رواية انا لها شمس (كاملة جميع الفصول) بقلم روز امين
ليبتعد الجميع مفسحين له الطريق مع تعجبهم لذاك الثري الذي ترك سيارته الخاصة ليشارك الفقراء وسيلة تنقلهمإختار المقعد الأخير بالسيارة ليحيل بنظره إلى تلك الغريبة لتستقل المقعد المجاور للنافذة لكنها سرعان ما جذبت يد إيثار لتقحمها بمقدمة السيارة قائلة
خلي إيثار تدخل الأولأصلها بتحب القاعدة جنب الشباك.
إزيك يا إيثار
ابتسمت لترد بخجل جعل من وجنتيها كثمرات التفاح في موسم حصادها
الحمد لله
سألها متلهفا
فكرتي في الموضوع اللي فاتحتك فيه
هي المواضيع دي بتتاخد على الدوغري كده يا عمرو
ضيق بين عينيه متعجبا اقتحامها الحديث والسماح لحالها بقول اسمه بدون ألقاب لتسترسل بعينيها وحاجبيها وكتفاها كفتيات الليل
إحنا نروح الوقت نقعد في كافيتريا ونتكلم مع بعض وبعدها نخرج في أي
________________________________________
رمقتها بحدة لتهتف باعتراض حاد
إيه الكلام اللي إنت بتقوليه ده يا سمية
واستطردت وهي تهز رأسها بنفي
أنا مش هخرج في أي حتة وبعدين أنا عندي محاضرات مهمة ولازم احضرها
وجه حديثه بحسم إلى إيثار بعدما فهم نظرات تلك اللعوب وعلم أنها تبغض حبيبته وتريد انتزاعه منها
ليستطرد بعينين متأملتين تنطق بالغرام
وأنا عاوز رأيك الوقت.
ابتلعت لعابها وهي ترى هيأته العاشقةمشاعر متعددة هاجمتهاارتياب على شعورا بالراحة مصحوب بالخۏف من القادم لكنها بالنهاية تشعر بالطمانينة كلما نظرت بعينيهسحبت بصرها تتطلع لصديقتها التي هزت رأسها وعينيها تحذرها وتأمرها بالرفض التامتنهدت براحة لتعود ببصرها إليه من جديد تحت دقات قلبه المتسارعة وكأنها تنتظر حكما سيغير مجرى الحياأو المۏت البطيء في ابتعادهاابتسمت خجلا لتقول بصوت ناعم
شهقة عالية خرجت منه وكأنه كان يكظم أنفاسه انتظارا لردها ليهتف متناسيا تلك التي تتوسط جلوسهما وهي تحتك بج سده بلا حياء أو خجل متأمله إث ارته عله ينتبه لوجودها ويتم تبديلها بصديقتها البلهاء
وأنا هعيشك معايا أسعد أيام حياتك مش هخلي الدموع تعرف طريق لعنيكي هحطك جوة عنيا وأقفل عليك برموشي علشان نسمة الهوا ماتجرحكيش
قطع شروده طرقات خفيفة فوق الباب ليهتف بنبرة حادة عبرت عن مدى الڠضب الكامن بداخله
إنتبااااه
عودة للحاضر
مش قولت لك مش عاوز أشوف خلقتك النهاردة
فتح الباب لتطل منه والدته وهي تقول بابتسامة
فيه حد عاوز يشوفك
هتف بحدة ومازال ينفث لفافة التبغ بشراهة
مش عاوزة أشوف حدخدي الباب في إيدك وإنت نازلة
حتى لو كان يوسف حبيبك...نطقتها بملاطفة ليظهر الصغير من خلفها وهو يقول بابتسامته الصافية
وحشتني يا بابي
وكأن بصوته وهيأته الملائكية ترياقا لحياة تلك البائس تبدل حاله بلحظه لينظر للصغير
________________________________________
بسعادة وهو يسرع إليه متلهفا ليقوم بحمله وادخاله
وإنت وحشتني قوي يا حبيبي
ابعد الصغير وجهه ليضع كفه الرقيق فوق عين ابيه المنتفخة ليقول مستفسرا
إيه اللي في عينك ده يا بابي
تبدلت ملامح عمرو لحزينة لتهتف إجلال التي تنظر لنجلها بقلب مټألم
دي حاډثة يا يوسفبابا عمل حاډثة بالعربية
يا حبيبي يا بابي...نطقها الصغير وهو يل ثم عين أبيه المنتفخة ليدخله عمرو بأحضانهبعد مدة كان يجلسه فوق ساقيه وتجاورهما إجلال فوق الفراش يطعمه كل ما لذ وطاب حيث امرت إجلال الخادمة بإحضار الطعام وبعض الحلوى والفاكهة التي يحبذها الصغيرهتف الصغير بصياح طفولي
عارف يا بابي مامي أخدتني الملاهي إمبارح أنا وعزة واكلنا بيتزا وأيس كريم ودخلت سباق العربيات ولعبت في بحر الكور كمان كان يوم حلو قوي
لوت إجلال فاهها لتهتف بغل ظهر بين بصوتها
ليها نفس تخرج وتاكل بنت منيرة بعد اللي عملته
بس وحياة ده ولا يكون على ستهم إن ما خليتها تيجي زاحفة تحت رجلي وتطلب مني الرحمة والسماح ليها ولأهلها
قطب الصغير جبينه لعدم فهمه لما تفوهت به جدته ليهتف عمرو من بين أسنانه بحدة
وبعدين معاك يا أماإيه اللي بتقوليه ده
ليسألها الصغير ببرائة
هو إنت بتتكلمي عن مين يا تيتا
زفرت بضيق لتربت على ظهر حفيدها الغالي وهي تقول بصوت حنون يرجع لمكانته العالية بقلبها
دي واحدة قليلة أصل متعرفهاش يا حبيبي
المهمكل وخلي بابا يخلص أكله كله علشان هخلي جدك يوديك الملاهي اللي في المركز وهخليه يشتري لك كل الالعاب واللبس اللي نفسك فيهم
وهخدهم معايا يا تيتا ولا هيفضلوا هنا زي كل ألعابي... نطقها الصغير بأسى ليخترق الالم قلب عمرو على صغيرهلتقول هي بجبروت
هيفضلوا هنا في أوضتك