رواية لاجئة في اسطنبول( الفصل 13:16) بقلم ياسمين عزيز
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
1314
فتح جان عينيه و هو يبتسم ببطئ ما أن التقطت رئتيه رائحه المسک الأبيض و الياسمين المنبعثه من تلك النائمه في أحضانه منذ البارحه..
تذكر ليله امس كيف بقى يتامل وجهها الفاتن لساعات طويله..
ضحك بخفه و هو ينظر لملابسها الطويله و حجابها التي أصرت على ارتدائه.. لا تعلم انها تبدو اكثر اثاره
لقد تطلب منه الأمر أن يستجمع كامل قوته حتى يسيطر على جسده ..
خاصه و انها تبدو كحلوى المارشميلو ناعمه..رقيقه و لذيذه.. أو كزجاجه نادره من النبيذ الفرنسي يكون أول من يتذوقها.
لم يقابل امراه مثلها من قبل..تجمع بين كل المتضادات.. مختلفه و مميزه هشه و قويه.. تساءل كيف لها تتحمل كل المصائب التي واجهتها ظن انه سيكسر صلابتها و قوتها باغتصابه لها و سيجعلها خاضعه ترتمي تحت أقدامه تتوسل رحمته..
مشاعر اللهفه و الخۏف و الشعور بالكمال و الرضى عندما تكون بقربه..
لقد تجرأ ليله البارحه و حدثها عن أشياء لم يحدث بها احد من قبل.. حكى لها عن علاقته المتوتره بعائلته..امه.. والده.. إخوته.. دراسته و حتى النساء اللواتي عرفهن بحياته..أراد أن يكسر حواجز الخۏف و الكره التي بنتها تجاهه و ان يدخلها عالمه السري.. كان يحدثها و كأنه يعرفها منذ سنوات.
لم تكن تجيبه او تتكلم فقط ايماءات بسيطه من راسها و ملامح وجهها التي تدل على الاستغراب تاره و الخجل او التقزز تاره اخرى.
تململت لين و هي تشعر بدفئ غريب يلفها..شعرت و كأنها في حضڼ والدها الحنون..
ابتسمت دون وعي و هي تقرب راسها و كامل جسدها من مصدر الدفئ..
مرغت انفها و ووجهها و هي تهمهم باستمتاع جعل الاخر يكاد يفقد صوابه.. زفر بحنق قابضا على كفيه الذين رفعهما وراء راسه مانعا نفسه من الانقضاض عليها..
ارتجف جسدها پخوف و ارتعشت شفتيها.. نظرت الى صدره العاړي و هي تقول پبكاء.
.ماذا فعلت بي.... ارجوك..
كبح جان جماح غضبه من نفسه و هو يجيبها بصوت دافئ محاولا تهدئتها..لاشيئ.. لا شيئ انظري لنفسك.. مازلت ترتدين حجابك اهدئي.....
التفتت لين كالمجنونه و هي تتلمس ملابسها بهستيريه غير مصدقه لكلامه.. و لكنها هدات قليلا بعد أن اكتشفت انها مازالت ترتدي كامل ثيابها.
توقف عن كلامه قبل أن ينظر لها بغيظ و كأنه طفل صغير..هاي لقد نمتي البارحه و تركتني اتحدث لوحدي كالابله..
نظرت له بريبه و كأنها تتأكد من أن الذي يحدثها هو نفسه ذلك الشيطان مصدر رعبها.
.. لا أذكر كيف نمت البارحه هنا.. كان يجب أن أذهب لغرفتي..
نهض جان پعنف من السرير و هو يتجه إلى الشرفه الزجاجيه محاولا استنشاق هواء بارد عله يستطيع كبح النيران التي اشتعلت في قلبه و عقله.. الټفت إليها ليراها جالسه مكانها على طرف السرير و هي تضم كيفيها الصغيرين لبعضهما على ساقيها و على ملامحها علامات الحيره و القلق.
قال بصوت جاد و هو مازال ينظر اليها..لقد قلت لك من قبل.. هذه هي غرفتك الجديده يجب أن تعودي نفسك على هذا التغيير.. اضافه إلى اننا سنذهب إلى منزل العائله الكبير هذا المساء..
اجابته باستنكار..و باي صفه ستاخذني إلى منزل عائلتك..... لا اريد ان اذهب.. لن اسمح لك باذلالي اكثر..
قهقه جان بمرح و هو غير مصدق بأن هذه الصغيره القصيره التي تصل إلى طول كتفيه تقف أمامه