صعود إمرأة بقلم آيه طه
ټنفجر غيظا لكن وعد تقرب منها وتهديها بنبرة جادة
وعد يا بنتي بلاش تعملي مشاكل.. خليكي هادية ده امتحانك مش امتحانهم.. إحنا أكبر من كده.
نجاة بتحاول تتحكم في أعصابها أيوه.. أنا فاهمة بس بصراحة صعب إن الواحد يتجاهل كل ده. مش عارفة أركز.
البنات يستمروا في التريقة بصوت أعلى شوية علشان نجاة تسمعهم وواحدة تقرب وتقول
نجاة تقف فجأة وتبصلها بحدة
نجاة بصوت عالي اسكتي.. ما ليش في كلامك دا.. انتى مش قد المواجهة.
وعد تحاول تشدها بعيد
وعد بتوسل تعالي بلاش ۏجع الدماغ ده.. دول مابيهمهمش غير الشوشرة.
فيصل فجأة يظهر من بعيد وهو لابس بدلة أنيقة وكأنه جاي من النيابة يقرب منهم بسرعة.
كل البنات اللي كانوا بيضايقوا نجاة يسكتوا فجأة ووشهم بيقلب خوفا من حضور فيصل. نجاة ووعد يرموا نفسهم ورا فيصل كأنه حاميهم.
البنت 1 بتحاول تداري خۏفها ما كنش في حاجة.. إحنا كنا بنهزر بس.
فيصل بنبرة حازمة اللى عنده كلام يقوله يقوله فى وشي.. مش من ورا الناس.
البنات يسكتوا ويبعدوا بسرعة فيصل يبصلهم نظرة تحذير ويكمل كلامه
نجاة بتنفس بعمق مش قادره أستحملهم.. بجد نفسى ألاقي مكان أكون فيه مرتاحة.
فيصل بنبرة مشجعة مش هيقدروا عليك.. أنت أقوى منهم بكتير.. بس لو احتاجتي حاجة أنا موجود.
وعد بتبتسم أهو دا الكلام اللي يريح القلب.. المهم نركز دلوقتي في الامتحان. نسيب الناس في كلامهم الفاضي.
وعد بنبرة ضاحكة تعرفي يا نجاة لو جمعتي كل كلام البنات دول كان ممكن نطلع بمسرحية!
نجاة بتضحك بخفة يا بت.. بدل ما نقلبها دراما نعملها كوميديا.
فيصل بيسلمهم على باب قاعة الامتحان ويمشي والبنات يدخلوا القاعة. المدرسات بيراقبوا الكل بعين حازمة ونجاة بتحاول تركز في ورقة الامتحان. همسات البنات كانت لسه في الخلفية لكن وعد بتهمس لنجاة.
وعد بهمس خليهم في حالهم.. أنت جايه هنا علشان نفسك مش علشانهم.
الامتحان بينتهي والكل بيبدأ يتحرك برا القاعة. نجاة ووعد بيخرجوا وهما بيتكلموا وبيضحكوا على بعض المواقف اللي حصلت في الامتحان.
وعد بمزاح والله.. أنا حاسة إني كتبت كتاب مش إجابات.. بس شديت حالي في الآخر.
نجاة بضحكة خفيفة أهو دا المهم.. أما أنا فقدامي حلقتين زيادة.. بس الحمد لله عدت.
في الطريق للخروج من المدرسة البنات اللي كانوا بيسخروا من نجاة بيظهروا تاني لكن المرة دي نجاة مش بترد عليهم وبتسيبهم وراها وهي ماشية بخطوات ثابتة. وعد بتحاول تخفف الجو بمزحة.
وعد بنبرة فكاهية والله أنا كنت شايلة معايا شوية طماطم علشان أرمى بيهم اللى يدايقك.. بس شفتك قوية قلت أحفظهم لوقت تاني.
نجاة بضحكة خليهم لوحده تانية تستاهل.. احنا محتاجين نضحك مش نحارب.
وهم خارجين من المدرسة وعد فجأة تقف وتبصلها بنظرة جدية.
وعد بنبرة مازحة بس جدية شوية بس عارفه يا نجاة لو جات منهم حاجة تاني غير الكلام.. يعني حد حاول يقرب منك تاني متسكتيش.. فاهمة إنتي مش لوحدك.
نجاة بصوت منخفض بس مبتسم عارفه.. وأنا مش هسكت. كنت بس متضايقة من الكلام اللي بيتقال عليا.. حسيت إني متهمة من غير سبب.
وعد بتشجعها الناس دي دايما كده.. اللي ميعرفش الحقايق يتكلم بالعافية. أهم حاجة إنتي تعرفي نفسك كويس والباقي كلام فاضي.
يقطع كلامهم صوت هاتف وعد تخرج هاتفها وترد.
وعد وهي بترد ألو... أيوه يا ماما... آه خلصنا الامتحان... لا لا الدنيا كانت تمام الحمد لله... حاضر جايين في السكة.
تقفل وعد المكالمة وتلتفت لنجاة بابتسامة.
وعد أمي بتسأل علينا.. تعالي نروح البيت بسرعة قبل ما أخويا يبدأ يقلق.
نجاة بابتسامة مرهقة والله أحسن.. نفسي أروح وأريح دماغي شوية. الجو هنا كان متعب.
وهم ماشين في طريقهم وفجأة بيقفوا عند عربية وقفة على جنب الطريق وبيطلع منها فيصل بوجه جدي.
فيصل بنبرة هادية بس صارمة هيا النتيجة إيه الدنيا عدت على خير
وعد مبتسمة آه الحمد لله نجحنا في البقاء على قيد الحياة! والأوضاع كانت تحت السيطرة.
فيصل بمزاح بسيط إن شاء الله تخرجوا من الامتحانات سالمين غانمين.. وبعد كده بقى نرتاح شوية من الهم ده.
نجاة تشعر براحة وجود فيصل معاهم خصوصا بعد ما شافت إزاي قدر يوقف البنات اللي كانوا بيضايقوها. بتبدأ تفتح نفسها للضحك من جديد وتحاول تنسى الجو الكئيب اللي كان حواليها طول اليوم.
نجاة بنبرة أكثر تفاؤل ماشي.. بس عارف يا فيصل أنا بديت أحس إن الحياة مش هتبقى كده طول الوقت. بعد الامتحانات لازم نخطط لحاجة حلوة.
فيصل مبتسم دي فكرة حلوة.. إنتو تستاهلوا تاخدوا وقت راحة بعد كل اللي مريتوا بيه.
وعد بحماسة طيب بما إننا بنخطط.. إيه رأيكم نعمل رحلة صغيرة نروح مكان مختلف شوية نغير جو.
نجاة بابتسامة يا ريت.. نفسي أروح مكان ما فيهوش كلام ناس ولا نظرات مزعجة.
فيصل بضحكة خفيفة يبقى اتفقنا.. لكن خلونا نركز دلوقتي في اللي باقيلكم من الامتحانات وبعدها نفكر في الراحة والترفيه.
يبدأوا يتحركوا نحو السيارة ووعد تفتح الباب الخلفي لنجاة.
وعد بمزاح تفضلي يا ستي.. خدمة خمس نجوم.
نجاة بتضحك والله أنا مش عارفة إزاي كنت هتعامل مع اليوم ده لو ما كنتيش جنبي.
وعد بابتسامة دي شراكة يا نجاة.. نكون مع بعض في كل المواقف سواء كانت حلوة أو مرة.
يستعدوا للرجوع للبيت ونجاة تشعر بالراحة رغم كل التوتر اللي كان موجود في المدرسة. الحوار البسيط والدعم من وعد وفيصل خفف من حملها وبدأت تشوف المستقبل بنظرة أكثر إيجابية.
السيارة تتحرك على الطريق الهادئ والشمس بتبدأ تغرب في الأفق والدنيا تهدأ حوالين الثلاثة وهم بيخططوا للحياة بعد الامتحانات وكل واحد فيهم عنده طموح جديد بيدور في باله. اليوم كان مليان تحديات لكنهم بيخرجوا منه بإحساس أقوى بالعزيمة والإصرار.
وهم في العربية فيصل يوجه نظره للطريق لكن فضوله ما بيخلوش من إنه يسألهم.
فيصل بنبرة فضولية طيب حد قالكم حاجة النهاردة غير اللي حصل الصبح يعني حصل أي مضايقات تانية
وعد بابتسامة خفيفة لا الحمد لله كان يوم هادي بعد اللي حصل الصبح. يعني البنات اكتفوا بالكلام من بعيد ولا واحدة منهم قربت.
نجاة بنبرة ممتنة والله ما عارفه إزاي اليوم مشي كده.. كان ممكن يبقى أسوأ.
فيصل بنبرة صارمة أي مضايقة تانية بتحصل تبلغوني على طول.. مش هاسكت على أي قلة أدب تاني. وبالنسبة للناس دي خلينا نواجههم بالقانون لو اضطرينا.
نجاة بصوت هادي مش عايزة الأمور توصل لكده يا فيصل. كل اللي نفسي فيه إننا نعدي من المرحلة دي بسلام.
وعد مقاطعة بضحكة شوف أنا معاك في المواجهة لو اضطرينا.. بس في نفس الوقت لو نحنا التزمنا بالصمت الناس هتزهق وتبطل تتكلم.
فيصل بنبرة مھددة شوي أنا مش ساكت على حاجة من دي تاني.. مش هخلي حد يقلل منكم أو يضايقكم فاهمين اللي حصل النهاردة كان آخر مرة.
نجاة تتنهد بارتياح حاسة إن فيصل حاميها من أي ټهديد ممكن يواجهها وده بيخليها تثق في نفسها أكثر.
نجاة بابتسامة خفيفة بشكرك يا فيصل.. وجودك معانا بيساعدنا كتير.
فيصل مبتسم ده واجبي يا نجاة.. وأنا مش هسمح لأي حد يتعرض لكم طول ما أنا موجود.
وعد بمزاح طيب طيب.. كفاية جدية بقى. إحنا خلصنا اليوم ده وحان الوقت نرتاح شوية ونفكر في بكرة.
فيصل بضحكة موافق.. بس فاكرين عندنا كمان شوية مراجعة. مش هنسيبكم تاخدوا إجازة طويلة.
نجاة ووعد يضحكون والعربية تكمل طريقها نحو البيت الجو مريح والضحكات بدأت ترجع من جديد بعد اليوم الطويل.
البارت 21
بعد ما خلصوا الامتحانات نجاة كانت بتتعرض للمضايقات من بنات المدرسة بس كانت بتمسك نفسها ومبتردش عليهم وكانت بتحبس دموعها في عينيها. وفي كل مرة فيصل كان بيجي ياخدهم بعد الامتحان يقول لها جملة واحدة هانت كلها كام يوم والناس دي هتسكت. لما كانت تسأله ليه إيه اللي هيحصل كان يرد عليها وقت ما ييجي هتعرفي.
لحد ما جيه آخر يوم في الامتحانات وكالعادة فيصل استناهم بره. بس بدل ما ياخدهم ويرجعوا البيت راح بيهم على مول. نجاة كانت مستغربة.
نجاة إحنا بنعمل إيه هنا
فيصل وعد هتقولك بس دلوقتي انزلي علشان تلحقوا. والساعة 6 بالظبط هاجي أخدكم. تكونوا جهزتم ماشي
نزلت وعد ونجاة من العربية ومشيوا لحد ما دخلوا محل فساتين سواريه. نجاة كانت واقفة متحيرة وهي بتبص حواليها في المول. وعد كانت ماسكة إيدها بقوة وهي بتشدها معاها مبتسمة.
نجاة باستغراب وعد إحنا رايحين فين ليه دخلنا هنا
وعد مبتسمة بخفة هتعرفي دلوقتي يا حبيبتي بس المهم تثقي فيا. تعالى معايا.
دخلوا محل الفساتين ونجاة كانت لسه مش مستوعبة اللي بيحصل. الألوان البراقة والفساتين الطويلة حواليها من كل اتجاه. وعد كانت بتدور في المحل لحد ما لقيت فستان معين.
نجاة بتوتر وعد أنا مش فاهمة حاجة ليه بنشتري فساتين دلوقتي
وعد بهدوء النهارده آخر يوم امتحانات يبقى لازم نحتفل.
نجاة باندهاش نحتفل بإيه!
وعد وهي بتشير لفستان طويل ناعم إيه رأيك في ده
نجاة بصت للفستان اللي وعد اختارته. كان فستان رقيق بلون وردي فاتح مطرز بخفة وأناقة. حاجة غريبة على حياة نجاة اللي متعودة على البساطة.
نجاة مرتبكة وعد... ده فستان سواريه! إحنا ليه بنشتري فساتين سواريه
وعد بثقة علشان الليلة هتبقى غير أي ليلة. إنت تستاهلي تحتفلي بنهاية الفترة الصعبة دي. إحنا مش هنرجع البيت النهارده.
نجاة بدهشة مش هنرجع البيت!
وعد بابتسامة لأ فيصل محضرلك مفاجأة كبيرة. وهتشوفيها بعدين.
نجاة فضلت واقفة متحيرة مش عارفة إذا كانت متحمسة ولا خاېفة. وفي الآخر أخدت الفستان ودخلت تقيسه. أول ما لبسته وبصت في المراية ابتسمت لأول مرة بفرحة حقيقية من فترة طويلة.
خرجت من غرفة القياس وعد بصتلها بابتسامة عريضة.
وعد بفرحة إنتي زي القمر الفستان ده معمول ليك!
نجاة ضحكت بخجل وهي بتبص لنفسها في المرايا الكبيرة.
نجاة بهدوء بجد أول مرة أحس إني مختلفة.
وعد بحنان وده اللي لازم تحسيه كل يوم. إحنا