رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل الثالث 3)
أصبحت لا تفارقها ليلا نهارا...
إبتسمت و هي تقلبها لتصبح فوقها و تبدأ
في دغدغتها لتتعالي ضحكات لجين السعيدة
...يا لهوي على القمر...اللي عاوز يتاكل داه..
انا حبدأ من الخدود الحلوة دي...همممم....
إنحنت عليها أروى و هي تمثل بأنها ستقضم
خديها لتتلوى الصغيرة محاولة الافلات منها
و هي تضحك بصوت طفولي...
أما في الخارج فيقف فريد أمام باب غرفة
بضيق قبل أن يحرك مقبض الباب ليفتحه
فقد أصبح مجبرا على رؤية تلك الفتاة المسماة
زوجته كل صباح في غرفة إبنته....طوال اليومين
الماضيين لم يحدثها او يحتك كلما دخل للغرفة
تخرج هي و رغم ذلك لا يرغب في وجودها و تمتعض ملامحه كلما لمحها...
حالما تفطنتا لوجوده صړخت لجين...بابي...
و ينشغل بالحديث معها بينما وقفت أروى من مكانها
لجين بلهفة طفوليه...بابي....
فريد...ياروح بابي...نمتي كويس...
اومأت بايجاب برأسها و هي تنظر نحو
الكيس العلبة الفاخرة التي وضعها على السرير
بجانبها ليضحك على مظهرها المتلهف فهي
في الاخير طفلة صغيرة لا تفقه من الحياة سوى
اللهو
و اللعب...
تركها لتزحف نحو العلبة و تبدأ في فتحها
ذو شخصية جافة مع الجميع إلا أنه حين
يكون مع إبنته فهو يتحول لشخص آخر مختلف
تماما...
وقف ليغادر الغرفة بهدوء كما دخل لكنه
توقف حيث كانت أروى تقف ليقول لها بنبرة
جافة...خلي بالك منها...
أومأت له ثم سارت نحو الطفلة التي كانت
منشغلة بفتح العلبة...شهقت بفرح عندما
نجحت في فتحها بمساعدة أروى لتحدثها
اجابتها أروى ضاحكة...أيوا شكلاطة...لأحلى
فرولاية في الدنيا....
مدت الصغيرة يدها بحرص لتأخذ إحدى القطع
تحت أنظار أروى المذهولة من جمال هذا النوع
من الشوكولا الفاخرة التي لم تر مثلها سوى في الصور...
بالطبع أين ستراها فمن الواضح أنها تساوي ثروة
و من مثلها لا يستطيعون سوى الحصول على
تجاوزت دهشتها و هي تنظر للجين التي كانت
حرفيا تفترس قطع الشوكولا دون توقف مصدرة
أصواتا طفولية تعبر على تلذذها...
لتعاتبها أروى قائلة...حبيبتي مينفعش ناكل
شوكولا كثير...كده حتمرضي..و كمان مش
حتقدري تفطري كويس...
همهمت الصغيرة برفض لتيأس منها أروى
فوالدها هو من أحضرها لها إذا منعتها في
من زوجها...
تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمد يدها هي الأخرى
و تشاركها الاكل بعد أن قررت انها سوف تخبر
خالتها و هي ستتصرف معه..
أخذت الغطاء المصنوع بالشوكولا لتقلبه
في يديها قائلة بصوت منخفض تحدث
نفسها...طيب و داه المفروض ناكله و إلا
نحنطه...داه شكل حل اوي و مش هاين
عليا...يالهوي انا بقول إيه دلوقتي خليني
اذوق طعمه عامل إزاي....
قضمته ثم أغمضت عينيها لتهمهم بتلذذ
مستمتعة بطعمه الرهيب الذي تتذوفه لأول
مرة في حياتها....
في مطار برلين تيجيل في ألمانيا....
تجلس سيلين على احد الكراسي في صالة الانتظار تنتظر رحلتها المتجهة نحو مصر بقلق و توتر كبير
ودعت والدتها منذ قليل قبل أن تتجه نحو
المطار...
وضعت يدها على صدرها تهدئ ضربات قلبها
المتسارعة برهبة و هي ترفع نظرها كل ثانيتين
للوحة البيانات التي تحتوي على موعد
إقلاع الطائرات...
دقيقة...إثنان...خمسة....ستة و عشرون
دقيقة قضتها قبل أن تسمع صوت نداء
رحلتها لتقف من مكانها متوجهة نحو المكان
المخصص لكشف جوازات السفر....
إنتهت من الإجراءات ثم صعدت إلى
الطائرة لتدلها المضيفة على مكانها
بجانب النافذة..دقائق قليلة ثم تعالي
صوت المضيفة الأخرى تطلب من المسافرين
ربط الأحزمة و الإستعداد للإقلاع نحو مصر.....
بعد أكثر من خمس ساعات لم تعلم سيلين
كيف مروا عليها..
خرجت من باب مطار القاهرة الدولي نظرت
أمامها تبحث عن سيارة أجرى تاكسي....
أخرجت الورقة التي كانت تحتفظ بها
في حقيبتها اليدوية و التي تحتوي على
عنوان الشركة الذي كتبته لها والدتها باللغة
العربية ثم توجهت لأول سيارة وجدت صاحبها
يتكئ على بابها و هو ېدخن سېجارة...
تنحنحت قليلا قبل