الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لاجئة في اسطنبول( الفصل 13:16) بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

جميلة و قد يأذيني أحدهم.... أما الخالة إحسان فقد اخذتني للعيش في بيتها بعد أن تدمر منزلنا  و قد اعطتني بعضا النقود لاتمكن من السفر رغم اعتراضها على رحيلي... ..
اغمض عينيه ليقاوم شعور الندم الذي احتل قلبه... كم يود في اللحظة ان يحضنها الى صدره عله يخفف عنها ما تشعر به... لأول مرة في حياته يحس بالشفقة فصغيرته قد عانت كثيرا و لم ترحمها الحياة او تراعي صغر سنها ثم  يأتي هو و يزيد من عڈابها و يقضي على آخر احلامها.... لكنه احبها بل عشقها و يتمنى من كل قلبه ان يعوضها عن كل لحظة معاناة مرت بها....
استنشق كمية كبيرة من الهواء ليزفرها دفعة واحدة.. ثم قال بصوت تعمد ان يكون مرحا لاخراجها من حالة الحزن...
..أميرتي.. لا داعي للحزن... انت فقط قرري كيف تريدين مساعدتهما و انا جاهز لتنفيذ كل ما تأمرين به جلالتك.....
لمعت عيناها بفرح قائلة..حقا... هل تستطيع إخراج وداد من المخيم و توفير مكان آمن لها و لصغيريها... المسكينة لقد فقدت زوجها في الحړب و تركها تعاني..
ابتسم و هو يأخذ كفيها الناعمين بين يديه الكبيرتين
ثم اردف بصدق.. طبعا غدا سوف انقلها الى شقة مريحة في مكان هادئ و آمن و سأوفر لها عملا مناسبا و لن أنسى الطفلين أيضا.....
لين بدهشة.. هل ستقوم بكل هذا في يوم واحد ..
جان بتأكيد.. طبعا انه امر سهل للغاية لا تنسي من هو زوجك... اخبريني الان فيما يخص السيدة الأخرى..
لين برجاء .. فقط بعض النقود ليس كثيرا الف أو الفي دولار تكفي..
جان بضحك.. حلوتي القنوعة...انا لا أعلم كيف لكي ان تكوني بهذه الروعة رغم بساطتك لو كانت فتاة أخرى مكانك لطلبت مليون دولار لكن انت تكتفين بمبلغ بسيط لا يعادل  ثمن وجبة غداء في مطعم صغير...لا تصدقين بعد أن زوجك ملياردير و يملك الكثير من النقود... ..
لين بهدوء..لكنها نقودك... انت من تعبت في جمعها ليس من حقي طلب... ..
جان مقاطعا بصرامة .. لكنك زوجتي كل شيئ املكه هو لكي أيضا... لكي الحق في طلب كل ما تريدين... و لا تقلقي سوف ابعث لجارتك مبلغا كبيرا من النقود... هيا لنتناول العشاء فانا جائع جدا ..
وقفت لين بعد أن احست بتضايق جان من كلامها لتقول بتوتر..آسفة ان كنت ازعجتك... سوف أسبقك الى الاسفل للإشراف على تحضير الطاولة ..
جذبها جان اليه بقوة بعد أن فقد آخر ذرة صبر من عنادها ليقول بتحذير.. لين... آخر مرة تتحدثين بها معي بهذه الطريقة... تعتذرين وتتصرفين و كأنك غريبة.. انت زوجتي هل تعلمين ماذا يعني زوجتي...
انتظريني هنا سأغير ملابسي و سننزل سويا لنأكل و بعدها سنخرج الي الحديقة و في هذه الأثناء فكري كيف ستصالحينني... لقد جرحت مشاعري و انا حزين جدا..
تركها متجها الى غرفة الملابس و على وجهه ابتسامة خبيثة يعلم انها عقلها الطفولي من السهل خداعه و انها ستصدق تمثيله... يبدو أنه سيستمتع كثيرا هذه الليلة..  غطاء السرير الأحمر سيكون مناسبا جدا لما يفكر به من افكار منحرفة...
2
في مكان آخر بعيد
يجلس رجل في بداية الأربعين من عمره.. جسده الضخم و كتفيه العرضين بالإضافة إلى نظراته الحادة المخيفة تجعل منه رجل ماڤيا بامتياز... انه  الدون ليوناردو..احد اكبر تجار الأسلحة في أوروبا هدفه الحالي هو الفوز بمقعد في مجلس زعماء الماڤيا في أوروبا....و لن يستطيع تحقيق ذلك الا بالتخلص من احد الزعماء الخمس...و الذي من ضمنهم جان يلدريم...
قلب الأوراق و الصور أمامه باهتمام... فجأة لفت انتباهه صورة لفتاة جميلة.. أخذها بين يديه و هو يقول بانبهار ..يا إلهي من هذه الجميلة.... هل هي حقيقية.....
رمقه مساعده فرانكو بتعجب ليريه الاخر الصورة...
نظر لها باعجاب قبل أن يجيبه..سيدي انها زوجة السيد جان...الكل في تركيا منصدم من زواجه المفاجئ...يقولون انها عربية الأصل..
ليوناردو ..تبدو صغيرة...ذلك الجان محظوظ جدا أين وجد هذه الألماسة... انها رائعة الجمال رغم هذا الغطاء الذي تضعه فوق رأسها..
فرانكو بتأكيد..نعم انها كذلك سيدي..
ليوناردو بخبث.. الان ازدادت رغبتي في قتل ذلك التركي...أريد امتلاك هذه الجوهرة في أسرع وقت اريد ان ارى ماذا تخفي خلف هذه الثياب الفضفاضة التي تزيدها فتنه.... اسمع فرانكو خلال
يومين أريدك أن تعرف لي قصة هذه الفتاة....
أومأ فرانكو برأسه ليشير له الاخر بالانصراف دوم ان يزيح عينيه من على صورة... لين.. 
يتبع.

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات