روايه قلوب حائره
اطمانت عدم ملاحظة الاخري لشئوشكرتها ثم تحدثت باعلام
أنا هروح أحط العروسة في أوضتي وأبلغ جدو ونانا إني هبات هنا وأرجع تاني
أومأت لها بحبور فانسحبت الاخري تحت ارتياح مليكة وتفاؤلها لتلك الخطوة المهمة في عودة الفتاة إلي مسارها الصحيح وروحها النقية كما كانت بالماضي
بعد حوالي النصف ساعةكانت تتمدد فوق تخت عزو حاملة الصغيرة التي فاقت من نومها وبدأت بالملاغاةيجاورها ياسين حاملا أنس وعز داخل أحضانه وجميعهم يداعبون مسك التي همهمت وهي تنظر إلي ياسين وتتهادي بجسدها وتتراقص بسعادة
ضمتها أيسل لأحضانها أما عز فتحدث إليها مطالبا بدلال
مسكيقولي عزويلا قولي يا مسكي
أشاحت بسعادة بكفاها وابتسمت له وهمهمت
دااادا
بوجه عابس هتف متذمرا يشتكيها لأبيه
يا بابي بقيخليها تقول عزو
ضحكت أيسل وتحدث ياسين موضحا الأمر إلي صغيره الحانق
يا حبيبي هي لسة صغيرة ومش بتعرف تتكلم
طب ما هي بتنده عليك اهي وبتقول دادي
إبتسمت أيسل بسعادة علي خفة ظل شقيقها الصغير الذي يدخل على قلبها السعادة ويبث روح الحماس داخل نفسها وتحدثت إليه بتوضيح
يا حبيبي إفهمهي مش تقصد كلمة داديهي بتقول الحروف السهلة بالنسبة لها
طب ما عزو سهل يا سيلا نطقها بوجه عابس مما جعل أنس يحتضنه ويتحدث إليه محاولا مراضاته
إبتسم لشقيقه وتحدث باستحسان بعدما تهللت ملامحه
شكرا يا أنوس
كان يستمع إليهم بحبور وقلب راضيإنشغل الصبيان بمداعبة شقيقتهما الصغيرةفنظر هو علي أيسل وتحدث إليها بنبرة حنون
شايفك مرتاحة النهاردة
أجابته بإبتسامة وعيناي لامعة حيث لم تستطع مداراة حبورها
إبتسم لها وعقب بارتياح وقلب مطمأن
الحمدلله يا حبيبتيربنا يطمني عنك دايما
بعد قليل ترك أطفاله
بصحبة شقيقتهم الكبري وتحرك إلي جناحهدلف من الباب وجدها تقبع فوق تختها ممسكة بيدها كتيب تتنقل بين صفحاته بتمعن وتركيز ويبدوا عليها الإستمتاع بقراءتهوما أن رأته يقترب عليها حتي طوت الكتيب ووضعته جانبا وسألته بإبتسامة مشرقة
جاورها الجلوس وتحدث نافيا
لسةقاعدين يلاعبوا مسكوالأستاذة شكلها فرحانة باللمة حواليها والسهر واخد حقه معاها
تمعن بمقلتيها ثم أردف بعيناي ممتنة
متشكر علي كل حاجة عملتيها مع أيسل النهاردة يا مليكة
واستطرد بإبانة
ماكنتش متخيل إن العزومة ونومها مع أخواتها هيفرقوا في تحسين نفسيتها بالشكل اللي شفته من شوية ده
إنت مش متخيلة الحالة اللي سبتها عليها مع أخواتها هناك في الأوضةالبنت كأنها رجعت سبع سنين لورا
كانت تستمع إليه بحبور ووجه متهلل تبدلوا لألم بعدما إستمعت لذكره سبعة أعوامانعمفالفتاة قد تحولت من رقيقة ناعمة إلي شرسة متمردة بعد إرتباط والدها الشرعي بمليكة
