الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية هل للعمر بقية(كاملة) بقلم نرمين همام

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ماسبقلهاش الجواز وكمان بتحب بنتك 
 الفصل الحادي عشر 
نرجع للخلف قليلا ليوم الحريق 
عندما قامت ام ابراهيم بالصړاخ على السلم كانت حميدة هلال ترتقي السلم وهي في حالة ارهاق تام من سوء معاملة السيدة التي كانت عندها اليوم تنظف لها 
حميدة هلال سيدة في منتصف الثلاثينيات من عمرها زوجها اهلها وهي في الثامنة عشر من عمرها لمحسن سائق عربيه كاروو اي عربة يجرها حمار يقوم بحمل الاشياء والطلبات من مكان لاخر . وكانت تسكن في حارة باب سدرة بكرموز في غرفة صغيرة جدا وقد كانت راضيه بما قسمه الله وانجبت ولد وبنت وحمدت الله على ذلك وكان زوجها دائم الضړب لها لتحضر له الاموال لانه مدمن على شرب البوظة والبوظة هي وسكي الفقرا في المناطق الشعبيه القديمة فنصحتها اختها ان تخرج للعمل كخادمة في المنازل وتضع اسمها في احدي مكاتب الخادمين وبالفعل ظلت تشتغل بالاجرة اليوميه من بيت لبيت للتنظيف ولها كل يوم في الاسبوع بيت معين تقوم بتنظيفة ظلت على تلك الحالة ايام وسنين راضية الحال هادئه لاتتكلم كثيرا لان ومن كثرة الضړب على راسها اصبحت فى اوقات كثيرة تكون شاردة او تتهته في الكلام وكان زوجها يضحك عليها كثيرا 
كبر ابناءها واصبحو بعمر العاشرة وكان زوجها لايعمل كثيرا فكان ياخذ الاموال وينزل من الحجرة ويغلق على اولاده بابها وكان الاولاد يجلسون امام الشباك يضحكون ويلعبون طول اليوم الى ان تاتي امهم ببواقى الاكل
ولانهم جوى ياكلون وياكلون بدون تذمر فياكلون ما تاتي به امهم في حلة الاكل فهي تخرج كل صباح وتربط الحلة في ثوب قديم وتضعها على راسها وفي البيوت التى تعمل بها تضع بواقى الاكل كله فوق بعض ارز على مكرونه على اى خضار هلى بواقي خبز ولما لا فانها لو لم تفعل ذلك لماټ ابناءها من الجوع وكان ينتظرونها في الشباك الكبير نسبيا على حجم الغرفة وتفتح القفل بالمفاتح الثانى والذى تكون ربطاه فى منديل قماش صغير ووضعاه في صدرها مع اجرة اليوم والتي ياخذها زوجها منها اول باول 
وفي يوم من الايام تاخرت في احد المنازل التي تعمل بها لكثرة التنظيف وتزمر صاحبه البيت وكان قلبها في حالة هلع على اولادها وعندما قربت من منزلها وجدت
النيران تاكل الغرفة والجيران يقومون بسكب المياه من كل جانب والسيدات تصرخ الي ان وقفت تحت وتقول اولادي فين وهم ېصرخون من شدة الۏجع الا ووقع ابنها من فوق وتحت قدمها هربا من النيران وابنتها فوق الي ان قام الجيران بكسر الباب وبصعوبه فوجدو البنت للاسف مېته متفحمه اما الولد فماټ تحت ارجل امه 
وعندما قام بعض الجيران بالذهاب الى محل البوظه واتى الاب ومن هول ما رأه تنبه من حاله السكر البين التى هو فيها وظل يذرب راسه بيده ووقع على الارض يضع التراب على راسه ويقول انه السبب لانه ترك وابور الجاز مشتعل لتدفأه الابناء في هذا الجو واكيد وقع واحړق الغرفة 
من يومها وهي في حاله صدمة قالت لزوجها بعد ډفن اولادها ان يطلقها والا ستقوم بحرقه وهو نائم فخاف منها وطلقها على الفور 
وظلت تعمل لسنوات كما هى وتاكل من نفس الحلة التي تملأها كل يوم ببواقى اكل اصحاب البيوت التى تعمل لديهم وقامت اختها بتاجير غرفة فوق سطوح المنزل التي تسكن بها ام سعدية 
ونعود لوقت صړاخ ام ابراهيم وكانت حميدة ترتقى السلم لاعلى وعلى راسها الحلة وتركت ام ابراهيم ولم تلتفت لها فهى دائمة السكوت 
وارتقت السلم لاعلى دخلت السطوح وفتحت الغرفة وجلست على السرير الموجود وهو اصلا ما يوجد في الحجرة فقط 
ووضعت الحلة على المنضدة الصغيرة 
وجلست تنصت لهذا الصړاخ الا انه ذاد وعندما سمعت صوت الناس يقولون حريق حريق تنبهت وظلت تدور في الحجرة وتبكي وتقول اولادي اولادي الحريق حتكولهم وجرت على السلم الا ان هناك منظر شد انتباهها في شقة بسيمة والتي كانت مفتوحة الباب على مصرعيه شاهدت طقله صغيرة تبكي وحى تسحف علي الارض فوقفت تنظر لها كثير والفتاه تبكي وتبكي فدخلت الشقة وانحنت وقامت بحمل الطفله والتي كانت تنتفض من كثرة البكاء 
فقالت حميدة بنتي 
واخذتها واحتضتها ورجعت بها حجرتها وهيى صامته فهدأت الطفله قليلا وظلت تنادى مم مم مم 
فقامت حميدة بندغ بعض الارز ووضعه في فم الطفله الصغيرة التي كان عمرها في حدود سته اشهر سكتت الفتاه بعد ان قامت حميدة بتأكيلها بل وقامت بتنظيفها وخلع ملابسها ورمتهم من فوق السطوح . وانتبهت ان الفتاه ليس لديها ملابس 
فنزلت السلم ببطئ ودخلت تبحث في شقة بسيمة وبالفعل وجدت الحجرة التي ينام فيها سيد هو واخته ففتحت الخزانه واخذت ملابس كثيرة للفتاه وذهبت للسرير واخذت الملاءه التى عليه ووضعت بها الملابس بل واخذت البطانيه التي على السرير لتدفئ الفتاه 
وارتقت السلم ثانيا كل ذلك ولم ينتبه احد لان جميع السكان بالاسفل مشغولين في الڤرجة علي الحريق 
ودخلت حجرتها واغلقت الباب والبست الفتاه وقامت بحملها وتقبيلها فنامت الفتاه فاخذتها في حضنها ونامت بجانبها كانها لم تنم ابدا 
وكانت تاتيها اصوات عربيه المطافئ والصړاخ من بعيد فعقلها مشغول بكيفيه الهرب من هنا ومعها الفتاه لانها من اليوم ستصبح بنتها 
وفى الاسفل تم القبض على حسن زوج بسيمة واخذوه لمركز الشرطة وظل ينادي ولده سيد والذي كان ينظر من بعيد 
_ يا سيد يا سيد ما تخافش يابني انا غسلت شرفك وشرفي انت راجل وابوك راجل . خلى بالك على اختك وبكي وقال بصوت ضعيف دي لو اختك وبكي . روح لعمك واحكيله وهو حيتصرف 
_ ظل سيد واقف فترة حتى اتت الاسعاف وحملت امه وسمع الجيران يقولو منها لله ضيعت جوزها وعيالها والواد ابراهيم كمان 
_ كله بسبب مشيها مع كوديه الزار ما كانت كويسه لغايه ما مشت في سكتها يا عينى على عيالها . اهو دلوقتي حيخدوها المشرحة بتاعة كوم الدكة 
_ فردت جارة ومين حيروح يستلمها من هناك ولا ليها حد ولا حاجة 
_ رد رجل واقف يبقى حتتدفن فى مدافن الصدقة ماهم لما ما بيلاقوش حد جه ياخد الچثه هما پيدفنو بمعرفتهم وياما چثث ماحدش راح استلامها واكثرهم الحوادث 
_ قالت اخرى ربنا يسترها على ولايانا 
كل هذا الكلام ولاتاثرو بوجود الفتي الصغير ذو العشر سنين ولا يدركون انه قام بتخزين احداث هذا اليوم فى ذاكرته وسيتأثر باقي عمره بما حدث 
فنادته سيدة من المنزل المقابل تعالى يا سيد خد الرغيف دا كله . ونظرت لسيدة واقفة في المنزل المجاور لها وقالت 
_ هى امه عندها غيره 
_ اه ياختلى عندها بت صغيره كدا يجي ست شهور ماهي من يوم ما سكنت تحبل وتسقط لغايه ما حبلت فى البت دي 
_ اعوذ بالله ماهو من كتر شعل الزار والدق على الرق والنط والفط بتاعهم 
_ وردت اخرى ايوه اهو حنرتاح من قرفهم وجت من عند ربنا 
دخل سيد المنزل وارتقى السلم سريعا لاعلى ودخل شقتهم وظل يبحث ويبحث عن اخته ولم يجدها 
فظل يبكي بحړقة الفراق امه ومۏتها امامه ام لحرمانه من والده ام لضياع اخته والتى كانت امه دائما توصيه بها فهو يحبها ويلاعبها ومتعلق بها 
ظل يبكي حتى نام على الاريكة فى صاله شقتهم امام الباب والذى ما يظل مفتوح 
_ وفى الصباح لم تخرج حميدة للعمل بل ظلت جالسة تحمل الفتاه وتلعب معها . الي ان بكت الفتاه جوعا ففكرت حميدة ماذا تفعل الان اتتركها لوحدها وتذهب هي لشراء زجاجة لبن وبعض من الذبادي ام ماذا تفعل 
وبالفعل قامت موضع بطانيه على جانب في الحجرة ووضعت الفتاه وامسكتها قطعه صغيرة من الخبز تلهيها بها حتى ترجع . وقامت بوضعا ارضا خوفا عليها من الوقع من على السرير نظرا لارتفاعه .
