الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية مشوه بقلم قسمة الشبيني(كاملة)

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وجه رامى يمكنه أن يدفع ذلك المبلغ ويمكنه أن يعيش ايضا ببقية ما يجنيه كاد نصير أن يعرض عليه أن يتكفل بإيجار الغرفة لكنه أسرع قائلا موافق يا عم نصير 
صمت لحظة متردد ثم قال بس انا لسه معنديش بطاقة !!!
ربت نصير على كتفه بحنان أنى هضمنك عند صاحب البيت .
شكره رامى وأخبره أنه سيعود له بنهاية اليوم حاول نصير ابقاءه لكنه رفض وأخذ يتجول مرة أخرى .
لم يترك متجرا يطلب عمال إلا وتقدم للعمل كم قابلته وجوه مشمئزة !!! وكم سمع من عبارات تمزق قلبه !!
لكنه بالنهاية حصل على عدة أعمال فى عدة متاجر تأكد أنه يمكنه أن يقوم بها جميعا فكلها تقتصر على التنظيف والتنظيم فحتى أولئك الذين يمنحونه عملا يراعون تشوه وجهه فلا يكون العمل مختلطا بالزبائن بأى شكل كان .
عاد رامى بنهاية اليوم منهك القوى ليصحبه نصير إلى تلك الغرفة البسيطة لتكون مع مرور الوقت جزءا منه .
مرت الأيام وبدأ العام الدراسي لتبدأ معاناة رامى مع تنمر زملاءه. ما بين سخرية وتقزز مر اول اسبوع دراسى ليستدعيه ناظر المدرسة الأستاذ عزام .
طرق الباب بقلق ودخل بهدوء ليقول عزام بشفقة تعالى يا رامى .
وقف رامى بالقرب من مكتب عزام الذى قال يا بنى انا مقدر ظروفك ..لكن انت مش هقدر تستحمل كتير .. وشوية بشوية هتلاقى نفسك بتتغير وتوصل لشخص أنا مااحبش انك توصل له .
ظل رامى منكس الرأس يتفحص الارض بدقة عزام محق ..هؤلاء الطلبة يدفعونه للجنون . ويوما ما سيجد نفسه قد تحول لمچرم فقط ليخيفهم ليتوقفوا عن السخرية منه .
صمت عزام قليلا ثم قال واضح من بداية السنة ورأى المدرسين إنك مجتهد . إيه رأيك تاخد الثانوية منازل .
رفع رامى رأسه.. إنها فكرة رائعة .. كيف لم يفكر بها مسبقا !!!
ظهرت بسمة على شفتى رامى يراها عزام للمرة الأولى وهو يقول ماشى يا استاذ المهم مااسيبش التعليم .
ابتسم له عزام لا طبعا هتكمل تعليمك إن شاء الله وتدخل الجامعة اللى تحبها كمان . أنا هحول اوراقك لمنازل وتبعت ولى امرك بس علشان الموافقة ومصاريف المنازل زيادة شوية .
ارتبك رامى وظهر الارتباك على وجهه ليفهم عزام أنه لا يستطيع أن يدفع مصروفات إضافية لقد درس ملف رامى وهو على علم پوفاة والده لذا قال بهدوء صور شهادة ۏفاة والدك واديها للاخصائى ومالاكش دعوة بالمصاريف .
نظر له رامى ليقول ده القانون يابنى محدش بيمن عليك بحاجة . القانون بيقول الايتام يتعفو من المصروفات .
وهكذا قضى رامى أعوام دراسته الثانوية يعمل في المتاجر على التنظيف بأجر بسيط لكن يحفظ ماء وجهه ويمكنه من الحياة دون سؤال الناس . 
ربطته علاقة قوية ب نصير ومدام صفاء واصبحا يوصيان به للعمل لدى من يعرفونه من أصحاب المتاجر .
بنهاية عامه الثانوى الاول فكر في بيع الملخصات لصاحب المكتبة الذى قبل على مضض فى العام الأول وسرعان ما راج الأمر وذاع سيط المكتبة ليكون عملا إضافيا ل رامى .
وطوال الأعوام الثلاث ورامى يدخر كل ما يمكنه ادخاره . اخيرا يمكنه إجراء جراحة وهذا سيرحمه من تلك القفازات التى يرتديها دائما .
افاق رامى فى ذلك المشفى يرفع جاهدا كفه الأيمن ليدخل الطبيب بهدوء  ما تتعبش نفسك . العملية نجحت بس هنفك الرباط كمان اسبوع . المفروض تقعد الاسبوع ده فى المستشفى .
رامى بضعف معلش يا دكتور ..لازم اروح واجى بعد اسبوع 
بالطبع

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات