رواية ميراث الندم بقلم أمل نصر(كاملة)
لفاطنة
أظلمت ملامحه واحتدت أنفاسه حتى أصبح يزفر بخشونة ليصك على فكه ويتحرك ذاهبا نحو وجهته للداخل بغضبه المستعر
الټفت روح معاتبة لجدتها وقد زحف بقلبها الړعب من القادم
ليه كدة بس يا جدتي مش كنا فوتناها دي فتنة مهما كانت شديدة هي برضوا مش حمل ڠضب غازي
اشتدت تعابير المرأة العجوز لترد على حفيدتها بحزم وعزم
جولتي بنفسك انها شديدة يبجى تتحمل شالله يكسر عضمها حتى على الله تتعدل
علمت روح أن لا فائدة من الجدال مع جدتها الحانقة من ابنة عمها وزوجة شقيقها ف استدارت عنها نحو الجهة الأخرى بسأم لتضع يدها فوق خدها تتضرع الى الله أن يمر الأمر على خير حتى وان كانت فتنة مغرورة وتستحق إلا انها تخشى عليها بطش أخيها الذي لا يتهاون في هذه الأمور ابدا
وبعد أن دلف لجناحه حتى توقف أمام التخت وهذه الفاتنة زوجته الغافية بدون غطاء وكأنها حتى في نومها تخشى تخبئة النعم من حسنها الذي تتفاخر به أمام الجميع وكأن الأرض لم تنجب غيرها من حسناوات ترتدي منامة
يعترف بقرارة نفسه بأنها جميلة لكن الغرور حينما يتفاقم معها يجعلها تتحول لغبية وهذا دائما ما ينقص بقدرها أمامه وهي الصفة التي أشد ما يبغضها في النساء والبشر جميعهم مهما كانت طبقاتهم أو مراكزهم
إيه ده
هتفت بها تعتدل عن نومها بعد اطلاقها لشهقة جزع كرد فعل طبيعي منها حتى ابصرته أمامها يقف كجدار فلاذي بصمت مهيب مشبكا كفيه خلف ظهره
ابتلعت ريقها لترسم ابتسامة مضطربة مرحبة به رغم توجسها
تجاهل الرد عن السؤال أو مبادلة الترحيب حتى دنى برأسه منها يخاطبها بلهجة هادئة مريبة
جاعدة ليه لحد دلوك على سريرك يا بت يا سعيد معندكيش النهاردة خبيز تخبزيه
علمت بمقصده جيدا ولكنها تغاضت عن أجابة السؤال لتمسك في الجزء الوحيد الذي يهمها وتردد باستهجان
سعيد دا يبجى عمك على فكرة يعني مش أي واحد وخلاص
تفوه بها بټهديد صريح جعلها تصرخ به
خبر ايه هو انت واصل من السفر تجول يا شړ اشطر! ايه اللي حصل لدا كله يا غازي
ارتفعت قبضته في الهواء أمامها يلوح بتماسك شديد حتى لا تنزل على وجهها او أي عضو آخر من جسدها ليرد كازا على أسنانه
ابتعلت ريقها تجيب مبررة بفزع تخفيه
لأ طبعا مش خدامتي بس انا مجولتلهاش اعجني ايه ذنبي ان كانت المحروسة جامت بدري وأتبرعت تعجنهم ما هي من أهل البيت يعني مش غريبة عن
قطعت ترتد بجذعها للخلف وقد زاد بميله نحوها بنظرة مخيفة شلت أطرافها ليردد بحدة لا تقبل النقاس
وعشان ما هي من أهل البيت تجوم هي بشغله وتيجي انتي هانم عليها صح اسمعي اما جولك روح دي ست الدار وطول ما هي في بيتي متجلش صحن حتى لحد ما تتجوز وتروح بيتها يعني
أمر انه بيتها والكلام الفاضي ده ميخلش عليا البت في بيت ابوها تتجلع على كيفها ولا انتي متجلعتيش
ابتلعت باقي حديثها بحلقها تطالعه صامتة غير قادرة على المجادلة ف استطرد امرا
اخلصي يا للا جومي وغيري اللي انتي لابساه ده محدش هيرصه في الفرن غيرك
امتقع وجهها بحمرة قانية تحدجه بحنق متعاظم لم يأبه به فزاد بحدة أعلى من السابق
إخلصي
ولا اكني عملت مصېبة كل ذنبي اني مسمعتش صوت المنبه وراحت عليا نومة دا بدل ما يعدل في المعاملة بيني واخته دي مهما كان بت عمي برضوا
الټفت نحوه تنفض في الجلباب بقصد
أمامه لتكمل بنعومة معاتبة
وانا اللي مستنية جيتك ولا هلال العيد تبجى دي مجابلتك ليا اول اما توصل
رمقها بامتعاض رافضا الإستجابة لمحاولاتها مما زاد على السخط بقلبها لترتدي الجلباب سريعا تضيف على غمغمتها بدون تفكير في العواقب
رايح جاي يجولي اجلعتي في بيت ابوكي طب انا اتجوزت على تسعتاشر ودلوك عندي خمسة وعشرين ومعايا تلت بنتة ولسة المحروس اللي خطت التلاتين على حالها نجعد بجى احنا نشيل في جرفها على ما يحل عسيرها دا لو اتحل
أوجفي مكانك يا بت
صړخة هادرة خرجت من عمق حلقه ليوقفها مجبرة قبل أن تصل للباب شعرت على أثرها ببرودة تزحف على طول سلسلة ظهرها ورأسها المتشنح استدار بصعوبة نحوه لتلتف إليه تواجه جزاء ما تلفظت به جف ريقها واقشعر بدنها