رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل الرابع 4)
و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة
...هو...قصدك مين
سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها... مامي my mother.
سيف و هو يحاول مجاراتها بياخذها على قد عقلها
...يعني مامتك هو اللي بعثك هنا...للشركة بتاعتي
و قالتلك تقابليني.
لا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع
وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة
ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول
و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية
باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته
حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها...
بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي جعلته
لاحظ تحول ملامحها إلى الحزن و هي تقول
...هو في المستشفى...مريض جدا....حيموت
و يسيبني لوحدي انا مش عندي حد غير مامي
انا عايش في ألمانيا مع مامي و هي مريض
و انا خاېف ېموت...
مسحت دموعها و هي تنزل رأسها أكثر تحدق
في حقيبتها التي كانت تضعها على ساقيها
شتمت نفسها بسبب دموعها التي خذلتها
مجيئها إلى هنا تذكر نفسها في كل دقيقة
و ثانية أن تجعل نفسها قوية و لا تبين
ضعفها أمام أحد....
اما سيف فبدأت الرؤيا تتوضح أمامه شيئا
فشيئا.. فهم من حديثها أنها تريد نقودا لوالدتها
المړيضة...لكن هل هي صادقة في كلامها...فمن
الممكن أنها تستخدم هذه الحجة القديمة لتحصل
على النقود...
الممكن أنها تريده أن يعوضها عن فقدانها لعملها
بسببه كل الاحتمالات واردة لكنه كالعادة لا يخبر
أحدا بما في رأسه من أفكار حتى يتأكد
رغم انه يكره شعور أن يكون جاهلا بما يدور في خلد الآخرين....فهو لم يسمى الشبح من فراغ بل بفضل ذكائه الشديد و دماغه العبقرية التي تمكنه من معرفة ما يفكر به أي شخص أمامه قبل التفوه به...لكنه يعترف بفشله هذه المرة فهناك الكثير من
تنحنحت لتجلي صوتها قائلة بلغة أنجليزية
متقنة ...سيدي انا إسمي سيلين سامي...والداي
مصريان ولدت في ألمانيا و عمري تسعة عشر
سنة...ابي تركنا منذ أربعة سنوات عندما كان
عمري خمسة عشر سنة لا أعرف أين ذهب
من الايام و لم أجده...عندما سألت أمي قالت
لي بأنه ټوفي في حاډث ما...في كل مرة أسألها عنه تجيبني بنفس الكلام و في إحدى المرات
بعدها خرجت والدتي للعمل في أحد المصانع
لتتكفل بأعباء المنزل و مصاريف دراستي...
لكنها تعبت بعد ذلك و مرضت بالقلب...إضطررت
في أقرب وقت...نحن لدينا منزل إنه ملك لوالدتي
بالأمس ذهبت لمكتب العقارات حتى أبيعه
لكنه أخبرني أنه سيحتاج وقتا حتى يجد
من يشتريه بثمن مناسب أخبرني ان المنزل يساوي
مائة و خمسون ألف يورو..
لكنه يحتاج للوقت و انا لا أملك
ذلك الوقت حتى أنتظره...يجب إجراء الجراحة
هذا الأسبوع و إلا سوف أخسرها..أنا أعمل في
وظيفة عادية لا اتقاضى الكثير و صاحب العمل
لن يعطيني سلفة و العملية تحتاج لستون الف
يورو...الطبيب أخبرني إنه يمكنني أن ادفع
نصف التكاليف قبل العملية و الباقي بعد
إجراءها...أقسم أنني لم أكن اريد المجيئ
إلى هنا...انا لم ازر مصر من قبل رغم إلحاح
والدتي و لكنني كنت أرفض المجيئ...كانت
دائما تقول لي بأنها إن ماټت فسأبقي وحيدة
من فقدانها...
لا أعرف أحدا غيرها...هي كل عائلتي....
توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها
أجبرتها على التوقف....لتسمعه يقول...ممم فهمت
يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض...طبعا
ليه دلوقتي بالذات...
قطبت سيلين حاحبيها بعدم فهم من كلامه
لتجيبه... انا لا أفهم عن أي تعويض تتحدث
انا لا أريد شيئا سيدي...لقد اخبرتك أن والدتي
مريضة و لولاها لما كنت أتيت هنا ابدا...لقد خاطرت بالمجيئ وحدي إلى بلد لا