أميميا
أميميا بقلم مريم نصار(كاملة)
تصرفات فريد وبين أعراض الاكتئاب وثنائي القطب! ثنائي القطب عباره عن اضطرابات الدماغ ودي بتسبب تغييرات في مزاج الشخص بس اللي أعرفه إن فريد ما عندوش أي مزاج متقلب! فريد ملامحه ما فيش أي تغيير بيبان على وشه ما بيضحكش حتى لو ڠضب ملامحه ما بتتأثرش بالحزن أو الزعل أو يكشر! حتى مشاعر الفرح ملهاش أثر ع ملامحه نهائيا كأنها ردود أفعاله مېته! ومريض ثنائي القطب ديما يحس بالذنب واليأس والإحباط وبيبقى فاقد للشغف وللانشطه اليوميه! هنا أنا افتكرت حاجه مهمه!! إن دائما فريد لما بيبقى في جنينة المصحه! بيحب يقرأ كتير وكمان المړض ده بيؤدي للإد مان والانت حار! وفريد عمره ما حاول أنه بنت حر!!!!! في نقطه مفقوده وبرده في حاجه مهمه مريض ثنائي القطب بيجيله نوبات هوس واكتئاب واهم مسبباتها! بتكون ليها عامل وراثي يعني لو الكلام ده صح أكيد هيكون حد من عيلة فريد مصاپ بنفس المړض! أخوه أو والده! لكن اللي عرفته أنهم في حاله جيده! هنا اتأكدت إن فعلا في نقطه مفقوده وبعد تفكير طويل وبما ان المړض ده وراثي يبقى لازم اكشف اللغز المفقود لأن بعد الملف ده! اتأكدت إن فريد مش مچنون قررت اوصل لعنوان أهل فريد وصلت بصعوبه واتفاجئت بالمستوى اللي هما عايشين فيه برج كبير خاص بيهم وصلت
مي أنا دكتوره مي الحسيني من المصح النفسي.
حسيت انها اتوترت سألتني مصح نفسي! خير حضرتك
مي هو خير لكن ممكن أدخل اتكلم مع حضرتك شويه
قعدنا في الصالون وأنا براقب ديكور البيت كل حاجه فيه غامقه زي افلام أبيض واسود وحاولت اتكلم لكن مش عارفه أبدا منين بس هي بدأت وانقذت الموقف وسألتني خير يا دكتوره!
لقيتها بصيتلي وهي مكشره عينيها وردت بهدوء واستفسار أجابه لايه بالظبط
مي اجابه عن حاله ابنك فريد التهامي!!!
التكشيره اللي كانت عندها اتحولت لدهشه وسالتني فريد ابني!
حسيت وقتها إني ممكن اكون اتلخبطت او انها ما تكونش والدته بس في شبه كبير بينهم واعتذرت منها اسفه هو الاستاذ فريد ما يبقاش إبن حضرتك!
مي عن حالة فريد الصحيه عايزه أعرف كل حاجه عنهو امتى بدأت عنده الاعراض دي!! وامتى اكتشفته أنه مريض!!!
سمعتها للآخر كانت بتتكلم وهي متأثره وقالتلي فريد من هو صغير تعبنا كتير جدآ حركته بطيئة كلامه قليل جدا دايما مكشر على طول واخد جنب ما يعرفش يجمل الكلام عنده جمود في كل حاجه كاره تواجده معانا وما بيحبش يقعد مع الناسحتى لما كبر قلنا بكره يخطب ويتجوز هيستقر لكن للأسف البنت ما اتحملتش طبعه شهر واحد وسابته دايما متعصب ومش عايز حد فينا.
الكل انكر وجود المړض ده في العيله نهائي وده برده اللي خلاني أستغرب بس ما اهتمتش قمت وقبل ما استأذن منهم طلبت اشوف اوضة فريد دخلتها وكانت عاديه جدا سرير ومكتب وألوان معقوله ما حستش فيها باكتئاب بالعكس كانت مريحه جدآ وقبل ما أخرج لفت نظري كمية الكتب دي! مجموعة كتب قيمه ما يقراهاش إنسان مريض أبدا شفتها كلها وده زاد فضولي اكتر وجدد عندي الوصول للحقيقه ووسط الكتب لقيت اجنده متشخبط فيها كتير ومرسوم فيها وشوش كتير تشبه الايموشن الحزين! وعرفت إنها بتاعة فريد وقبل ما حد ياخد باله خدتها وحطتها في شنطتي واستأذنت وخرجت بسرعه رجعت المستشفى بصيت عليه من إزاز الباب كان قاعد على السرير وباصص قدامه اول ما فتحت الباب سمر الممرضه قلقت عليا وقالت لأ يا دكتوره ما تدخليش لوحدك ثواني انادي دكتور حاتم.
ردت عليا وقالت ايوه يا دكتوره.
قعدت قدامه وحطيت الشنطه جمبي ازيك يا فريد
من غير ما يبص او تتغير ملامحه رد عليا ببطء شديد مش بخير.
مجرد كلمة هزتني من
جوايا و وجعتني قربت الكرسي وحاولت اتكلم أكتر ازاي مش بخير
بصلي ورفض يتكلم لأنه أكيد فقد الثقة في كل اللي حواليه سألته تاني بإلحاح ليه مش بخير يا فريد!
برده سكت لاني عارفه كلامه قليل سحبت الكرسي قدامه أكتر وبصتله وقولتله بنبرة فيها حنان وصدق ممكن تثق فيا ولو شوية صغيره! أنا حقيقي عايزه أساعدك.
رفع عينيه ليا ومردش لكن مفهمتش هو جواه ايه لأن ملامحه كلها شبه بعض مبتختلفش مفيش حتى تكشيره ولا عقد حواجبه ولا اي حاجه تبين ليا هو بيفكر في إيه سألته تاني بإلحاح أكبر وميأستش لحد ما أتكلم ويقول كلمتين ويسكت ويكمل تاني هو ما بيتاهتهش في كلامه لأ هو اخره كلمتين تلاته ويسكت ويكمل بعدها لو حب أتكلم يافريد أرجوك!
فريد لأننا عايشين في دنيا الكل فيها منافق وخاېن وكذاب تعرفي!
سمعته وسبته يتكلم وانا بسجل كل كلمه بيقولها من غير ما ياخد باله وكمل كلامه وقال تعرفي إن انا حزين عليكم انتم مش أنا انا مجرد واحد محپوس بين أربع حيطان لكن لكن أنتم بره في غابه بتنهشوا في بعض سبتوني في اوضه لوحدي جلسات كهرباء جلسات بټموت فيا كل حاجه صاحيه انتوا اللي مجانين مش أنا.
رقبت ملامح وشه في كل كلمه بيقولها زي ما هو ما فيش ردود أفعال او انفعالات باصص قدامه نفس الجمود على وشه ما بيضحكش