الأحد 24 نوفمبر 2024

أميميا

أميميا بقلم مريم نصار(كاملة)

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

مباشر بس حاولت اجمع شتاتي ورديت عليه أحم لأ أبدا يادكتور متقلقش ومفيش حاجه من دي حصلت ولا هتحصل أنا دكتوره وبعرف أتصرف مع المړيض كويس وآخر حاجه إن تفكيري بيروح لصدمات الكهرباء لأني مبفضلهاش إلا عند اللزوم ومتخافش أنا بعرف اسيطر كويس لأني عنيده ومبستسلمش بسهوله.
أنا كنت قاصده آخر جمله أوجها ليه علشان مايفتكرش إني ممكن اتهاون وإني أرجع عن اللي في دماغي بصلي بغموض أكتر كأنه بيفكر في سؤال ليا عقيم مالهوش أجابه علشان انسحب وأخرج من عندو بس انا اللي سألته المرة دي دكتور حاتم ليه مريض غرفه 105 بتعاقبه بصدمات الكهرباء! مع إن في حلول كتيره ممكن نهدي بيها المړيض وخصوصا لو كان مدرك و واعي زي الحاله دي! 
كشړ عينيه وسألني تقصدي إيه يا دكتوره مي! 
مي أظن سؤالي واضح يادكتور حاتم! 
هنا بقى هو حب يقلب التربيزه عليا وقام من مكانه و وجه ليا إني بتهمه وزعق كالعاده وقالي لأ مش واضح يادكتوره أنتي بكلامك ده فيه إتهام مبطن ليا إني مهمل في علاج الحاله دي بالذات وقاصد إني أديله صدمات كهرباء وكمان دي مش أول مرة تكلميني عن الحاله دي أنتي كده بتتعدي حدودك وأنا مقبلش أبدا أي حد يتهمني حتى لو كان مين! 
أنا مستغربتش هجومه عليا وده
بيأكدلي كل شكوكي جوايا لكن استخدمت معاه الحړب الباردة وقولتله أبدا يادكتور أنا مقصدش خالص اللي أنت استنتجته من كلامي ده أنا كلامي واضح تماما ليه فريد مابياخدش علاج مهدئات من غير صدمات كهربائية! لأن في الحقيقة كده انا مش شايفه إن في داعي فريد يتعالج بالطريقه دي! انا شايفه أنه شخص هادي جدا لا بيكسر ولا بيتعدى على حد سواء من التمريض أو الدكاترة ولا بيعمل فوضى تستدعي الخۏف اللي بيواجهه من اللي حواليه ده! وكونك كطبيب معالج لازم تسمع منه.
وكملت بمغزى مش يمكن لما تسمع منه تكتشف إنك غلطان في تشخيص حالته! وأنه ابعد ما يكون أنه يتصف بالجنون!! 
قدرت اني استفزه وقرب مني وكمل هو لكن بنبرة كلها ټهديد أسمعي يا دكتورة! أنتي زودتيها أوي كونك موجوده في مكتبي ف انتي ملزمه تحافظي على الفرق بيني وبينك وانك لسه مبتدأه ويدوب مكملتيش ست شهور هنا! فماتجيش تدوري على حاجات هتعملك صداع! ياريت تريحي نفسك وتركزي في شغلك ومالكيش دعوة بمريض غرفه 105 ده لو انتي عايزه تستمري معانا هنا! أما بقى لو مصممه تنخوري في اللي مالكيش فيه! ف استحملي اللي هيجرالك ياريت تهتمي بنفسك وبمرضاكي وبس!! وحذاري أشوفك أو أسمع إنك قربتي من الغرفه دي! أنتي فاهمه!!!!! 
طبعا بعد اللي حصل ده انتوا كمان أكيد بتفكروا نفس تفكيري! وإن فريد معمول عليه لعبه كبيره وحاتم متورط فيها! أكيد في سر! ولازم أعرفه خرجت من مكتبه من غير أي رد فعل مني سبته ومشيت وأنا دماغي فيها ألف سؤال وسؤال ولازم ألاقي ليهم أجابه! أما بخصوص تهديده إني أبعد عن فريد! فده بيحلم لأنه مش هيحصل فريد دلوقتي بقى هدف قدامي ولازم أوصله سمر جاتلي المكتب وكنت مخنوقه قوى واتكلمنا أنا وهى عن أحوال المرضى وجت حالة فريد في نص الكلام ونفسها إني أتابع حالته لقيتها فرصه وحكتلها إن حاتم هددني إني مقربش من الحاله دي بالذات! لقيتها فكرت معايا ولقينا الحل وإني البس يونيفورم الممرضين واخدت كارنيه سمر ولبست ماسك وفي أول فرصه روحت لفريد وبقيت بتابعه من وقت للتاني عدا شهر كامل وكل يوم كنت بتابع مع غرفه 105 وطبعا كل ده أخد منى شهور تانيه لحد ما بقى واثق فيا تماما ثقه كامله وبدأ ياخد مني العلاج وكانت كل حاجه بتتم في السر وامبارح اتفقت معاه إني هاجيله بالليل وانا نبطشيه وحاتم مش موجود ونقعد براحتنا ونتكلم ولما رحت اتفاجئت بأنه مغير لوك شعره وحسيته أنه مهتم بنفسه شوية على غير العاده عملت نفسي مش واخده بالي بدأت اتكلم معاه وقلتله يحكيلي وعلشان يصدق اني مابسجلش ليه فتحت شنطتي واديته تليفوني يقفلوا بنفسه لاني بجد حابه اني أسمعه من غير تشتت حكالي كل حاجه لكن ده خد وقت طويل لأن كلامه قليل شرحلي عن تصرفات والدته وانها زهقت منه ومن أسلوبه ومن كلامه البطيء وديما كانت تزهق من تصرفاته وتتكسف منه قدام قرايبها وكمان والده اللي دايما كان بيفضل أخوه الصغير عليه ومرات أخوه كانت بتتريق عليه وعن البنت اللي حبها لكن ما كانش عارف إزاي يعبر عن مشاعره ودايما في جمود في ملامحه ومحدش حاول إن يهتم بيه ويعرف إيه السببو ده عرفت بيه انه من الاميميا وانتبهت على كلامه عن اخوه الصغير هاني وأنه دايما ضده في كل حاجه وسألته بفضول طيب يا فريد ازاي ضړبت مرات أخوك أنت راجل كبير وناضج وما صدقش إنك تعمل كده!
رد عليا هي دي الحاجه الوحيده اللي انا مش عارف افسرها.
مسكت ايديه طيب ممكن تحكيلي إيه اللي حصل يومها
فريد في اليوم ده انا كنت راجع من بره وطالع البيت وهاني نده عليا أطلع عنده شقته وقعدنا مع بعض نتكلم ومراته جابت كوباية عصير شربتها هاني قالي أنه نازل ثواني وجاي وساب الباب مفتوح خرجت مراته واتكلمت معايا وما حستش غير وهما بينقذوها مني وكنت فعلا بضربها لكن حقيقي مش عارف إيه اللي جرالي.
سمعت منه وحسيته أنه اضايق من الذكرى دي حط وشه بين ايديه ورفض انه
يكمل مسكت كف أيده ورفعتها قدامي وقولتله لو مش عايز تكمل وحسيت إنك تعبت شاور بإيدك كده وقولي لأ.
حاولت وهو حاول معايا لكن حرك أيده معايا وفهمت أنه مش عايز يتكلم تانيسابني وقام ينام كنوع من الهروب وأنا سبته وخرجت افكر في المشهد ده واكيد في حاجه حصلت خلت فريد مغيب ومايحسش أنه اتعدى عليهم بالضړب وفي جلسه تانيه سألته نفس السؤال بس عن والدته قولي يا فريد ومامتك! إيه اللي يوصلك انك ترفع ايدك عليها! مع انك لبق ومش باين عليك خالص أن انت ممكن تعمل حاجه زي كده!! 
صمت تام وكأنه بيفكر مسك ايديا وحطها على وشه وعايز مني إني اعملة اشاره وكانت الإشارة دي بالرفض مش عايز يتكلم لكن أنا كالعاده ماستسلمتش واترجيته يكمل وقال برده ماعرفش اليوم ده كنا قاعدين على السفره كلنا وماما بتتكلم معانا ما حسيتش بنفسي غير وانا بزعق وهجمت عليها وبابا وهاني شدوني بعيد حتى بابا وقتها ضړبني بالقلم حاولت اشرحلهم بس مبعرفش يومها جريت وسبتهم ومش عارف انا عملت كده إزاي بعدها لقيت ناس جت تاخدني وزعقت ليهم لاني فهمت انهم هياخدوني المصحه اللي كان دايما هاني يهددني بيها.
اكتفيت بالجلسه دي لأنه خلص كلامه بأعجوبه وسابني و وقف في ركن الغرفه ورسم على الحيطه وش حزين وقلب مكسور فهمت أنه في حالة إنهيار داخلي اديتله علاجه وسبته وخرجت وبفكر في كل كلمه فريد قالها

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات