السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هوس من أول نظرة الجزء الاول (الفصل الرابع 4)

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أعرفه من أجلها هي فقط
لا اريد فقدانها...كنت أريد أن تساعدني...بأن تعطيني
الستون الف دولار و انا سأعيد لك مائة ألف بعد
شهرين عندما يباع المنزل...لدي نقود و لكن ليس
لدي الوقت...حتى انني ذهبت للبنك و لكنهم
أخبروني بأن الإجراءات تتطلب وقتا...امي قالت
لي أن الوحيد الذي سيساعدني هو سيف عزالدين....
عبثت بحقيبتها بعض الوقت قبل أن تخرج
ظرفا كبيرا...
وضعت حقيبتها جانبا ثم وقفت من مكانها
متجهة نحو لتعطيه له قائلة... هذه هويتي
و نسخة من هوية والدتي و بعض الصور
و كذلك سلسلة....هذا كل ما أملكه من دليل
سيدي .
تفحص الأوراق بهدوء و صبر قبل أن ينتفض
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على وجهه ملامح
الصدمة...
تمتم بعدم تصديق و هو مازال يتفحص الأوراق
...طنط هدى....إنت بنت طنط هدى...هي لسه
عايشة
نزلت أروى الدرج تحمل بين ذراعيها تلك الصغيرة
لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في
الصالون تتحدثان تمتمت بداخلها و هي تتفحص
مظهرهما الراقي و المنمق... الستات دول مبيكبروش
ابدا.. الشعر مصبوغ  و ماكياج و كأنهم رايحين فرح...عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط  بيتمشوا في البيت بالكعب...عيني عليكي ياما
مكنتش بشوفك غير بالجلابية الصفراء بتقلعيها
وصلت حذوهم لتضع لجين على الأرض و هي تقول
...صباح الخير....
أشارت لها سناء خالتها لتجلس بجانبها و هي تبتسم لها صباح النور يا حبيبتي تعالي أقعدي
حنادي على عزة  تجيبلك قهوة....
جلست أروى بتوتر بجانبها فالبرغم من أنها
خالتها إلا أن علاقتها بها لم تكن وطيدة و ذلك
بسبب الفارق الاجتماعي بين العائلتين حتى
أنها لم تكن تزرهم في منزلهم إلا مرات نادرة
تعد على الأصابع لكنها كانت تساعدهم ماديا
خفية عن زوجها و أولادها و قد إختارتها زوجة
تزن في أذنها لاشهر حتى تقنع فريد بأن يتزوج من إبنتها....
لاحظت نظرات إلهام المتعالية لها حتى أنها
لم ترد تحيتها عكس سميرة التي رحبت بها
ببفرحة صادقة مشاء الله زي القمر يا حبيبتي
داه فريد محظوظ بيكي جدا .
خفضت أروى رأسها قائلة بخجل...ميرسي
يا طنط داه من ذوقك....
قلبت إلهام عيناها بملل متحدثة بفتور... هو إنت
في كلية إيه يا....أروى
أروى...كلية آداب قسم لغة إنجليزية...
إلهام بنبرة متعالية... ممم على كده خلصتي
جامعة....
أروى بخجل... لا.. فاضلي سنة و أخلص....
إلهام بقصد... تكملي و هو فريد حيوافق
قاطعتها سناء بنبرة حاسمة و قد فهمت ماترمي
إليه...إلهام...الموضوع داه خاص بين أروى و فريد
مفيش داعي نتدخل في خصوصياتهم...
اومأت لها إلهام بعدم إهتمام و هي تكمل إرتشاف
فنجان قهوتها مكتفية بالاستماع لحوارهم السخيف
حسب رأيها...
يجلس فريد في مكتبه يتفحص بتركيز ملف
أحد القضايا التي تشير لتورط احد رجال الأعمال
في تهريب شحنة من ألعاب الأطفال الغير مطابقة
لشروط الجودة....طرق باب المكتب ليسمح
برتبة اقل من رتبة فريد...
أحمد بمرح...انا مصدقتش لما قالولي
برا إنك هنا....إيه يا عريس زهقت بالسرعة
دي.....
فريد بلامبالاة و هو مازال مركزا في عمله
...عندي شغل مستعجل...لو عاوز تقول حاجة
إنجز مش فاضيلك.
تأفف أحمد قليلا من أسلوب فريد الجاف
و الذي تعود عليه منذ ۏفاة زوجته ليتحدث
بانزعاج... مفيش بس كنت عاوز أسألك عملت
إيه في قضية ناجي العواد....
نفخ فريد الهواء بملل قبل أن يخرج سېجارة
من علبة السچائر ليشعلها ببرود مستفز دون
أن يجيبه و كأنه غير موجود...ليقف الاخر من
مكانه راكلا الكرسي وراءه ليسقط على الأرضية
مصدرا صوتا مزعجا و هو يصيح...انا استاهل
عشان إبن ستين جزمة.. رغم كل مرة بكلمك فيها
بتتجاهلني كده كأني مش موجود لكن برجع
ثاني اكلمك عادي و كأن محصلش حاجة
عشان بقول صاحبي و اللي مر بيه مش سهل
بس لامتى حتفضل كده...إرحم نفسك شوية
يا اخي داه إنت مبقاش عندك صحاب غيري
انا و عادل......
أجابه الاخر ببرود و عدم إهتمام...عاوز إيه يا..
يا صاحبي
إنحنى أحمد علي المكتب ليقترب من فريد قليلا
ليهمس... عاوزك ترجع فريد القديم اللي بيضحك
و يهزر...فريد اللي بيحب الحياة...انا مش قادر
اشوفك كده زي الشمعة بتنطفي كل يوم...يا اخي
مش إنت اول و لا آخر واحد يفقد حد عزيز عليه...
و بعدين إنت خلاص تجوزت...و الحي ابقى من
المېت.. حاول تنسى...حاول تعيش عشان
بنتك.....
أدار فريد كرسيه للجهة الأخرى قائلا بتنهيدة
عميقة...مش قادر....اللي بتقوله مستحيل
انا خلاص حياتي إنتهت يوم ما ماټت.. الفرق
الوحيد إن هي تحت التراب و انا فوقه....
حتى بنتي بقعد

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات