رواية لاجئة في اسطنبول( الفصل 17 إلى الأخير) بقلم ياسمين عزيز
الغرفة بين أحضان جان الذي كان يرفض تركها.. حتى وجبات الطعام كانا يتناولانها في جناحهما...
رغم تذمرها و أعتراضها على جرأته التي كانت تزداد يوما بعد يوم معها إلا انها كانت تشعر بأقصى درجات السعادة...فقد تفنن جان في تدليلها كأميرة حقيقية...رفعت عيناها لتتامل ملامحه الوسيمة التي كانت في مضى مصدر رعبها...
انتفض جان و الذي كان يدعي النوم منذ وقت طويل عندنا رأى دموعها...امسك ذقنها باصبعيه و هو يسألها باهتمام..اميرتي مابك لماذا تبكين اخبريني هل تشعرين بالالم ..
لين و هي تنفي برأسها دون أن تتكلم ليزداد قلق و ارتباك جان ..حسنا اذن أخبرني هل هناك ما يزعجك هل انت غاضبة مني..
جان و هو يتنفس الصعداء رغم تألمه لأجلها .. حبيبتي لا تبكي ارجوك... انا اعلم انه صعب عليكي كل ما مررتي به...كوني قوية من أجل اوس و من أجلي و من أجل طفلنا القادم ..
لين و هي تمسح دموعها .. طفلنا..
جان بابتسامة لنجاحه في تشتيت أفكارها و نسيان حزنها.. طبعا اميرتي انا اريد ان ننجب الكثير من الأطفال الذين يشبهونك لكن في البداية اريد ان تنجبي لي فتاة جميلة مثلك..
قبل وجنيتيها ثم قال بحنان..خديها كطفل رضيع اما شفتيها فحبتي فروالة ناضجة ..خطڤ قبلة سريعة منهما قبل أن تدفعه لين پغضب.. يالك من ماكر تريد خداعي مجددا حتى لا نخرج من هذه الغرفة..
جان بحماس..حبيبتي و هل يوجد أجمل من هذه الغرفة... يا إلهي انا مستعد للبقاء هنا معك طوال حياتي..
جان بمكر.. لا تنكري انك كنت تستمتعين بكل ثانية قضيتها معي زوجتي المٹيرة.....
شهقت لين و قد احمر وجهها من الخجل لتصيح .. ايها الوقح اصمت الا تخجل.. ..
جان ..و لما أخجل انت زوجتي و حبيبتي و نحن في شهر عسلنا و الذي اصريت انت على أن نقضيه في المنزل ..
جان ..طبعا.. ألم نتزوج منذ أيام و من حقنا قضاء شهر عسل طويل و ممتع لوحدنا..
لين بعد تفكير..حسنا إذن انا اريد الخروج من هنا لقد غيرت رأيي ..
جان بنظرات خبيثة بعد أن توصل إلى مبتغاه.. حسنا اذن سأخبر الخادمة ان تعد حقائبنا سنسافر بعد ساعتين ..
لين ..بهذه السرعة ..
جان و هو يرتدي بنطاله.. طبعا حبيبتي لما الانتظار.. لا تقلقي سيكون مكانا جميلا لم تري مثله من قبل ..
في الشركة
قلب على أوراق الملف القابع بين يديه بملل ثم صاح .. اللعڼة عليك جان انت هناك تستمتع بشهر العسل و انا هنا أعاني.....
امسك بهاتفه الذي رن فجأة متمتما.. الله الله لو انني ذكرت مليون دولار ..
ضغط زر الايجاب ثم صاح پغضب ..أين أنت يا رجل كيف تتركني هنا وحدي.. يجب أن تأتي فورا الي الشركة ف هناك.... ..
قاطعه صوت جان البارد..كف عن الصړاخ علي بيك.. ألم تستطع تحمل العمل ليومين.....
علي..لا ولن اتحمل أكثر.. متى ستأتي..
جان .. بعد ثلاثة أيام أخرى... او ربما أكثر لاأعلم..
علي بتوسل مزيف..لا... فقط ثلاثة أيام... لا أكثر ارجوك.. لا أعرف كيف كنت تدير كل هذا العمل طوال هذه السنوات.....
جان ..هذه فرصتك لإثبات نفسك.. اسمع سأترك هاتفي مفتوحا لكن لا تزعجني الا عند الضرورة... و تلك العاهرة نازان تخلص منها لم أعد اريدها..
علي بمزاح.. حسنا كما تريد.. سأحاول الصمود لأجلك فقط اسدي... استمتع..
أغلق جان الهاتف بعد أن شتم علي بكلمات بذيئة كعادته.. نظر الى الخدم الذين كانوا يضعون الحقائب في صندوق السيارة ليزفر بملل قائلا.. يا للنساء.. يستغرقن ثلاثة ساعات لارتداء فستان... واو ..
خلع نظارته عندما شاهد لين تخرج من باب القصر.. ليتمعن في جمالها الباهر و هي ترتدي فستانا رقيقا من اللون الوردي..
كم بدت رائعة رغم ملابسها المحتشمة.. ليتأوه جان بمسرحية قائلا..سيقف قلبي يوما ما من جمالك زوجتي الصغيرة..
ابتسمت لين ثم رفعت ثوبها قليلا استعدادا لنزول الدرج الخارجي.. تقدم منها جان بسرعة ليحملها بخفة هامسا بأذنها..لا أطيق صبرا للوصول إلى وجهتنا...مارأيك ان نستمتع قليلا في السيارة..
لين بجرأة غير متوقعة و هي تداعب وجنته..حبيبي.. لقد أخذت كفايتك البارحة.. هل نسيت ..
جان بقهقة..صغيرتي الخجولة أصبحت جريئة اذن..
وضعها في السيارة من الخلف ثم جلس الي جانبها مشيرا للسائق بالانطلاق...
................
في مكان آخر
صړخ ليوناردو پغضب ..فرانكو.. ايها الاحمق.. ألم اكلفك بجمع معلومات حول تلك الجميلة.. زوجة ذلك العاهر التركي..
فرانكو پخوف.. نعم سيدي و لكن انت تعلم صعوبة هذا الأمر فجواسيسنا لم يتمكنوا من معرفة معلومات كثيرة حولها بسبب حرص زوجها على إخفاء حقيقتها عن الجميع...لا أحد يعلم من هي أو كيف تعرف عليها كل ما يعرفونه انها من أصل عربي و انها تزوجت بذلك التركي رغما عنها... يبدو أنها لا تحبه... .
ليوناردو و هو يفرك ذقنه و قد لفتت انتباه هذه المعلومة .. و كيف علمتهم بهذا ..
إحدى الخادمات في القصر استطعنا اغرائها ببعض المال... في الحقيقة لقد أخذت مبلغا كبيرا و...
ليوناردو بنفاذ صبر .. فرانكو....كف عن الثرثرة كالنساء و تكلم بالاهم..
فرانكو و هو يرتجف..حسنا سيدي.. خادمة اسمها ليزا.. تعمل هناك منذ فترة قصيرة و قد سمعت العاملين هناك يتحدثون..
ليوناردو..اذن تأكد من هذه المعلومة جيدا ايها الغبي و في أسرع وقت..
أشار له بالانصراف بطرف اصبعه ثم انحنى ليفتح احد أدراج مكتبه ليخرج صورة لين.
تمعن النظر في تفاصيل وجهها الفاتن ليقول بشرود.. لا اطيق صبرا لامتلاكك جميلتي...سيكون أروع حدث على الإطلاق عندما افقد ذلك التركي حياته و.... زوجته..
........................
مساء تقف لين مستندة على حافة اليخت تنظر بشرود الى أضواء المدينة التي تظهر لها من بعيد افافت على صوت جان المتسائل ..حبيبيتي.. لم انت شاردة فيم تفكرين ..
لين و هي تتناول كوب العصير من يده .. لا شيئ لقد كنت اتأمل أضواء المدينة...تبدو هادئة و جميلة من بعيد..
جان و هو يحرك أصبعه على وجنتها ..و هل يوجد ماهو أجمل منك..ثم أكمل .. مممم فستان جميل.. يبدو أن رحلة التسوق مع نازلي أتت بفائدة..
لين بابتسامة و هي تشير الى نفسها .. انه من اختيار نازلي انا افضل ارتداء الالوان الداكنة..
جان بخبث و هو يديرها حول نفسها ببطئ ..و انا أفضل تلك القطع الصغيرة التي ترتدينها تحت هذه الفساتين .. 3
غمزها لتتصنم لين مكانها و هي تغلق عينيها بأحراج ثم تلتفت الى الجهة الأخرى ليضحك جان باستمتاع و هو يحضنها من الخلف ..اعلم انك تخجلين و لكنني اريد التعبير عن رأيي بصراحة...و الآن تعالي الى الداخل فأنا أتحرق شوقا لاكتشاف اي لون ترتدين.. ..
يتبع
ليزا
لين... جميلتي.. غمغم جان بهمس و عيناه مغلقتان بنعاس...ابتسمت لين على مظهره المضحك و هو يتشبث بخصرها و يدفن وجهه بصدرها كطفل صغير...
تجاهلته بعبث ليرفع جان رأسه و يفتح عينيه بانزعاج قائلا ..لما لا تجيبينني...
اڼفجرت ضاحكة قبل أن تجيبه .. ماذا يريد طفلي المدلل.
ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء و هو يقول باندفاع .. لا شيئ كنت أريد أن ننجب فتاة صغيرة و لكنني تراجعت.. لا اريد أن يأخذ اي احد مكاني عندك يكفيني اخاكي اوس...
لين بضحك ..ايها الغيور...اخي صغير و يحتاج إلى رعاية لا تنس انه وحيد بلا اب و لا ام...
جان بغيظ طفولي ..لديه اصلي هي تحبه كثيرا و تعتبره كأبنها... دعيه لها و اهتمي بي انا فقط...
خللت لين اصابعها بعبث لتتلاعب بخصلات شعره و هي تقول بشرود ..هل تعلم شيئا... انا ايضا احتاج اليه هو مصدر قوتي في هذه الحياة لقد غادرت سوريا و أتيت الى هنا من أجله.. لم أكن أعلم ما ينتظرني هنا في هاذا البلد الغريب و لكن رغم ذلك خاطرت بحياتي و أتيت...من اجل اوس...اردته ان يعيش حياة افضل.
تنهد جان بضيق و هو يشتم نفسه في داخله عند رؤيته لدموعها التي انهمرت دون وعي منها... اعتدل في نومه ليصبح مقابلا لها ثم جذب جسدها اليه ليضمها بحماية و هو يتمتم لها ببعض العبارات المطمئنة لتهدأ....
بعد وقت قصير كانت لين تستقر بين أحضان جان الذي كان يداعب وجنتيها بمشاكسة فتارة يقبلهما و تارة يعضها لتصرخ لين بغيظ مصطنع واصفة اياه بالطفل ليضحك جان بمرح فكل ما يهمه حاليا هو اسعادها و مساعدته لها في نسيان حزنها....
جان ..لين.... اريد ان أسألك سؤالا مهما جدا.. و اريد إجابة واضحة و صريحة و أعدك انني لن اغضب منك مهما كانت إجابتك..
تململت لين و قد انتبهت كل حواسها لتجيبه.. ماذا تريد أن تعرف .
جان باهتمام .. اريد ان اعرف كيف تشعرين تجاهي... اقصد هل تحبينني ..
ظلت صامتة.. مندهشة تنظر له فقط دون كلام حتى يئس جان من إجابتها ليتفاجئ بها أخيرا تقول ..لا أعلم اذا كنت احبك ام لا ...كل ما اعرفه انني لم اعد استطيع العيش بدونك...انت اماني في هذا العالم ليس لي سواك و انا خائڤة من أن تمل مني يوما و تتركني...هناك مئات الفتيات الجميلات و قد تعجبك احداهن و تتركني.... 2
جان و هو يقاطع حديثها .. لن افعل...انا لست خائڼا يا لين فعلت كل شيئ في حياتي واسوءه انني اڠتصبتك و لكنني لم اخن أحدا في حياتي و لن افعل ذلك معك و هذا وعد مني...انت الأولى و الأخيرة في قلبي فكفاكي اوهاما صغيرتي...جذبها مجددا الى أحضانه و هو يهمس بأدنها .. كفانا كلاما الان...انا اريد طفلة لن نعود الى القصر الا و انت حامل...
لين بصړاخ .. يا قليل الادب...ماراح تتغير..
جان بضحك ..لن اتغير ابدا ما دمتي معي...حبيبتي..
بعد شهر ....
صباحا كانت تجلس مع نازلي في الصالون لاحتساء اكواب من الشاي...
نازلي و هي تداعب الصغير ..لين.. لقد اتفقت مع مدرس للغة الألمانية سيأتي منذ الغد ليعطي دروسا لأوس.. لقد علمته بعض الجمل و لاحظت انه يحفظ بسرعة لذلك أردته...
لين مقاطعة و قد بدأ على وجهها علامات الضيق ..
الا ترين ان تبالغين قليلا الا يكفيه دروس اللغة التركية و الانجليزية و نوادي الرياضة التي يرتادها و تريدينه ان يبدأ في تعلم لغة جديدة...سيتعب هكذا انا لست موافقة الغي الأمر و في المرة القادة كان لابد من استشارتي قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بأخي..
نازلي باحراج .. اوس طفل ذكي جدا مشاء الله و اردته ان يكون مميزا فقط... بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأطفال في سنه و يتقنون لغات عديدة... لقد حرصت على تنظيم وقته بعناية حتى لا يتعب فيومي السبت و الاحد مخصصات فقط اللعب و المرح....
لين بضيق ..انه اخي انا من المفترض انني انا المسؤولة عنه انت تريدين إلغاء وجودي في حياته تدريجيا... أصبحت لا أعلم أين يقضي أوقاته و مع من و ماذا يفعل....
صړخت لين في آخر كلامها