الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية مشوه بقلم قسمة الشبيني(كاملة)

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

.
ابتسم الرجل خابر يا ولدى دى هدية .
رامى معلش يا عم الحج أنا مااعرفكش علشان اخد منك هدية .
صمت لحظة هو بحاجة ماسة لهذه الثمرات فعاد يقول ممكن اخدهم بس اشتغل قصادهم . انضف لك المحل أو اشيل لك الخضار .
ابتسم الرجل لهذا الفتى الذى نادرا ما يقابل شخصا عزيز النفس بهذا القدر ليقول وانى موافج . اكنس المحل ورش جدام الباب ميه وبعدين تنجض الفاكهة البايتة فى چمب لحالها بياخدوها بتوع العصير وتفتح كراتين چديدة ترصها . ها تجدر تعمل كل ده 
نهض رامى فورا أقدر إن شاء الله .
وبدأ بالعمل فورا بنشاط رغم إحساسه بالارهاق . أنهى عمله بعد ساعتين ليقول صاحب المتجر براوة عليك . تاخد أجرتك بجا 
وأخرج من درج المال ثلاث ورقات فئة عشر جنيهات قدمها ل رامى الذى قبلها بسعادة ليعود الرجل مقدما له الفاكهة . رفع رامى عينيه ليعترض فيقول الرجل بحدة عظيم تلاتة ما هى راچعة .
اخفى رامى يمناه بجيبه كالعادة ومد كفه الأيسر بخجل ليتناول الكيس من الرجل الذى قال انت دارك فين يا ولدى 
لم يرفع رامى عينيه وهو يقول ماليش دار يا عم الحج .
صدق حدسه فهذا الفتى عزيز النفس أودى بكامل أسرته ليحكم عليه المجتمع بالعيش منبوذا مشردا .
ابتسم بحنان أسمى نصير . عمك نصير . انت اسمك إيه بجا 
شعر بالالفة لهذا الغريب فقال بهدوء رامى .
ربت نصير على كتفه الأيسر فقد لاحظ أن إصابته بشقه الأيمن وقد خشى أن يؤلمه فقال فوت بكرة وتعالى بعده روج الدكان ونضفه موافج 
هز رامى رأسه بحماس عنيا يا عم نصير . 
واحتضن الكيس بين ذراعيه وغادر . اتجه لأحد المساجد حيث يتمكن من استخدام المراحيض لاذالة اثار الحرارة عن نفسه صلى العصر بعد أن شعر بالانتعاش وجلس بباحة المسجد . التف حوله بعض الأطفال المشردين الذين لا يهتمون كثيرا لمظهره  ليوزع عليهم بعض الثمرات ويكتفى بنظراتهم السعيدة 
الحلقة الرابعة
بعد عدة أيام مر بمنزل عمه الذى أخبره أنه قدم أوراقه بالمدرسة الثانوية بالحى ليشكره ويغادر . لم يسأله اين يعيش أو كيف يعيش 
اكتفى ببعض نظرات مشفقة قدمها له كتعويض عن عجزه أمام زوجته .
استمر رامى قرابة شهر يداوم على العملين يذهب أسبوعيا لتنظيف مخزن تلك السيدة التى عرف فيما بعد أن اسمها مدام صفاء ولم ينقطع ايضا عن التردد على متجر عم نصير .
فى أحد الأيام وقد أنهى عمله طلب منه نصير عملا إضافيا وهو حمل الفاكهة لمحل العصير بنهاية الشارع لم يتردد وحمل الفاكهة كما طلب منه ليعود له بعد قليل .
قدم له نصير الثلاث ورقات نظير عمله وورقة إضافية نظير حمل الفاكهة . ابتسم كالعادة كما يبتسم لكل مال يجنيه . 
اتجه للخارج افوت عليك بعد بكرة يا عم نصير .
أسرع نصير يستوقفه استنى يا رامى رايد اتحدت معاك .
وقف رامى وقد ظن أنه سيعفيه من العمل فهذا أمر متوقع إلا أن نصير فاجأه وهو يقول أنى لجيت لك أوضة بحمام فوح سطح عمارة چارنا اهنه تجضى الغرض أحسن من نومتك تحت الكوبري .
شعر رامى بشئ من السکينة فهو لن يخسر هذه الجنيهات القليلة التى يجنيها لكنه قال ياريت يا عم نصير . الشتا داخل كمان وانا هروح المدرسة بس أجرتها كام 
ابتسم نصير وقال صاحب البيت صاحبى وجال الاوضة لاچل خاطرى بمية چنية فى الشهر .
تهلل

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات