رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل الثالث 3)
جراحية في أقرب وقت...الأدوية لا تكفي
لقد تعدت مرحلة العلاج بالأدوية....العملية
هي الحل..لن تصمد طويلا....
سيلين بحزن يغمر قلبها...لكن دكتور..كلفة
العملية باهضة جدا...الا يوجد حل آخر...
الطبيب بأسف...لقد أخبرتك يا آنسة..تحتاج
تدخلا جراحيا في أقرب وقت و إلا فقدناها..
سوف أتكلم مع إدارة المشفى..تستطيعين تقسيط
المبلغ....تدفعين نصفه الان و النصف الاخر
اومأت له سيلين بإيجاب دون أن تجيبه لينسحب الطبيب مكملا عمله بينما بقيت هي تفكر...يا
إلهي إنها ستون الف يورو من أين سأجلب
مبلغا كهذا...انا بالكاد أسدد فواتير الكهرباء
و الماء و الطعام....لم أستطع شراء حذاء
جديد منذ سنتين...مالذي علي فعله...صاحب
العمل لن يوافق على إعطائي سلفة بهذا. المبلغ
هذا سيحتاج وقتا طويلا حتى أجد سعرا مناسبا
و منزلا جديدا...يا إلهي انقذ أمي لايوجد لي
أحد سواها....
أدمعت عيناها بعجز و هي تحدق بباب الغرفة
المغلق حيث تنام والدتها وراءه بقلب انهكه المړض
ماذا سيحدث لها لو خسرتها...هي لا تعرف أحدا
في هذا العالم سواها...لا أقارب و لا أصدقاء...
إلى الوطن...
عادت من شرودها على صوت الممرضة التي
سمحت لها بالدخول و رؤية والدتها لدقائق
قليلة فقط....
دلفت إلى الداخل بقلب ممزق و عينان محمرتان
من شدة البكاء...أمها روحها الثانية تنام بقلة
حيلة على سرير أبيض يدها موصولة بأنابيب
و معدات طبية لم تفقه منها شيئا...
فلتت منها شهقة رغما عنها لتضع يدها على
بكف والدتها الحنون تمسك يدها...لتنتفض
بهلع قائلة بغصة...مامي إنت كويس اندهلك
الدكتور....
سعلت هدى قليلا قبل أن تجيبها بصوت متعب
و ضعيف...لا يا حبيبتي انا كويسة...مټخافيش
عمر الشقي...
سيلين پبكاء و هي تمسك بيدها كف والدتها
البارد...مام الدكتور قال لازم عملية ب 60 الف
يورو...اكملت حديثها باللغة الألمانية مبلغ كبير من أين سنحصل عليه..
و الطبيب يقول يجب أن تخضعي للعملية
في اقرب وقت...
هدى بابتسامة ضعيفة...متقلقيش يا حبيبتي
انا حبقى كويسة...متبكيش يا ضنايا كل مشكلة
و ليها حل بإذن الله...
سيلين بدموع...أعلم و لكني سأموت إن حصل
لكي شيئ...امي ارجوكي انا لا يوجد لي سواكي
انت كل عائلتي...يجب أن تصمدي
من أجلي...
و سوف ابيع المنزل بأي ثمن..الطبيب قال لي
اننا نستطيع تقسيم المبلغ ندفع حزءالان و الباقي بعد العملية...
أغمضت هدى عينيها بتعب فقد حان الوقت
المناسب لتنفيذ ماعزمت عليه منذ رحيل زوجها
يجب أن تعيد إبنتها إلى عائلتها...لن تبقيها وحيدة
ستفعل اي شيئ لإنقاذ وحيدها من الضياع في هذا
البلد الغريب الذي إلتهم سنوات عمرهما دون
رحمة....
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتحدث بهدوء...مفيش
داعي تبيعي البيت...انا حقلك إزاي تجيبي
فلوس العملية...إسمعيني كويس يا بنتي
و متقاطعينيش عشان انا بتكلم بالعافية....
اومأت لها صغيرتها و هي تمسح دموعها
التي إنهمرت على وجنتيها المحمرتين قبل
أن تركز جميع حواسها مع حديث والدتها....
داه أحن واحد فيهم انا ربيته زمان
لما كان صغير...انا سبته و هو عمره إثناعشر
سنة اكيد لسه فاكرني...عشان خاطري. ياحبيبتي
وافقي و روحيله...انا بقالي سنتين بتابع أخباره
هو كبر و درس محاماة بس هو حاليا ماسك
شركات بابا...بقى رجل أعمال ناجح....من هو صغير
و هو ذكي جدا انا كنت عارفة إنه لما حيكبر
حيبقى حاجة عظيمة و فعلا مخيبش ظني...
تنهدت سيلين باستسلام فهي و إن كانت في الماضي ترفض الذهاب لمصر و الالتقاء بعائلة والدتها
إلا أنها مضطرة الان من أجل والدتها..
تحدثت بصوت منخفض دلالة على موافقتها
رغما عنها و هذا ماكانت تعلمه والدتها لكنها
تجاهلت رأيها ليس من أجل الحصول على
ثمن العملية بل من أجل وحيدتها الصغيرة...
لاتستطيع تركها وحيدة دون مأوى و سند يحميها
من هذه الحياة القاسېة...
...تمام...و انا وين حعرفه انا نسيت إسمه
هدى...إسمه سيف عز الدين...ادخلي اوضتي حتلاقي في الدرج الثاني