رواية عود ثقاب ( الفصل 1:10) بقلم ندا سليمان
أعرف أشوف شغلى أنا واثقه بميه بالميه إن داليا إتعرضت لضغط هائل جدا أو صډمه شديده دفعتها للإنتحار مش مجرد ضغط من الشغل وإكتئاب عادى زى ما قولتوا !!!!
وهتدفعها لتكرار التجربه مره واتنين وتلاته كمان لو فضلتوا ع الحال ده ومحدش بيقولى الحقيقه
زفر مصطفى ...أظن دلوقتى الوقت المناسب إللى تحكي فيه ل الدكتوره ع إللى حصل يا خالتى هى الوحيده بعد ربنا إللى ممكن تساعد داليا ومش هتقدر تساعدها من غير ما تعرف الحقيقه كامله
نزلت دموعها وبصت ل دكتوره نيهال ...حاضر أنا هقولك على كل حاجه
قعدت دكتوره نيهال وجنبها أم داليا
خديجه ...عاوزه تعرفي إيه يا دكتوره
خديجه ...خليني أبدألك من قبل ولادة داليا كمان عشان تفهمى الظروف إللى اتحطت فيها
نيهال ...إتفضلي وأنا سامعه حضرتك
داليا بنتي نسخه مني .. كنت بحب التعليم أوى وعندى طموحات ونفسي أبقى حاجه كبيره..كنت شاطره فى المدرسه وبطلع من الأوائل لكن فجأه لقيت أبويا طلعني من المدرسه وقالولي إنى خلاص هتجوز..وأيامها كانت كلمة أبويا وجدي ماتنزلش الأرض أبدا وفعلا جوزونى ل الحاج عمران وأنا بنت 15 سنه كنت عيله صغيره ماتفهمش حاجه ف أى حاجه كل إللى تعرفه كتبها ومدرستها وحلمها وبس..أول سنتين جواز إتعذبت كتير أوى عشان أتغير من الطفله إللى كانت عايشه ل واحده ست مسئوله عن بيت وراجل وحياه تانيه خالص
تعبت وشقيت مع أبوهم عشان أربيهم كان نفسي يحققوا الحلم والطموحات إللى ماقدرتش أنا أحققها وأخدت قرار إنى هعمل المستحيل عشان يكملوا علامهم لحد الكليه ولو عاوزين بعدها كمان قررت أحارب عشان أدافع عن حقهم إنهم يتعلموا ويحلموا
كبروا و إتفرغت ل عادل ف الثانويه العامه وهو كان مؤدب أوى وطموح .. ..مروا سنتين الثانويه العامه ودخل عادل كلية التجاره ويدوبك إرتحت سنه و مالحقتش آخد نفسي لإن داليا بدأت الثانويه العامه..حبيبة أمها من صغرها ماتحبش تتعب حد فينا ولا تضايقه أبدا..مطيعه وقلبها ع الكل دخلت كلية الآداب قسم الإنجليزى حاكم هى شاطره أوى ف الإنجليزى اللهم صل ع النبي عليها ..
نيهال ...معندكيش ولاد غيرعادل وداليا
خديجه ...عندى أنا فضلت من غير خلفه من عند ربنا كده 6 سنين من بعد داليا وبعدين ربنا رزقني ب أحمد آخر صبري دلوقتي ربنا يبارك فيه ف تانيه ثانوي عام
نيهال ...ربنا يحفظهم كملي يا أمي
خديجه ...
داليا من يوم ما إتولدت وهى مظلومه ف حياتها ومع ذلك ما بتشتكيش أخوها عادل بعد ما إتخرج ملقاش شغل..عمل المستحيل عشان يلاقي شغل وملقاش غير عامل نظافه ف شركه رضي بيها أحسن من مفيش والشغل مش عيب يعني لا مؤاخذه الإيد البطاله نجسه..وف يوم رجع البيت مڼهار وبيعيط زى العيل الصغير ضميته ف حضڼي وسألته ع إللى صابه قال إنه إنهارده حس بإهانه كبيره اووى إبن صاحب الشركه طلع واد كان معاه ف الجامعه وفاشل..عادل كان أشطر منه ف الجامعه والواد شمت ف عادل وأهانوا قصاد الناس فعادل من قهرته ضربه وسابلهم الشغل وجه ع البيت قلبي حرقني أوووى علي إبني ..بس هو ماهموش وكمل تدوير علي شغل تاني وإتشحطت من محافظه ل التانيه ومفيش فايده وۏجع قلبنا قبل كده پصدمه خدناها بعمرنا حاول يسافر بره مصر بطريقه غير مشروعه والمركب ڠرقت بيهم وربنا نجاه من المۏت ..فضل من بعد الحاډثه نفسيته مش مظبوطه ومابيطلعش من اوضتهة وأكلته خفيفه والحمدلله مع الوقت رجع تاني لطبيعته وداليا شايفه حال البلد ومفيش شغل وخصوصا بعد كل إللى حصل لأخوها فقررت تشد حيلها وتتعين فى الجامعه حطت الهدف ده قصاد عنيها وتعبت كتير أوى وربنا ماضيعيش تعبها كانت كل سنه تطلع الأولي على دفعتها وحافظت ع المستوي ده لحد آخر سنه وإتخرجت بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف وكانت الأولى ع الدفعه مشيت الصبح بفرحه عشان تقدم ورقها وتستقبل وظيفتها الجديده ف الجامعه..راحت فرحانه ورجعتلى بحاله لا تسر عدو ولا حبيب
من قبل ما تقدم ورقها لقت خلاص الوظيفه راحت لبنت دكتور ف الجامعه تقديرها أقل من داليا
بنتى حست بقهره يا نور عيني قدمت شكوى و ورقها إتطبق وإترمي ف الزباله
سلمت أمرها لله ومايأستش زى أخوها عادل وإكتئبت لأ بدأت تدور على شغل ولإنها كويسه ف نطق الإنجليزى يعني وشاطره إشتغلت ف شركه بس الشركه بعد كام شهر إتصفت..و صاحبها عرض عليها تسافر الفرع التانى فى أوروبا وهى رفضت يعني عشانا وعشان خطيبها مش موافق..ورجعت من تانى تدور على شغل و الحمدلله لقته إشتغلت مدرسة إنجليزى فى مدرسة خاصه
عادل أخوها مازال مش لاقى شغل إكتئب وحالته النفسيه إتدهورت خالص لدرجة إن عادل المحترم إللى العيبه ماتطلعش منه بقى بيشرب سجاير ويسهر بره البيت ويرجع وش الفجرسكران وتايه..وإتعرف على صحاب سوء غيروه وقلبوا حاله منهم لله مابقاش حد بيعرف يتكلم معاه وبقى عصبي أووى..بدأت الخناقات بينه وبين أبوه وف مره حصلت بينهم خڼاقه كبيره وأبوه طرده من البيت ومن يومها ما نعرفش حاجه عنه أبوه قلب الدنيا عليه وكإنه فص ملح و داب
الحاج عمران طلع ع المعاش وبقت داليا هى راجل البيت ومرتبها فى المدرسه الخاصه كان ع الأد فإضطرت تشتغل جنبها شغلانه تانيه ف فندق كبير..بتصرف علينا كلنا ومتكفله بأخوها أحمد وكل مصاريفه ومابتخليهوش يطلب قرش من أبوه أى حاجه يطلبها منها
إتخطبت لإبن أختي وحبيبها قصدى إللى كان حبيبها علي
من وهم صغيرين وهم مخطوبين لبعض على طول مع بعض وكبروا وفضلت مشاعرهم زى ما هى..هو أد عادل إبني ودخل كلية الهندسه وإتخرج منها وإشتغل على طول معيد ف الجامعه وبيعمل دكتوراه..وخطب حبيبته داليا ودى الحاجه الوحيده إللى فرحت بنتي ف حياتها cry رمز تعبيري..طلب منها تسيب الشغل أكتر من مره وخصوصا الشغل فى الفندق بس هى كانت بترفض عشان خاطرنا إحنا وحصلت مشاكل بينها وبينه بسبب الموضوع ده وأبوها بالقرشين إللى كان محوشهم إشترى تاكسي وإشتغل عليه رغم إنها عارضته ف الموضوع ده وإتحايلت عليه ما يشتغلش بس هو قالها إنه هيمل بعد ما طلع ع المعاش من قعدته ف البيت وإشتغل ع التاكسي عشان خاطر هى تسيب شغلها وتسمع كلام خطيبها..لقي شقه بعد عڈاب وبدأنا جهازها وانا الحمدلله كنت محوشه قرشين على جنب لجهاز داليا وخلاص جهزت من مجاميعه حتي فستان الفرح جهز وكان الفرح بعد شهر..راحت شغلها لآخر مره وأصحابها صمموا تيجي عشان عاوزين يحتفلوا بيها وعشان فرحها يعني كمان وياريتها ما راحت
ماقدرتش أم داليا تكمل من البكا رمز تعبيري..إتناولت نيهال كوباية مايه من ع المكتب وإدتهالها وحاولت تهديها عشان تكمل..هديت خديجه وبدأت تكمل ل نيهال إللى حصل ف اليوم ده
خديجه ...عمرى ما هنسي اليوم ده كان يوم 6 ديسمبر فاكره التاريخ بالظبط عشان سألت داليا قبل ما تنزل إنهارده كام عشان الجمعيه !
راحت داليا على شغلها لابسه كعادتها لبس محترم مش ملفت ولا عمرها حطت على وشها مكياج آخرها لو في يوم فكرت تحط فى مناسبه هو الكحل العاده إنها بتطلع من الشغل الساعه 9 بالليل توصل البيت على 9 ونص وأوقات بتيجي 10
ف اليوم ده الساعه جت 11وهى مارجعتش 12 ولسه برده والوقت إتأخر ومارجعتش..إتصلت بالشغل وصحابها وقالوا مشيت من بدري..فضلت قاعده وقلبي واكلني أوى عليها حساه مقبوض وقلبي بيقولي بنتي فيها حاجه
وأحمد يومها ساب مذاكرته وقالي هينزل يدور عليها..ساب أبوه نايم وخد مفتاح التاكسي ونزل يدور على أخته وقبل الفجر بشويه لقيت الباب بيخبط وأحمد بيقول إفتحي يا ماما بسرعه..جريت..فتحت الباب وكانت صدمتي
كملت بصوت متهدج ...أحمد شايل داليا..قالع التيشرت بتاعه وملبسهولها وهدومها متقطعه وڠرقانه ډم من أول وشها لحد رجلها ..صړخت لما شفت منظرها وصحي عمران على صوتي وإتصدم هو كمان ..أول ما دخل أحمد ب داليا البيت كانت شبه مېته
كان قلبي حاسس إن بنتي فيها حاجه cry رمز تعبيري..
وهنا سكتت أم داليا وإنهارت قصاد زهول دكتوره نيهال ..ضمتها نيهال لحضنها وحاولت تهديها
نيهال ...لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إهدى يا أمى وكملى أرجوكى عملتوا ايه بعد ما عرفتوا
خديجه ...ولا حاجه
نيهال ...إزاى !!!
خديجه ...
أول ما سمعت كلام الدكتوره أغمي عليا وفوقت لقيت جوزى زى إللى غايب عن الوعي مابيتكلمش خالص وأحمد مابطلش بكا زى العيال الصغيره
قولنا هنبلغ لقينا جوزى إللى ماكنش بينطق قال لأ مفيش بلاغات إحنا مش ناقصيين فضايح مصطفى فضل يقنع فيه يا خالى لازم تبلغوا مش هينفع كده..صمم عمران على رأيه لأ وكمان كان عاوز ياخد داليا ع البيت بحالتها دى لكن الدكتوره صممت تفضل فى المستشفي قالت إنها إستحاله تقدر تمشي وحياتها هنعرضها للخطړ عشان عندها ڼزيف حاد بالإضافه ل الچروح إللى فى جسمها من الضړب والعڼف
انا كنت بسمع كلام الدكتوره زى ما يكون رصاص بتصوبه ف قلبي
لقيت عمران مش قادر يقف كان هيقع وأحمد سنده هو ومصطفى وقعدوه علي كرسي
فضلنا كلنا فى المستشفي ما غمضلناش جفن..الشمس طلعت والدكتوره لسه ماطلعتش من عند داليا بعد ساعه كمان من الإنتظار خرجت الدكتوره وقالت انهم الحمدلله وقفوا الڼزيف وعملولها اللآزم ل الچروح إللى فى جسمها..مشيت الدكتوره وجابوا داليا ف أوضة..منعونا من الدخول دلوقتى وقفت عند باب الأوضه فضلت أبص لمنظرها بحسره رمز تعبيري بنتي اللى زى القمر والكل بيحسدها على جمالها وأخلاقها نايمه على سرير المستشفي وشها كله منفوخ وراسها مربوطه بشاش إيديها