تحاملت علي حالها كي لا يلحظ حزنها وتتبدل بهجته إلي شجننطقت بنبرة حنون صادقة
إن شاء الله مع الوقت هترجع زي الأول وأحسن كمان يا حبيبي
صباح اليوم التالي
فاقت مبكرا من نومها المتقطع بسبب تلك الصغيرة وتحركت إلي منزل جدها ومنه إلي الأعلي حيث حجرتها
إنتقت بعناية ثوبا أنيقا وارتدته مع حجابا بسيطا وقامت بوضع بعض مستحضرات التجميل التي جعلتها فاتنة الجمال مما أرضي غرور الأنثي بداخلها ونال علي استحسانهاخرجت من منزلها في حالة مرتفعة من النشاط وتحركت خارج البوابة
وجدته يقف بانتصاب بجانب سيارته ينظر باتجاهها من خلف نظارته الشمسية واضعا خلف أذنه سماعة البلوتوز الخاصة بتواصله مع فريق الحراسة ويبدو أنه يتحدث أليهم كي يستعدوا للإنطلاق بسيارتهمبمرونة تحرك إلي الباب الخلفي للسيارة إستعدادا لفتحه لأجلها
إقتربت عليه واردفت بنبرة رقيقة كنسيم الصباح جديدة علي أسماع ذاك الكارم
صباح الخير
انحنى فى تهذيب ليفتح لها باب السيارة ورد تحيتها بصوت جهوري
صباح النور يا دكتورة
أشار بكفه علي الأريكة فنظرت إليه وتحدثت بابتسامه خلابة
ميرسي
احني رأسه بترحاب مع انتشاء لروحه شعر به جراء نبرتها الرقيقةجلست فوق مقعدها واغلق هو الباب بهدوء ثم تحرك واستقل مكانه أمام عجلة القيادة وقام بإدارة المحرك منطلقا بالسيارة للأمامنظر عليها من خلال إنعكاس المرأة وجدها تسترق النظر إليه فتحدث بنبرة هادئة لعيناي ساحرة أسرتها واربكتها بالوقت ذاته
إزيك
عقبت بنبرة بدت مرتبكة
أنا كويسة
إنتبه لهذان الكوبان المصنوعان من الورق واللذان يحتويان داخلهما علي مشروبا دافئا كان قد إبتاعهما من إحد المحال الشهيرة بصنع القهوة ليتناولهما سويا
أمسك كوبا يختلف ما بداخله عما بداخل كوبه ثم إستدار بجسده قليلا وبسط يده باتجاهها بالكوب وتحدث وهو ينظر للأمام مراقبا الطريق بعناية
جبت لك معايا نسكافية وأنا بجيب قهوتي
إرتفعت دقات قلبها كطبول حرب وشعرت بروحها تهيم سارحتا في سماء عشقها الوليد وبلحظة تحول وجهها واكتسي بحمرة الخجل والعشق معا مما جعل قلبه ينبض بقوة إستغربهابسطت يدها وإبتسامة حالمة إعتلت ملامحهاوتحدثت بارتباك بعدما فقدت العثور بداخلها علي كلمات
ده علشاني
إبتسم بخفوت عندما وجد تلبكها وتحدث بمشاكسة كي يرفع عنها خجلها
لا طبعاأنا بس عاوزك تمسكيه لحد ما أشرب قهوتي واخده منك تاني
إبتسامة رقيقة كست وجهها مما أصابه برجفة عڼيفة هزت قلبهواسترسل بنبرة خرجت حنون دون إدراك وهو ينظر لعيناها من خلال إنعكاس المرأة
أنا جبت لك النسكافيه لأني عارف إنك ما بتحبيش القهوة
ضيقت عيناها واسترسلت متعجبة
وإنت عرفت منين إني مش بحب القهوة!
أمسك ياقة قميصه وبات يعدل بها ملاطفا إياها وتحدث بتفاخر مصطنع
من مصادري الخاصة حضرتكاللي قدامك شغال رائد في جهاز المخابرات لو مش واخدة بالك
بإلحاح سألته بدلال نال استحسانه
إتكلم جد بقي
أجابها بإيضاح
عرفت إمبارح وأنا عندكم بعد الغدالما قدموا لنا كلنا قهوة وإنت الوحيدة اللي طلبتي نسكافيه
إلتمعت عيناها ببريق السعادة بعدما تيقنت إهتمامه بأدق تفاصيلهافأرادت تطيل الحديث وسألته بمشاكسة نالت إعجابه
طب وده سبب يخليك تقول إني مش بحب القهوة
واسترسلت بمراوغة
مش يمكن أكون بحبها بس مزاجي وقتها كان طالب نسكافيه
بغمزة من عيناه أخرج صوتا بجانب فمه يعني نفيه لإدعائها واسترسل بثقة قد تصل إلي الغرور
كارم المعداوي ما بيخرجش كلمة من غير ما يكون متأكد منها
واسترسل بإبانة
ده غير إن عندي القدرة اللي من خلالها بقدر أفهم اللي قدامي كويس وأفهم شخصيته
إبتسمت وبدأت ترتشف النسكافية وأقسمت بداخلها أنه ألذ مشروبا تذوقته علي مدار سنوات عمرها بالكاملعلي غير عادته بدأ يراقبها بتمعنتهلل وجهه عندما لمح الفراشات تتلألأ وتتطاير من خلال لمعة عيناها البراقةأردفت هي باستحسان عندما لاحظت تركيزه عليها
ميرسي بجدالنسكافيه حلو قوي
أنا اللي ميرسي علي اليوم الحلو اللي قضيته معاكم إمبارح نطقها بملامح وجه ظهر عليها الإرتياح
ازاحت ببصرها عنه وابسمت خجلافسألها باهتمام
عجبتك العروسة
دون إدراك منها هتفت بنبرة شديدة الحماس
عجبتني جدا
شعرت بتسرعها بعدما رأت تهلل وجهه المبتسم فأزاحت ببصرها عنه ونظرت جانبها وباتت تشغل حالها بالنظر من نافذة السيارة مما جعله يبتسم وتابع قيادته ومراقبة الطريق ولا سيما النظر من الحين إلي الآخر للتطلع علي
الساحرة عيناها
بعد مرور حوالي إسبوعإصطحب عمر صغيرته إلي مقر عمله كما وعدها سابقا وذلك بعد أن أخذها إلي الطبيب حيث أزال لها تلك الجبيرة بعدما تأكد من إلتئام الكسر وإطمئن علي ساقها من خلال الأشعة التي أجراها لها
كان يحملها محاوطا إياها بذراعيه ويتحرك داخل الرواق المؤدي إلي مكتبهقابلته المهندسة تارا التي كانت تتحرك في طريقها إلي كافتيريا الشركة كي تجلب كوبا من القهوة المحلاة كي تساعدها علي التركيز بعملها وتحمل يومها الشاقتعجبت من ذاك الذي يحمل طفلة صغيرة ويتحاور معها بكثيرا من الود والحنان حيث ظهرا فوق ملامح وجهه الضاحكة علي غير العادةفمنذ أن تعرفت عليه أثناء عملها وهو لا يبتسم أبدا
علي غير طبيعتها الجادة والعملية قطعت طريقه ثم وقفت قبالته وتحدثت إلي الصغيرة وهي تنظر إليها بإبتسامة مشرقة أظهرت برائتها وكم الحب التي تحمله بقلبها للأطفال
إيه القمر اللي منور شركتنا ده
واسترسلت مستفسرة وهي تنظر إليه
دي بنت حضرتك يا باشمهندس
بإبتسامة خاڤتة عقب علي استفسارها
ليزا عمر المغربيبنوتي الجميلة
هاي ليزا نطقتها مداعبة إياها فابتسمت لها الصغيرة وأجابتها بملامح وجه بشوشة
هاي
نظر عمر إلي صغيرته وتحدث بايضاح
دي الباشمهندسة تارا يا ليزابتشتغل معايا هنا في المكتب
هزت الصغيرة رأسها وتحدثت إليها
ازيك يا طنط
إزيك إنت يا ليزا نطقتها بنبرة حنون ثم استرسلت وهي تدعوها للذهاب معها
إيه رأيك تيجي معايا الكافيتريا نختار حاجة نشربها مع بعض
هتف رافضا بنبرة جادة أحزنت تلك التارا وأشعرتها بالحرج
شكرا يا باشمهندسة
أردفت الصغيرة بترجي
أنا عاوزة أروح مع طنط يا بابي
مش هينفع يا ليزا هكذا نطقها بحزم استغربته تارا فهتفت الصغيرة بضجر وتذمر
أنا عاوزة أروح معاهاعلشان خاطري توافق يا بابي
رق قلبه لصغيرته وبالاخير ضعف أمام عيناها المترجية وتحدث بإبانة إلي تارا كي يشرح لها سبب رفضه علها تعذر ذعره علي صغيرته
خديها بس ياريت تخلي بالك منها لأن رجلها كانت مکسورة ولسة الدكتور شايل لها الجبيرة إمبارحونبه عليا ما تتحركش كتير عليها
الأن تفهمت سبب رفضه القاطع وبررت له حدته في التعامل معهابسطت ذراعيها والتقطت الصغيرة وطمأنته بتفهم
ما تقلقش حضرتك
تحركت بالصغيرة واختارت لها بعضا من المقرمشات والمشروبات المفضلة لدي الصغار وجلست بداخل الكافيتريا ليتناولاها معاثم سألتها بفضول الأنثي
هو أنت عندك إخوات يا ليزا
بعفوية أردفت الصغيرة معقبة
لا مش عنديعندي مامي مليكة مرات أنكل ياسينوبابي عمر مش كان يعرف إنه بابي أصلامارو هو اللي قال له وقال لي أنا كمان يا ليزا عمر يبقي بابي
واسترسلت بحديث طفولي شتت تلك التي فتحت فاهها بعدم فهم لثرثرة الصغيرة
بس أنس قال لي إن مليكة مش ماميوقال لي كمان إن مامي طلعت عند ربنا زي بابا أنس ومارو
كانت تستمع إليها بعقلا مشتت وتحدثت بلوم لحالها
يا ريتني ما سألتكهو أنا ناقصة توهان يا ربيده أنا دماغي في البلالة لوحدها
إبتسمت للصغيرة وناولتها إحدي العلب الكرتونية قائلة بإبتسامة حنون
خدي يا حبيبتي إشربي العصير بتاعك
تناولته منها الصغيرة فمسحت علي رأسها بحنان وباتت تداعبها بملاطفة
عصرا
داخل حديقة منزل عبدالرحمنكان يجلس بمقعده المفضل يتأمل من حوله إبداع الخالق فيما خلقهب واقفا وتحرك إليها إحتراما بعدما وجدها تدخل من البوابة الرئيسية للمنزلتحدث بنبرة عالية الترحاب لخطوتها العزيزة
يا أهلا يا أهلا يا ثريانورتي بيتك يا بنت عمي
بابتسامة هادئة ردت علي ترحاب ذاك الخلوق
البيت والدنيا
كلها منورين بوجودك يا عبدالرحمن
في إشارة منه علي المقعد تحدث قائلا
تعالي إقعدي يا أم رائف
تحركت بجانبه بخطوات هادئة حتي إقتربت من المقاعد التي تلتف حول تلك المنضدة البلاستيكية الصغيرة وقامت بسحب أحدهم وجلست فوقه فتحدث إليها عبدالرحمن
تحبي تشربي إيه يا ثريا
عقبت بهدوء
ولا أي حاجةما تتعبش نفسك
واستطردت وهي تحثه علي الجلوس
إقعد علشان عاوزة اتكلم معاك شوية قبل ما راقية تحس بوجودي وتخرج
جلس مقابلا لها وسألها مستفسرا بتوجس
خير يا ثرياقلقتيني
بنبرة هادئة عقبت مطمأنة إياه
ما فيش حاجة تقلق يا عبدالرحمنإطمنكل الحكاية إني حابة أتكلم معاك شوية بخصوص عز
وانا سامعك كان هذا تعقيبه فاردفت بنبرة حكيمة
أنا ملاحظة في الفترة الأخيرة إن عز بقي عنده وقت فراغ