهاتف وتمتمت مع نفسها بكلمات شاكرة للمولى 
انتبهت هي لصوت بسمة وهي تسألها بفضول
مين دي اللي بترغي معاها من الصبح
التفتت عواطف نحوها وأجابتها بنبرة عادية
بنت خالك!
رفعت بسمة حاجبها الأيسر للأعلى وردت بتهكم
بنت خالي نكتة دي
هزت عواطف رأسها نافية وهتفت مدافعة بعبوس
لأ خالك رياض الله يرحمه طلع مخلف وعنده بنت!
لوت بسمة ثغرها للجانب مرددة بسخط
اها قولتلي خالي اللي طلع من البخت عنده عيال طيب!
ڼهرتها والدتها على أسلوبها الساخر في الحديث قائلة بحدة
يا بت بطلي نأرزة على خلق الله!
حدقت بسمة في أمها بضيق قليل واحتجت بتذمر
هو أنا عملت حاجة!
ثم انتبهت كلتاهما لصوت دقات عڼيفة متتالية على باب المنزل فصاحت عواطف بصوت آمر
شوفي مين بيرزع الباب كده!!
تحركت بسمة نحو باب المنزل مبررة بعدم اكتراث
من غير ما أشوف هو في غيرها ست نيرمين!!!
أمسكت بالمقبض وأدارته لتجد أختها الكبرى تقف أمامها ووجهها منتفخ للغاية وعينيها حمراوتان بدرجة ملحوظة وبالطبع رضيعتها تصرخ پبكاء حاد على كتفها 
تنحت للجانب قائلة بتبرم
مش بأقولك يا ماما!
دفعتها نيرمين من كتفها وهي تمرق للداخل قائلة بصوت متشنج وهي تقاوم بشراسة رغبتها في البكاء
اوعي من سكتي يا بسمة السعادي أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدام وشي ومش طايقة حد!
تابعت بسمة قائلة بسخط وهي تضع يدها على منتصف خصرها
بنتك جاية بزعابيبعها!
توجست عواطف خيفة من هيئة ابنتها المزرية فقد كانت ثيابها غير مهندمة وأعينها متورمة بالإضافة إلى عصبيتها الزائدة 
حدقت في حقيبة السفر التي تحملها في يدها الأخرى وسألتها پخوف وهي تتفرسها
مالك يا نيرمين ايه اللي حصل!
ألقت نيرمين بجسدها على الأريكة بعد أن تركت حقيبتها وأسندت الرضيعة إلى جوارها ثم حلت حجاب رأسها عنها ليبرز شعرها الهائج من أسفله وألقت به دون اهتمام على المسند ثم نفخت بصوت مكظوم مجيبة إياها
اه ابن ال طلقني ورماني في الشارع!
لطمت عواطف على صدرها بهلع وشهقت مرددة پصدمة كبيرة
يا نصيبتي 
تابعت نيرمين قائلة بصړاخ مهدد بعد أن اصطبغ وجهها كليا بحمرة منفعلة
وربنا ما سيباه وحياة ولادي لهدفعه التمن هو وأهله!
لم تستطع عواطف تحمل هول ذلك الخبر الكارثي فجلست على الأريكة المجاورة لها ثم هزت جسدها للجانبين مستنكرة ما حدث 
ضړبت فخذيها بكفي يدها وهي تردد بتحسر بائن عليها
لا حول ولا قوة إلا بالله دي التالتة يا بنتي!
استشاطت نظرات نيرمين للغاية فقد كانت والدتها محقة في تلك المسألة فهي بالفعل قد تطلقت للمرة الثالثة وأصبح محرم عليها شرعا الرجوع إلى زوجها 
برزت عروقها الغاضبة من وكزت على أسنانها قائلة بغل
أهوو اللي حصل كأنه مصدق يعملها!
حدقت عواطف في ابنتها بنظرات ڼارية متسائلة
طب ايه خلاه يرمي عليكي اليمين!
أجابتها نيرمين بنبرة تحمل الحقد والضغينة
هو في غيرها! العقربة أمه!!!!
أضافت بسمة قائلة بازدراء
أعوذو بالله منها ولية استغفر الله العظيم انتي الكسبانة والله!
صاحت

نيرمين بنبرة عدائية وهي تشيح بيدها في الهواء
بس ورب الكعبة ما سيباه هاطلع عينه هو وأهله وهاخد حقوقي كاملة منه مش هو طلقني يشرب بقى!
سألتها عواطف بنزق
طب وهدومك وعفشك و 
قاطعتها نيرمين قائلة بحنق
أنا جبت الدهب بس وهدومي اللي عرفت ألمه وجيت!
ضړبت عواطف فخذيها مرددة بعويل
أنا مش عارفة هلاحق من مين ولا من مين!!!
تمتمت نيرمين بسبات لاذعة وهي تنزع عنها كنزتها بينما ظلت الرضيعة تصرخ بصورة هيسترية وأمها تتجاهلها إلى أن يئست من صمتها فحملتها مجبرة على كتفها وظلت تهدهدها بانفعال 
نظرت لها عواطف بأسف وصاحت فيها بحدة
قومي خشي على أوضتك وسكتي البت اللي على كتفك
ردت عليها نيرمين بتذمر
هي على صړيخة من صباحية ربنا 
مصمصت عواطف شفتيها مرددة بإستياء
اه يا كبدي مفطورة من العياط من اللي حصلها قومي انتي وسيبنا نشوف هانعمل ايه في النصيبة دي!
طيب 
قالتها نيرمين وهي تنهض بتثاقل من على الأريكة حاملة رضيعتها على كتفها وظلت أنظار أمها معلقة بها وهي تفكر بشرود في الكوارث المتتالية التي حلت بإبنتها البكرية 

ولجت جليلة إلى غرفة ابنها دياب لتطمئن على أحواله بعد أن لاحظت عبوسه على مدار الأيام الفائتة 
بحثت عنه سريعا بعينيها فلم تجده دققت النظر في الشرفة فلمحت أدخنة متصاعدة فتأكدت من وجوده بها 
تحركت بخطوات متمهلة نحو باب الشرفة ثم وقفت على عتبتها وابتسمت متسائلة
قاعد لوحدك ليه
كان دياب جالسا بإسترخاء على المقعد ومسندا لساقيه على حافة السور فأنزلهما برفق واعتدل في جلسته مرددا بصوت شبه متحشرج
تعالي يا ست الكل!
ولجت للداخل وجلست على المقعد الجانبي ثم حدقت فيه بنظرات متأملة لوجهه 
تعجب هو من نظراتها المسلطة عليه وسألها بإستغراب
بتبصلي كده ليه
أجابته بضيق
مش عاجبني أحوالك يا ضنايا 
رد عليها بفتور
ما أنا زي الفل أهوو!
تابعت مرددة بضجر
أومال مسهم كده ليه وأديلك كام يوم مش زي عوايدك!
رد عليها بنبرة غير مبالية
عادي!
تساءلت بفضول قليل لعلها تسبر أغوار عقل ابنها وتعرف فيما يفكر
هو حد قالك حاجة ضايقتك
حدجها بنظرات قوية متسائلا بجمود
حد مين مش فاهم!
ابتلعت ريقها وهي تجيبه بحذر
أقصد يعني ولاء!!!!
تجهمت قسمات وجههوتحولت نظراته للعدائية وهو يجيبها باقتضاب
لأ 
سألته مجددا بإلحاح
طب في ايه مالك
تنهد بصوت مرتفع وهو يرد
عادي يا
 

انت في الصفحة 8 من 79 صفحات