الأحد 24 نوفمبر 2024

أميميا

أميميا بقلم مريم نصار(كاملة)

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

اسكريبت أميميا 
AMiMia
رقم 1
أخلاقيات رفيعة
قيل لرجل ما نراك تعيب أحدا 
فقال لست راضيا عن نفسي
حتى أتفرغ لذم الناس.. 
بسم الله نبدأ.
مستشفى الامړاض النفسيه والعقليه ممرضه بتجري بسرعه وعايزه توصل غرفة أي دكتور في اسرع وقت فتحت أول باب قابلته وهي بتلقط انفاسها وقالت الحقي يا دكتوره مي الحاله في غرفه 105.

قامت الدكتوره إيه اللي حصل ياسمر انا لسه كنت معديه من قدامه دلوقتي وكان كويس!
سمر مش عارفه مڼهار تماما وبيزعق.
جريت مي على غرفه 105 كان پيصرخ لكن ملامحه جامده ولابس لبس المجانين أبيض ف ابيض تحت عينيه مشوب بالسواد شعره مجعد عينيه حمرا عايز يخرج بأي طريقه لكن من غير هجوم مش قادر يرفع ايديه هو أصلا معندوش فن ردود الافعال صوته واصل لآخر الطرقه لكن بيتكلم ببطء وكل كلمه بينها وبين التانيه وقت انا مش مجنونأنا عاقل.
سكت وكمل ببطء انتوا اللي مجانين انتم مرضى نفسيين.
رجع خطوه لورا وكمل بنفس الملامحده مش مكاني انا مش مچنون.
دخل دكتور حاتم وده رئيس القسم ومعاه اتنين ممرضين أتكلم بصوت جهوري وقال خدوه بسرعه لازم ياخد جلسه الكهرباء.
قرب منه فريد وقف قدامه لكن ايديه جمبه وقال بنبرة فيها حده ونفس ملامح وشه ما بتتغيرش وكلامه بطئ أنا مش مچنون.
سكت وكمل أنت اللي مچنون أنت اللي لازم ليك جلسه مش أنا أنت واحد مريض نفسي.
ضحك حاتم وحاول ياخده على قد عقله وقال معلش يا فريد خليها عليك المرة دي شويه واستحملنا انا يا سيدي مريض تعالى معانا بس وبعدين نتفاهم.
شاور للممرضين ياخدوه ويتحركوا فريد مش عارف يزق الممرضين بعيد خاف من جواه أنه لو زقه يدافع عن نفسه الناس هتفهمه غلط كالعاده وممكن حد يم وت في ايديه وقال ابعدوا عني.
محدش رد عليه ولأنه مابيقدرش يتكلم أكتر من كلمتين أو تلاته بالعافيه سابوه يتكلم وهما بيكتفوه انا مش مچنون انتوا اللي مش عايزين تفهموا.
وصړخ بصوت من ڼار لكن نفس الملامح برده ما بتتغيرش وده الغريب انا عاقل ........ انا طبيعي مش مچنون!
شدوه الممرضين لغرفة جلسه الكهرباء فريد بيعافر ورجليه بتزحف على الأرض ما فيش دموع ما فيش إشارات حزن على وشه حتى ما فيش أي رد فعل مرسوم على ملامحه جريت مي على غرفه 105 وفتحت الباب! لكن كان السرير فاضي لفت حواليها ومش عارفه الحاله راحت فين وقالت بحيره هيكون راح فين!
ممرضه تانيه قالت دكتور حاتم خده على جلسه الكهرباء.
فتحت عينيها بدهشه وقالت إيه!!!!!
جريت في الطرقه وخاېفه تتأخر ومتلحقهوش لكن للأسف اتأخرت فريد على سرير متربط ومتركبله سلوك الكهرباء وحاتم بدا فعلا في الجلسات والصاعقة الكهربائية فريد بتنفض مكانه من كم الألم هزت راسها بعدم استيعاب صورة فريد منعكسه في عينيها وهو بيرتجف وشعرت بالحزن علشانه سرحانه في اللي بيحصل وانتبهت على باب الغرفه بيتفتح الممرضين كانوا خارجين وساندين فريد اللي كان اشبه بالمغيب وفاقد الوعي سحبوه ورجليه بتزحف على الارض وخدوه على غرفته خرج حاتم وهي بصتله وقالت بعتاب ما كانش لازم جلسة الكهرباء يا دكتور! حضرتك كده بتأذيه أكتر.
نهرها بجديه وحذر انتبهي لكلامك يا دكتوره! أنتي لسه جديده هنا وما تعلمينيش شغلي فاهمه
سابها مكانها واقفه لوحدها وحاسه بالعجز نيموا فريد وخرجوا هو بيحرك راسه ببطء شديد وعرقان وكان جسمه مشلۏل الحركه فتح عينيه ببطء لقاها قدامه وهمس بنفس الملامح أنا مش مچنون انتوا اللي مجانين.
غمض عينيه وهرب من الواقع المرير اللي هو فيه قعدت جمبه وصعبان عليها حالته هزت راسها بإستسلام و راقبت تفاصيله بعد تفكير قامت باندفاع سابته وخرجت بسرعه على مكتب حاتم دخلت وسألته بإيجاز ممكن اعرف حالة المړيض فريد إيه بالظبط يا دكتور
بصلها حاتم ومط شفايفه وقال بهدوء وسخرية واحد في مصحه عقلي هيبقى حالته إيه جاي يتفسح اكيد مچنون يادكتوره.
قربت من المكتب وقالت بنفي لأ يا دكتور لأن في حالات كتير تختلف عن بعض وكل حاله غير الحاله التانيه وانا بسأل حضرتك عن تشخيص فريد التهامي!
عقد حواجبه وسألها بشك أنتي ليه مصممه قوي كده ومهتمه بالحاله دي المصحه فيها حالات كتير اشمعنا الحاله دي بالذات اللي أنتي مركزه عليها
مي
قعدت وقالت بحزن مش عارفه يا دكتور حاسه إن فريد ده طبيعي ساعات بحس أنه أعقل مني أنا شخصيا ما فيش واحد مچنون بيفضل يقول انا مش مچنون المچنون بيستسلم للواقع ويتعايش معاه وما بيبقاش عارف أنه مچنون إزاي واحد زي ده ما استسلمش لحد دلوقتي وكمان عنده ميزة أنه يفرق بين العاقل والمچنون! أنا يمكن استلمت شغلي هنا من فترة صغيره ولسه جديده لكن عرفت إن الحاله دي بقى لها سنه ونص في المصحه ولو هو فعلا مچنون! إزاي مفيش تحسنرغم أنه واعي ومدرك لأي حاجه بتحصل! علشان كده بسأل حضرتك عن تشخيصه! 
ابتسم حاتم بعمليه وقال دكتوره مي! في حالات كتير مؤذيه لنفسها اكثر ما بتاذي غيرها وحالة فريد من اكثر الحالات المؤذيه لنفسها ولغيرها ولو اتعاطفنا مع كل حاله هنعيش كلنا في أذى نفسي ومعنوي اتمنى تكوني فهمتي قصدي! ويا ريت تتفضلي على شغلك!!!
كانت ماشيه سرحانه وما اقتنعتش بكلام دكتور حاتم.
قبل أي حاجه أحب اعرفكم بنفسي أنا دكتوره مي الحسيني تخصص نفسيه وعصبيه ٢٩ سنه من محافظة الإسماعيلية كنت عايشه مع عيلتي قبل ما اجي واستلمت شغل في المصحه هنا في المنصوره من شهرين اتنين بس! لفت نظري حالة فريد على طول ساكت ملامحه جامده ما بيضحكش أبدا نقدر نقول من المستحيل إنه ضحك مرة واحده من يوم ما دخل هنا المصحه وده بشهاده كل الموجودين في المصحه واللي تعاملوا معاه حد الطباع لكن لفت نظري طريقة كلامه بين الجديه والعقلانية وغير كل ده نادرا لما يقول جمله على بعضها غير اي حاله تابعتها بغض النظر عن كلامه القليل جدآ وكمان بطيء الحركهوالغريب في الموضوع إن دكتور حاتم رافض اني اتابع الحاله دي وهو اللي بيتابعها بنفسه وده زاد فضولي إني أعرف إيه السر في إهتمام حاتم بحالة فريد وكمان زادت عندي الاراده إني اوصل لملف حالة غرفه 105 بعد رفض حاتم بأنه يجاوب على سؤالي وأنه يقولي ايه هو تشخيص فريد التهامي!!! نزلت من البيت بدري ورحت المصحه والارشيف بيكون في الدور الارضي لكن صعب إني أدخل بدون صفه رسميه وقابلت هناك مساعد في الأرشيف واسمه محمد وطلبت منه إني أدخل لكن من غير ما حد يعرف! وكان رافض تماما لانه خاېف حد يعرف وبكده ممكن يتقطع عيشه بس انا فكرت بسرعه ودفعت ليه فلوس ووافق واستناني قدام الأرشيف وانا دخلت جوه بسرعه أدور وسط ملفات ناس كثير جدا وبعد شويه محمد استعجلني وقبل ما أخرج أخيرا وصلت لملف غرفه 105 حطيت الملف في الشنطه وجريت على مكتبي قفلت على نفسي الباب فتحت الملف الإسم والسن والعنوان ملف شامل بالفحوصات! تشخيص الحاله اكتئاب اضطراب ثنائي القطب!!!!!
قعدت مكاني قارنت بين

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات