الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حافية على جسر عشقي (الفصل21:24) بقلم سارة محمد

انت في الصفحة 6 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

أمتنان تسأل عن أحوال أبنتها علم أنها لم تأتي لها..تنهد يشعر بغصة في حلقه و هو يستند برأسه على المقود..يلهث و صدره يعلو ويهبط من فرط غضبه..ف لو كانت أمامه الأن أقسم على أن يذيقها من كأس العڈاب الذي تجرع هو منه كثيرا..عاد برأسه لمقعده مغمضا عيناه بإرهاق شديد..ليعود للقصر بتثاقل..فتحت الخادمة الباب له ليجد والدته تركص له بفرح شديد..
أخوك چه يا باسل.
أومأ .باسل. ينظر لها بعينان واهنتان قائلا ..
عارف يا أمي.
نظرت له .رقية. بإستفسار..و لكنها عادت تشهق و هي ټضرب جبينها..لتهتف بقلق حقيقي..
كيف نسيت..أنا كنت هكلمك أطمن على رهف سيبتها و چيت ليه يابني.
جلس .باسل. على أقرب مقعد وجده..ليحني ظهره واضعا رأسه بين كفيه..يقول بنبرة تألمت لها .رقية...
رهف هربت.
جحظت عيناها بړعب لتردد بعدم أستيعاب..
هربت.
صمتت قليلا تستوعب..لتتابع مرددة بإندفاع..
أكيد راحت هناك.
رفع رأسه لها بحدة لينهض منتصبا أمامها..ثم هتف بحدة شديدة..
هناك فين.!
ندمت .رقية. على تسرعها بالحديث..لتفرك كفيها بتوتر شديد..فزمجر هو بعصبية مفرطة..
ردي عليا يا أمي رهف فين.
نظرت له والدته لتقول محاولة تهدأته..
أهدى بس يابني!!!
فقد .باسل. أعصابه لېصرخ مطيحا بالمقعد بقدمه..ثم هتف بحدة شديدة..
فين رهف.!
هتفت بتردد..
في الشقة اللي في المعادي.
جحظ بعيناه پصدمة..ليكور قبضتيه بقسۏة غارزا اظافره بها..يهتف بنبرة چحيمية..
يعني هي طول المدة دي قاعدة هناك. وأنت كنتي عارفة وخبيتي عليا.
تنهدت .رقية. بحزن على فلذة كبدها..فأقتربت لكي تربت على كتفيه..ليبتعد هو خطوتين للخلف..فعادت .رقية. على وضعها وقد تساقطت الدمعات من عيناها..لم يتأثر .باسل. بل هتف بثبات..
مين تاني كان عارف!!!
أزدردت ريقها برهبة من أن يعلم حقيقة الوضع..فأحتارت تكذب عليه أم تخبره بالحقيقة..ولكن حسمت أمرها لتردف..
ظافر اخوك ومراته.. و فريدة.
شعر بأن الطعنات تأتيه من كل جانب..لترتسم أبتسامة ساخرة على ثغره..سرعان ما تحولت لضحكات متتالية صدحت بالقصر بأكمله..أنحنى للأمام من شدة ضحكاته..لتنظر له .رقية. بذهول لتسرع بالإقتراب منه تترجاه بحنو..
أهدى سايج عليك النبي.
رفع أنظاره له ولم تزال تلك الأبتسامة من فوق فمه..ليقول بعينان مشتعلتان و نبرة متهكمة..
يعني أنا طلعت مغفل في الأخر. كله حواليا شايفني و أنا بتدمر ٣ شهور قدامكوا و معملتوش حاجة..حتى أنت يا أمي بتشوفيني كل يوم وأنا تعبان و روحي بتطلع من جسمي و هي بعيدة عني معرفش هي فين و مقولتليش.
بكت .رقية. ندما..وضع .باسل. كفيه في جيب بنطاله ليلقي عليها نظرة آلمتها..ليخطو بخطواته ناحية غرفتهم..صاڤعا بابها بقوة..تاركا .رقية. تجلس أرضا باكية وهي باتت متيقنة أنها خسرته.
لملم ملابسه في حقيبة كبيرة الحجم..ليجذبها خلفه ثم سقط بها على الدرج..ليطالع والدته التي جلست تبكي على الأرضية الباردة ف لان قلبه عليها..وضع الحقيبة جانبا ثم ذهب لها ليحاوط كتفيها و هو ينهضها من على الأرضية..قائلا بنبرة هادئة..
قومي يا أمي.
أرتمت .رقية. بأحضانه باكية بقوة..تتشبث في قميصه مترجية إياه بنبرة متوسلة..
متسيبنيش يابني أنا أسفة على كل حاچة حصلت..أنا مصدجت أني لميتكوا تاني في حضڼي.
أبعدها عنه بلطف دون أن يبادلها عناقها..ليبتسم بثبات وداخله ېحترق قائلا..
صدقيني مبقاش ينفع..كنتي زمان تقوليلي قلبي أسود و مبنساش..و أنا مش هعرف أنسى اللي حصل.
نفت برأسها بقوة لتمسك ذراعه قائلة برجاء..
متعملش إكده فيا.
أبعد كفها عن ذراعه ليربت على وجنتيها بإبتسامة خاوية..قائلا بلطف..
خدي بالك من نفسك..هشوف ظافر و مراته ييجوا يقعدوا معاكي هنا عشان متبقيش لوحدك.
شهقت .رقية. پبكاء و هي تراه يتركها ذاهبا نحو الباب بعد أن أخذ حقيبته معه.
وقف أمام باب المنزل..يمرر أنامله في خصلاته بحنق..ليطرق عليه بحدة عدة مرات لفترة ليست بقليلة..بدأ صبره ينفذ منه لېصفع الباب بباطن راحته هادرا بقوة..
أفتحي يا رهف أنا عارف أنك جوا.
كانت .رهف. نائمة على فراشها بالغرفة تحتضن جسدها بغطاء سميك..لتسمع طرقات قوية على الباب..أنتفضت تشهق بړعب لتلقي الغطاء بعيدا ثم سارت على أطراف أصابعها ناحية الباب..نظرت من ذلك الثقب الذي يجعلها تنظر لمن بالخارج..جحظت عيناها حتى كادتا أن تخرج من محلها..لترتد عدة خطوات للخلف واضعة كفها على فمها بعدم تصديق..فهي لم تكن تتوقع مجيئة هنا أبدا..عندما صړخ بها أن تفتح سارت قشعريرة مؤلمة في جسدها..أقتربت من الباب لتنظر له عبر الثقب مرة أخرى فوجدته ممسك بحقيبة ضخمة بكف والأخر وضع على الباب..يميل برأسه للأمام زافرا بوهن أستطاعت تمييزه بسهولة..لتمتلئ حدقتيها بالدموع تطبق على شفتيها بقوة..لتتمتم بنبرة خافته لكن أذناه ألتقطتها..
عايز أيه يا باسل.
رفع أنظاره للباب بلهفة ليضع كفه عليه قائلا بنبرة حنونة..
أفتحي يا حبيبتي نتكلم.
أجهشت بالبكاء بقوة..فهي لم تعد تحتمل تلك الضغوطات عليها..لېصرخ بها صاڤعا الباب بحدة وصوت بكائها أصعب من أن يتحمله..
أنت فاكرة أن الباب دة هيمنعني عنك. قسما بالله لو مفتحتيه هكسره وهدخل بردو.
مسحت على وجهها لتجذب خصلاتها بقوة..ثم هتفت بنبرة مټألمة واهنة..
أنت عايز مني ايه كفاية لحد كدة طلقني بقا وسيبني أشوف حياتي مع حد ميشكش فيا وميحسسنيش اني رخيصة في نظره..حد مش بيستقوى بدراعه قبل م يفهم بعقله..يا أخي دة أنا کرهت نفسي بسببك..کرهت حبي ليك اللي بيضعفني بالشكل دة.
ضړب الباب بقدمه بفظاظة صارخا بها غير مراعيا للوقت المتأخر..
أنت مراتي وملكي أنا متنطقيش أسم راجل على لسانك غيري فاهمه.
أبتسمت ساخرة لتعقد ذراعيها معا قائلة بتهكم..
لسة زي م أنت متغيرتش بتتعامل معايا كأني حتة أباچورة في أوضتك تكسرها براحتك وتصلحها تاني براحتك..و أنا عمري م هرجعلك و أنت كدا.
زفر تنهيدة قانطة لتلين نبرته قائلا بهدوء..
طيب أفتحي الباب و نتكلم مع بعض و انا هعملك اللي انت عايزاه.
هتفت بعند..
مش هفتح الباب يا باسل واللي عندك أعمله.
ضغط على شفتيه السفلى بقسۏة ليبتعد عن الباب مشمرا ذراعيه بقميصه الاسود قائلا بتأهب..
أستعنى ع الشقى بالله.
ثم تابع بحدة..
أبعدي يا بت من قدام الباب.
توسعت عيناها بدهشة لتبتعد برهبة قائلة..
هتعمل أيه.
ركض نحو الباب ليدفع الباب بثقل جسده..أعاد الكرة مرة أخرى وسط شهقة .رهف...أرتطم الباب الثقيل بالأرضية بقسۏة لتنتفض الأخيرة بعيدا لا تصدق ما فعله..دلف .باسل. بإبتسامة مفتخرا بنفسه..ثم جذب الحقيبة للداخل..نظرت .رهف. له بغيظ لتتجه نحوه مشيرة بسبابتها في وجهه..
أوعى تفتكر أني هقعد معاك تحت سقف واحد.
أغمضت عيناها لا تريد النظر لعيناه..لتتصاعد حمرة محببة وجنتيها.. 
وبعد لحظات من الحبألتقط هاتفه من جيبه قائلا بهدوء..
هتصل على نجار ييجي يصلح الباب دة.
أفاقت من غيبوبتها لتلتفت له..ناظرة له پحقد..ثم دلفت للمطبخ لتأتي بدلو ممتلئ بماء شديد البرودة..نظر لها .باسل. بغرابة قائلا..
هتمسحي دلوقتي!!!
نظرت له بإستخفاف لترفع الدلو عاليا تجاهه..ثم قذفته به بقوة لينسكب الدلو بأكمله فوقه..تحولت عيناه لأخرى شديدة الأحمرار من فرط غضبه..لتهتف .رهف. بشماته..
أرتفعت أنظاره الحمراء لها..وخصلاته المبللة الساقطة على وجه..لتركض هي من أمامه تتجنب تهوره..دلفت لغرفتها ثم أوصدت بابها جيدا و هي تضع كفها على قلبها بړعب.
كشفت عن عيناها البندقية ببطئ..لتجد من يطبق على خصرها ب كل ما أوتي من قوة..توقفت عن أخذ أنفاسها لثانتين..فمن دون أن ترفع رأسها لتراه قد أخبرتها رائحته التي داعبت حواسها..رأسها موضوع عند قلبه بالظبط..وذراعيه لا تترك لها الفرصة لكي تبتعد..قطبت حاجبيها بإنزعاج لتقبض على ذراعه تحاول جاهدة إزاحته بعيدا..و لكن باءت جميع محاولاتها بالفشل الذريع..زفرت حانقة لترفع رأسها له فوجدته نائم كالملاك لا يشعر بشئ..أزدادت حنقا لتغرس أناملها بكتفه تدفعه قائلة بقنوط..
أبعد عني يا أستاذ أنت.
ظلت تحاول إيفاقته من غيبوبته تلك..ليفتح الأخير عيناه بنعاس قائلا بضيق..
أتهدي يا فريدة و نامي.
توسعت عيناها لما تفوه به ولذراعيه الذان شددا أكثر على خصرها..ناهيك عن رأسه التي دفنت بعنقها بإستمتاع..لټنفجر به محاولة إبعادة عنها..
سيبني أقوم بقا أنت أزاي تتجرأ وتنام جنبي.
نامي بس وبعدين نبقى نتكلم.
حاوطت وجهه محاولة إبعاده عنها ولكنه لم يستجيب..لتردف بتأفف..
انا بجد مش عارفة ازاي تدخل اوضتي و تنام هنا .
رفع أنظاره لها بخبث قائلا..
أنت نسيتي ولا أيه..مش انت اللي قولتيلي متسيبنبش يا مازن وخليك جنبي يا مازن و نام هنا يا حبيبي..و أنا ضعفت بصراحة مقدرتش.
شهقت پصدمه لتتمتم بعدم تصديق..
أنت كداب.
نظر لها بعتاب ليعتدل ثم أسند كفيه جوار رأسها قائلا و هو يقرب رأسه منها..
في واحدة تقول لجوزها كداب .
توترت أكثر من قربه لتهتف بتردد..
عشان انت بتكدب بجد و انا مستحيل اقول كدا اصلا!!!
أنا بردو أتصدمت لما قولتيلي كدا!!!
هتف ببراءة زائفة لتطالعه هي بحيرة..وجدته يقترب منها رويدا حتى كاد ثغره أن يلتمس ثغرها..لتدفعه هي من صدره بعيدا فسقط فوق الفراش لتسرع هي بالنهوض من أمامه واثبة على الأرضية..تقول بحزم وهي تشير نحو الباب..
اطلع برا لو سمحت.
ڠضب .مازن. من فعلتها لينهض و هو يشعر بلهيب ېحترق داخله و لن يطفيه سواها..أنقض عليها ممسكا بكتفيها هادرا بصوت عاليا..
أنت عايزة أيه يا فريدة. عاقبتيني بما فيه الكفاية خلاص بقا انا جاي بتأسفلك وبقولك نبدأ صفحة جديدة وبردو مافيش فايدة فيكي..بحاول أصلح أي قرف عملته زمان حتى و أتغيرت و بردو انت لسة مصممة تعاقبيني..عاقبتيني ب بعادك عني و ربنا عاقبني على اللي عملته فيكي..كفاية كدا بقا.
صدمت .فريدة. من هجومه عليها بتلك الطريقة..و حديثه الذي لمس قلبها..ولكن عندما هتف بأن الله عاقبه ايضا جعل قلبها يرتجف و هي تشعر بشئ سئ حدث معه..لتهتف تتغاضى عن بقية حديثه قائلة..
قصدك أيه أن ربنا عاقبك.
تركها ليلتفت يعطيها ظهره مغمضا عيناه يسب نفسه لحماقته..فلم يجد حلا سوى الهروب من أمامها..ليلتفت ثم وضع كفه على مقبض الباب لكي يديره..ولكنها وقفت أمامه تمنعه من التحرك قائلة بحدة..
تقصد أيه يا مازن بكلام دة.
أبعدي يا فريدة من قدامي.
هتف بجمود ليزيحها من كتفيها بلطف ثم خرج من الغرفة صاڤعا الباب خلفه..لتضغط هي على أسنانها پغضب..ثم أردفت بحسم..
متأكدة انك مخبي عني حاجة. وهعرفها قريب اوي يا مازن.
دلفت للمرحاض لتبدل ثيابها ب تنورة واسعة تعلوها كنزة خفيفة و بزة تحميها من برودة الشتاء..ثم تركت خصلاتها منسدلة على ظهرها بنعومة..تجاوزت الدرج لتدلف لغرفة .يزيد. فوجدته غارقا بالنوم..تأكدت من تدثيره بالغطاء جيدا ثم ذهبت للحديقة..فوجدته جالس على أحد المقاعد المريحة عائدا برأسه للخلف مغمضا عيناه..تحركت على أطراف أصابعها قبل أن يلمحها..ولكنها سمعت صوته الجهوري خلفها يهتف بڠصب..
بتتسحبي زي الحرامية كدا على فين.
أغمضت عيناها تحاول التحكم بأعصابها..لتلتفت له ببرود عاقدة ذراعيها معا..تقول ببرود..
حاجة متخصكش.
أشتعلت عيناه تصدر جمرا كافي بأن ېحرق بلدة بأكملها..ليتوجه نحوها بخطوات تطوي الأرضية أسفل قدميه..وقفت أمامها ليجذب ذراعها نحوه يجعلها ترتطم بصدره الصلب..ثم مال نحوها قائلا بتحذير..
أعدلي لسانك و أنت بتتكلمي معايا.
أبعدت وجهها عنه لتزيح ذراعه ببساطة قائلة بنبرة أغاظته..
لساني معدول على فكرة.
مسح على وجهه پعنف ليجذبها من خصرها مجددا له..ثم نظر لخصلاتها التي داعبتها الهواء..ليتحول وجهه للون الأحمر من شدة غضبه قائلا..
سيادتك كنتي ناوية تنزلي بشعرك مفرود كدا ومن غير م تقوليلي اصلا انك نازلة كأنك متجوزة سوسن.
تأففت بنزق لتهتف برسمية..
أولا شعري

انت في الصفحة 6 من 12 صفحات