الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه قلوب حائره

انت في الصفحة 278 من 307 صفحات

موقع أيام نيوز


مليكة عندما رأت تجهم ملامح ياسين الذي تحدث بنبرة في ظاهرها الهدوء عكس ما يدور بداخله من تساؤلات عدة واستفسارات 
ولا يهمك يا كارموبعدين الدكتورة أيسل زي أختك الصغيرة
طبعا يا باشا نطقها برصانة تحت إستشاطة أيسل من حديث أبيها الذي أصابها بالضيق
تحدثت ثريا وهي تشير للضيف بكفها للداخل 
إتفضل يا ابني

امال رأسه باحترام وتحركوا جميعا إلي الداخل عدي تلك العاشقة الصغيرة التي نظرت إلي هديته وبدون إدراك وجدت حالها تضمها إلي صدرهاوبلحظة شعرت بإنها إمتلكت العالم بأسره من مجرد هدية بسيطة قدمها لها
تنهدت براحة ثم أخذت نفسا عميقا تهدي به فوران قلبها ودقاته العاليةثم تحركت لتلحق بهم كي لا يلحظ أحدا إرتباكها
بعد قليل كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام المشرفة والتي وجدت عليها أصنافا عديدة من الاطعمة المنوعة والتي توحي علي كرم ساكني هذا المنزل
ترأس ياسين الطاولة وجاوره كارم علي الأيمن وتلاه حمزة وعلي الأيسر من المفترض أن تجاور مليكة زوجها حيث أشار لها لتجلسلكنها نظرت إلي أيسل ولمست إصابتها بالضجر وحدث هذا لسببانأولهما هو جلوس مليكة والفصل بينها وبين أبيها
والسبب الأهم والتي باتت شبه أكيدة منه هو بداية مولد شرارة لعشق رأتها بفطانتها بعيناي تلك المتمردة حيث فضحتها عيناهافأرادت بدهاء أن تصيد عصفورين بحجر واحدوبمنتهي الدهاء تحدثت إليها ببشاشة وجه 
إقعدي إنت جنب بابا يا أيسل
مجرد لحظة وتحول ضجرها إلي حبور شديد ظهر بين علي ملامح وجهها والتي لم تستطع حجب سعادتها مما لاحظه ياسين وتعجب لأمرها
نظرت أيسل إلي مليكة وتحدثت وهي تتأهب لسحب المقعد لمجاورة والدها 
ميرسي
تعجب الجميع من تغيير إسلوب أيسل مع مليكة وانسحبت مليكة لتجاور ثريا التي ترأست الطاولة من الجهة الأخري وجاورها مروان وأنس
أما عز والصغيرة مسك فضلا بالأعلي بصحبة المربية الخاصة بهما حتي حين إنتهاء وجبة الغداء كي لا يحدثوا فوضي في حضور الزائر
إعتدلت أيسل بجلوسها ثم تنفست بانتشاء وراحة لم تتذوقهما منذ البعيدنظرت علي استحياء إلي الذي سلبها لبهاوجدته ينظر داخل صحنه باحترام
تحدثت ثريا إلي كارم 
يلا يا حضرة الظابط بسم اللهدوق عمايل إدينا وقول لي رأيك
علي استحياء نظر إليها وتحدث بمنتهي الرقي 
يا افندم الكتاب بيبان من عنوانهوالأكل ماشاء الله شكله لوحده يفتح النفس
واسترسل وهو ينظر إلي صحن ورق العنب المزين من الأعلي بشرائح اللحم الحمراء والليمون 
ده كفاية شكل ورق العنب
إبتسمت وتحدثت إلي حمزة 
قرب ورق العنب من حضرة الظابط وحط له منه في طبقه يا حمزة
حاضر يا تيتا نطقها الفتي وبدأ بوضع بعضا منه في حين تحدث ياسين إلي كارم لعلمه عشق الآخر لتلك الوجبة والتي تعني له الكثير
معمول لك بناءا علي التوصية ورق العنب بشرايح الموزة ده علي فكرة
إبتسم لسيده وشكره فاسترسل ياسين وهو يشير إليه بنبرة صادقة 
بالهنا والشفا يا كارم
غرس شوكته بأحد أصابع ورق العنب وتذوقه وبات يمضغه باستمتاع ظهر عليه إنتظر حتي إبتلع الطعام
وتحدث إلي ثريا منبهرا باشادة
لو قلت لحضرتك إن ده أطعم والذ ورق عنب أكلته في حياتي صدقيني مش هكون ببالع
واستطرد شاكرا 
تسلم إيد حضرتك
عقبت ببشاشة وجهها
بألف هنا علي قلبكبس للأمانة ورق العنب مش أنا اللي عملاه
واسترسلت وهي تنظر إلي مليكة باطراء 
طاجن ورق العنب بالموزة تخصص مدام مليكة أما الحمام المحشي والبط والممبار فدول أنا اللي عملاهم
أردف بتوقير 
هو الحقيقية الأكل كله هايل وبجد تسلم إيد حضرتك
وتحدث إلي مليكة دون النظر إلي وجهها بعدما لاحظ غيرة ياسين وقرر النأي بحاله من براثن ذاك المفترس 
تسلم إيدك يا افندم
أومأت بهدوء وشكرته لتجنب ڠضب حبيبها الغيورنظرت أيسل إلي كارم وسألته بمشاكسة 
شكلك بتحب الأكل قوي يا حضرة الرائد مع إنه مايبانش عليك
أجابها بإيضاح
انا مرتب جدا في حياتي وأحب كل حاجة في حياتي تتعمل علي أكمل وجهحتي الأكل لازم أتذوقه وأستطعمه ويعجبني علشان أقدر أكله
واستطرد مفسرا 
ولو معجبنيش مستحيل أكمل طبقي لو حتي ھموت من الجوعوللأسف ده مسبب لي مشاكل في أي مكان بروحهعلشان كدة بتجنب العزومات وبقلل من الخروجات اللي تخص الأكل علي قد ما بقدر
كانت تستمع له بشغفضحك ياسين وتحدث باستفهام مشاكسا به تلميذه النجيب 
إوعي يكون ده السبب في إنك فسخت خطوبتك الاخيرة
كانت كلمات والدها أشبه بمادة قابلة للإشتعال حيث نزلت علي قلبها المولع بعشقه فأصابته بشرارة تحولت بلحظات إلي إشتعالا شديد
حدثت حالها پجنون 
هل كان لديه خطيبة
أكان بينهما قصة عشقأم انها مجرد خطيبة طرحت عليه من أحدهم
إبتسم بخفة وتحدث بإبانة 
علشان أكون صادق في كلامي ده كان واحد من الأسباب ده غير الأسباب اللي ذكرتها لجنابك قبل كدة
بطريقة حادة استرسلت حديث النفس مرة أخري 
ما هي تلك الأسبابإنطق واسردها أيها الخائڼ لعشقي الذي لم يولد ويخرج إلي النور بعد
أردفت ثريا بتعقل مدافعة عن الفتيات الصغيرات وتفكيرهن
ما هي لازم أكلها ما يعجبكش في الأول يا ابنيما تنساش إنها لسة بتتعلم وواحدة واحدة نفسها في الأكل هيتظبط
أجابها بجدية 
فهمتيني غلط حضرتكهي أصلا ما بتدخلش المطبخ نهائي برغم إنها خلصت دراستها وما بتشتغلشهي رافضة موضوع شغل الست في بيتها من الأساسعاوزة شغالة وده حقها مش هنكر لكن اللي مش مقبول ولا منطقي بالنسبة لي هو إني أعيش علي الدليفري
واسترسل بإبانة 
ده وصل بيها الامر إنها إشترطت عليا هتقفل المطبخ وتعمله بيت للكلبة بتاعتها بحجة إن سيادتها مابتحبش ريحة الطبخ في البيت
اردف ياسين بمداعبة 
وانا اللي كنت مستغرب إنك فسخت بعد تلات شهور بسده أنت كدة طولت يا ابني
هز رأسه بإبتسامة خاڤتة أما ثريا فتحدثت بتريث 
بعض بنات اليومين دول واخدين فكرة غلط عن الجواز وده للأسف بيرجع للأملازم الأم تفهم البنت إن الجواز عبارة عن شركة ولازم تتأسس صح ويشتغلوا عليها الطرفين علشان تنجح
إنتبه الجميع لكلامها الحكيم حتي أيسل التي إستمعت بتمعن شديد فاسترسلت ثريا
من حق الست تلاقي الحب والتقدير والإحترام من شريك حياتها اللي سابت أهلها واستغنت عن نظام حياتها كلها علشانهوحق الراجل كمان إنه يرجع بيته بعد يوم طويل يلاقي وش بيضحك قدامه ينسيه هموم اليومواكله حلوة تحسسه بطعم البيت وما تخلهوش يحس إنه فقد الاحتواء والدفا وهو بيسيب بيت أمه علشان يأسس بيته الجديد
أردف كارم باستحسان منبهرا بحصافة تلك الثريا
الله عليكي يا افندمبجد احترمت دماغ حضرتك جدا وياريت كل البنات يفهموا كدة
عقبت علي حديثه 
الحمدلله إحنا بناتنا عاقلين ومفهمينهم يعني إيه بيت وأسرةسارة بنت بنتي الكبيرة مخطوبة حاليا وبدأنا ندخلها المطبخ والحمدلله بقت شاطرة إلي حد ما
ونقلت بصرها علي أيسل وتحدثت بإبتسامة حنون
والدكتورة أيسل أنا بنفسي اللي هعلمها لما تتخطب إن شاءالله
كادت ان تدمع عيناها من كلمات تلك الحنون وتحدثت إليها بنبرة متأثرة 
حبيبتي إنت يا نانا
شعر بحالة من
السعادة تغزو قلبه لما لا يدري كان يريد أن ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها لكنه لم يرد إختراق حرمة واحترام المنزل والرجل الذي أمن له ودعاه للدخول إلي منزله وسط عائلته
لف ياسين ذراعه حول كتف إبنته وقبل رأسها وتحدث وهو يضمها لصدره تحت سعادة مدللة أبيها 
أيسل دي قلب ابوها من جوة وجوهرتي اللي لا يمكن افرط فيها أبدا
إشتدت سعادتها وضمت والدها فتحدث حمزة مشاكسا شقيقته
هو حضرتك ناوي تخليها تقعد في وشنا علي طول ولا إيه
ضحك الجميع وبدأوا بتناول الطعام مع سردهم لبعض الأحاديث اللطيفة تحت سعادة أيسل التي تخطت عنان السماء وخصوصا بعدما رأته من إهتمام الجميع بها
إنتهي اليوم بسلام ورحل كارم بعد تناوله قدحا من القهوة بصحبة الجميعسعد بالجمع وأحاديثهم المسمرة التي كانت الغذاء لروحه وعقله ضلت أيسل وحمزة بالداخل
عندما حل المساء 
كانت تتمشي داخل الحديقة حاملة إبنتها فوق صدرها في محاولة منها لتهدأتها ومساعدتها علي الشروع في نوم هنئ وهادئ وجدت من تخرج من باب المنزل الداخلي وتقترب عليها وهي تحمل عروستها علي صدرها وتحتويها
بذراعيها كمن يحتوي أثمن أشيائهوقفت قبالتها وبدون مقدمات تحدثت بملامح وجه جادة 
هو أنا ممكن أطلب منك طلب
ضيقت مليكة عيناها باستغراب وتحدثت مرحبة
أكيد طبعا
إنتهي البارت 
قلوب حائرة 2
بقلمي روز آمين
بسم الله ولا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الأربعون 
