الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني (الفصل 25:27)

انت في الصفحة 6 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

معاك يا سيف... خدني لمراتي و إبني . 
طمأنه سيف و هو يحثه على السير..
حاضر كل اللي إنت عايزه أنا هعملهولك 
خلينا نروح نصلي الأول و بعدين نرجع 
القصر. 
اومأ له صالح الذي إرتسمت على شفتيه
إبتسامة سعيدة رغم الدموع التي كانت تملأ عينيه.... 
ليلتفت سيف للجهة الأخرى و يستنشق الهواء حتى 
ملأ رئتيه ثم زفرها دفعة واحدة حتى بجلي
تلك الغصة التي أرهقت صدره.... 
ساعات مرت و سيف لازال يراقب صالح الذي كان  يقبع في إحدى زوايا المسجد يحني رأسه للأسفل
ويضع يداه فوق ركبتيه...حركة جسده الذي كان 
ينتفض تزامنا مع شهقاته جذبت إنتباه بعض المصلين الذين إعتراهم الفضول لمعرفة اي ذنب إرتكبه هذا الرجل حتى يبكي بهذا الشكل... 
مرت دقائق أخرى دون أن تنضب دموعه قبل أن يرفع رأسه للمرة الأخيرة محركا شفتيه بعدة كلمات 
خافته و هو يستند بيديه على أرضية المسجد حتى 
يقف...كاد يسقط في مكانه لولا ذراعي سيف اللتين 
حالتا دون ذلك ليسير به نحو الباب رغم خطواته المتعثرة و أنفاسه المرهقة التي كان يجاهد لأخذها... .  
أشار الاخير نحو كلاوس الذي فتح له باب السيارة  دون أن يجرأ على الاقتراب بعد أن أوقفه سيف بعيون حازمة الذي عانى حرفيا حتى لا يتأذى
صالح أو يسقط  هو يدخله السيارة.... 
جلس وراء المقود و هو لا يزيح عيناه من عليه 
كان بائسا ضعيفا و وجهه شاحب من قلة الاكل 
فطوال الايام الفارطة كان يتغذى على المحاليل 
فقط... فقد نصف وزنه حتى عضلاته المميزة 
بدأت في الاختفاء...حتى عظام وجهه برزت الشيئ
الوحيد المنتفخ هو عيناه اللتين لم تتوقفا
عن لفظ ما بداخلهما من دموع مخزنة.... 
و بصعوبة مفرطة تدارك نفسه محولا نظراته 
من عليه موجها إياها إلى الأمام و يحرك 
السيارة متجها إلى القصر... 
وجد الجميع بانتظاره بعد أن أرسل رسالة 
نصية عبر هاتفه لفريد يخبره أنه قد أحضر 
صالح معه..إندفعت سناء نحوه لتحتضنه
بين ذراعيها مرحبة به و هي تتظاهر بالتماسك 
أمامه رغم أنها تكاد ټموت لرؤيته بهذا الذبول..
حمد الله عالسلامة يا حبيبي . 
إبتسم لها صالح نصف إبتسامة اضطر لتصنعها
بعد أن جفف وجهه من الدموع حالما توقفت بهم السيارة...ثم بدأ ينقل عينيه بين الحاضرين  
بحثا عنهم لكن لحسن الحظ لم يجدهم 
لكنه كان متأكدا من  أنهم يراقبونه الان من إحدى الزوايا الخفية أو من وراء احد جدران القصر 
اسبوع كامل مر منذ أن سمع ذلك الخبر المشؤوم 
و كلمات هانيا لا تزال تتردد داخل عقله و هي 
تقولها بكل بساطة لقد ماټت...رغم أنه لا يزال يشك في صدقها حتى الآن لكنه يعترف بأن وقع تلك الكلمة لا يمكن وصفه سوى بأنه قاټل... 
عض شفتيه بقوة حتى تذوق طعم الصدأ
عندما شعر بتلك الغمامة

انت في الصفحة 6 من 16 صفحات