رسل بقلم هدى زايد(كاملة)
إحنا متجمعين مع بعض ياجدو وإن كان على رسلان حضرتك بتقول مش هيسافر تاني مالك بقى يا سولي
رد بنبرة هادئه تغلفها الحزن قائلا
رسل أختك يا منه
مين فيكم فكر فيها كلكم عايشين حياتكم بالطول والعرض وهي ماحدش يعرف عنها حاجه أنت مثلا يامنه عمرك فكرتي هي شكلها بقى دلوقتي فاكرة آخر مرة شفتيها كانت إمتى بلاش آخر ليه مابتحاوليش تتكلمي مع أبوك عشان يجبها وسطنا
وإنت يا يامن تعرف إيه عنها تعرف إيه عن حياتها كل اللي يهمك نفسك وبس
ربت حفيده قائلا بهدوء
جدو بلاش تتعصب ضغط حضرتك ها
وقف عن مقعده وقال بحدة
حضرتي حضرتي تعب خلاص لا إبن عاقل ولا حفيد نافع اخوات زي عدمها رد عليا إنت يا ساجد لما أخ مايعرفش عن أخته حاجه ولا أخت بتسألها عنها ولو بمحض الصدفه يبقى دول إيه
أيقظه ساجد بصوته الهادئ قائلا
جدو جدو قاعد هنا ليه ياحبيبي قوم نام فوق
سأله الجد بتعب وهو يمرن رقبته بهدوء
هي الساعه كام يا ساجد
أجابه وهو يجلس جواره
الساعه 5 الفجر أذن من بدري أنا كنت في المسجد ولسه راجع وماخدتش بالي إنك هنا
لو في حاجه صح في العيله دي يبقى إنت ورسلان أخوك شوف حبكم لأختك واهتماممكم بيها وشوف يامن ومنه
رد باسما
دا عشان إنت بس بتحبنا بزيادة شايفنا مميزين قوى كدا
تابع بتساؤل
هو حضرتك متعصب ليه كنت عاوز اتكلم معاك بس قلت اسيبك تهدأ شويه
أجابه وهو يضع بين يده هاتفه قائلا بحزن
نظر لشاشه الهاتف ليعرف مايقصده الجد اعترت علامات الدهشه والذهول الشديدان ملامحه وجهه لم يستطع إخفاء غضبه وضع الهاتف على سطح المنضدة الخشبيه وقال پغضب
وهو ازاي مش خاېف على بنته جدي بعد أذن حضرتك بنت عمي ماينفعش تفضل هناك لحظه واحدة وإن كان على عمي وخاېف يعني يحصل مشاكل بسببها يبقي ميتعاملش معاها نهائي لكن تفضل هناك بعد اللي هي بتقولوا دا يبقى مستحيل
يابخت سجدة بيك حقيقي بنتك محظوظه بيك قدرت تعوضها عن الأب والأم في نفس الوقت
رد باسما
سجدة هي الحاجه الوحيدة الصح في حياتي كنت غلطان يوم ما اتجوزت أمها ويوم جيت اصلح الغلط بقت موجودة هي في حياتي
تابع بحزن وقهر
مش عارف ازاي أمها جه لها قلب تسيبها وتختار الرفاهيه والسفر دا أنا لما بروح شغلي ببقى مع ماما على التليفون وابقى هتجنن عليها ازاي
قدرت تتنازل بالسهولة دي عنها أنا مش عارف لما تكبر هاقولها إيه عن مامتها اقولها أمك اتنازلت عنك مقابل حريتها
رد الجد نافيا
ارجع يا ساجد أوعى تقول حاجه زي كدا متغلطش غلط عمك زمان مهما كان دي أمها خليها ترسم لها صورة حلوة خيالها هي صحيح لسه صغيرة بس بكرا تكبر وتفهم كل حاجه .
تنحنح ساجد وقال مشاكسا كي يخفف الصغط عن جده
بقول لك إيه بقى جهز نفسك معاك أسبوع تفكر في هديه سجدة خلاص اهي هتم السنه ولو الهدية مجتش هتزعل وأنا هزعل ومصر كلها تزعل معانا
رد باسما متفهما مغزى حديث حفيده وقال بحنو
حاضر يا حبيبي
تابع بنبرة جادة
ساجد عاوزك تروح تجيب رسل النهاردا بس عاوز الموضوع يفضل سر لحد ما ترجع وهي معاك
حاضر يا جدو النهاردا بإذن الله هتكون بتتغدا معانا
غادر ساجد الحديقه بعد أن أخبرته والدته بأن ابنته استيقظت للتو وتريده صعد أيضا الجد إلى شقته ليأخذ قسطا من الراحه قبل وصول أحفاده
الساعه الآن العاشرة صباحا
كانت رحيق تتحرك في المنزل بنشاط وحيوية
أنت ياست هانم قومي نضفي معايا أنا ضهري اتقطم من التنضيف ولسه المطبخ عاوز يتروق
ردت رسل بلا مبالاة
وحياتك يا رحيق ما قادرة أقول لك سيبي المطبخ لما أصحى ابقى اعمله
قاطعتها بصړاخ
وهو حضرتك هتصحي غير آخر الليل خلصي اللي وراك وبعدها نامي
تأففت رسل من صړاخ شقيقتها وقفت عن المقعد وقالت بهدوء حد الاستفزاز
أنا هصحى بدري النهاردا أصل عندي مشوار مهم قوووي
صړاخ من رحيق وهدوء مستفز من رسل جعلت الأم تتحدث كعادتها بصړاخ جلست والدتها على المقعد متسائلا بتئثاب
مين اللي عليه شغل البيت ومين عليه الطلبات
ردت رسل بسرعه قائلة بكذب
أنا عليا الطلبات وجبتها وحاليا داخله أنام
قاطعتها والدتها بسخرية
تنامي والناس صاحيه وتصحي والناس نايمه معتمدة على الملاليم اللي المحروس أبوك بيبعتهم كل شهر
وقفت رسل مقابل والدتها عاقدة ذراعيها أمام صدرها قائلا بحدة
لو بتسمي ال جنيه اللي جدي بيبعتهم ملاليم واللي بسببهم عايشة في نعيم يبقى الغلط غلطك بطلي تتدي للمحروس جوزك فلوس وهي تكفينا
صڤعتها والدتها على وجنتها وقالت بحدة
المحروس جوزي دا أحسن من أبوك اللي رماك ومبيسألش فيك ولا يعرف عنك حاجه
كزت على أسنانها فرغ فاها لتتحدث قاطعها صوت الناقوس سارت رحيق بخطوات واسعه وسريعه متجه نحو باب الشقه فتحته وجدت
ساجد أمامها هزت رأسها متسائلة بجدية
مين حضرتك
رد بهدوء
أنا ساجد الحديدي ابن عمك يا رسل
قاطعته باسمه
أنا مش رسل أنا رحيق أختها اتفضل
أشارت له بالدخول لغرفة الصالون المتواضعه حد البساطه جلس على المقعد بينما هي قالت بصوتها الرقيق
ثواني وابعت لك رسل
كادت أن تخرج سرعان ما عادت قائلة بعتذار
معلش نسيت اسألك قهوتك إيه
متشكر مرة تانيه ابقى اشربها
ردت باسمه
مش هينفع حضرتك أول مرة تنورنا
ابتسم لإصرارها وقال بهدوء
يبقى قهوة مظبوطه
سارت بخطوات واسعه وسريعه ولجت غرفتها وقالت بهمس وهي تشير بيدها لتتوقف أمها عن السباب اللاذع لشقيقتها
بس بس ساجد ابن عمك برا وعاوز يشوفك
اتسعت أعين رسل فرحا وقالت بسعادة
بجد يا بت يا رحيق
اخرجي وشوفي بنفسك
هرولت نحو الباب وقبل أن تخرج استوقفتها
رحيق قائلة
استني يا بت حطي الحجاب على شعرك
ردت بلامبالاة
مش مهم يااختي
سارت بخطوات سريعه توقف أمام الغرفة تنهدم ملابسها ولجت بعد ثوان مدت يدها لتصافحه بثقه حد غرور وقالت
اهلا وسهلا رحيق بلغتني إنك هنا نورت البيت
في الحقيقه جدي طلب مني اجاي عشان اخدك للبيت عندنا ياريت تجهزي نفسك
سألته بحزن عميق
طب وبابا كان رأيه إيه
تنحنح وقال بكذب محاولا الهروب من إجابة سؤالها بينما هي تفهمت هذا الهروب أومأت برأسها علامه الإيجاب وقفت عن مقعدها ترتب حقيبتها وتعود له في أسرع وقت .
ولجت رحيق وبين يدها قدح القهوة وضعته على سطح المنضدة الرخامي قالت بمرح
اتفضل القهوة وهروح اعمل غيرها
رد بسرعه قائلا
لالا شكرا هي دي كفايه قوي
كبحت ابتسامتها وقالت
معلش أصل رسل قدمها شويه وقت
وقت قد إيه يعني
اسيبك تكتشفوا بنفسك
تركته يتسأل عن الزمن الذي يترك وحده في هذا المكان العجيب وسط هذه العائلة المجذوبه
مر ساعه ثم ساعه حتى مر
أربع ساعات كامله عليه يجلس على نفس المقعد لم يكن يعلم أنه سيأخذ كل هذا الوقت كانت شقيقتها على حق حين أخبرته بما سيحدث تنهد بنفاذ صبر وهو ينظر في ساعه معصمه وقال
هي رسل قدمها كتير
كبحت ضحكتها وهي ترفع كتفيها قائلة ببراءة
مش عارفه والله بس على العموم هي هانت و
قاطعتها رسل وهي تضع حقيبه السفر جنبا قائله بسعادة ظاهرة على وجهها
أنا جاهزة اتأخرت عليك
تنهد بعمق وقال بإبتسامة مزيفه
لا خاالص المهم إنك جاهزة اتفضلي
خلي بالك من نفسك
تابعت بهمس
مټخافيش قريب هجيبك البيت وابعدك عنهم
عرفتي بقى إن رسل لما تحط حاجه في دماغها بتوصل لها
ردت والدتها بذات النبرة
جدعه طالعه لأمك
بس خلي بالك مش كل مرة خططتك هتنجح خليك أذكى من أمك وثبتي رجلك في البيت جدك مش هايعيش لك العمر كله
الفصل الثالث
جبروت رسل
غادرت رسل مع ساجد إلى منزل العائلة كان يتردد على مسامعها حديث والدتها لم تحسب لهذه الخطوة كانت تسخر منها والدتها أم تتحدث بطريقه غير مباشرة عن حياه لم تخطط لها كانت شاردة الذهن طوال الطريق وصلت أخيرا منزل الجد ترجلت من السيارة وهي تنظر إلى البنايه تبتسم بطرف فمها ما أن وقعت عيناها على والدها
الذي تفاجأ بوجودها ولجت مدخل البنايه الخارجي لتجد العائلة بأكملها في حديقه المنزل
يتناولون وجبة الإفطار وهم يتبادلون أطراف الحديث مع شاب ملتحى تجاوز الثلاثون ذو بشړة سمراء نظر لها بعسليته ما أن وقف شقيقه خلفها يلوح له بيده بسعادة حقيقه لرؤيته نكس رأسه ما أن وجدها أمامه مباشرة بينما قال ساجد في حماس شديد
تعالي يا رسل دا رسلان وصل بالسلامة
سألته بفضول ونظراتها مازلت معلقه نحو رسلان
بإعجاب شديد .
مين رسلان
أجابها باسما
دا أخويا الكبير تعالي دلوقتي هتعرفي العيلة واحد واحد
كبرتي يا رسل كبرتي وبقيتي عروسة
ردت بإبتسامة خبيثه قائلا حزن مصطنع
وهو أنا أقدر أنسى القمر بردو
عانق أناملها بأنامله وقال بسعادة وهو يسير بخطوات بسيطة
تعالي يا قمري تعالي قمرين نوروا بيت رسلان الحديدي النهاردا رسل ورسلان تعالي اتعرفي على إبن عمك
وقفت بجانب جدها بدأ يعرفها للجميع تبادلوا التحيه حتى وقفت أمام رسلان مدت يدها لتصافحه لكنه وضع كفه على صدره وقال بعتذار وهو ينظر أرضا
أنا آسف يا ي سل رسل مش بسلم على ستات
قلت إيه ي سل رسل
قاطعته رسل وصوت ضحكاتها يدوي الحديقه حاولت التحكم في كبحها لكنها فشلت حتى نست تماما أنه رفض مصافحتها يد بيد شعر بالحرج الشديد من سخريتها الواضحه في حديثها اعتذر من الجميع وغادر الجلسة العائليه متحججا بتعبه الشديد إثر السفر اعتذرت هي من والدته التي تعرفت عليها للتو وشقيقته الصغرى.
عاتبها الجد بنظراته وحديثه كما طلب منها أن تأت معه لتعتذر له .
ردت بمشاكسه قائلة
جدو والله هو كبر الموضوع وبعدين ڠصب عني أول مرة أقابل حد الدغ في الراء هي بتبقى لذيذة بس متخيلتش إن في راجل يكون الدغ فكك منه دا معقد
هز الجد رأسه وقال بجدية وهو يلج المصعد الكهربائي
أول حاجه لازم تتعلميها هنا الكلام دا ممنوع منعا باتا إنه يتقال وتاني حاجه احترمي الأكبر منك رسلان أكبر منك وواجب عليك احترامه تالت حاجه بقى دا أول لقاء بنكم ماينفعش يكون في زعل