عشق القلوب بقلم سهام صادق
فبفعل بسيط منه او بكلمة أرضاء يذوب الجليد بينهم وتعود تعشقه أكثر بكثير
وحملها بين ذراعيه بعدما وضع كوب الأيس كريم الذي كان يطعمها به جانبا وصار بهم نحو غرفتهم
يوسف اصل في أيس كريم علي شفايفك ياحببتي
يوسف بحبك
كان عنفوان امه القوي له يصل الي أذنيها في غرفتها فدمعت عيناها وهي تتأمل ذلك الفستان الذي بين أيديها والذي سوف ترتديه لحفلة زواجهم العائليه التي ستقام بعد ساعتان
وأحتضنها بقوه وحب
مراد مش هتخلي عنك أبدا ريما انتي حياتي اللي جايه عايز أكمل عمري معاكي
فأبتعدت عن أحضانه پألم
ريما مامتك يامراد مش موافقه هتزعلها عشاني
فقربها منه ثانية وأمسك وجهها بين راحتي كفيه امي طيبه ريما بس هي خاېفه عليا شويه احنا هنتجوز وهننزل مصر انا مضطر لكده سامحيني شركتنا الجديده لازم يكون ليها فرع هناك ولازم أكون متواجد في مصر
لتدخل أمه قائلة بحنان انا راضيه عنك يابني اعمل
اللي يسعدك واحتضنته بسعاده وهي تتذكر الايام القاسيه التي قضاها أبنها يتألم لفقد حبيبته وخطيبته التي كان علي مشارف الزواج منها أنا عايزه سعادتكم بس يا اولادي
ونظرت الي ريما قائله مبروك يابنتي
بخبر أستدعائه من قبل ذلك العجوز رئيسهم والشك أصبح يحاوطه ليحرك ساقيه بتوتر بعد أن جلس ينتظره قليلا إلى أن يأتي
ليدخل العجوز أمرا سكرتيرته من خلفه ان تغلق الباب فيقف يوسف أحتراما له
جاك اهلا ب أدور الصغير !
وقبل ان ينطق هو بكلمه كان يتابع حديثه بقوه هل سعيد في زواجك السري
فيمتقع وجه يوسف لمعرفة العجوز بكل شئ حتي يعاود العجوز ثانية حديثه ولكن بحزم تكذب علينا وتخبرنا انها حالة من حالات المساعده وانت متزوجها وايضا تحمل منك أبننا ثم صړخ به لاذعا والاپشع انها مسلمة
فينظر اليه يوسف بقوه ناسيا كل شئ أنا مسلم سيد جاك انسيت أن والدتي كانت متزوجة مسلما وانا من صلب رجلا مسلم ولولا هروب امي بي وعودتها لجدي لكان أصبح أسلامي جهرا مثل اي مسلم
لينهض العجوز من قعده
عبدالله احمد هيجيب المأذون وجاي انا قولتها كلمه كتب كتبكوا هيكون النهارده ولا انت مش عايز تتجوز بنت خالك يا أمجد
نهال انا مش عايزه اتجوز حد ومش عايزه اسافر كندا خلاص ونظرة لاباها بصلابه قائله هتجوزني ليه عشان اكون في حمايته يابابا
فيمتقع وجه عبدالله قائلا قولتلك انتي مش فاهمه حاجه وهتتجوزي امجد يعني هتتجوزيه لا الا والله يانهال لهتكوني بنتي ولا اعرفك
فترمق اخاها نظرة لوم لما دبره هو وابيها وذلك الجالس ببرود لتذهب بخطوات سريعه من امامهم
فيحادث عبدالله ابنه روح افتح الباب لعمك محمود جارنا عشان جاي يشهد علي عقد الجواز ونظر الي ابن اخته قائلا بعدما ربط علي احد قدميها بحنان هجوزهالك وانا عارف انك هتحافظ عليها
فيتأمله امجد قليلا حتي نطق اخيرا ديه حب عمري ياخالي
فأبتسم عبدالله بسعاده دون شك في مشاعر ابن اخته لابنته
فتسمع هي جملته دون ان ينتبه احدا اليها قائله پألم يااا يا أمجد كنت بتحبني زي ما انا كنت بحبك
لو كان أحدا أخبره بما حدث معه لكان لم يصدقه أبدا فالدنيا حقا غريبه تأخذ لتعطي تسلب وتمنح مرادفات كثيرة وعجيبه لهذه الحياه ولكن يبقي أختيار الله لنا دوما خيرا لنا وايضا من أعمالنا
فألتف بوجهه ناحيتها هي وصغيره الجالسين امام عينيه علي متن الطائره المتجه الي كندا ليجد ابنه يداعب وجهها بيديه وهي تضحك له بسعاده وكأنها أمه ليتذكر في تلك اللحظه أمه التي لا تصنف الا بالنساء التي لاتبحث سوا عن فأستغفر ربه عندما تذكرها قائلا
أمجد ربنا يرحمك ياسالي ويغفرلك !
ليسمع صوت تلك الحبيبه التي عادت اليه وهي تحادث طفله
نهال بحب عيب كده ياياسو
فيبتسم أمجد لفعلة صغيره قائلا الله الله ياأستاذ ياسين وتذكر حديثها اللاذع معه بعدما انتهت مراسم كتب الكتاب في بيت والدها
اوعاك تفتكر أني وفقت حبا
فيك انا وافقت عشان خاطر بابا وعشان ياسين كمان لان أنا كده كده كنت رافضة فكرة الجواز بعد طارق الله يرحمه بس مش هسيب ياسين يتربي من غير أم
فيبلع كلماتها بصعوبه عند تذكره حديثها ويغمض عينيه ليستسلم لأحلامه المظلمه
ظل يدور في مكتبه بصعوبه بعدما عاد من مقابلة ذلك العجوز بعد سفره اليه في مقر حزبهم بأمريكا
فيقبض على كفيه بقوة وهو يأخذ قراره المصير في أنهاء جميع علاقاته هنا ويعود الي وطنه مهما كانت الخسائر وقبل أي شئ يقص كل شئ لها منذ البدايه لعلا كل هذا يساعد في شفائها وتتذكر كل ماحدث وتعود كما كانت فكما قال له الطبيب عندما عرض عليه حالتها
مستر يوسف مدام مريم محتاجه حد يحكلها تفاصيل كتير من حياتها ويواجها بكل الاشخاص اللي كانوا في حياتها علاج فقد الذاكره ديما بيتوقف علي صحوة الذكريات بأشخاصها
ليفيق من شروده علي صوت رنين هاتفه
يوسف اهلا محسن باشا متقلقش هساعدك بس مش عشان تكشف كل شئ للحزب وانفصل من البرلمان لاء عشان خاطر انك عم مريم رغم وضغط علي أخر كلمة سوف تخرج من فهمه أكراما لها واغلق الهاتف پغضب في وجهه
يوسف انسان عديم الرحمه والمبادئ !
دخلت معه الي المنزل الذي كانت تسكنه
أمرأة أخري پألم ثم تراجعت بخطواتها للوراء وهي تخفض برأسها أرضا
نهال هو ده البيت اللي كنتوا عايشين فيه
فحرك امجد رأسه نافيا لاء ده بيت جديد خالص مټخافيش
ومد بيديه كي يأخذ الصغير النائم علي كتفها لتعطيه له فكانت لمسات يده الحانيه علي يديها كأنها مغناطيسا جعلتها تهتز وهو يأخذ منها الصغير وصار پألم لما حدث منها من خوف
فتابعته بأنظارها حتي جلست علي أحد المقاعد بتوتر شديد لتحادث نفسها كده يابابا تعمل
فيا كل ده انا عايزه امشي من هنا فينك يايوسف انت كمان
لتجده يقف أمامها بهدوئه ووقاره ايضا الذي أطغاه عليه الزمن فوقفت سريعا أمامه
نهال هو فين يوسف هو قالي انه راجع تاني كندا هو ومريم أنا عايزه يوسف
فأمسك كتفيها بهدوء كي تهدأ من توترها ليزداد توترها أثر لمساته
أمجد لدرجادي خاېفه مني يانهال اوعي تخافي مني
فتأملت نظراته پألم وابتعدت عنه وقالت بلا وعي انت كنت بتحبني زمان طب ليه اتجوزت وسبتني
لينصدم من حديثها قائلا بتوتر
أمجد عرفتي منين
نهال سمعتك وانت بتقول لبابا قبل ما نكتب كتب الكتاب
فيسقط بحمل جسده كله علي الاريكه قائلا بتعب وهو يفك اول زر من أزرار قميصه بسبب العقل سيبتك بسبب العقل كنتي طفله صغيره لسا داخله اولي ثانوي وانا كنت شاب مخلص جامعته لسا اصارحك ازاي واقولك ايه نظراتك ليا كنت نظرات أخت لاخوها كنت ديما بحس انك شيفاني زي أحمد
فصړخت بوجهه وهي تدمع ده ضعف مش عقل انا مكنتش أختك يا أمجد سامع انا مكنتش أختك مسألتش نفسك ليه كنت متعلقه بيك زمان وانك كنت كل حاجه في حياتي وفي النهايه اتجوزت
ليقف امامها ويجذبها لأحضانه فتنفض ذراعيه بقوه عنها
نهال متملسنيش جيه الوقت اللي هعاقبك انا فيه يا أمجد
كانت جالسة خلف مكتبها تتابع أعمالها بشرود حتي أفاقت علي صوت تلك المرأه المتهكمه منها دوما
عايده وقت البريك يا أستاذه يلي سرحانه
لتنظر اروي أليها بأرهاق أبدا انا مش سرحانه يا مدام عايده وعادت تنظر الي الاوراق التي أمامها لتنهي ما تبقي ولكن بتركيز
فتعاود عايده حديثها پحده نفسي أفهم ليه من ساعة ماجيتي هنا الشغل مبتنزليش وقت البريك ونظرة الي غرفة مديرها بتهكم تابعي شغلك تابعي
وسارت من أمامها وهي تتمتم وعملالي نفسك محترمه وهاديه انا متأكده ان بينك وبينه علاقه ماهو مش معقول يختارك بالأسم هنا
فتمسح هي دموعها سريعا من نظرات تلك السيده وأحتقارها الدائم لها وايضا شكها فيها ليخرج من مكتبه في تلك اللحظه وهو ناظر في ساعته
فتنتبه هي اليه وتنهض من علي كرسيها قائله بهدوء أعتاد عليه منها
أروي مدام عايده نزلت الكافتريا عشان وقت البريك يافندم
ليقترب هو منها بشك وبنظرة ثاقبه لملامحها
أحمد منزلتيش ليه انتي كمان وقت الراحه وزاد من قربه لها حتي وقف أمامها ليرفع وجهها بيدهأنتي كنتي بټعيطي ياأروي
فتشيح وجهها سريعا بأرتباك وتمسك بعض الاوراق في أيديها
أروي انا هروح امضي الورق ده يافندم من مدير الحسابات عن أذنك
أحمد بخبث علي فكره أنا هخطب يا أروي
فتتأمله بأسي قد خبئته ببسمه صافيه مبرووك
احمد الله يبارك فيكي مش عايزه تعرفي مين العروسه
لتأتي عايده في تلك اللحظه وهي حاملة في يدها كوب النسكافي الخاص بها وتري قربهم الزائد
فيتنحنح أحمد جانبا ابقي تابعي شغل الأستاذه بعد كده يامدام عايده أظاهر ان خبرتها قليله وينظر في ساعته بدلوماسيه أصبح يتقنها ألغي أجتماعات النهارده لان عندي ميعاد مهم
عايده حاضر يافندم وتنتظر خروجه كي تلقي بكلامها اللاذع لها
عايده بتهكم بلاش نمثل الشرف بقي بقيتوا مالين البلد صح
وجلست علي مقعدها وهي تستغفر تاركة الاخري في بحر أحزانها من هذا الزوج القاسې
أصبحت جفونه لا تعرف النوم ليترك ذلك الكتاب من يديه متأملا ساعة منبهه ليجد ان الوقت قد تخطي منتصف الليل فينهض من علي فراشه بهدوء ويسير ناحية غرفة طفله فيجدها نائمه بجواره
وقف حائرا من الاقتراب منهما حتي قرر ان يقترب بمشاعر مضطربه ليري ملامح تلك النائمة عن قرب
أمجد هستحمل اي عقاپ منك يانهال عشان انا أستاهل
وانحني بجسده كي يحكم الغطاء علي طفله وعليها وتحركت شفتاه نحوه طفله كي يقبله علي جبينه بحنان وظل واقفا للحظات يتأملها وهي تتحرك في الفراش بنوم متقلب حتي ثبتت وجهها النائم ناحيته فأبتسم لحركتها وكاد ان يتحرك ويخرج من الغرفه فأتكئ بقدميه ارضا جانبها وظل يلامس خصلات شعرها بحنان ليخرج من الغرفه وهو يلوم نفسه پقسوه
نهال انت اللي وصلتنا لكده يا أمجد
اما هو فقد ذهب الي فراشه ودثر نفسه بالغطاء سريعا وهو يعاتب نفسه علي تلك المشاعر
أمجد مش قادر استحمل وجودك وبعدك يانهال مش قادر
ليتذكر تلك الخائڼه ومافعلته بشرفه
أمجد ربنا يغفرلك ياسالي !
جلست بجانبه بحزن من افعاله لتقول
مريم ليه مش عايز تسافر كندا تاني نفسي اشوف نهال اختك اووي يايوسف
فظل ناظرا في حاسوبه
الشخصي كي يلهي نفسه بشئ بعيدا عن جدالها فكما امره العجوز جاك بأن ترك مجلسه الان واظاهر زواجه سيضره وسيضر حزبه ليتذكر حديث ظل العجوز عندما تفاجئ بقدومه مخصوصا