وقفلت باب الحجرة بالقفل ونزل من على درج السلم وقلبها ينبض سريعا وتفكر فين امها وابوها واخوها وايه ال حصل فى الحريقة ومين ال ماټت كيداهم ولا بسيمة 
نظرا لانها اغلقت حجرتها امس ولاتعلم ماذا تم 
وجرت من امام شقة بسيمة ونظرت للباب المفتوح ووجدت سيد يبكي ويرتعش من البرد 
فوقفت امامه والحزن يأكلها الا انه وحين رفع راسه جرت لاسفل 
ونزلت للطابق الاسفل وشاهدت ام ابراهيم تسندها جارة وتفتح باب الشقة وادخلت ام ابراهيم 
_ فوقفت بالخارج تسمع 
_ هي مين دي ال نازلة يا بت 
_ دي الوليه الخارسة باين ال ساكنه في السطوح 
_ ردت ام ابلااهيم مش خرسة ولا حاجة هي بس فى حالها 
_ عموما ياخالتي امي حتعملك لقمة تاكليها وحجبهالك ومنها لله بسيمة غارت بقرفها دهيه تجحمها ماترح ما راحت 
_ لولاكي وامك امبارح اخدتونلى المستشفى حطولى محاليل كنت مت جملكم فى رقبتي . وربنا يرجعك بالسلامة يا ابراهيم الواد خاف وطفش 
_ خلاص يا خالتي الكل بيقول شاب وغلط والعيب على غوته بس انتي غلطانه ازاى تفضحى ضناكي كنتى مسكتيها عليها زله وكرشتيها من غير صوت وخلاص . بصراحة انتى السبب في ال حصل كله اه انا اقول الحقيقة ولو على رقبتى واحط صباعى فى عين الطخين . انتى ال غلطانه ما ابويا بيقول كل الشباب كدا والكل عارف كبر وما اتجوزش عاوزة ايه يعنى وانتى طول النهار هاجة من البيت عند دي حبه وعند دي حبتين
_ اخص عليكي عيلة لسانك طويل بصحيح . يالا روحي لامك بلا هم 
وخرجت الفتاه وشاهدت حميدة تتصنت فقالت انتي لسه واقفة بتسمعي . شوفتى الوليه ټقتل القتيل هي السبب فى ال حصل كانت سترت ابنها اهو طفش وبسيمة اتحرقت وكيداهم كانت بتحوش اتحرقت وپتموت في المستشفى . وليه هم تشوف بقى مين حتخلها بتها جلابة المصاېب 
ونزلت الفتاه . ونزلت حميده بعدها بسرعة وخرجت على اول الشارع وذهبت لمحل الالبان تشتري اللبن الا انها نست ان تحضر اللبانه لتاخذ اللبن فقال لها الرجل اشتري زجاجه واحضرت ذبادي وعيش افرنجى وجبنه تركى وجبنه بيضة وبسطرمة وبيض واخرجت من صدرها اموال كثيرة مربوطة في كيس قماش 
وكان يقف صبي المحل وشاهد الاموال 
وخرجت من المحل تحمل الطلبات كلها في كيس من الورق المقوي كبير الحجم وهرولت سريعا للمنزل وارتقت للاعلي سريعا 
الا انها لم تدرك الفتى الذى يتتبعها طمعا في الاموال
فهي وكما نعلم تعمل منذ سنوات ولا تاكل الا بواقي طعام من تقوم بالعمل لديهم والبعض منهم يضع لها مناب للغداء فتضعه في الحلة وتاكلهم بغرفتها واستمرت علي ذلك لسنوات حتى ملابسها من عند من تخدمهم ملابس قديمه ولا تخرج من اموالها غير اجرة الحجرة لذلا اصبح لديها اموال كثيرة على مر الاعوام 
فدخلت النزل وهو
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 25 صفحات