السبت 23 نوفمبر 2024

رواية فاذا هوى القلب(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم

انت في الصفحة 9 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


أمي ماتشغليش بالك!
ترددت هي في اخباره بإتصال طليقته السابقة لأكثر من مرة ولكن لا مفر من إبلاغه لذا بحرص شديد همست متلعثمة 
طب طب هي كانت اتصلت تقولي عن 

احتدت نظراته للغاية وقاطعها مرددا بامتعاض
فلوس صح
أوضحت له قائلة بتريث
ايوه بتقولي محتاجة تجيب كام حاجة ليحيى و 
لم يرغب هو في استمرار والدته في الحديث عنها فمازال القلب يضمر لها كل الكراهية لذلك قاطعها بتجهم
خلاص يا أمي قفلي على سيرتها الله يكرمك!
ردت عليه جليلة مبررة حديثها بعد أن رأت بوادر العصبية في ابنها
أنا مابطقهاش أصلا وانت عارف ده كويس بس هانعمل ايه ماهو كله عشان ابنك وخاطره!
تقوس فمه بتأفف وهو يضيف
طيب خلاص! هابقى اسيبلك فلوس تبعتيهالها معاه
ابتسم والدته له قائلة بود
ماشي يا حبيبي ربنا يكرمك ويراضيك عشانه 
إن شاء الله!
تنحنحت جليلة بصوت خفيض ثم همست بتردد
وفي حاجة تانية كمان!
زفر دياب مرددا بنفاذ صبر
خير
أجابته بهدوء مرتبك
بتقول إن إن مذاكرة الواد صعبة ومحتاجة تديله درس!
حدج دياب والدته بنظرات قوية وهتف مستنكرا بانفعال ظاهر
نعم! درس في السن ده هي بتستهبل ولا ايه تكونش عاوزة تسوق فيها معايا!
هزت رأسها نافية وهي تجيبه
لا يا بني ده هي بتشتكي من مستواه الضعيف و دروسه مش عارفة تشرحها لانها بالانجليزي والواد ممكن يسقط في الامتحان !
أضاف دياب قائلا بسخط وهو

يشير بيده في الهواء
اها وهي بقى هتاخدها حلوانة في سلوانة وتجر فلوس على حس الدروس والهجص ده!!
نكست جليلة رأسها قائلة بتوجس
والله ما عارفة أقولك ايه 
ضړب دياب بقبضة يده على حافة سور الشرفة بعد أن هب واقفا من مقعده وأكمل بغلظة 
أنا مايكلش معايا كلامها من أوله لأخره ولو هي عاوزة تدي للواد درس يبقى بمعرفتنا احنا مش عن طريقها!
رفعت هي أنظارها نحوه ووافقته الرأي هاتفة
وماله يا بني اللي تشوفه!
تابع دياب قائلا بصوت آمر
انتي دوري على مدرسة كده تكون بتفهم تشرحله كله هنا عندنا وبلاها خوتة دماغ!
أومأت برأسها بالإيجاب متمتمة
حاضر!
دس دياب ولاعته في جيبه وكذلك علبة سجائره ثم تحرك إلى خارج الشرفة لاحقته والدته بأنظارها متسائلة بقلق
الله! رايح فين
الټفت برأسه نحوها ليجيبها بصوت جاد
نازل أشوف الشغل اللي ورايا!
هتفت قائلة باهتمام
طيب استنى أعملك شاي ولا 
رفع كفه أمام وجهها مقاطعا بصلابة
هابقي أشرب في الوكالة!
ضغطت جليلة على شفتيها لتضيف بهدوء
براحتك يا بني 

انتظرت أسيف استيقاظ والدتها من نومها حتى تبلغها بإتصال عمتها عواطف 
تعجبت الأخيرة من تلك المكالمة الغريبة وعاتبت على ابنتها عدم إفاقتها وبدا الإنزعاج ظاهرا على تعابير وجهها 
بررت لها أسيف ما فعلته قائلة بابتسامة مهذبة
كنتي حضرتك نايمة لما اتصلت!
ردت عليها حنان بضيق قليل
برضوه كنتي صحيني 
هتفت أسيف مرددة بهدوء
مرضتش أزعجك والله يا ماما 
تنهدت حنان بعمق لتسيطر على عصبيتها الغير مبررة وصمتت للحظة فابنتها إلى حد كبير لما تخطيء في تصرفها فقد كان منطقيا وطبيعيا لذلك لا حاجة بها لكل هذا الانفعال 
سألتها هي بهدوء مصطنع وهي مسلطة أنظارها عليها
قالتلك حاجة مهمة
هزت أسيف رأسها نافية وهي تجيبها
لأ بتسأل علينا وبس!
ضغطت حنان على شفتيها بتقول على مضض
طيب!
ثم حركت جسدها ببطء على جانب الفراش ومدت يدها لتجذب مقعدها المتحرك نحوها وألقت بجسدها المتعب عليه كما إعتادت أن تفعل منذ سنوات  
نهضت ابنتها من جوارها لتعيد ترتيب الفراش ولم يخل وجهها من تلك الابتسامة الرقيقة ولكنها توقفت عما تفعل لتضيف بنزق 
اه بالحق كانت قالتلي أبلغك رسالة كده!
أدارت حنان رأسها في اتجاهها وتجمدت أنظارها عليها ورددت بغرابة شديدة
رسالة!!!!
حركت أسيف رأسها بالإيجاب قائلة
ايوه بتقول إن حقنا محفوظ في دكان بابا
اتسعت حدقتي حنان في إندهاش عجيب وانفرج فمها قائلا
هاه!!!
تساءلت أسيف بفضول وهي تعدل من وضعية الوسائد
ايه حكاية الدكان ده
صمتت حنان ولم تجبها وشردت لوهلة في ذكرى ماضية تخص ذلك المكان القديم تساءلت أسيف باهتمام أكبر بعد أن لاحظت وجوم أمها
هو بابا أصلا عنده دكان!!!
انتبهت والدتها لها وردت بحذر
ده كان محل قديم بتاع جدك خورشيد الله يرحمه 
أضافت أسيف بفضول
اها وبابا ورثه منه يعني
أجابتها حنان بحرص
ايوه التفاصيل كلها اللي تخص الدكان ده كانت مع رياض الله يرحمه!
همست أسيف بصوت حزين
الله يرحمه!
ثم أضافت متسائلة بجدية قليلة وهي تدنو من والدتها
طب واحنا هنعمل ايه 
أولتها حنان ظهرها وهي تتحرك بالمقعد إلى خارج غرفتها وردت عليها باقتضاب
ولا حاجة هاشوف الورق بتاعه الأول متعان فين وبعد كده نفكر في اللي جاي !
لحقت بها أسيف قائلة
ماشي يا ماما!

كانت بسمة في طريقها لعملها الإضافي والخاص بإعطاء دروس خصوصية لمجموعة من الصغار في منزل أحدهم يقطن على مقربة منها 
سارت بخطوات متهادية وهي تمر بجوار محل الجزارة الموجود بمنطقتها السكنية 
وبالطبع تربصت بها زوجة صاحبه فقد كانت تتحايل عليه للحصول على فرصة للاشتباك مع تلك الوقحة كطريقة لإذلالها بعد أن تطاولت على زوجها ولبى هو غرضها وأعطاها الفرصة وهي لم تفوتها 
حدجتها السيدة البدينة بنظرات مستشاطة وهي تصيح بازدراء
مش

ملاحقة يا أبلة على الرجل اللي طالعة ولا اللي نازلة من عندك والعة على الأخر!
التفتت بسمة برأسها نحوها وحدقت فيها بنظرات دونية بعد أن عرفت هويتها وردت عليها بتعال وهي تشير بسبابتها
نعم! انتي بتكلميني أنا
نهضت السيدة ببطء من على المقعد الخشبي الموضوع عند مقدمة الرصيف وضړبت على فخذيها بقوة قائلة بسخط
ايوه انتي!
استشعرت بسمة وجود خطب ما فيها وخاصة حينما وقعت أنظارها على زوجها الذي كان يمسح صدره بتشف حافظت على ثابتها رغم شعورها بالتوجس من النية الشرسة المبيتة أمامها وهتفت بنبرة تحمل الكبرياء وهي ترمق السيدة بنظرات احتقارية
بقى انتي شايلة التكليف وبتكلميني عادي كده!
اقتربت منها السيدة البدينة وكزت على أسنانها قائلة بصوت قاتم
اه يا حلوة ولا ماكونش أد المقام لا سمح الله 
صاحت بها بسمة بحدة
انتي ازاي أصلا تفكري تكلميني من الأساس تكونيش مفكرة نفسك من مستوايا ولا حاجة 
وقفت السيدة قبالتها واحتدت نظراتها أكثر بعد عباراتها المسيئة إليها وهتفت بسخرية مهينة إياها
ليه يا ختي على رجلك نقش الحنة ولا بنت بارم ديله!!!
احمرت وجنتي بسمة بشدة وضاقت نظراتها للغاية وأصبحت ملامحها منذرة بوجود عراك وشيك 
لم تهتم هي بفارق الحجم مع تلك السيدة وصاحت مھددة إياها بقوة
احترمي نفسك أحسنلك بدل ما أجيبك من شعرك!
تجمهر المارة حولهما وتشكلت دائرة ما لتتابع الموقف عن كثب 
صړخت السيدة پعنف وهي ټضرب بكفيها في الهواء
مين دي اللي تجبيها من شعرها لأ بقى ده أنا أجيب كرشك وأنا واقفة! 
ألقت بسمة بحقيبة يدها من على كتفها وكذلك دفترها الخاص على الأرضية الإسفلتية وشمرت عن ساعديها لتهتف بشجاعة عجيبة
ايوه انتي وجوزك عاملين الحركات دي عليا وماله! أربيكم انتو الجوز تعاليلي بقى!
ثم انقضت على تلك السيدة وسددت في وجهها لكمة مباغتة وأعقبتها بأخرى هنا وهناك فصړخت الأخيرة متأوهة من الألم الشديد
يالهوي 
تابعت بسمة التشاحن معها بكل ما أوتيت من قوة وهي تصيح فيها لاعنة إياها
خدي يا بنت ال !!!
صاحت فيها السيدة البدينة مھددة
وربنا ما سيباكي إلا لما أخد حقي منك!
علت الصيحات والتهليلات في المنطقة والكل يتابع عن كثب تطورات الموقف الھجومي بين الاثنتين 
في تلك اللحظة تدخل زوجها ليدافع عنها بعد أن خاف من تمكن بسمة منها وأمسك بقبضتها دافعا إياها بقوة كبيرة للخلف قائلا بشراسة
ابعدي عنها!!!!!
كادت هي أن تفقد توازنها من إثر الدفعة ولكنها تمالكت نفسها 
تحولت نظراتها للشراسة بسبب تطاوله عليها وصړخت فيه بعدائية
شيل ايدك! ولم مراتك أحسنلك بدل ما أبهدلهالك وأمرمطها!!!
حدجها بنظرات مشټعلة للغاية وصاح فيها بحدة وهو يعاون زوجته على الجلوس 
تمرمطي مين يا بت انتي!!
ردت عليه بنزق غير مهتمة بتهديداته الصريحة
اه وأمسح بيها الأسفلت!
احتقنت نظراته أكثر وهو ېصرخ پعنف
ده أنا أجيبك تحت رجلي قبل ما تعملي فيها كده يا بنت عواطف!
هتفت فيه بصوت مرتفع محذرة إياه وهي تشير بإصبعها
لم لسانك الزفر ده!
تحولت مقلتيه لجمرتين من النيران وكز على أسنانه قائلا بټهديد خطېر
انتي هتشوفي اللي هيحصلك النهاردة!!!!
ابتلعت بسمة ريقها پخوف شديد وتسارعت دقات قلبها بفزع فبرغم كل شيء هي مازالت فتاة شابة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتقاتل مع الرجال خاصة إن كانوا من نوعية ذلك الھمجي 
اتسعت عيني بسمة بهلع كبير و
تسمرت في مكانها مذهولة عاجزة عن الحركة وقبل أن يقدم هو على حركة تودي بحياتها كان دياب يقف أمامها حائلا
بجسده ومانعا الرجل من الإقتراب منها 
قبض هو على معصمه فارتجف صاحب الجزارة من وجوده المهيب وفشل في تحريره يده 
حدق دياب فيه بنظرات ڼارية للغاية منذرة بوجود شړ مستطر ثم هتف من بين أسنانه بشراسة مخيفة دبت في قلبه الړعب
عندك كده انت غلطت وتعديت حدود الأدب !!!!!!
يتبع الفصل التالي
الفصل السادس
ازدرد صاحب محل الجزارة ريقه بتوجس شديد بعد أن وقف دياب في مواجهته متحديا إياه تحديا سافرا فقد تجرأ الأخير بحماقة جلية على إحدى النساء وهذا يعد جرما في نطاق منطقتهم الشعبية 
ظلت نظرات الجزار مرتبكة للغاية وهو يحاول سبر أغوار عقل خصمه القوي هو يعلم جيدا أن مواجهة ضارية كتلك مع أشهر رجال المنطقة لن تكون في صالحه مطلقا بل ربما تودي بحياته أو على أقل تقدير تدمر محله لك بادر بتلطيف الأجواء وتلمس الأعذار عله ينجو ببدنه من بطشه لذلك أرخى قبضته الحاملة للساطور للأسفل وهتف صائحا بحدة
يا سي دياب هي اللي قلت أدبها عليا وعلى حريمنا!
تجمدت نظرات دياب الشرسة عليه ولم يعقب فتابع الجزار مضيفا بانفعال
وأنا وحياة الغالي يحيى كافي خيري شړي عنها فده يرضيك يا سيد الناس
اغتاظت بسمة من إدعائه الباطل عليها فتحركت للجانب لترمقه بنظرات ڼارية وصړخت فيه بإهتياج ملوحة بذراعها في الهواء
ليه إن شاء الله ماشية أخانق دبان وشي ولا انت ومراتك اللي بتتعرضولي في الراحة والجاية!!!!
الټفت دياب برأسه التفاتة خاطفة نحو بسمة ورمقها بنظرات جادة للغاية بدا وجهها مألوفا بالنسبة إليه لكنه لم يستطع تخمين هويتها تحديدا أو أين رأها من قبل ثم عاود النظر في اتجاه الجزار ليهتف بصلابة
لو هي غلطت حريمك ياخدوا حقهم منها لكن تيجي انت تعمل دكر على حرمة لأ عندك أقفلك أنا فيها!
ابتلع الجزار ريقه پخوف كما تجمعت حبات العرق الباردة أعلى جبينه وارتجف جسده قليلا من إثر تهديده الصريح  
بينما احتدت نظرات بسمة واصطبغ وجهها بحمرة غاضبة وهي تصيح بصړاخ
وهو أنا عدمت صحتي عشان أجيب اللي ياخدلي حقي ده أنا أده وأد عشرة زيه!
انزعج دياب من استهانتها بقواه وشخصيته المهيمنة فهدر بغلظة آمرا إياها
اسكتي
 

10 

انت في الصفحة 9 من 79 صفحات