قلوب حائرةالجزء الثاني بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
كانت تتمشي داخل الحديقة حاملة إبنتها فوق صدرها في محاولة منها لتهدأتها ومساعدتها علي الشروع في نوم هادئ بعيدا عن ضوضاء التجمع داخل المنزلحيث مازالت أيسل وحمزة وياسين وثريا واطفال المنزل يجتمعون ويتبادلون فيما بينهم الأحاديث والدعابات
وجدت من تخرج من باب المنزل الداخلي وتقترب عليها وهي تحمل عروستها علي صدرها وتحتويها بذراعيها كمن يحتوي أثمن أشيائهوقفت قبالتها وبدون مقدمات تحدثت بملامح وجه جادة 
هو أنا ممكن أطلب منك طلب
ضيقت مليكة عيناها باستغراب وتحدثت مرحبة
أكيد طبعاإتفضلي
ظهر التردد فوق ملامحهاوبدهاء طرأت في مخيلتها فكرة لإبعاد الشك عن عقل مليكة 
هما الحقيقة طلبين مش طلب واحد
أومأت مليكة لتشجيعها علي الحديثفاردفت الأخرى بنبرة هادئة 
هي ممكن مسك تبات معايا النهاردة
إبتسمت مليكة بهدوء وتحدثت بايضاح 
أكيد طبعا دي أختك وليك فيها زيي بالظبط
واسترسلت بايضاح 
بس علشان يكون عندك علم هي مش هتنام طول الوقتهتزعجك بالليل وټعيط علشان ترضع
ضيقت عيناها بعدم استيعاب لحديثها وأردفت باستفهام حاد بعض الشئ 
أفهم من كلامك إنك مش موافقة
بكثيرا من الهدوء إبتسمت مليكة كي تزيل حدتها وعقبت نافية 
أنا مليش الحق في إني أمنع مسك عنكدي أختكأنا بس بفهمك اللي هيحصل وإنها هتصحيكي من نومك وهتزعجك لو جاعت
واسترسلت في محاولة منها لإقناعها 
وعلشان كدة أنا عندي إقتراح كويس ليكم إنتم الإتنين
قطبت جبينها وانتظرت بتمعن فاسترسلت الأخرى بإبانة 
نامي معاها في سرير عزو علشان تكون قريبة منيوعزو ينام جنب أنس ولما تصحي هاخدها أرضعها وأرجعها لك تاني تنام في حضنك
أومأت باستحسان ظهر بين فوق ملامحها واردفت 
تمام
إبتسمت مليكة وسألتها مستفسرة 
إيه هو الطلب التاني
إرتجف قلبها ونظرت عليها بعيناي زائغة وبلحظة كادت أن تتراجع خشية إفتضاح أمرها أمام غريمتها لولا إقتحام مخيلتها لمشهد ذاك الوسيم عندما غرس شوكته بأحد أصابع ورق العنب وتذوقه بتلذذ جذب إنتباهها وحينها تغيرت ملامحه إلي مبتهجة وباتت عيناه وكأنها تخرج فراشات تتطاير هنا وهناك
الأمر حقا يستحق المجازفة والتخلي عن كبريائها ولو قليلاتحاملت علي حالها وبنبرة جاهدت في إخراجها جادة تحدثت
كنت عوزاك تعلميني طاجن ورق العنب وتريكاته الخاصة اللي عملتيه بيها
فور نطقها لذاك الطلب تأكدت ظنون مليكة التي راودتها أثناء إجتماع الغداءبعجالة استرسلت بتوضيح زائف كي لا تترك لعقل الأخري المجال للتفكير
أصل جدو بيحب ورق العنب جدا وكنت حابة أعمله له مفاجأة وأبسطه بيه
بابتسامة هادئة أجابتها بنبرة وديعة زالت بها إرتباك الاخري 
أوك يا أيسلشوفي عاوزة تتعلميه إمتي وأنا تحت أمرك في الوقت اللي هتحدديه
إبتسمت بخفوت بعدما
 

277  278  279 

انت في الصفحة 278 من 307 صفحات